شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تبقَ لحكومة العميل نوري المالكي الاّ أياما معدودة حتى يقدّم للعراقيين قائمة إنجازاته التي وعد بها الجميع. وبعيداعن التفاصيل والبحث عن إنتكاسة هنا وسقطة هناك فان قائمة الاخفاقات والفشل والهزائم من النوع الثقيل تشكّل أكثر من 99 ونصف بالمئة من عمل ومهام وزارات بائع السِبح والخواتم نوري المالكي. ولا ندري باي وجه مسخّم وكالح سوف يواجه هذا المالكي الكثير من الناس الذين ربما صدقوا, لسذاجة أو لحسن نيّة فطرية لديهم, أقواله ووعوده التي يطلقها أمام عدسات التلفزة. لكنّ العاهرة كما هو معروف لا حياء ولا خجل ولا شرف لديها.


يحصل في الدول التي تحترم دساتيرها وشعوبها وتحسب لها ألف حساب أن المسؤولين والسياسيين, خصوصا من يشغلون مناصب مهمّة, يُحاسبون على كل كلمة تخرج من أفواههم ناهيك عن الأفعال التي يقومون بها أثناء خدمتهم. فهم يدركون ان المواطن الذي إنتخبهم وأوصلهم الى كرسي السلطة هو وحده من يملك الحق, باعتبار أن الشعب هو مصدر السلطات, في إبعادهم أو إسقاطهم عن سدّة الحُكم. لكن العراق الجديد, وفي أكثر من جانب وإتجاه, هو الاستثناء الوحيد بين دول العالم فيما يتعلّق بالمحاسبة والنقد والاعتراف بالخطأ من قبل الوزراء والمسؤولين.


ولحد هذه اللحظة لم نرَ مسؤولا أو سياسيا واحدا تعرّض للمحاسبة ومن ثم العقاب رغم عشرات بل مئات الجرائم والانتهاكات والفشل والاخفاقات والفساد المستشري في ثنايا وزوايا كل وزارة أو مؤسسة حكومية. وهناك بالتأكيد أكثر من خلل وعلّة ومرض في مجمل كيان وتكوين عراقهم الجديد. فلا البرلمان سيدّ نفسه وله قدرة وسلطة في متابعة ومحاسبة عمل الحكومة. ناهيك عن أنه غير مؤثر وبلا هيبة أو سطوة. ولا الهيئات والجهات المختصّة, وما أكثرها وأجمل أسمائها, والتي تحمل غالبيتهت صفة "المستقلّة" تملك فعلا صلاحيات أو إستقلال رأي أو نفوذ أو إحترام لكي تمارس عملها.


فالجميع يعتبرها زائدة عن اللزوم ولا تساوي فلسا واحدا. غير أن وجودها ضروري وحتمي بالنسبة لمن أوجدها وأعطاها صفة شرعية وقانونية. وهي في الواقع, وأقصد المؤسسات والهيئات المستقلّة والتابعة, ليست أكثر من مصادر رزق غير مشروع لجني وكسب ملايين الدولارات لمن يديرها أو يقف خلفا أو أمامها. وبالتالي فان كل شيء سلبي ومضر ولا يخدم الناس في العراق الجديد, مُباح ويُمارس في وضح النهار. ومعلوم أن الانجازات "العظيمة"التي حقّقها العميل المالكي وحكومته في الأشهر الأخيرة, والتي تبدأ بالانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وتفشّي الرشوة والفساد ونقصان حاد في الخدمات الضرورية الأخرى, وتنتهي بعمليات القتل والاغتيالات بكواتم الصوت والتفجيرات الارهابية التي لم تسلم منها مدينةأو بلدة عراقية.


إن هذه الانجازات التي يعيشها المواطن العراقي بشكل يومي سوف تدفع بعض المنظمات الدولية لترشيح "دولة" نوري المالكي لنيل جائزة أسوء رئيس حكومة فاشلة وفاسدة في العالم. وسوف يُكتب إسمه الكريه بحروف من الزفت والطين المعجون بروث الجاموس. لكن المؤكّد, كما هي عادة ساسة عراق اليوم عندما يحالون بلا جدوى تبرير فشلهم وإخفاقهم وسوء إدارتهم لمرافق الدولة, سوف يلقي العميل نوري المالكي اللوم, كلّ اللوم على أطراف أو جهات أخرى, لاحاجة لذكرها هنا, لا تريد الخير للعراق وتقف ضد مسيرته "الديمقراطية" الفريدة من نوعها, كما صرّح ذات يوم ثور, عفوا أقصد رئيس الحضيرة الخضراء ضخامة جلال الطلباني.


ولكي يكون الانسان منصفا يجب الاعتراف بان ثمّة إنجازات ومكاسب كبيرة ومتنوّعة حققها "قادة" العراق الجديد, لكنها لا تتعدى حدود الدائرة الضيقة جدا لهم ولعوائلهم وإقربائهم. أمّا المواطن العراقي المنكوب بهؤلاء المرتزقة المحترفين فما عليه الاّ الاكتفاء بالوعود والتمنّيات, وترديد بيت المتنبي الذي يقول فيه "أصبحتُ مُثرا خازنا ويداً - أنا الغنيّ وأموالي المواعيدُ".


إن إنجازات حكومة المالكي العميل, والتي إنطلقت قبل المئة يوم بسنوات, تبدأ بسلسلة طويلة من الجرائم الكبرى والمجازر المروّعة, تتصدرها عمليات القتل والاغتيالات والخطف لخيرة أبناء العراق من علماء وأساتذة جامعات وضباط الجيش العراقي الشرفاء ورجال دين ومواطنين أبرياء جريمتهم الوحيدة هي أنهم من هذه الطائفة أو من نتلك المنطقة أو المدينة, رفضوا الانسياق كالعميان الى عرس الدم "الدميقراطي" الذي أقامته حكومات الاحتلال منذ عام 2003, وما زالت مستمرّة حتى يومنا هذا إنعكاساته الكارثية ونتائجه البشعة.


إن المتابع للشأن العراقي لا يجد صعوبة في التوصّل الى حقيقة إن مشكلة العميل نوري المالكي وزمرته لا علاقة لها بزمن معيّن ولا بفترة محدّدة. والعلّة, كما يُقال, بل العلل تكمن فيهم كعملاء غرباء طارئين على العراق وعلى السياسة وإدارة الدولة. ولو مُنح المالكي ألف يوم أخرى تُضاف للمئة يوم التي حدّدها هو بنفسه, فاننا سنراه يراوح في نفس المكان. بل يتراجع الى الخلف بشكل ملحوظ, مستمرّا في توزيع التُهم على هذا الطرف أو تلك الجهة دون أن يلقي نظره ولو عابرة على دواخله العفنة الطائفية التي أفقدته القدرة على التمييز بين الأمور.


ولأنه مُقاد كالكلب الوفي من قبل أسياده المجوس في دولة الملالي في طهران فمن المستحيل أن تأتي منه ذرّة خير للشعب العراقي. وما على العراقيين الذين"صبروا حتى لاتَ مصطبرِ" عليه وعلى بقية العصابة الحاكمة في بغداد المحتلّة الاّ الاستعداد التام للجولة النهائية الحاسمة باستخدام كافة الوسائل والسُبل من أجل كنس وتنظيف الحضيرة الخضراء من العميل نوري المالكي ورفاقه, ومن ثمّ رشّها بالمبيدات والمواد المعقمة حتى لا تبقى لهم رائحة ولا ذكر ولا أعراض جانبية.


mkhalaf@alice.it

 

 





الجمعة٢٤ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد العماري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة