شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس كل ما يرسم على الورق .. يجد طريقه إلى التطبيق بنجاح.
والخرائط الجيو - سياسية للمنطقة .. يصعب تغييرها .
والسبب .. رسوخ روح الإسلام الحنيف، وعمق الروح القومية العربية.
الشعب العربي .. بعد التدخل الأمريكي الأطلسي.. ارتقى وعيه كثيراً.



تركيا مهيأة لكي تلعب دوراً مهماً في مستقبل المنطقة .. كما لها دوراً محدداً في ملفاتها الساخنة .. وإن هذا الدور، الذي لم ينطلق من فراغ، يستند في تحركه إلى ثلاثة أبعاد أساسية :


الأول - حلف شمالي الأطلسي ( الناتو ) .
الثاني - الولايات المتحدة الأمريكية .
الثالث - المصالح الحيوية التركية وأمنها القومي .


فبالرغم من تقاطع الأيديولوجيات بين إيران وتركيا، إلا أن هنالك مصالح بين العاصمتين وغيرهما، تنعكس في مسألة الأمن المشترك، والمنافع المتبادلة..إذ تشير الدلائل إلى أن تركيا ستشكل حجر الزاوية في المتغير الجيو-إستراتيجي يقوم على تغيير معادلة توازن القوى المضطرب في المنطقة، بعد تدمير أهم ركيزة من ركائز الأمن القومي العربي ممثلة بالعراق، بعد إخراج مصر من دائرة الصراع .


التساؤل هنا : هل أن ملامح هذه التحولات ستقود إلى :


أولاً- تكتل جيو- إستراتيجي يضم عدداً من دول المنطقة، وحجر الزاوية في هذا التكتل تركيا وإيران ؟!


ثانياً- تغيرات في الخرائط السياسية لدول المنطقة تأخذ شكل التدرج المرحلي على وفق أولويات التغيير، التي تمهد لما يسمى بالشرق الأوسط الجديد ؟!


ثالثاً- أم أن التقارب التركي- الإيراني (صفقة تبادل اليورانيوم المخصب في أنقرة)، هو أحد أساليب جذب إيران لحالة القبول بنزع أو تجميد إمكاناتها في الحصول على قدرات نووية في منطقة يعلن فيها الكيان الصهيوني احتكاره للسلاح النووي بمباركة أمريكية .. حيث أعلن المركز التعليمي لسياسة عدم انتشار الأسلحة(N.P.E.C) ،(Nonproliferation Policy Education Center) " إن إيران عازمة على تحقيق تقدم سريع نحو التوصل إلى القدرة لإنتاج مواد انشطارية للأسلحة النووية، وبالنظر لمخزونها الحالي المتمثل بتركيز 3.5% من اليورانيوم المخصب و 19.7% من اليورانيوم المخصب على التوالي، باستطاعة إيران إنتاج قنبلة نووية بزنة 20 كلغم من اليورانيوم عالي التخصيب في غضون ثمانية أسابيع، بالنظر لما تقتنيه إيران من أجهزة الطرد المركزي العاملة، فأن منهج إعادة التدوير يستغرق نحو شهرين من الزمن ) .. ماذا يعني هذا الإعلان في ظل ملامح المتغيرات التي تجري في المنطقة ؟!


رابعاً- وهل أن التحرك التركي صوب المنطقة :


1- يكشف عن الوجه الحقيقي للنزعة العثمانية التي بدأت تستيقظ، وإشاراتها باتت واضحة على الشام التاريخي ؟!
2- يكشف بالجملة عن عجز النظام العربي الرسمي عن تكريس دعامات الأمن القومي العربي ؟!
3- يكشف عن فرز الدول العربية، التي تسمى بالدول المعتدلة والممانعة وإخضاع خرائطها السياسية للتصدع والتغيير المرحلي الممنهج ؟!
4- يدعو إلى محور إستراتيجي تختبئ خلفه طهران طلباً (للحماية) ، يكون بديلاً عن نظام الأمن القومي العربي المشلول والمجمد ؟!


المؤشرات تؤكد أن نظاماً للأمن الإقليمي يتبلور في المنطقة تشكل تركيا وإيران حجر الأساس في هذا النظام، الذي سيحل محل أو يكون بديلاً عن نظام الأمن القومي العربي، والذي تسميه أمريكا (الشرق الأوسط الجديد) !!


حالة الحراك الجيو- إستراتيجي هذه في واقع الركود الذي كان سائداً في المنطقة، هي في حقيقتها تتعارض مع الحقيقة الموضوعية المغيبة لواقع الأمة العربية، التي تعاني من نظم فاسدة وعاجزة ومتآمرة على القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وعلى القضية العراقية وعلى النظم العربية التي تقول " لا لأوامر الغرب " ، فضلاً عن معاناتها من التجزئة والتخلف والاحتلال .


المعوَل عليها هي المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في عموم الوطن العربي الكبير، والتي تعتمد في خط تعاملها السياسي والإستراتيجي على ثوابتها الوطنية والقومية ودينها الإسلامي الحنيف في جبهة تتسع لكل أرض العرب ندعو إلى تشكيلها بأقصى سرعة. ونواتها الصلبة المجربة المقاومة الوطني العراقية، التي استطاعت أن تجهض أخطر خطوة إمبريالية صهيونية فارسية كرست لتنفيذ مشروع التغيير الجيو- إستراتيجي غي المنطقة لما بعد " سايكس- بيكو" سيئ الصيت .. فهل تستمر السيناريوهات الأمريكية تجريبيتها الخائبة في المنطقة أم ستنكفئ إلى حين ؟!

 

 





الثلاثاء١٩ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة