شبكة ذي قار
عـاجـل










13- إن الستراتيجية التي أعتمدتها الامبريالية في ما سمي بثورات الالوان في دول الاتحاد السوفيتي هي نفسها التي تعتمدها اليوم فيما أطلقوا عليه بربيع الثورات العربية وهي ستراتيجية تعتمد بالدرجة الاولى على الخلط أو بالاصح إستغلال المطالبات المشروعة للجماهير كالاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتوفير فرص العمل والخدمات في بعض البلدان سواء التي كانت في المجموعة السوفيتية سابقاً أو في بعض البلدان العربية اليوم,أقول إستغلال الشعارات في هذه المطالب المشروعة والتي ترفعها هذه الانتفاضات من قبل الامبريالية وخلطها بتحقيق أجندتها الخاصة بها,وذلك بتقديم الدعم لهذه الانتفاضات بل بشكل أدق بتوجيهها نحو طريقٍ قد يؤدي الى تاييدها عالمياً وتسخير عالٍ للاعلام المبرج والموجه من قبل هذه القوى المعادية للشعوب والذي تمتلكه هي لتحقيق أمرين ليسا متناقضين في المرحلة الاولى من الفعل الانتفاضي ولكنهما سيفترقان في المرحلة الثانية,وبالتأكيد ستكون النتائج لصالح القوى الامبريالية الطامعة لكونها سبقت الجماهير بمرحلة قيادتها للانتفاضة أو محاولات التغير.وحيث في المرحلة الاولى تكون الجهود الشعبية والادارات الامبريالية متداخلة ولكنها تَصب في جهد واحد هو إحداث التغير ولا تقاطعات في الخطوات ويظهرفعل التغير فيه من الشراكة ولكنه في حقيقته مبرمجٌ وفق الستراتيجية الامبريالية ,وهنا لست بصدد أُقلل من قوة الجماهيرأمام القوى الامبريالية ولاأُقزم من الارادة الجماهير في إمتلاك للارادتها أمام الاصرار الامبريالي ومناورات هذه الدوائر ,ولكني أًريد التأكيد على دور المهم والاساسي لوجود طليعة ثورية في قيادة وإدارة الانتفاضات أو الثورات,

 

وأقول إن أي إنتفاضة أوحتى ثورة وبكل ما تعنيه من ثورة إذا لم تتقدمها طليعة ثورية مقتدرة في الوعي والادراك لتحول هذا الزخم الجماهيري من مجرد أنتفاضة أو ثورة لتحقيق مطالب جماهيرية مشروعة الى ثورة شاملة ولاتقف بتحقيق النتائج بل تتعدى الى إيجاد حلول جذرية لقلع مصادر الاستغلال والظلم من المجتمع, وأن لا يكون التغيراً محصوراً في الطبقة الحاكمة وقيادتها بل يتعدى ذلك لتغير جذري في فلسفة الاستغلال والظلم أيظاً,فإن الانتفاضة أو الثورة بعد التغير ستكون مرتبكة ومبعثرة في إختيار النهج الجديد لمسيرة التغير وستفقد قوتها التاثيرية والقيادية على المجتمع في تحقيق أهدافها لانها ستشهد تشضياً في ألافكار وضياع أولياتها بين تعددية الافكا في النظرة والنهج وسيوديً الى إفتراق لقوى الانتفاضة وإختلاف في وتوجه أجنحة الثورة,فالثورة الحقيقية في واقعنا العربي لابد أن تظم كل الاتجاهات التي تسعى لتغير الانظمة الطبقية أو التي لاتقوم على وجود الارادة الشعبية والتي لاتتمتع بقاعدة جماهيرية,ويعني إنها لابد أن تكون من مكونات دينية وعلمانية وماركسية وقومية إشتراكية,وهذه المكونات السياسية من الصعب ان تلتقي على برنامج واحد لمرحلة ما بعد التغير,فإنها قد تلتقي في مرحلة الانتفاضة في هدف إسقاط النظام الاستبدادي ولكن من الصعب جداً ان تتفق على برنامج إصلاحي واحد يحقق هدف الانتفاضة أو الثورة,

 

وهنا يبرز دور الطليعة الثورية التي تنظم الفعل الثوري في مرحلة النضال قبل التغير وأيظاً في مرحلةالنضال بعد التغير وتكون الضامن الوحيد لبلورة شكل ونوع المحطات النضالية في كل مرحلة,وأيظاً يلعب عامل الخبرة النضالية للطليعة الثورية دوراً كبيراً في مواجهة ترتيبات أعداء الثورة في مرحلة ما بعد التغير,وهذا يمكن أن يكون عبر جبهة قومية إشتراكية إسلامية ماركسية ومن خلال هذه الجبهات تتوحد الروئ المستقبلية للثورة وأيظاً تتحول هذه الجبهة لمركز إستقطاب لكل شرائح وطبقات المجتمع,والجبهة القومية الاشتراكية الاسلامية التي تقود المقاومة العراقية اليوم ضد الاحتلال الاجنبي مثال حي للطليعة الثورية.إن أي إنتفاضة جماهيرية لا تملك قيادة ثورية حقيقية مؤمنة بالتغير الجذري ولديها الخبرة النضالية سواء في قيادة الثورات أومجابهة تكتيكات وحتى ستراتيجيات الاعداء فإنها قد تنجح في المرحلة الاولى من الأنتفاضة,ولكن في نهاية هذا الطريق الجهادي ستنتكس وتكون هنالك محطة تفقد الانتفاضة الكثير من أهدافها بل قد تُحاصر وتخسرا ضرورات حياتية أساسية كالامن والسلام والاستقراروالوحدة الوطنية وهذا بسبب إيداع بعض قيادات الانتفاضات لمستقبل إنتفاضتهم بيد الامبريالية وتجيرها لصالحها والتي لا تفهم من اي توجه إلا لخدمة مصالحها هي فقط ,ويكون أول الخاسرين هم الكادحين لانهم قبلوا بإيداع إنتفاضتهم في مخازن اعداء الامة والشعب والوطن,فكانوا ضحية لهذه اللعبة. وهنا يكمن أهمية وجود قيادة للثورة واعية ومستوعبة للظرف الزماني للثورة وتمتلك كل خصائص النضال الثوري وقد تكون هذه القيادة مجموعة من الثوار الحقيقين وأصحاب المبأدي الثورية مؤلفين جبهة ثورية, أو حزباُ ثورياً تكتمل فيه كل صفات قيادة النضال الجماهيري الثوري وأن يكون قادر أن يدير دفة الانتفاضة و الثورة ويؤمن وصولها الى مرافء الهدف الجماهيري الحقيقي وهو إعادة البناء السياسي والاقتصادي و الاجتماعي للمجتمع.


14- فالثورة التي تقوم من أجل الكادحين والفقراء وضد إستغلال الراسمالية وجشعيها وأطماع الأستعمارومعهم كل اللذين تمددوا في ظل تحالفات مع أنظمة مستغلة ومحتلة ,وفعندما تكتسحتهم الثورة لا يمكن لهولاء من المنتفعين والمرتبطين بالقوى الخارجية والمدعومين منها أن يسلموا بسهولة السلطة ويتنازلوا عنهاكلياً للثوار, بل سوف يحالون أن يستوعبوا الزخم الثوري ويمتصوا الفوران الشعبي ويذهبوا بخطوات تتناسب مع مطاليب الثوار حتى لو وصل الامر التضحية ببعض مصالحهم ورموزهم البائدة على الامل العودة بهذه الطبقة بلباس إقتصادي وإجنماعي أوسياسيي جديد وبتغير ببعض الوجوه اي قد يَخرجوا من الباب ولكنهم يعودون من الشباك بهيئة مختلفة,إنها واحدة من المناورات التي المتُستخدمة في الاستراتيجية الامبريالية في وطننا العربي, وفي اثناء هذه المناورة تُستَنفر الامبريالية و الصهيونيةالعالمية الطامعة كل قواها الخارجية والداخلية سواء كانت مؤسسات أو أفراداً إعلامية وسياسية أوثقافية لاعداد الارضية المناسبة و كل الاجواء المناسبة للتغير الذي يحصل وجعله إفرازا أو نتيجة للتغير العام (أو مايسمونه بالثورة) وبذلك تضيع الأنتفاضة وتتعوق خطواتها وتبقى شعاراتها كما يريدها أعدائها مركونة في رفوف ذكريات المواقف لكي يبقى الشعب ينتعش بشعاراتها فقط, و يعود أعداء الثورة ليستغلوا الشعب بشكل جديد ومتحضر بإستخدامهم لنظام سياسي يسمونه متحضر(أي بديمقراطية زائفة ) لتزيد من بؤس الفقراء والكادحين وتثقل أكثر في جيوب المستغلين الجشعين والحصيلة النهائية تكون فارق طبقي كبير وظلم بحق الطبقات المسحوقة وتنخدع الجماهير وتنجر للعبة القذرة التي يطلقون عليها (بثورات التغير) والتي من إفرازاتها هذه الديمقراطيات الزائفة و الحريات الناقصة,وفَرضْ قيادات فردية أوحزبية أو أُوليغارشية غبية أو مُجندة لصالح القوى الاستعمارية مما يُسبب ضياع الوطن وتفتت لكل مؤسسات الدولة وهدمها وتحت حجة التغير,اقول قيادات غبية لانها تخدم أجندة الاجنبي وبالنتيجة توصل البلد الى تيهان كامل لاي حالة إنضباطية تحت لافتة الديمقراطية. ومن أهم المظاهر التي يعدونها في ستراتيجتهم في إعداد نظام عربي رسمي هي حالة فقدان الامن والاستقرار وهدر في المال العام وفقدان السيادة وفوضى تقودها مصالح انانية وضيقة تعبر عنها أما مجاميع من أحزاب وميليشيات مرتبطة بمصالح الاجنبي المحتل, والعراق اليوم خيرمثال على هذا التغير الكاذب,أوأن تغيراً في شكل النظام يحصل وليس في فلسفة النظام وهذا ما يتبين مما يجري في القطر المصري يسير الى نفس الاتجاه في غقامة نظام يفرز الظواهر السلبية ذاتها التي يعيشها العراق اليوم.التي بالنتيجة هي ذاتها ولكن بطريقة مختلفة فيكفي أن الاحصاءات الاخيرة تؤكد إرتفاع معدلات الجريمة في مصر الى 200% وتزايد في معدلات البطالة ولا يوجد في الافق السياسي للنظام الجديد ما يدل على أن تغيراً سيحصل في نوع وليس شكل العلاقة مع الكيان الصهيوني الذي غالبة الشعب العربي المصري ترفض أي نوع من التطبيع معه. .وهكذا تكون خطوات الردة الذكية من أعداء الثورة وسرقة الثورة وتنتهي عند عودة الطبقة المُستغلة للحكم بالشكل الجديد ,

 

السبب في ذلك واضح هو إن التغير أو الانتفاضة لا يمكنها أن تكون ثورة حقيقية إذا لم يكن يقودها طليعة ثورية تحمل فكراً ومنهجاً ثورياً قادرين على المحافظة على ديمومة الانتفاضة الشعبية والالتزام بشعاراتها وجعل الزخم الجماهيري مادتها في الأستمرار بالتغيرات الجذرية وبذلك ترتقي الانتفاضة لأن تكون ثورة حقيقية وتحافظ على مسيرتها من الانحراف وتصفية الدخلاء عليها.إن التغير الحقيق لا يمكن أن يجري تحت الاحتلال الاجنبي وأيظاً لايمكن ان يجري تحت سلطة منبثقة من النظام السابق المستبد ولكنه يجري في فضاءات من الحرية الحقيقية وبعيداً عن دبابات المحتلين وبعيداً عن تاثيرات العواصم الاجنبية,و ايظاً يجري التغير عندما تقرر الشرعية الثورية التحول الى الشرعية الدستورية وفي بيئة وطنية وفضاءات مادية وطنية ومناخات تلمها راية حب الوطن وليس في فنادق وقاعات لعواصم اجنبية,هكذا تكون الحوارات وطنية عندما تكون في الوطن وقريبة من المواطنين وتتحسس ما يفكر به المواطن ويشعرون ويقرون إرهاصاته لانهم قريبون من المواطن وإرهاصاته و طموحاته,فاي حماية يقدمها الاجنبي لاي مواطن سواء كان محتلاً للوطن أو كان مستضيفاً له يكون هو موجوداً في بالتاثير وبالنتائج.

 

 





الخميس٢٨ رجـــب ١٤٣٢  هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / حــزيــران / ٢٠١١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة