شبكة ذي قار
عـاجـل










10- ولان العقيدة سبق ان تطرقنا لها وقلنا بضرورة إرتقائها الى مستوى تتمتع بهاجس ثوري كبير في قدرة الفكر للتكيف مع معطيات الواقع مع الحفاظ على الاسس الاخلاقية والمبدئية و الروحية للعقائد ,والدقة في إختيار الطرق الصحيحة لترجمة ألافكار والستراتيجيات أيظاً, خاصة فيما يتعلق بالحركات الثورية العربية والتي تتعرض الى مأزق حقيقي على مستوى التجربة ومنذ فشل التجارب الوحدوية في وطننا العربي بشكل خاص, و حصول أنحسار للمد اليساري العربي وإنكسار في التجارب الثورية العربية بشكل عام .وأعظم هذه الخسارات كانت التجربة الرائدة العظيمة في العراق والتي تعرضت لضربات وهجوم إمبريالي صهيوني متواصل وبكل الوسائل الخبيثة واللئيمة والمتعددة ومنذ إنبثاقها في عام 1968 ولغاية عام 2003 حيث أفصحت القوى المعادية للشعوب عن أطماعها و جشعها وأعلنت عنها بكل وقاحة الاشرار ونفذت هجومها على العراق بغزوه وإحتلاله وضاربة بكل قيم الاخلاق وحقوق الانسان والشعوب وحتى بدون موافقة ما يسمى بمجلس الامن الدولي,ونفذت جريمتها البشعة وكانت بعض القوى الثورية العالمية تتفرج على إغتيال هذه التجربة والبعض الاخر منشغل بالجرح الكبير الذي اصاب التجربة الاشتراكية الكبرى في تفكك الاتحاد السوفيتي, بل البعض ممن حُسبوا على الحركة الثورية العربية والعالمية ساهم بشكل أو اخر على قتل التجربة وعلق كل مبأدئه واخلاقه الاشتراكية والثورية على أمل أن يحصل على فتات من المائدة الامبريالية بعد إسقاط هذه التجربة الثورية وأعدها فرصة للانتقام من الثورة وقيادتها,وأيظاً تنب ( مع العلم بأن التنبأ مبدأ مثالي لا يتوافق مع المادية الجدلية أو المادية التأريخية ) أقول تنبأ وعلق الامل على مشاركته في التامر على العراق لعل بمشاركته في قتل الثورة وإجتثاث حزبها تتيح له بقيادة الجماهير وهو المرشح الاكيد ( حسب تقديرات خاطئة تمام ) في قيادة الطبقة العاملة وذلك بإعادة الترتيب التاريخي للمجتمع العراقي الى مرحلة تاريخية قد يؤثر الظرف أو مجموعة الظروف على الواقع العراقي لمرحلة تاريخية تنضج فيها علاقات الانتاج على أقل تصور الى برجوازية رأسمالية.

 

ومرة أُخرى تُخطئ تقديراتهم وتُحبط أمالهم فإذا بالعراق يعود به المحتلون الى عصر ما قبل الصناعة ( كما قال بيكر وزير خارجية الولاياة المتحدة للمناضل الاستاذ طارق عزيز في عام 1990 بعد دخول العراق للكويت ) بل أكثرمن ذلك استطيع ان أجتهد بأن النظرية المادية التاريخية تحتاج لمنظرين جدد لوصف جديد فيما يخص الواقع العراقي البائس والذي لا هو يعيش في مرحلة الاقطاعية ولا البرجوازية ولا الرأسمالية ولكنه يعيش مرحلة سقطت فيه كل القيم الاخلاقية من قتل ونهب وفساد ورشاوي وتحزبات بل عصابات ضيقة أنانية فيها دينية وفيها علمانية وفيها من يدعي بالاشتراكية وفيها من يدعوا الى إقتصاد السوق الحروفيها من يدعوا لامارات دينية ومنهم من يريدها لولاية فقيه ,اي كل المراحل متداخلة وفيها من جديد وفيها من القديم وفيها من الجديد ويوجد من يدين للمحتل الغربي وفيها من يدين للمحتل الشرقي ومن يريدها على هواه وما يشتيه .فاي إصطفاف هذا الذي حشرتم نفسكم فيه؟بل وحتى لم يحسبوا المواقف بحسابات مادية أي بمنطق الخسارة والربح,وكانت المعادلة لديهم واضحة من خلال جديد الهوية الفكرية وطبيعة الاصطفافات والمواقف للاطراف المشاركة بجريمة غزو العرق! بالرغم من أن هنالك حقيقة يعرفها الرجعي والتقدمي والليبرالي والثوري بأن لكل تجربة أخطاء و كبوات ,فما بال رفاق الامس لم ينؤ بنفسه من هذه الجريمة ويحافظون على سجلهم الوطني الثوري وهم يعرفون بل ويدركون انه لا وجود لتجربة كاملة و ناضجة, وحيث يؤكد هذه الحقيقة المناضل الثوري لينين بقوله: ( إن من يتوقع رؤية ثورة اجتماعية نقية لن يعيش مطلقا حتى يراها. مثل ذلك الشخص، يتحدث بلا انقطاع عن الثورة، دون أن يفهم ما معنى الثورة. ) .

 

فماذا يقول اللذين يدعون للثورة ضد القوى الامبريالية يزايدون على ثورة العراق,و كيف أرتضوا أن يصعدوا في قطار المحتل مع عملائه وبذلك فقدوا شرعيتهم كحركة ثورية بتنازلهم عن مبادئهم الثورية أمام حلم بل هي مغامرة أقرب من أن تكون حلم أو أمل بأن يحضوا بشئ من كعكة الاحتلال!. أنا اقول..لازالت فرصة تثويرهم قائمة بالتحاقهم بركب المقاومة العراقية الحقيقية الشريفة مع رفاق دربهم من المناضلين بعثيين وقوميين وإسلاميين حقيقين وكل الوطنيين العراقيين,وبعكسه لن تتحمل أبسط مفاهيم التي يؤمن به الثوار أن تقبل بمن يدعي الثورية وهو في نفس الوقت يتدفء بخيمة الاحتلال ومن سحق الطبقات الكادحة.ويريد بالعراق أن يحكمه المحتل من الشرق في نظام أسوأ من النظام الثيوقراطي بل ما يطلق عليه بولاية الفقيه! او المحتل الغربي الذي يريد خلق وتطوير طبقة براجزازية ترتبط مصلحياً به ليؤمن بقاء العراق في منظومته السياسية والاقتصادية والعسكرية إذا ما غادر العراق يوماً وذلك بمحاولته خلق كمبرادور من مجموعة من اللصوص والقتلة اللذين جاءوا مع الاحتلال!


وطبيعة النظام السياسي في العراق ومنذ الاحتلال في عام 2003 ولغاية اليوم هو مزيج من نظام أوتراقراطي يحكمه شخص منذ 6سنوات ومتداخل مع نظام أُوليغراشي بيد ميلشيات وعصابات طائفية وعنصرية.فأية فرصة يطمح بها حزب أو حركة في هذه الفوضى الاجتماعية و السياسية والاقتصادية والاخلاقية ليمني نفسه برسم دور ما بين هذه الفوضى الشاملة وهم لا يريدون أن يسلموا بأن لا توجد فرصة لهم حتى الظفر أبسط موقع رسمي,فمن الغير مسموح لغير هذه الانماط المصنعة في معامل المحتل الفلسفية أن تكون في موقع قيادي في مجتمعنا العراقي.

 

إنها لعبة المحتلين وإلا أية قوانين سياسية تفسربان تكون السلطات الثلاثة محصورة بيد مجاميع من الاحزاب الدينية والطائفية والعنصرية والتي جاءت مع المحتلين ولا توجد معارضة لها,وأي قوانين إجتماعية عراقية وعربية وأسلامية تعطي السلطة لمجموعة من القتلة أن تحول العراق من بلد خالٍ تماماً من المخدرات الى بلد ليس يتعامل مع الخدرات بل يروج لها في محيطه الاقليمي,واي قوانين إقتصادية تفسر بأن ميزانية العراق تفوق ميزانية الاقطار العربية في الاردن سوريا ولبنان واليمن مجتمعة وفي نفس الوقت معدل الفقر في العراق أدنى من أي مستوى للفقر في أي قطر من هذه الاقطار.

 

 





الثلاثاء٢١ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة