شبكة ذي قار
عـاجـل










ولكن يجب أن نتوقف عند حقيقة يدركها الكل وهي أن سقوط التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وأيظاً التجربة العربية في العراق لا يعني ابداً سقوطاً فكرياً. بل أول ما تعنيه هذه الإنتكاسات هي :


(أولاً) حاجة التجارب للتأقلم مع التغيرات السريعة في كوكبنا سواء التي تتعلق بالتأكيد على الاصراربإستخدام العلم والتكنولوجيا وخاصة في مجال الإعلام و بالذات الطرق الحديثة للاتصالات و تبادل المعلومات وهو درس لا يجب أن تنساه كل تجربة ثورية,فقد نجحت الامبريالية الى إستنزاف الجهود المادية والعلمية عند التجارب الثورية الاشتراكية في المجال العسكري وبقت الثورات تعتمد على الجذب الجماهيري حولها بإستخدام الوسائل الكلاسيكية كالاستعراضات والمسيرات المؤيدة والخطابات الحماسية وكل هذه الوسائل صحيحة و فاعلة في الجذب والشد الجماهيري ولكنها ضعفت وقل تأثيرها بتغير المراحل وأمست اساليب لا تقدر ان تصمد أمام الوسائل الحديثة والتقنية العالية في التاثير على الجماهير.


(ثانياً)رفع معدلات الحرص والتدقيق عند التعامل مع الفكروأدوات المعسكر الامبريالي وقبل بناء أية خطوة أو علاقة لابد من دراستها وعدم تصميم وتنفيذ المواقف وخاصة الستراتيجية على المواقف الانية والمحلية لهذه المعسكر,فالانجرار وراء أي مشروع سواء كانت العقلية التصميمية له أو إمبريالية أو أدواتها في العالم يُعد مسلكاً خطيراً في هذه المرحلة من الحياة الانسانية,أي لا يعني بعرضهم للمخطاطات أو الحسابات أوالاهداف أنه أصبح في مرحلة التنفيذ,ولا يجب أن تنخدع القوى الثورية بهذا السيناريو أبداً حتى لو كان كل التفاصيل المعروضة محسوبة كلفتها المادية أو العسكرية أو النضالية .فمثلاً عندما إنزلق السوفيت في برنامج حرب النجوم كان الامر يبدوا لهم ووفق الحسابات العسكرية أنه جزءمنه السيطرة على الفضاء وجزء أخر لفرض الهيمنة العسكرية وتغليب المعسكر الامبريالي على المعسكرالاشتراكي.واقول بالرغم من قوة الاستخبارات العسكرية والمعلوماتية السوفيتية ولكن القيادة السوفيتية لم تلمس حقيقة هذا المشروع بتفاصيله المخفية الذي كان الرئيس الاسبق الامريكي رونالد ريغان قد افصح عن جزء من أهدافه.فكان هذا البرنامج الشعرة التي قصمت ظهر البعير ,فسقط الاتحاد السوفيتي هذا البنيان العظيم وأنتهت أعظم تجربة إشتراكية في العالم كما إنتهت كمونة باريس على يد أعداء هذه التجربة أيظاً,وكذلك وبنفس العقلية الحرباوية كان ضرب التجربة الثورية العربية في العراق في موضوعة الكويت وكل الملابسات وأنواع الخدع والاساليب الديماكوجية واللاخلاقية التي أُتبعت لوضع الثورة في العراق في زاوية الهدف الامريالي,هذه الزاوية التي كانت معدة مسبقاً والتي كان أول جوانبها هي العدوانية وتهديد الامن والسلام العالمي ومن هذه المانشتات الموجودة في جعبة المعسكر الامبريالي وقد نجحوا الى حد ما في محاصرة هذه الثورة الرئدة ,فكانت حزمة معدة في المفكرة الامبرالية من قوانين تُقيد هذه الثورة وتخنقها,فهو مخطط معد مسبقاً وليس مخطط رد فعلٍ للحدث بذاته.,وأيظاً ما تلاها من إجراءات إستفزازية لجر العراق الى وضع هم صمموه له,ولما كانت مطاولة الثورة في العراق بدت تُكلفهم كثيراً كان قرارهم بالغزو.


(ثالثاً) أيظاً من أهم الدروس التي يمكن لاي ثائر أن يستنبطها من سقوط التجارب الثورية هي الحاجة الماسة والضرورية للتثوير المستمر للصيغ والاساليب الاشتراكية بهدف تجنيبها من التاكسد والجمود في الفكر والبيروقراطية في رسم العلاقات وأساليب العمل الثوري, إن المرحلة تتطلب بلورة مواقف ثورية جديدة وليس خلق مواقف فكرية ثورية جديدة,فالمطلوب من بلورة المواقف ثورية أن تعتمد فهماً وتحليلاً جدلياً,لا أن تعتمد فقط على تحديدات أو فرضيات نظرية,ونحن بأمس الحاجة أن نبني مواقفنا الثورية على عوامل ومعطيات الواقع الحي وبكل ما يزقه من خصوصيات وتناقضات,والاهم كيف تتحدد العلاقة مع حركةالجماهيرالمتحققة في الواقع اليومي والكيفية التي تطورت بموجبها هذه الحركة تاريخياً,والتفاعل معها جدلياً بما تمتلكه الحركة الثورية من رؤية وتقديرات وحسابات,اي الثورية اليوم لا تعني راديكالية بالافكار وتطرفاً بالمواقف بقدر ما تكون هي عملية مزاوجة وتخصيب النظريات الثورية بحركة الواقع والبيئة التي تتحرك فيها الحركة الثورية.أن الثورية ايظاً تعني متابعة الاحزاب الشقيقة والصديقة في الوصف و العرف الثوري وأن تكون هذه المتابعة بصيغة التفاعل الفكري والنضالي وهذا يجنب الحركة الثورية الكثير من الدغمائية في الفكر والتكرارية بالاخطاء في التجارب.

 

 





السبت٠٩ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة