شبكة ذي قار
عـاجـل










1 ـ الإطـــــــــار العام


بعد عقديــــن من الزمــــن بان بشكل مكشوف وجلي من أن السيطرة العالمية للإمبريالية الأمريكية سجلت تراجع واضح غير قابل للتعديل فمشروعها في إقامة نظام القطب الواحد الذي منت النفس به اثر سقوط الاتحاد السوفيتي و نهاية النظام العالمي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية مستخدمة في ذلك مبدأ الحروب الاستباقية (الصدمة و الترويع) عسكريا و الابتزاز السياسي( محور شر يجب اجتثاثه... و من لا يوافقنا الرأي فهو يعادينا .. ) و الاقتصادي ( العولمة و ما واكبها من تنشيط مؤسسات الإقراض و تعميم الاقتصاد ألريعي) و هي السياسة التي حكمت الإدارة الأمريكية منذ العدوان الثلاثيني علي العراق و اكتمل بالحرب علي افغنستان و احتلال العراق .طارحة رسم خريطة جديدة لغرب آسيا و شمال إفريقيا (أي) الوطن العربي أساسا ( مشروع الشرق الأوسط الجديد) كمدخل للتصريف الميداني لتصورها في قيادة العالم... مشروع اصطدم بالفعل الرافض علي ساحة العراق مجسدا في المقاومة الباسلة لأبناء العراق المستمرة و المتصاعدة طيلة الثماني سنوات ... مقاومة جعلت إدارة المحافظين الجدد تراوح في نفس المكان لا بل أضافت لها اختناقات جديدة لا تقل أهمية عن اختناقاتها السياسية من خلال تحريك و تسريع أزمتها المالية التي تتهددها في المركز بما فرض عليها إعادة صياغة لتطلعاتها الكونية عنوانها التسرب المرن ( إدارة أوبا ما) كما تبينها المؤشرات الأولي التالية.


ـ ظاهريا القبول الطوعي أو الشكلي بعالم متعدد الأقطاب (الذي أصبح حقيقة) تحت تأثير


● استعادة روسيا مكانتها كقوة عسكرية و نووية كبري .
● بروز الصين كقوة عسكرية و اقتصادية و تكنولوجية كبري في طور الاكتمال .
● التقدم البائن للهند و البرازيل و تركيا و ماليزيا و اندونيسيا و جنوب إفريقيا  .


مؤثرات نتج عنها أدوار سياسية إقليمية معرقلة و بهدف احتوائها أو توظيف أطراف منها بصيغ متعددة لفائدة مشروعها منها صيغة اقتسام الغنائم أو نتيجة الحاجة المتبادلة كما هو الأمر بالنسبة للصين الحاجة الأمريكية (للقروض الصينية) و الحاجة الصينية ( للسوق الأمريكية).


ـ عمليا إعادة صياغة التحالفات وتقديم هامش هام للحلفاء التقليديين و ترقية بعض الأتباع إلي درجة الحليف في طور الاختبار ممثلا في الرأسمال الإسلامي مما فرض عليها إعادة صيغة شخوصه الممثلة له محليا ( تسريبات ويكيليكس... و إعلام الجزيرة منذ 2007 النقد بشكل محتشم و منذ العدوان علي غزة بشكل شامل للأنظمة العربية التابعة و ما رافقه من تقديم للنموذج التركي / العثمانيون الجدد و تقديم دولة بحجم قطر لأن تلعب الدور الأكبر في تفعيل المواقف العربية والتخلي عن فزاعة بن لادن التي استهلكت بعد نجاح الثورتين التونسية و المصرية و تقديم الحلفاء الجدد) بما يستوعب حالة الاحتقان في الشارع العربي و يعطل فعل المقاومة في العراق و فلسطين .. و يحولها إلي خدمة المشروع الأمريكي آنيا و يكسبها ساحة أوسع للمناورة الإستراتيجية أمام تنامي القوة الصينية. إعادة صياغة حملت معها مآزق خانقة للأنظمة العربية التي راهنت علي أمريكا و ارتهنت سياسيا و اقتصاديا للأملاءاتها. فما هي ملامح الوضع العربي و استحقاقات المرحلة التي فرضتها الانتفاضات/ الثورة العربية ؟


2 ـ الوضع العربي و استحقاقات المرحـــــلة


أ ـ الوضـــــــــع العربي


ـ الوضع العربي الرسمي تميز مع نهاية العشرية الأولي من القرن الواحد و العشرين بمواصفات الأرضية المواتية للانتفاض /الثورة


● دوليا ميزان قوي دولي مختل ملامحه اللانظام و انكفاء السيطرة الأمريكية .. مع تعدد الفراغات السامحة باختراقه ( سياسة المكيالين المطبقة علي العرب فقط).

● ميزان قوي إقليمي ظاهره تقاسم للنفوذ بين القوي المعادية للأمة و حقيقته تقدم واضح للقوي الإقليمية في تحقيق إستراتجيتها التوسعية علي حساب العرب أرضا و شعبا و بغطاء أمريكي ( النفوذ الإيراني في العراق و الانصياع الأمريكي له).

● ضعف القوي و الأنظمة التي راهنت علي أمريكا و تآمرت علي العراق و فرطت في القضية الفلسطينية و التجائها للقمع و تعميم الصمت و الإرهاب المنظم مع النهب و الفساد و المشاركة الفعلية في تدمير العراق و معاداة مقاومته إلي جانب خنق المقاومة الفلسطينية و تجويع الشعب الفلسطيني.

● غياب النظام العربي الرسمي و تحول لقاءاته إلي لقاءات هي مدعاة للسخرية و التندر بل الحزن أكثر مما هي لقاءات لتفعيل الخطاب الإعلامي حتى في حدوده الدنيا.

ـ الوضع العربي الشعبي تميز بانتصارات حققتها المقاومات العربية في العراق أساسا بحكم كونها المقاومة التي تصارع رأس الأفعى منفردة ودون غطاء مادي أو إعلامي من أي جهة و فلسطين و لبنان ... والهزيمة السياسية و الأخلاقية الصهيوـ أمريكية أمام أسطول الحرية...الأمر الذي وفر إلي جانب ما ساد الأوضاع الداخلية من فساد الشروط الموضوعية لاندلاع الانتفاضات/الثورات في كل من تونس و مصر و تنسج علي منوالهما جماهير الأمة في أكثر من قطر مطالبين بالإصلاح واضعين النظام العربي الرسمي بكل مكوناته ( التبعية السياسية و الاقتصادية لأمريكا . الفساد . الاستبداد) في مأزق ...فلم نعد نسمع تلك الأسئلة الاحتجاجية ...أين العرب ؟أين الشعب ؟ يا أمة عربية؟؟ قل لي أين هي ؟.... لتظهر حقيقة تنكر لها بل سفهها العديد ممن رفعوا لواء النضال و الوطنية و الثورة حقيقة بائنة اسمها الثـــــورة العربية ـ الأمة العربية ـ الوطــــن العربي مما يعني تحول لا علي مستوي الشارع و إنما حتى علي مستوي الرؤى... فهل ستقبل به القوي المسيطرة عالميا أو تلك التابعة إقليميا أو امتداداتها المحلية ؟ طبعا و بكل المقاييس لا يمكن أن يكون لهكذا تحول مكان للقبول لأن السماح به يعني أن كل هذه القوي ستكون في المرحلة القادمة في عالم المجهول و خاضعة في تصورها وفعلها لمحصلات صراع جديد للشعب فيه حضور كامل تملكه من انتصاره في الانتفاضة / الثورة ... لذلك انتقلت هذه القوي مجتمعة إلي تفعيل الثورة المضادة ... و الانتقال للهجوم المباشر كما هو الأمر في ليبيا أو اليمن .. و في سوريا ... بما سمح لأطرافها الداخلية و الخارجية من استعادة وعيها و توازنها الذي اختل نتيجة ما أحدثته الثورتين التونسية و المصرية و الشروع في العمل علي احتوائهما ... مما يعني دخول الوضع العربي خاصة و الإقليمي و الدولي عامة في مرحلة جديدة بملامح غير ثابتة تفرض علي القوي الوطنية والقومية و الإسلامية التقدمية جملة استحقاقات تتجاوز القطري إلي القومي . فما هي هذه الاستحقاقات؟


ب ـ استحقاقــــات المرحلة


● نبذ الصراعات بمختلف أشكالها الدينية الاثنية الفكرية بما يعيد للشعب لحمته ويضيق مساحة الفراغات التي من خلالها تتسرب القوي المعادية للأمة و الشعب في الوطن العربي لزرع الفرقة و توزيع الأمة أو الشعب إلي طوائف و الوطن إلي كنتونات .


● في ظل الموت ألسريري للنظام العربي الرسمي دعوة كل القوي العربية السياسية الوطنية و القومية و الإسلامية إلي الانتقال في عملها من مستوي مؤتمرات التدارس إلي صيغة الفعل الجبهوي بكل ما يعنيه العمل الجبهوي من تخطيط (برنامج قومي )و تصريف فعلي(هياكل) قوميا وقطريا ... و بما يمكنها من تمثيل الأمة و الدفاع عن مصالحها القومية من خلال برامج واضحة تقطع مع صيغة منح التزكية النضالية .. تقدم الأمن القومي العربي علي الأمن الإقليمي لما يمثله هذا الأخير من مدخل للالتفاف علي حقوق الأمة التاريخية و بما يعطل حركتها و يشتت جهدها خدمة لإستراتجيات أطراف إقليمية علي حساب مصالح الأمة العربية في التحرر و الوحدة.. و لنا المثال البارز في تعدد المؤتمرات ( العربي ـ الإسلامي ـ العربي الإسلامي ) التي أصبحت منابر للمزايدة علي الأمة لا بل الاندساس بعقلية تغييب الحق و إبراز الباطل.

● التأكيد و العمل علي أن تبقي ثوابت الأمة في رفض الاحتلال و محاربته و المشاريع و المعاهدات الاستعمارية الصهيونية أو تلك المفروضة علي العراق حاضرة في تصورنا و فعلنا الميداني .

● الارتقاء بفعلنا الرافض للاحتلال و مشاريعه من المستوي أللفضي إلي المستوي المادي من خلال أ ـ دعم المقاومة في العراق و اعتبارها الممثل الحقيقي للشعب العراقي و القطع مع نظام الاحتلال و محاصرته و معاداة النظم المساندة و الداعمة له إقليميا .ب ـ دعم المقاومة في فلسطين و العمل علي فك الحصار عليها .

3 ـ الوضـــــع الدولي


إن تراجع السيطرة الأمريكية و التجائها إلي أسلوب الصدمة و الترويع في مرحلة أولي الفوضى الخلاقة في مرحلة ثانية و تكليف الحلفاء بتحمل ما يترتب علي ذلك من تعميم العداء و الكراهية يؤشر

● اتجاه الوضع الدولي نحو نظام متعدد الأقطاب يقطع مع انفراد قوة واحدة بإدارته.
● بداية نهاية الاستخفاف بحق الشعوب في العيش الكريم أو استخدامها كريع يحق للأقوى توظيفه كما يشاء .
● الانحطاط الأخلاقي للنيوليبراليزم ( الليبرالية الجديدة ) بشكليها


ـ أ ـ الاقتصادي منذ نهاية الستينات مع الشركات ألكبري و عبرت عن نفسها منذ التسعينات في ما اصطلح علي تسميته بالعولمــة .


ـ ب ـ السياسي الذي تجلي في ارتقاء المحافظون الجدد للسلطة بزعامة المجرم جورج دبليو بوش .


وضع يفرض علي الأمة العربية و قواها الرسمية الوطنية إعادة صياغة تعاملها بما يضمن للأمة حقوقها و ينهي الاحتلالات لأراضيها ... و يحرر ثرواتها بما يجعلها لمصلحة الشعب و الأجيال القادمة... كما يفرض علي القوي السياسية و الشعبية مزيد النضال من أجل إسقاط العولمة النظام الاقتصادي ألريعي الحاث علي الربح و المبني علي مفهوم الغنيمة و الضارب لكل نوع من أنواع التنمية الاجتماعية.

 

 





الجمعة٠٨ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة