شبكة ذي قار
عـاجـل










الباحث في الشأن الاستراتيجي رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية الدكتور مهند العزاوي، أفاض عند حوارنا معه في الحديث عن حوار التوافق الوطني الذي تعد له العدة في البحرين.

 

لكن العزاوي تحدث كذلك عن تجارب عالمية كثيرة في الحوار والتوافق الوطني في دول عديدة، ووصف دعوة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين إلى حوار التوافق الوطني بأنها ''حس عالٍ بالمسؤولية، وفهم عميق لتفكيك الأزمة، ووعي بما يحاك خارجياً من مخططات تستهدف البحرين شعباً ومملكة''.

وشدد العزاوي على أن إيران اليوم تعدّ البحرين محطة ولوج في حرب المشاطأة لابتلاع الخليج العربي، بعد تقاعس العرب عن دورهم في حماية العراق الذي أصبح قاعدة الولوج البري إلى الخليج، وقال: إن هذه السلوكيات الإيرانية الخبيثة واضحة المعالم وتتطلب وعياً عالياً ونكراناً للذات وتمسكاً بالقيم الوطنية لنصرة البحرين دولة وشعباً.

 

والعزاوي، لمن لا يعرفه، عضو الهيئة العلمية والأكاديمية بجامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام، وأشرف على أطروحات عدة لنيل شهادات الماجستير والدكتوراه، وباحث في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية (أزمة احتلال العراق وتداعياته) والنطاق الجيوسياسي والاستراتيجي العربي والإقليمي، ويستند في إعداد البحوث والدراسات والتحليل والمشاركات الإعلامية إلى تحليل المعاضل السياسية والعسكرية وفق المنهجية والأسس النظرية العلمية والفكرية وتعشيقها مع الخلفية التاريخية وما تختزنه الذاكرة من خبرة عملية ونظرية، ومواءمتها مع المرتكزات الاستراتيجية ومتغيرات الصراع المعاصر بنحو موضوعي وعلمي وواقعي، ويسبر بشجاعة ووضوح غور الأحداث السياسية الاستراتيجية العسكرية الدولية والإقليمية، وبما يتواءم مع رقعة الاهتمام ومصالحها الحيوية في كل من العراق ومحيطه الجيوسياسي العربي، بالاستناد إلى مصادر وتقارير بحثية ومقارنتها مع معطيات واقعية ظرفية وبدلالاتها المكانية والزمنية، ونتائجها الملموسة، مع بيان تداعيات تطبيقاتها في العالم والمنطقة، ومتابعة مسارح النزاعات والصراعات وتحليلها وفقاً لبوصلة الحدث الاستراتيجي، ونشر له ما يقارب 360 بحثاً ودراسة استراتيجية سياسية وعسكرية، و450 مشاركة إعلامية عبر وسائل الإعلام المختلفة الأجنبية والعربية والعراقية.

 

ونبدأ الحوار مع العزاوي :

 

صراع الهويات الفرعية

* ما مفهوم الحوار في الأدبيات السياسية العربية ثم العالمية؟ وهل يمكن أن يفسر بعكس ما يرمي إليه من معنى متعارف ومصطلح عليه، بالحديث عن نوايا مضمرة مغايرة للغاية المعلنة؟ وهل يمكن عد آلية التوافق بديلاً عن آلية الإقناع من أجل الإجماع إذا تعطلت الأخيرة؟ وما المآخذ عليها؟  

 

- الحوار هو وسيلة محورية لفض النزاعات والاختلافات قبل الوصول إلى الإجهاد والاستنزاف، ويعد من أفضل المرتكزات في بناء النظم الديمقراطية المتحضرة، ويقود إلى غاية مركزية هي ''التوافق والإقناع وإشاعة التسامح والتلاحم الاجتماعي الوطني''، ونظراً لسيولة المتغيرات السياسية الدولية والإقليمية والتي تلقي بظلالها على عالمنا العربي وتعاظم وسائل التهديد ومسالك التحريض لإذكاء صراع الهويات الفرعية، افتقر العالم العربي إلى همزة الوصل السياسية بين النظام والمجتمع، خصوصاً أن هناك فرق سرعات بين الأجيال السابقة وجيل التقنية الرقمية والإنترنت، وبذلك خلق فجوات وثغرات ومفاصل لينة لابد من تجسيرها عبر الحوار المتحضر الناجع، ويلاحظ توظيف سياسي خارجي مريب لعواطف الشعوب وحقوقها ومطالبها الأساس، خصوصاً الدول التي تضمر الشر لشعوبنا، وبرز ذلك جلياً في العراق عندما ذهبت إيران إلى اللعب على وتر الطائفة والمذهب وإلغاء الهوية الوطنية الجامعة ليكون بساطاً سريعاً يحقق لها النفوذ الدموي، وتجلى بنحو واضح عبر ملفات كارثية مجسدة ببصمات رقمية تصل إلى ملايين المهجرين والقتلى والمغيبين والمعتقلين من العراقيين، وبذلك تحقق زعانف نفوذ يدمر الوطن والأمة ومنظومة القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية، وهنا جذر المشكلة في تغييب لغة الحوار وتبويب مطالب الإصلاح والتي تحتاج إلى خطط ومسالك وآليات وقوانين يتطلب تطبيقها وقتاً طويلاً.  كثيراً ما يجري التلاعب بمصطلحات الخطاب المزدوج البراقة لغرض تمرير مخططات خارجية مشبوهة، تستهدف تفكيك المجتمع والوطن والأمة والقيم، ولعل طبيعة المجتمعات العربية بعمقها الحضاري تجيد لغة الحوار والتوافق والاقتناع إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار نظرية ''الكلفة والتأثير''، مما يستوجب الوعي المجتمعي والوطني الذي يشكل منظومة متكاملة تؤمن سلامة الهوية الأساس التي تعد تذكرة مرور دولية تحقق للمواطن تطلعاته وتؤمن له القيم الاعتبارية والمالية كافة، ولعل أبرز مقومات الدولة المتحضرة هي الإجماع على المشتركات الاجتماعية ومنظومة القيم الوطنية وتبويب الحقوق والواجبات التي تشكل العمود الفقري في مجابهة التهديدات الخارجية، وتساهم بتفكيك المعاضل الداخلية وفق عواملها الأولية، وباستخدام التوافق الناجع المتحضر، وفي الغالب من الصعب تحقيق الإجماع نظراً لاختلاف الطروحات والمسالك ووجهات النظر، مما يخلق اضطرابات سياسية وأمنية تستنزف قدرة الدولة ومصالح رعاياها، ويمكن تفاديها بالتوافق المنطقي والموضوعي وبآليات متحضرة ترتكز على المنظومة القيمية وسياقات التوافق السياسي.

 

تمزيق الديموغرافيا

* هل من آلية مضافة إذا تعطلت آليات التوافق والإقناع ؟

- إن التوافق والإقناع يأتيان بمنهجية متسلسلة تضع في حساباتها أولويات الحفاظ على تماسك المجتمع والهوية الوطنية الجامعة، ومصالح البلد العليا، والدور المنوط بالدولة في تحقيق التنمية بمفاصلها كافة، مع وجوب تجنب أساليب التكفير السياسي والمهني والطائفي الشائعة في العراق بعد الغزو ''العرقنة النازفة''، ونشهد ملامحها في عدد من الدول العربية حالياً، والتي تسعى لتفكيك الدول وتمزيق الديموغرافيا ونحر الطبقة الوسطى المهنية والحرفية، وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الخطوط الحمر الوطنية الواجب أن لا يتجاوزها المواطن والمجتمع والتي أوردنا ذكر بعضها، فإن المعيار العام هو النظام والدستور والعقد الاجتماعي والذي يؤمن لجميع الأطراف الاجتماعية والسياسية الحقوق الواجبات ضمن مفهوم النظام السياسي الذي يحقق الإجماع كنتيجة طوعية، ويؤمن التلاحم والتماسك الجماهيري العابر للطوائف والأقليات والإثنيات، وتتجنب بذلك تمزيق المجتمع وتفكيك الدولة وإلغاء الهوية. اللاعب الدموي الأبرز ؟ هل تحضرك تجربة وطنية أو قومية عربية أو عالمية بهذا الخصوص؟؟ ولا بأس من العودة إلى التاريخ الإسلامي - لكل بيئة مناخ، ولكل دولة خصوصية، ولكل أمة مشتركات، وهناك الكثير من التجارب عبر التاريخ في الوصول إلى حلول وتوافق داخلي وطني، ولعل أبرزها مسألة الإجماع العربي في سبعينيات القرن الماضي والتحالفات العربية والمواقف العربية المجتمعة في مواجهة التهديدات الخارجية والتصدي للتحديات الداخلية، وكان قاسمها المشترك الاعتزاز بالهوية الوطنية والقومية والإسلامية، لأن هذا المثلث القيمي يشكل جسد التماسك عبر الحوار المتحضر، وخلافاً لذلك يفتح الأبواب أمام التدخلات الإقليمية والدولية وأطماعها، وشهدنا التفكك والتصدع كنتاج كارثي للحرب الديموغرافية، وتجلت بوضوح في العراق بعد غزوه، ولعل أبرز لاعب دموي فيه هو إيران.

 

حرب المشاطأة والاختراق

* ما مدى النجاح الذي تتوقعه لحوار التوافق الوطني في البحرين؟؟

 

- البحرين بلد يتعرض لتهديدات حقيقية واقعية، ولعل أبرز التهديدات استهداف هويتها الوطنية والقضم الاجتماعي عبر الحرب الديموغرافية وإلغاء الدور السياسي عبر التدخل الإقليمي الإيراني، والتلويح بأن البحرين محافظة إيرانية، مما يؤكد الأطماع الإيرانية والدور المريب الذي تلعبه في نخر العالم العربي وتفكيكه، وقد شهدنا حرب المشاطأة والاختراق التي تقوم بها من جنوب العراق بمحورين ضد الكويت والسعودية، وتأجيج الفتنة الطائفية في البحرين، وإذكاء الاحتراب المسلح في اليمن، ناهيك عن استعراض القوة والترهيب بنشر القطعات البحرية في الخليج العربي، وإبحار غواصاتها في البحر الأحمر، ونشر مليشياتها في غالبية الدول العربية ومنها النائمة، وجميع تلك الأعمال يصفها القانون الدولي بأنها أعمال عدائية، وبذلك يستوجب من الشقيقة البحرين، نظاماً ودولة وشعباً، الأخذ بنظر الاعتبار جدية استهداف البحرين وحقيقته، والتحول من سياسة شد الأطراف المفروضة والمصدرة من الخارج إلى سياسة الحشد الوطني ومعالجة المفاصل اللينة التي أفرزها الاختلاف، مع ضرورة تخطي فخاخ الإزاحة وحرب المشاطأة التي تستهدف البحرين وطناً وشعباً ومكانة، ولعل خطيئة العراق أبرز تجربة كارثية يمكن لشعبنا في البحرين استعراضها وبيان كوارثها المجتمعية، لأن الأدوات نفسها التي مزقت العراق وشعبه هي التي تعمل لتفكيك البحرين الشقيق، وتذكي الفتنة وحرب الهويات الفرعية، مما يتطلب وعياً وتماسكاً وتوافقاً وتبادل وجهات نظر واحتواء مزدوج للحفاظ على البحرين الشقيقة وتحقيق الإصلاح السياسي المنشود عبر الحوار الناجع والموضوعي، خصوصاً وأن هناك جماعات ضغط في الخارج تمارس التسميم السياسي والمجتمعي، وتعمل لخلق الاضطرابات الأمنية وتحت يافطات متعددة، ولذلك وجب إنجاح الحوار من أجل البحرين.

 

مليشيات لخلق الاضطراب

* هل تتوقع تدخلاً أجنبياً في مجريات هذا الحوار؟ وما المدى الذي يمكن أن تصل إليه؟

 

- إن هناك تدخلات خارجية وتصدير أزمات داخلية تمر بها دول مختلفة إلى أزمات خارجية، ضمن سياسة الإلهاء وصرف الأنظار عن الفشل الداخلي، وبالتأكيد أن دولنا العربية أصبحت مسرحاً لهذه السياسيات وعبر التدخلات الخارجية، ويمكن التصدي لها بالحنكة والتروي والوعي لحجم التهديدات المصيرية، ويجسد عبر طاولة حوار مستديرة ترسم مستقبل العلاقات بين المجتمع المتماسك بهويته والدولة المتحضرة بآلياتها الناجعة، مع ضرورة الاستناد إلى العمق العربي في مواجهة التهديدات التي تتعرض لها البحرين، قد يصل المدى إلى تدخل خارجي إقليمي من إيران بالقوة، أو إرسال مليشيات لخلق الاضطراب والاحتراب المجتمعي.

 

ابتلاع الخليج العربي

 * هناك من يتهم إيران بتفخيخ الحوار من خلال طرح مسائل تعجيزية عبر عملائها المحليين، بنية تفجيره، فكيف تنظر إلى هذا الاتهام؟

 

- إن إيران دولة احتكمت على القدرة العسكرية والنووية، واتجهت لتوسيع نفوذها الإقليمي والليبرالي، ومن خلال زعانف ذات طابع أيديولوجي وسياسي مسلح، وتعمل لخلق الاضطراب السياسي والفصل المجتمعي، ومن خلال ركوب موجة التشيع السياسي، ومارست أساليب التكفير السياسي والمهني والطائفي لتقنع دول الغرب بأنها الراعي الرسمي لمصالحها في المنطقة، وتوسع بذلك الدور المنوط بها في ترهيب دول المنطقة، وأصبح الدور الإيراني الدموي واضح المعالم في المنطقة، بدءاً من لبنان والعراق والكويت والبحرين واليمن والسودان ومصر والسعودية وليبيا، وبذلك تعمل لجعل الدول العربية منصات ولوج لتصدير الثورة الإيرانية، ولذلك لا أستبعد أنها تعمل لإذكاء حرب الهويات في البحرين، وخلق حالة خصام دائم بين الطائفة والسلطة، كما فعلتها في لبنان والعراق، وهذا ليس خفياً، فإن تصريحات المسؤولين الإيرانيين واضحة بهذا الصدد، بل تعدت ذلك إلى تهديدات واضحة للبحرين بالتدخل العسكري بما لا يتسق مع المعايير الدولية وأبجديات القانون الدولي، وهي اليوم تعدّ البحرين محطة ولوج في حرب المشاطأة لابتلاع الخليج العربي، بعد تقاعس العرب عن دورهم في حماية العراق، والذي أصبح قاعدة الولوج البري إلى الخليج، وهذه السلوكيات الإيرانية الخبيثة واضحة المعالم وتتطلب وعياً عالياً ونكراناً للذات وتمسكاً بالقيم الوطنية لنصرة البحرين دولة وشعباً، وأعتقد أن الحوار المتحضر وسيلة أساس لذلك.

 

البحرين والرخاء المجتمعي

 

* كيف تقرأ دعوة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين إلى الحوار؟

- دعوة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة للحوار هي حس عالٍ بالمسؤولية، وفهم عميق لتفكيك الأزمة، ووعي بما يحاك خارجياً من مخططات تستهدف البحرين شعباً ومملكة، وبالتالي الحوار هو لغة حضارية لمعالجة التصدعات، وعبر الحوار يجري تفكيك الأزمات إلى عواملها الأولية، خصوصاً وأن الأزمة والإصلاحات ذات طابع سياسي لأنه، وكما نعلم، أن الدولة في البحرين تؤمن الرخاء المجتمعي لمواطنيها، ولم تكن المطالب الإصلاحية ذات طابع مالي أو اقتصادي، وبالتالي الحل السياسي يأتي عبر الحوار المتحضر وليس الفوضى أو الإخلال بالنظام واستنزاف موارد الدولة وزرع الفتنة.

 

رافضو الحوار والمسؤولية

* قد يفكر بعضهم في مقاطعة فعاليات الحوار.. في رأيكم أي خسائر ستلحق بهؤلاء في الحسابات الوطنية؟؟

 

ـ إن مقاطعة الحوار من قبل رافعي شعار الإصلاح السياسي يعد تنصلاً من أبرز مقومات العمل السياسي والحرص الوطني، لأن الحوار هو المدخل لحل الأزمة، وبالتأكيد أن الاضطراب السياسي والأمني والمجتمعي يخلف تراجعاً اقتصادياً واستنزافاً حكومياً وتدخلاً خارجياً وتصدعاً في لوحة التنمية الشاملة، ولابد من الأخذ بنظر الاعتبار أن رافضي الحوار يتحملون مسؤولية تأخر الإصلاح السياسي، لأن من الطبيعي أن الاختلاف السياسي مبني على طرف وطرف لديه وجهة نظر مغايرة، وتحل عبر اللقاءات والندوات والمؤتمرات المشتركة، وصولاً إلى حل يرضي جميع الأطراف، دون الإخلال بالثوابت الوطنية.

 

دموع التماسيح

* لماذا تتحسب إيران لنتائج الحوار الوطني، وما هي تأثيراته على مشاريعها للمنطقة؟ وهل سيجر تقاطع السلوك الديمقراطي البحريني والتوجهات الاستبدادية الإيرانية، تفجراً في العلاقات بين البلدين؟؟ لأن إيران لا تريد أن تنظر شعوبها إلى التجربة الديمقراطية البحرينية كأمثولة..

 

- تعد إيران الراعي للأزمات الاجتماعية والسياسية في المنطقة، وهي دولة أطماع وتمارس الانتهازية السياسية، وتعمل لتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج على الدوام، كونها تمارس القمع المجتمعي والإرهاب السياسي ضد شعبها، وتعد اليوم من أعتى الأنظمة الدكتاتورية الأصولية في العالم، وتمارس الإرهاب الفكري الطائفي ضمن محيطها الجغرافي، ولذلك تسعى إلى عدم حل الأزمة السياسية في البحرين وطنياً وسلمياً، وتعمل لتصعيد الموقف ضمن سياسة شد الأطراف لإنشاء منصات تصدير للثورة الإيرانية إلى المنطقة، وعبر تأسيس رأس جسر في المشاطأة الخليجية من خلال البحرين، بعد أن احتلت الجزر الإماراتية في سبعينيات القرن الماضي، وإيران على الصعيد الداخلي تعاني من تداعيات كبرى كونها تضطهد المعارضة الإيرانية من شعب الأحواز العربي ومنظمة مجاهدي خلق، وتعدم وتقتل وكذلك تمارس الاضطهاد السياسي وقمع الحريات، وتسلك البطش المطلق تجاه شعبها عبر الإعدامات والاغتيالات والتعذيب والتكفير والإرهاب الفكري، وبذلك تزاوج الأطماع غير المشروعة ضد العالم العربي مع تصدير الأزمات الداخلية إلى ملفات خارجية مبعثرة عبر الحدود العربية المتاخمة، مع التباكي على حقوق الشعوب الأخرى ''دموع التماسيح''.

 

أهل مكة أدرى

* بم توصي الأطراف المتحاورة في البحرين؟

 

- أناشد أهلنا في البحرين، دولة وشعباً، بالوعي والانتباه لما يحاك من مخططات ظلامية تستهدف البحرين والأجيال القادمة، ولابد من وأد الفتنة الطائفية التي تلبس ثوب الفوضى السياسية وتتسلح بالجهل والعاطفة العمياء والمصدرة من الخارج، مع ضرورة التوافق الجماهيري والمؤسساتي في الوصول إلى حلول واقعية منطقية طوعية وانسيابية تسرع ولا تتسرع في المعالجة واحتواء الأزمة، وعدم النظر إلى حلول من الخارج لأن ''أهل مكة أدرى بشعابها''، مع وجوب رفض أساليب التكفير السياسي والمهني والطائفي بين أبناء الوطن الواحد، لأن مجتمع البحرين ومجتمعات الدول العربية كافة متعايشة وترفض أساليب التجارة الطائفية السياسية التي تمزق المجتمعات وتفكك الدول، مع ضرورة أن تكون الدولة الراعي الأكبر وتمارس سعة الصدر لمطالب المجتمع وتحقق رغباتهم في المستقبل الرصين الأفضل الذي يتخطى الأفخاخ الخارجية كافة التي تستهدف البحرين الشقيق وشعبه الأصيل. بالتأكيد أن أهلنا في البحرين هم أدرى بالمعاضل التي تعترض مسيرة بناء الوطن والمواطن، والسلبيات والتهديدات المحيطة بهم، ومن وجهة نظري المتواضعة يجري التركيز على أمور أبرزها:

 

* تعزيز الهوية الوطنية الجامعة، ونبذ أساليب التكفير السياسي والطائفي والمهني والتي استخدمت في العراق، ونشهد ملامحها في دول عربية أخرى.

* العمل لمعالجة المعاضل بنحو واقعي ومن أين انتهت الأحداث وتفاقمت الأزمة، وعبر الحل السياسي المستند إلى ضرورة إدامة نظرية الدولة ومؤسساتها، وعدم التحول إلى نظرية الفوضى الهدامة.

 

* الإجماع على أن القانون سيد الأحكام ولابد من تطبيقه على الجميع دون استثناء، لمنع ذوي الأغراض الإجرامية من العبث بأمن المواطن والدولة.

* الإجماع على المواطنة وعدم التخندق في المحاور الطائفية. * التعددية السياسية وفق قانون أحزاب يستند إلى منظومة القيم الوطنية. ؟ إجراء تعديلات قانونية بما يراها الطرفان ضرورية، وفيما يخص حرية الرأي والإعلام، والعمل لترسيخ الحياة الديمقراطية الواعية والايجابية.

 

* لابد من الإجماع على هيبة الدولة ومؤسساتها والإحساس بأهميتها.  

* إعداد خارطة طريق للإصلاح وباستخدام الطاولة المستديرة والمشاركة في اتخاذ القرار عبر الحوار والتحاور الناجع وعدم الانجرار إلى التفرد، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن التمثيل السياسي لا يخضع لمعايير طائفية وفئوية، بل ينطلق من المشروع الوطني والبرنامج الفعال للتنمية وديمومة الدولة واستمرارها.

 

القوالب الجاهزة

* في رأيك ما المحاور التي سيدور حولها الحوار؟؟  

 

- بالتأكيد من متابعة الأزمة أن هناك محاور سياسية تتعلق بالتعددية السياسية، وأخرى دستورية تتعلق بالاقتباس من التجربة البريطانية والأردنية بالرغم من أن هناك اختلافاً كبيراً في كلا البيئتين ومقومات الديموغرافيا والجغرافيا وكذلك المناخ السياسي، ومن الضروري، عند طلب تطبيق نظام سياسي معين، أن تتيسر مقومات التطبيق بما يتلاءم بالبيئة البحرينية ومناخها الديموغرافي، وأثبتت التجارب المستوردة ''القوالب الجاهزة'' فشلها والعراق أنموذج، وهناك محاور أخرى تتعلق بحفظ النظام وسلامة المؤسسات وسلوك المتظاهرين وسياسة العفو الملكي الذي يحقق الوئام وانتزاع فتيل الاحتقان، وهناك محور مهم وخطر هو التدخل الخارجي وأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية، وعدم الانزلاق لأتون الحرب الديموغرافية وحرب الهويات الفرعية على حساب الوطن والمواطن.

 

جولات الحوار

* ومن يضمن الالتزام بتنفيذ توافقاته ونتائجه؟  - الضمانات هي التدرج في عقد الحوار أو العقد الاجتماعي الذي يتمخض عن جولات الحوار، والالتزام بالنتائج يخضع لمعايير قانونية والتزامات أخلاقية، ومن يخالفها يتنصل عن مبدأ الشراكة في صنع القرار والعمل السياسي وتحقيق الوئام الوطني والمجتمعي.

 

 إملاءات خارجية

* وهل إن الفرقاء يمكن أن يطلبوا تعهدات دولية بهذا الخصوص؟

 - إن التعهدات الدولية ذات طابع سياسي، وأي اضطراب سياسي يؤدي إلى تنازل وطني، وقد لا يفهم بعض المتظاهرين أن التعنت في حل الأزمة داخلياً يفرض إملاءات خارجية لا تصب في مصلحة المطالب الشعبية ولا تحقق رغبة الجماهير، بل تشكل حزمة قيود أخرى على الدولة، أو قد تقود إلى عدوان خارجي دولي أو إقليمي عبر التذرع بحماية التعهدات، مما يفقد المطالب الشعبية بالإصلاح بعدها الوطني، وقد تتحول الأزمة إلى كارثة.

 

ســــــــيرة ذاتيـــــــة

د. مهند العزاوي :

* رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية  

* الاسم:- مهند شكري محمد العزاوي.

* المولد: - العراق- بغداد - مارس- 1962.

* الصفة: عضو الهيئة العملية والأكاديمية بجامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام، أستاذ متخصص في الاستراتيجية الإعلامية - باحث في الشأن الاستراتيجي - ناشط في مجال حقوق الإنسان - عضو دولي في منظمة العفو الدولية

* التحصيل الجامعي: دكتوراه  

* الوضع السياسي: مستقل.

* البلد: العراق

* بلد الإقامة: سوريا.

* الشهادات العملية ؟ دكتوراه

- * الصحافة والإعلام - تخصص الاستراتيجية، الأطروحة الموسومة ''الإعلام والاستراتيجية الأمريكية- حربا الخليج 1991/2003 - جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام - تقدير جيد جداً.

 

 





الاحد٢٤ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حاوره ـ سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة