شبكة ذي قار
عـاجـل










القومية العربية احد أهم مكونات الأمة الإسلامية وبدون القومية العربية يفقد الإسلام قوته وحضوره الحضاري وبعده التاريخي والقومية بدون الأمة الإسلامية تفقد أجنحتها في الفهم الثقافي والحضاري ولا فرق بين الأمة الإسلامية والأمة العربية فالمسلم الملتزم هو عربي الثقافة والرسالة والعربي أياً كانت ديانته هو مسلم في الثقافة والفهم الحضاري.


والأمة العربية حضارة إنسانية تغذي وتتغذى من الحضارات الأخرى متكافئة حيناً ومتفوقة في أحيان كثيرة وبجوانب متعددة.


و التكافؤ هو تطور علمي تقني فقط وفي باقي جوانب الحضارية الإنسانية فان الأمة العربية متقدمة على باقي الأمم جميعاً، وقد مكنها الإسلام من اكتمال دورتها الحضارية فغدت تقاليد المجتمع ثوابت يرفض فيها السيئ اعتماداً على المرجعية التي تشكلت نتيجة تمازج التعاليم الإسلامية بما يخص سلوك الفرد والمجتمع مع مجموعة القيم السائدة عند العرب عموماً.


ومن أهم هذه القيم الرجولة بمفهومها الحقيقي بعيداً عن الذكورية التي تشكل تفسيراً لشكل الإنسان لا لجوهره ، فمن القيم الشجاعة والكرم والإقدام والمروءة والجلد والوفاء والصبر والفراسة وهذه القيم وغيرها هي النقيض الرافض للزنى والسرقة والبخل والجبن والإساءة للأخر والخيانة ، وهذه القيم ونقيضها هي الحافز لبناء المجتمع بناءً سليماً فحب الوطن والدفاع عنه ونصرة المظلوم والعطف على المحرومين والمساكين والأيتام وغيرها هي من الواجبات التي تفرضها مجموعة القيم عموماً.


فالإنسان العربي تميز بصفات لا تجتمع كلها بأي حضارة أخرى نهائياً والتي جاءت نتيجة تمازج التقاليد والقيم العربية مع التعاليم الإسلامية فتشكلت الحضارة الإسلامية أو العربية ولا فرق بين الاثنتين.


وقد استهدف الاستعمار القديم والحديث الأرض العربية ليس فقط من اجل التوسع والأمن القومي للدولة المحتلة أو من اجل نهب خيرات البلاد أو لفوارق التقدم العلمي بل من اجل شيء واحد وهو الحقد الأعمى على الأمة والذي كانت دوافعه تميز الإنسان العربي ورفضه للظلم ومحاربته الدائمة له ولأسبابه، و كان الغرب يحكم من قبل الكنيسة التي سمي عهدها بعصور الظلام وتحكم ألان من قبل الشركات الربحية التي تسعى لفرض سيطرتها ونفوذها مهتمة بزيادة إرباحها على حساب الطبيعة الأم وعلى حساب القيم الإنسانية.


ومع التطور في مختلف نواحي الحياة ومنها تتطور الأفكار الساعية لبناء منظومة الدولة برزت أفكار تم استيرادها كمعلبات جاهزة لم تدم طويلاً وهي تصارع للبقاء والمتمسكين بها يبحثون عن التميز المختلف بين أقرانهم دون حجج منطقية للاستمرار،وتبلورت الأفكار العروبية بشكل منظم متخذتاً شكل الإطار الحزبي وبهدف وغاية لم تخرج من عباءة العروبة الحقيقية ، وصار لها جولات وصولات محافظة من خلالها على نقاء وطهارة القيم المتوارثة والإرث الحضاري للأمة .


و العروبة عقيدة وهي الإطار الجامع عرقياً وحضارياً والمقاومة نهج وفلسطين الضمير والعراق هو الرؤيا والاحواز هي البوصلة لأي عربي نقي لم تلوثه الأفكار المستوردة


أو تسيطر عليه أجندات غاياتها المكاسب المادية في الحكم والكسب الغير مشروع.


وفهمنا أن العروبة لأبنائها إطار عرقي راقي حضارياً، ولأنصارها الملتفين حولها شركاء في الموروث الثقافي للأمة، فالعروبة قاعدة حضارية رسالتها الإسلام.


والاستعمار عدو تقليدي تحاربه كل أمم الأرض وقد يختلف اسم المستعمر أو هويته الوطنية لهذا يشار إليه بفعله وان سمي فهي مرحلة قد تنتهي بفعل المقاومة، والمستعمر التقليدي هو الباحث عن التوسع ونهب الخيرات وإخضاع الدول لسيطرته وأما العدو فهو الهادف لضرب المثل الأخلاقية الحضارية لدى أي أمه.


ولدى العرب عدوين تقليديين الصهيونية والفارسية الصفوية ، وقد تحالف المستعمر مع العدوين بل أثروا في نهجه فصار الصراع ثقافياً وحضارياً يستهدف ضرب المنظومة الأخلاقية للأمة ، ولكل طرف أهدافه، فالمستعمر زيادة في السيطرة والإخضاع وللعدو صراع وجود لا مهادنة فيه.


فثالوث عداء الأمة بمكونيها العروبة قاعدة الفهم الحضاري والإسلام الرسالة الإنسانية هو الصهيونية والفارسية الصفوية والاستعمار، ولهم أدواتهم من أنظمة وأحزاب وهيئات وجماعات وإفراد ومثقفين و إعلاميين وصناعيين وتجار.


والشمول بالتصدي لثالوث العداء هو خير وسيلة في الدفاع عن الأمة وكرامتها.


ففي فلسطين الصهيونية وفي الاحواز الفارسية وفي العراق ثالوث العداء مجتمعاً ليس تحالفاً ودعماً كما في فلسطين والاحواز بل بالتواجد الفعلي على ارض العراق.


والأمة العربية وهذا ليس بجديد هي امة رماحها طويلة وخيولها أصيلة و في نواصيها الخير والنصر دائماً.


فالعرب في حراك جهادي دائم دفاعاً عن أرضهم وكرامتهم ودفاعاً عن أنصار الأمة وعن المسلمين من غير العرب فكل مسلم هو من رعايا الدولة العربية والعربي ملزم بالدفاع عنه وعن حقوقه وعن نصرته حيث كان.


فالأمر لا يتوقف عند الدفاع عن الأرض والسعي للتحرير وبناء دولة الوحدة العادلة بل الأمر اشمل فالحراك الجهادي صفة تلازم العرب وهم المسئولين دائماً عن أمن وسلامة المسلمين من غير العرب.


لهذا كله وجب إعادة طرح البرامج القومية وصياغتها وتهيئة الشباب العربي المؤمن بالفكر الوحدوي، لتعريف ثالوث عداء الأمة وفهم طبيعة الإنسان العربي واستيعاب دوره الحضاري الإنساني وفهم رسالته الكونية وان الثورة لا تتوقف عند حد بل هي بتصاعد دائم من القطر إلى الأمة والوحدة وبناء الدولة إلى توفير الحماية الدائمة لكل مسلم أينما كان وحيثما وجد.


أن حامل الفكر القومي المتوقف نضاله عند الحدود الجغرافية للأمة ليس إلا قاصر و في فكره لوثة غير قادر على فهم معنى العروبة، فالقومي عليه واجب تجاه عرقيه وأمته والإنسانية جمعاء.


ولا يتأثر العقل العربي ألا بما هو ايجابي وينسجم مع الموروث الفكري الأخلاقي للأمة وأي عربي يتأثر بما يتناقض مع الموروث والإرث فهو ليس بعربي والعربي ليس الناطق بالأبجدية بل المتمسك بثوابت الأمة الساعي للحفاظ على مجدها.


فالعروبة كالرجولة قد يكون الإنسان ذكراً لكنه ليس بالضرورة أن يكون رجلاً وقد يكون ناطقاً بالعربية ونسله عربي ألا انه ليس بالضرورة أن يكون عربي أصيل ، فمن لا يتمسك بالثوابت التي أشير إليها سابقاً هو مستعرب وليس عربي بغض النظر عن نسله.


والثوابت واضحة بما يخص ثالوث عداء الأمة وفهم الحضارة الإنسانية العربية وان كل مسلم من رعايا الأمة العربية وجب الدفاع عنه ، وان العرب في حركة جهادية دائمة وثورة تستمر دون توقف.

 



00962795528147
Etehad_jo@yahoo.com

 

 





الاثنين١١ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الصباحين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة