شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد أن أشرت وبإيجاز الى مهمة الإعلام في ايقاض الرأي العام العربي  وتحويل الرأي العام العالمي الى مناصر للحق العربي في كل مواطن الصراع وكيف تمكن الغرب وخاصة أمريكا وحلفائها من اختراق المجتمع العربي والتأثير السلبي الذي يتعارض مع إرادة الجماهير ومصلحتها أتناول اليوم مفهوم الأمن القومي العربي وماهية الحال السائدة وكيف يتعامل الحكام العرب وجامعة الدول العربية معه

 

 أن مفهوم الأمن القومي العربي تتجاذبه الأماني القومية وأحداث الواقع المعتل (( الأمن القومي كقدرة الدولة على حماية أراضيها وقيمها الأساسية والجوهرية من التهديدات الخارجية وبخاصة العسكرية منها باعتبار أن تأمين أراضي الدولة ضد العدوان الأجنبي وحماية مواطنيها ضد محاولات إيقاع الضرر بهم وبممتلكاتهم ومعتقداتهم وقيمهم ومع تطور مفهوم قدرة الدولة أتسع مفهوم الامن القومي الى القدرة الشاملة للدولة والمؤثرة على حماية قيمها ومصالحها من التهديدات الخارجية والداخلية )) ،  وخلاصته كيف تغلق المنافذ التي من خلالها يتمدد  العدو إن كان بتأثيراته المباشرة أو الغير مباشره  ،  وهذا المحور الخطير ظل طافياً على سطح رغم كل المؤتمرات والقمم العربية  وباتت  -  عبارة ألأمن العربي في خطر-  هي العبارة الأكثر شيوعاً وتداولاً و تحسبا وأصبح التوجس العربي حقيقة و يقينا  رأيناه رأي العين  ولمسناه لمس اليد  خلال أحداث شهدها أديم الوطن العربي لتدخل في الشأن الداخلي العربي واحتلال الأراضي العربية في فلسطين وأريتريا والاحواز والاسكندرونه ومناطق من المغرب العربي و الخليج العربي واستمرار نظام  الملا لي في إيران بذات النهج العدواني الذي كان ينتهجه ألشاه وخاصة تنكرهم لعروبة الخليج  واستثمار من هم  من أصول فارسيه في التعرض للأمن الوطني  والسيادة لدول الخليج العربي ،  والتمادي والتمدد الصهيوني إن كان  على التراب الوطني الفلسطيني أو الدول العربية وأخطرها التصفيات الجسدية التي طالت القادة الفلسطينيين في المغرب العربي ولبنان وسوريا من خلال عمليات نفذها جهاز الموساد الصهيوني بدعم وإسناد المخابرات الأمريكية والغربية  ...... الخ  ،  لم  نتصور أن وطننا العربي وصل إلى هذا المستوي فأصبح مرتعاً خصباً وضعيفاً يستجدي النصرة استجداء الذليل من ذات القوى الطامعة , وباتت ثغوره مهلهلة لا تقوى على الصمود أمام أي ريح , فالاختراق الفاضح لجسد الوطن تم بتواطىء مع من يفترض أنهم حماته وعمقه الطبيعي وأقربها مثلاً  قطر والإمارات العربية اللتان يشــــــتركان بالعدوان العســــــــكري على القطر الليبي  ,  وسابقة  هذا الفعل التقاء إرادة غالبية الأنظمة العربية مع جمع الكفر ليشن العدوان الثلاثيني على العراق تحت ذريعة تحرير الكويت التي أصبحت  القاعدة المتقدمة للجيوش الأمريكية الغازية لأرض العراق والمحتلة بل أصبحت المخابرات الكويتية وقسما" من أبناء العائلة الحاكمة الضالعين وببشاعة الحاقد المنتقم في الجرائم التي طالت أبناء العراق ومؤسسات الدولة العراقية والثروات الوطنية ، وفي السودان تشاهد طائرات تنتهك المجال الجوي للبلد وتقصف تجمعات بشرية  وتقتل منهم العشرات ثم تعود سالمة من حيث أتت دون أن تجرأ أي  دولة من الدول التي مرت عبر أجوائها عن الإعلان عن هذا الاختراق؟!

 

فالسودان ليست له حدود مشتركة مع الكيان الصهيوني ولا مع الولايات المتحدة الدولتان العدوتان للعرب والمسلمين ومر الخبر مروراً ملفتاً ولسان الحال يقول الأمر لا يتطلب في الظرف الراهن أن نستنكر هذا الفعل وكأنهم سلموا باستحالة الرد بالمثل أو الاستنكار ولكن لم الاستنكار فقد استنكرنا كثيراً دون فائدة أما العالم المتحضر الداعي لحماية حقوق الإنسان ونشر الحرية والديمقراطية  فلسان حاله يقول ما دام القتلى هم من العرب و أنهم مسلمون فالأمر بسيط و يقع على عاتق أمريكا  فهي الحامي والحرامي والقاضي والجلاد  ووفق رؤية انقسم عليها العرب فباتوا اليوم وبفضل العم سام  معسكرين هما الاعتدال وممانعة  ،  فالإرهاب وفق النظرية التعريفية الأمريكية فانه بات مفصلٌ على مقاساتنا  –   من دون خلق الله  -   والسيد الأمريكي المطاع وبدون أي اعتراض أو السؤال يقول ما عليكم إلا الرضوخ والطأطأة فانتم جزء من مشروعنا الكبير فما عليكم إلا أن تسبتوا ونحن سنتكفل بالرد ونبرره على انه لتطبيق قانون الإرهاب وان الهدف يستحق القصف وان هؤلاء لا بد لهم أن يموتوا  لأنهم يهددون ((  الأمن القومي الأمريكي الإسرائيلي   ))؟!! فقد أصبح العالم محكوما بإرهاب الدولة الأقوى فقد قصفت أمريكا  العراق عام 1998 بمئات الصواريخ  من على بوارج  تبحر في المياه العربية  وأصبحت (( إسرائيل ))  تصول وتجول فأجواء العرب مفتوحة وقائمة الأهداف هي الأخرى مفتوحة تقصف متى شاءت وكيف شاءت فالكيان الصهيوني مطلق اليد واللسان في الوطن العربي دون رادع يردعه والضحية هو العراق  كونه مناصر للحق العربي ويتخذ من الإسلام شرعاً وهذا كله يضيق على الكيان الصهيوني  الذي يعمل بكل إمكاناته أن يمد نفوذه  في القارتين الإفريقية وأسيا ،  ولكن  السؤال  الذي يتوجب طرحه كيف الكيان الصهيوني يتمكن أن يخترق كل هذه الحدود ليضرب قافلة سيارات في السودان  ؟  ،  والجواب إن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يفعل فعله لولا الدعم الأمريكي المعلن وإنها  حصلت على ضوء اخضر ضمناً من دول ((الاعتلال العربي))  والتي باتت عاجزة أن تقول لأمريكا وحليفها الكيان الصهيوني  مجرد كلمة لأنها لو خالفت لضاعت (  كراسيهم  ) فاخرسَّ المتكلم وتديثوا أمام انتهاكات العرض العربي المستمرة .

 

ذلك لم يكن ليحدث لو كان العراق معافى لما استطاعت إيران الصفوية من العربدة والتهديد على اثر أحداث البحرين وانتشار قوات درع الجزيرة  في البحرين ولا تستطيع هذه الدولة أن ترفع العصا بوجه أي قطر عربي لأنه هناك دولة عربية قوية مستقلة ذات قيادة وطنية قومية  وصاحبة الموقف في التصدي لأي تهديد يتعرض له الوطن العربي هي العراق قبل الغزو والاحتلال  ، 

 

وهنا لا بد أن يسأل سائل من أين دخلت الطائرات وأي الممرات سلكت ؟؟! وأي الدول العربية كانت معبراً لتنفيذ  جريمتها  ،  وهنا أعيد للذاكرة جريمة الكيان الصهيوني عندما نصب جهاز تنصت عسكري في منطقة الغربية  عندما اخترقت طائراته الهليكوبتر منطقة مكر النعام  لتنفيذ المهمة التجسسية والعراق يخوض حربه الدفاعية ضد العدوان الإيراني ألصفوي  والتي راح ضحيتها عدد من الضباط العراقيين عندما حاولوا استكشاف الموقع ومعالجته  ،  فلو كانت الدول التي لها علاقة -  أي علاقة مع الكيان الصهيوني - تحترم نفسها لانتفضت وعلقت هذه العلاقات فلو كانت هذه الطائرات اخترقت المجال الجوي لأي دولة غير عربيه  لكان الأمر يختلف ولكان ما يكون  فهل الشراكة في ما يسمى بعملية السلام  بل حقيقته الاستسلام تفقد الدول سيادتها وحقها بالدفاع عن النفس ؟ أم تعزز من احترام غريمها لها ؟؟

 

هذا منطق لا يستطيع المواطن العربي إلاّ أن يقف حائراً في فك رموزه ! لم هذا الدنية في عروبتنا وإسلامنا فما الذي يشغل الحاكم العربي! أن لم يفلح في حماية ثغر, ولا دفاع عن عرض ولا يهتز لهم عرق حي إذا ما احتل قطر من أقطارها وما دامت هذه مواصفاتهم فما عليكم إلا أن تخرجوا إلى شعوبكم وتقولوا لهم نحن لا مصلحة لنا في انتسابنا للأمة العربية  .. ولكننا استنتجنا من هذا كله إننا امة تنسى تاريخها ولا تأخذ الدروس من عثراتها رغم البراهين الربانية وآخرها درس الصمود البطولي في غزة التي وقفت كالطود الشامخ بوجه أعتى قوة عسكرية في المنطقة– بعد أن تخلى العرب عن واجبهم والجرائم التي مع الأسف أثبتت الأحداث إن من دبر عمليات الاستهداف ومباركتها هم أنفسهم الذين ذبحوا العراق والصومال والآن جاء دورهم في اليمن وليبيا وسوريا

 

 

ألله أكبر           ألله أكبر                  ألله أكبر

وليخسأ الخاسئون

 

 





الثلاثاء٢١ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة