شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يكاد أعداء الأمة العربية المجيدة وعرّابي تدمير فكرها وإيديولوجيتها ورسالتها الثائرة القومية الإنسانية المؤمنة ومنجزاتها، أن يصدقوا إن حزب الأمة, حزب البعث العربي الاشتراكي, هو طائر عنقاء وهبه الله القدرة على البزوغ حيا" يُرزق من بين ركام الاستهداف الإجرامي الوحشي، لأنه ليس حزبا كأي حزب آخر عرفه هؤلاء العرّابون والمرتزقة والعملاء، بل هو حركة حياتية رسالية تنبع من ضمير الأمة ونبض تطلعها للحرية والعزة والكرامة. وحيث ظنوا واهمين, إنهم تمكنوا من ذبح الحزب بقوة الاحتلال وغدر الخونة في العراق وما برحوا يستميتون لتحقيق هذا الهدف المستحيل, فأنهم يحاولون مداراة خوفهم ورهابهم من تصاعد وتجذّر حركة وشعبية البعث في الأقطار العربية الأخرى. إنهم بغباء وبلادة لم يدركوا حقيقة البعث القومية المتفردة، وظنوا إن البعث كيانات تنظيمية ساقطة متهالكة في حضن القطرية وليس تنظيما مترابط البُنى التنظيمية والعقيدة والفكر والمبادئ على كامل ساحة الأمة العربية المجيدة، وان الأمة تحتضنه وتغذيه في كل شبر من أراضيها وأبناءها يتغنون بانجازاته وفعله الثائر في كل أرجاء الوطن الكبير، ولذلك كانت ردات فعلهم سافرة مكشوفة بائسة على انطلاقة البعث العظيم المتجددة في تونس ومعاني لقاءها العظيمة مع البعث والمقاومة الباسلة في العراق. إنهم يخوضون في قبح وظلام وضلال الخيانة والعمالة ضانين إن أسيادهم قادرين على ذبح العروبة وطلائعها .. ألا خسئوا وخاب ظنهم، فالبعث هو العروبة والعروبة هي البعث ولن تُفنى العروبة لأنها جسد مقدس يحتضن رسالة الله في خلقه وجعل منها الله سبحانه وجل في علاه نبضه وعنوان بقاء وخلود لرسالته السمحاء.


البعث في تونس ليس تنظيما طارئا, لا على تونس ولا على جغرافية الأمة، بل هو أحد أعرق أحزاب الثورة العربية المعاصرة وأحد أهم ركائز اليسار العربي المولود فكرا وعقيدة من رحم معاناة الأمة ويحمل بجدارة وعفوية أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية وهي أهداف تتوحد مع بعضها توحدا عضويا جدليا لتمنح العروبة وجودا قوي البنيان رصين الأداء متفتح العقل والتصرف، وهو حزب يرتكز على الفضاء الفريد الذي منّ به الله سبحانه على العرب مؤهل لتكوين دولة عملاقة قوية حرة ذات سيادة ومهابة الجانب تحرس صيرورتها قوة اقتصادية، لا يُعلى عليها وأذرع تكامل لا مثيل لها. ودولة البعث أيضا موصوفة في مبادئه وإيديولوجيته الثورية بأنها إنسانية رؤومة لا عدوانية ولا استغلالية ولا منغلقة أمام التعاطي مع مصالح دول العالم بقدر كونها مصالح متبادلة تخدم مصالح الأمة وتحقق تطلع الإنسان العربي للخروج من محن وكوارث الأمية والجهل والتخلف والفقر والضالة الإنتاجية في كل مضامير الحياة الأدبية والفنية والعلمية. وإيديولوجية البعث تنطلق في تونس كما في سواها من ساحات الوطن الكبير من قناعات راسخة باقتدار الإنسان على العطاء والتحضر والتمدن وتساوي بني آدم في الحقوق والواجبات، وبأن للأمة العربية إرثا ثقافيا وحضارة تستحق التواصل والانطلاق من جديد بعد عهود من الاستلاب والتغييب. والبعث في تونس كما رفاقه في تنظيمات الوطن الأخرى يؤمن بالنضال والكفاح والجهاد وهي تعبيرات وطنية وقومية لا يمكن التنصل عنها ولا تنحيتها في سير أية أمة تتطلع للتقدم والازدهار وردم الهوة التكنولوجية والصناعية والعلمية بينها وبين الأمم وتقدم نفسها عبر إنتاج ثر وغني يتفاعل مع عطاء الإنسان في كل مكان ويبرز قدرات ومواهب العرب كحق انساني طبيعي لهم ويزيل عنهم غبار الإجحاف والظلم والتعسف والاحتقار.


البعث في تونس مثله مثل البعث في كل أقطار العرب يناضل ويقاتل ويجاهد من اجل النهوض بواقع الإنسان العربي ويمنحه فرص الصيرورة الإنسانية الحقة ويعطيه جزءا من ثروات الأمة الهائلة، ليعيش بكرامة وتقدم له كل الخدمات والحقوق التي حرمته منها أنظمة فاسدة أنانية عميلة. وهذا النضال والكفاح لا بد له أن يتداخل عفويا وتلقائيا مع النضال ضد الاستعمار والاحتلال والغزو الامبريالي الصهيوني لان هذا التداخل هو المنفذ نحو الحرية وهو مرتكز وسند وحدة الاادة والمصير العربي التي يتغنى بها البعث ويناضل من اجلها وهو أيضا منبع العدل الذي يصبوا إليه الملايين من فقراء العرب في الوقت الذي تتحكم فيه شلة ضالة من الحكام وحواشيهم بثروات الأمة ومقدراتها وتبيع شرف الأمة وكرامتها عبر العمالة والانبطاح المهين والمذل لقوى الاحتكار الامبريالي وحركات التغلغل الماسونية والفارسية وغيرها من أفاعي الطمع بأرض امتنا وثرواتها من اجل أن يظلوا يحكمون رقابنا ويهدرون ثروات نحن أحق بها لتتحول إلى سموم وقنابل وصواريخ ووسائل موت مبتكرة تحز رقابنا.


انطلاقة البعث في تونس لها دلالات عظيمة في بعدها الزمني والمكاني. فزمنيا .. تمر الأمة بحالة فوضى عدوانية لا مثيل لها تداخلت فيها الخنادق والرؤى واستخدمت التعمية والحرب الإعلامية والسياسية سوية مع نتائج تدمير العراق وإنتاج عملية سياسية طائفية عرقية فيه، مقوماتها: الإقصاء والشرذمة والتهجير وإعادة تشكيل البُنى الارتكازية للدولة لتصبح تحت سيطرة قوى الامبريالية الاحتكارية وإيران البشعة، ليس فقط للهيمنة المطلقة على ثروات العراق، بل وللامتداد في كل الاتجاهات كإخطبوط قذر لوضع كل مقدرات الأمة وسبل حياتها وكرامتها تحت إدارة وسيطرة الامبريالية والصهيونية المتحالفة مع إيران من جهة وتركيا من جهة أخرى كنموذجين سياسيين قادرين على احتواء الروح الإسلامية للعروبة وتكييفها لمخططات هذه العملية السياسية المخابراتية الإجرامية. ومن بين ابرز سمات هذه المرحلة هو استثمار سخط العرب على أنظمتهم وانتفاضهم عليها واستخدامه ضمن إطار العملية السياسية المخابراتية التي تولد من رحم الفوضى الخلاّقة لكونداليزا رايس وربيع هيلاري كلنتون لتغيير الأنظمة العربية الحالية بأنظمة تم التعاقد عليها بين أميركا والأحزاب الطائفية الإيرانية والأحزاب الطائفية السائرة في ركب النموذج التركي ... أي توزيع أقطار الأمة إلى دكاكين بين قوى الإسلام السياسي القابع في جذور الاستعمارين الفارسي والعثماني كنموذجين تبتلعان الإسلام الحقيقي الذي لا يعرفه احد كما يعرفه العرب وابتلاع العرب كقوة تتطلع لبناء دولة واحدة أو حتى أقطارا مستقلة لها الحد الأدنى من الهيبة والاحترام بين دول العالم.


أما مكانيا فتونس البطلة هي إحدى رئات المغرب العربي وإحدى راياته العربية في القارة السمراء. وأهمية المغرب العربي بدأت تأخذ مسارها ومدياتها الأعظم بعد أن ذُبح العراق كبوابة حماية للأمة كلها ولشرقها المستهدف إيرانيا وتركيا، وبكل ما لهاتين الدولتين من علاقات مع الامبريالية والصهيونية وما أثبتاه لهذه الجهات المعادية للأمة العربية من قدرة على التفاهم والتواصل والتعاون على حساب العرب وحقوقهم وسيادة أمتهم وأقطارها. المغرب العربي صار بعد احتلال العراق وسقوط المشرق العربي كله تحت قبضة أميركا وحلفاءها هو رجاء الأمة ومحط آمالها باحتضان قوى الثورة العربية ومنحها فرص الحياة لاستعادة بعض قدراتها في التصدي للعدوان الأمريكي الامبريالي الصهيوني الطوائفي المجرم.


وعلى هذا فإننا لا نستغرب أبدا أن تقوم حكومة المنطقة الغبراء في بغداد وأجهزة إعلامها بفتح النار على البعث البطل في تونس ورجاله الغيارى مباشرة بعد الإعلان عن مؤتمرهم الواعد. وطريقة فتح النار هذه متهالكة غبية مفضوحة أُريد لها أن تغازل أميركا بدءا وانتهاء في إحدى أدواتها القذرة التي استخدمتها ومازالت كوسيلة عدوان على العرب وحقوقهم إلا وهي ذريعة الإرهاب.


الغريب والعجب العجاب في ترهات إعلام حزب الدعوة العميل وحكومة أميركا وإيران في المنطقة الخضراء في هجومه على البعث في تونس هو انه اخذ منحى مخابراتي مريض لا يقنع حتى المتخلفين عقليا حيث فجأة هكذا وبدون أية مقدمات يتحول الرفيق المناضل الناطق باسم البعث في تونس إلى إرهابي وهو رجل قد لا يكون إعلام الدعوة العميل قد سمع باسمه من قبل أبدا !! . ويتحول مرتزق الإعلام المحرر للخبر العجيب إلى احد إبطال روايات التجسس والبوليسية كروايات أغاثا كرستي فيلاحق الرفيق المحامي البطل ابن تونس الثائرة في اسبانيا وفرنسا وايطاليا وأميركا متعاونا تعاونا وثيقا مع مخابرات وخلايا تجسس هذه الدول ويخترقها ليصبح ناطقا مخولا باسمها فيعلن عن تحركات الرفيق الناطق (الإرهابية) ويعلن أيضا إن الرفيق الناطق قد جند عددا من الإرهابيين للقتال في العراق ليستكمل وجبة إغواء أميركا سيدتهم وولي أمرهم و حامي وجودهم الشاذ . هكذا ببساطة يضحك هذا المحرر على نفسه ويظن انه يستطيع أن يضحك على ذقون الناس وربما ذهب به الخيال إلى ابعد من ذلك حيث يظن انه يغري مخابرات الدول التي ضمنها في تحريره للخبر السخرية المسخرة الذي بثه وبث معه خوف ورهاب مستديم من البعث في العراق وامتد الخوف من بغداد إلى تونس لان البعث يخيف الخونة والعملاء ومن صعدوا على كراسي السلطة تحت بساطيل المارينز.


اخطأ خدم إيران وأميركا والصهيونية حين ظنوا إن مشروعهم الطائفي الإجرامي لتفتيت الأمة سيأخذ طريقه تحت سطوة القوة الغاشمة. أبناء تونس يثبتون ببساطة جانبا من هذا الفشل وكذا يفعل أبناء الأمة القابضون على جمر المبادئ في زمن الفوضى والتعمية والحرب الإعلامية المستندة إلى الكذب والتزوير والشيطنة والتبشيع. فتحية للبعث ومناضليه في تونس الخضراء المفعمة بجمال العروبة وافقها المحبب المعشوق. وإنها لثورة يعربية يحكم جدل التاريخ والمنطق والعلم والحق بحتمية فوزها وانتصارها لان المؤمنون هم الغالبون بإذن الله . الموت لزمر العمالة والخيانة والجبناء المحتمين بعجلات وحديد الآلة المحتلة الذي لن يصمد طويلا أمام حجارتنا السجيلية المباركة . العز والمجد والفخار لبعث الأمة بعث الرسالة الخالدة بعث الوحدة والحرية والاشتراكية وتنظيماته المناضلة في كل أقطار الأمة العربية المجيدة . عاش قائد الجهاد أمين عام البعث الرفيق عزة إبراهيم وعاش رفاقه المنبثون في كل أرجاء الأمة يصوغون قلادة وحدتها ويشرقون كواكب تضئ آمال العرب وتغذي ثورتها اليعربية القومية الإنسانية التحررية المنتصرة بعون الله, الثورة الحقة التي تقاتلها أميركا والصهيونية والصفوية الفارسية هلعا وخوفا من عقيدتها التحررية الاشتراكية القادرة على سد منافذ الاحتكار وإنهاء زمن الانبطاح والخنوع.

 

 





الاحد٢٤ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة