شبكة ذي قار
عـاجـل










(رابعاً) كذلك من الدروس المهمة و العملية ان لاتنحني التجربة الثورية أمام ضغط العوامل التكتيكية , وهذا الامر يجعل الحركة أن تبقى في التكتيك أكثر من الزمن والوقت المحددين لها وبالتالي يتحول التكتيك لستراتيج , ولتبدأ الثورة تفقد ثوارها الحقيقين ويتغير إتجاه قطار الثورة وايظاً يتغير في نفس الوقت نوعية الحمولة سواء ما يتعلق بنوعية البشر أو الادوات والعناصر , فالثورة التي يقودها حزب ثوري أو إئتلاف ثوري يؤمن بالنهج العلماني(العلمانية لاتعني عدم الايمان بالخالق سبحانه وتعالى وبرسله وأنبيائه وكافة أديانه السماوية إطلاقاً.لان هذا تشويه لعلمانية الثوار الحقيقين , بل تعني العلمانية بمقولة ملخصة[لدين لله والوطن للجميع]).والايمان الحقيقي بالله الخالق العظيم يجب أن لايترجم في قواميس الثورة أو الحزب الثوري بالتحول الى ممارسة طقوس دينية محددة ويجعلها سمة أساسية للايمان فإنه بذلك يبدأ الخطوة الاولى لان يفقد أوتفقد الثورة أهم خاصية لها وهي تمثيلها للشعب أو الامة التي تشمل كل المكونات والاديان والطوائف وتضيق مع هذه الحالة قدرة الحالة الثورية في تمثيل أوالتعبير عن المجموع وبحكم هذه التفاعلات تتجه الثورية الى اللاثورية بحكم محدودية الساحة الجماهيرية وتضييق الاهداف الشاملة.وليس العكس صحيحاً أي تبدأ الثورة أو الحزب الثوري بالضغط على الجماهير للتحلل من الاديان وأن تُمارس معها كل أنواع الوسائل القاسية لاجبار الشعب أو الامة على أن يعيشوا حالة اللايمان بالله الخالق وباديانه السماوية , وهذا قد حدث مع الدولة الاشتراكية السوفيتية , وقد برزت ظاهرة الاتجاه التطرفي في الدين حال سقوط الدولة السوفيتية برزت في الحال وبدون مقدمات ظاهرة التدين في كل دول الاتحاد السوفيتي ولكل الاديان التي حاول النظام الاشتراكي ان يلغيها من حياة الانسان في هذه الدولة.فلا يجب ان نحول الثورة الى شكل من أشكال التطرف لاي شكل أو بأي إتجاه , والبديل هو التفاعل وتحقيق جدلية بين أهداف الثورة والاديان , وكما هو الحال مع الايديولوجيات والافكار الاخرى.


(خامساً)قد تبرز أيظاً في حياة الثورات أو أحزابها ظاهرة التطرف في المواقف والاراء , فقد تتحول بعض الاقلام أو اصحاب المواقف الى ركب موجة المواقف الثورية وتتهيئ لها الصورة بأن المرحلة مناسبة لركب الموجة الثورية وخاصة التجربة الثورية التي يقودها اليوم البعث الخالد , وهي مرحلة تعيش فيها أجواء الثورة بجسدها العملاق في المقاومة العربية لكل أنواع العدوان والاحتلال وتتمثل في شكلها و روحها الناضج بالمقاومة العراقية البطلة , أي إننا نحتاج للقلم الثوري المبدئي وفي نفس الوقت أن يكون الخالي من روح التطرف لاي فكر أو موقف بإستثناء المبأدئ والاخلاق الثورية.لان هنالك الكثيرمن الخلط المتعمد أو غير المتعمد لبعض الاقلام في تحديد المواقف الثورية المطلوبة , فكيف يمكن أن نفهم ومن ثم نحكم على خطابات أو حتى أراء تروج للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني للارض العربية وإغتصاب حقوق الشعب العربي الفلسطيني وهي في نفس الوقت تبارك تدخلاً للمحتلين في مستقبل العراق سواء كان محتلاً أمريكياً أوإيراني , واللذي لا يختلف عن بعضهما إلا بالشكل والموقع الجغرافي , وايظاً تقف من المقاومة العراقية التي يقودها البعث الخالد موقفاً إذ لم يكن معارضاً فإنه بالضرورة يكون متفرجاً غير داعماً لهذه المقاومة , إنه ليس حول سياسي متعمد بل إنحراف في ألاخلاقية الثورية , وعلى الثوار الحقيقين تعريته كجزء من إنصاف المقاومة العراقية , وبنفس الاتجاه كيف يعلن تياراً يملك ميليشيات مسلحة حربه على كل أنواع الاحتلال وبالاخص ضد المحتل الامريكي ويرضى بإحتلال إيراني(الاحتلال الذي نفهمه ليس بوجود قوات عسكرية أجنبية فقط , بل بكل ما يتعلق بسلب سيادة العراق).

 

وفي كل الاحوال إن هذه المواقف والاقلام التي تعبر بالكتابة أو بالمواقف ينقصها الكثير من تكوين معرفي بالواقع العربي وتطوراته وكذلك نقصُ معرفي في الخطاب العربي الصحيح.فجزءمن مهام الاقلام الثورية تجاه الثورات الحقيقية أن تضع حدود فاصلة وواضحة بين هذه الكتابات والمواقف الانتهازية اللاثورية وبين المواقف الثورية الحقيقية , فكما أن في الدين و الكتب المقدسة لا يجوز تجزئة آيآتها في تحديد الفقه او التفاسير , فالمواقف الثورية لا يمكنها أن تكون ثورية في جزئية منها ولا ثورية في الجزئية الاخرى.وهنالك جزئية مهمة أود أن أطرحها وبكل وضوح وهي أن الثورة لا تعني الفوضى والخطابات النارية والمشحونة بالاندفاعات والانفعالات والى التي تؤدي الى المواقف المتشنجة , وهذا ما يحاول أعداء الثورة والثورية الصاقها بهما كمفهوم وكموقف أيظ , فليس كل من يحارب المحتل امريكي يمكن أن يُحسب من الثوار , وأيظاً ليس كل من يريد أن يحارب المحتل الايراني يُحسب من الثوار , أخيراً وليس أخراً ليس كل من يريد أن يحارب المحتل الصهيوني يُحسب ثوري , بل وأقولها وبكل صراحة أن كل من يحارب أي نوع من الاحتلال والتسلط وسرقة ثروات الاخرين وفي أي مكان من هذا العالم هو ثائر حقيقي , إن خطر هذا الاعلام و هذه الاقلام يكون بمقدار الانحراف الذي تقدمه عن المواقف الثورية أو الانسانية ولكن الخطر في بعضها هو قدرتها للاندساس في معسكر الثورة وتحولها الى حصان طروادة يخدم معسكر أعداء الانسانية في لحظة تغفو الثورة عنهم.

 

 





الاحد١٠ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة