شبكة ذي قار
عـاجـل










الروح الوطنية في مقارعة المحتل .. لا يعلو عليها شيء.
طرد المحتل الغازي وأذنابه .. أولوية مطلقة لا تعلو عليها شروط.
والأولوية هذه .. هدف مركزي .. لا يعلو عليه أي هدف ثانوي .
منهجية التحرير المقاوم .. لا تعلو عليها أي منهجية !!


قيل في منهجية تعليم الأجيال في مراحل مختلفة " عود تستطيع كسره ، ولكن حزمة يتعذر كسرها " ، ومقولة من هذا النوع أفرزتها التجربة والخبرة العميقة المتراكمة .. وقيل " القوم الذين توحدوا ما ذلوا " وقيل أيضاً " قوتهم في وحدتهم " وقيل " التلاحم قوة " .


هكذا تُعَلِمُنا تجارب شعبنا العربي، وشعوب العالم، التي خاضت غمار معاركها التحررية وانتصرت ، وحققت إنجازات رسمتها بقبضتها وصرامتها وشكيمتها، التي لا تلين أمام أعداء الله والشعوب والإنسانية .


وقد تغيب بعض هذه الحقائق في غمرة الانفعالات والغضب وسوء الأوضاع وعدم تقدير الموقف الصحيح .. وقد تغيب أيضاً في خضم النزعات التي تتضخم فيها الذات فلا ترى شيئاً غير نفسها على أساس غرور القوة أو احتكارها أو بدعوى الاستهانة بالعدو .. وكل هذه النزعات إنما هي سلوكيات لا تستقيم مع منطق الأشياء أبداً .. وهذا ما أدركه شيخ المجاهدين والمناضلين الماشين على الصراط المستقيم الرفيق القائد المعتز بالله عزة إبراهيم رعاه الله بحفظه .. حين أعلن وكرر إعلانه بكل صدق وإيمان ورؤية ثاقبة للأمور ونكران ذات لا مثيل لها، عن أهمية وضرورة وحدة صفوف قوى المقاومة بالضد من العدو المحتل الغادر وأذنابه الأراذل .


وطيلة السنين التسع العجاف .. أنجز هذا الإعلان حزمة مباركة ورائعة من القوة المقاومة ، فصائل وجيوش الله والشعب والبعث في صيغة ميدانية جعلت العدو المحتل الغازي وحثالته ومرتزقته يواجهون الويل، فمنهم من يهيأ نفسه للرحيل، ومنهم من هَرَبَ، ومنهم من هَرًبَ عائلته وأمواله التي سرقها من ثروات الشعب، ومنهم ما زال يكابر أمام حقائق التاريخ، التي لا ترحم المحتل الغازي ولا ترحم عملائه مهما طال الزمن .


إن توحد فصائل المقاومة السبع، وخطوات من هذا القبيل على طريق الجهاد والنضال، تمثل الطريق المبدئي الإستراتيجي الصحيح، الذي يقصر من عمر الاحتلال ويُعين شعبنا على المضي في مقارعة المحتل الغازي ويعزل العملاء في زاوية العمالة والإدانة بالفساد والخيانة العظمى للشعب والوطن .


فالعوامل التي توحد، هي عوامل كثيرة ، أما العوامل التي تفرق فهي ليست بشيء يصعب معالجته أو تجميده، فيما تقع حالة الوطن والوطنية في المقام الأول طالما إنهما عاملان موحدان من أجل التصدي لأعداء الوطن ، وطالما هما عاملان يقع على عاتقهما فرز العملاء والدخلاء والجواسيس والخونة في خضم التحرير وما بعده .. أما الذين تمردوا وضخموا أنفسهم وانساقوا وراء انفعالاتهم غير الواقعية وانشقوا وما زالوا يكابرون على الحقائق والثوابت والمبادئ ، فلا يلومون غير أنفسهم ، وإذا ما أرادوا العودة إلى صفوف النضال ومنابعه الأصيلة فهذا من دواعي السرور والابتهاج والغبطة .


فالعالم يتحرك سريعاً ، والأرض من تحت الأقدام تميد أحياناً ، والخيارات في هذا المرمى محدودة ، والحجة التي يستندون إليها ضعيفة وغير قادرة على الثبات بحكم صرامة المنهج وحكم الحقائق والوقائع التي لا مجال لنكرانها أبداً .


إن توحد الفصائل السبع المناضلة والمجاهدة، شجاعة وشجاعة مبدئية عالية .. أما المتضخمة ذواتهم إذا ما تراجعوا واصدقوا وأصغوا إلى منطق العقل ومنطق الواقع ، فمرحب بهم أيما ترحيب ، ولكن بدون شروط !!

 

 





الاثنين١١ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة