شبكة ذي قار
عـاجـل










مفهوم الثورة يختلف بالتعريف اللفظي للكلمة من شخص لآخر والأكيد أن لها معنى واحداً لا يجوز تأويله بغير موضعه وهو التغير نحو الأفضل.


والثورة ليست دائما حالة من الانتفاض الشعبي ضد مؤسسة حكم قد تكون ثورة من داخل مؤسسة الحكم أو ثورة شعبية ذات طابع اجتماعي ضد مفاهيم وتقاليد خاطئة وقد تكون ثورة وطنية يشترك فيها الحاكم والمحكوم .


قد تكون الثورة ضد فساد أو استبداد وقد تكون ثقافية أو اجتماعية وقد تكون ثورة شاملة تحمل في طياتها جميع ما ذكر.


وما حدث في بعض أقطار الوطن العربي هي ثورة شعبية شاملة والتي لا تكون ألا في حال كانت مؤسسة الحكم حارساً يصون مربع التخلف والجاهلية، ولان لغة الحوار أصل التغير قبل اللجوء إلى الشارع وتحريك الجماهير تحت عنوان الثورة الشعبية والتي أراد لها المواطن العربي أن تكون ثورة وطنية شاملة يشارك بها كل أبناء الوطن أياً كانت مواقعهم في السلطة الحاكمة أو خارجها.


لا احد يريد الفوضى أو ضياع منظومة الأمن الاجتماعي، إلا أن الحاكم وزمرته يفرضون على المواطن الثورة الشعبية الشاملة.


والثورة الشعبية لا تكون بقرار يتخذ بل هي قناعة عامة تحرك الضمير الشعبي نحو التغير ضمن ظروف موضوعية تنضج الوعي العام لدى الجماهير بضرورة الحراك التغيري.


واستناداً لعلم الاجتماع المتطور هناك مزاج شعبي وضمير وطني يحكم وسائل حراك الجماهير وفق منظومة متكاملة من الظروف الملائمة والوعي العام.


وعند اكتمال المنظومة تصبح الآلة الإعلامية المضادة بدون فائدة لأن بوصلة الحراك تكون الضمير الوطني وفق الهدف الذي تطور نتيجة الفهم الثوري الحاصل.


وما حدث في الوطن العربي من حراك شعبي حقق أهدافه في بعض الأقطار وفشل في البعض الأخر واتسم بالعمالة والتعاون مع المستعمر في قطر أخر،لا يجوز استنساخه كما هو في أقطار أخرى لان ظروف الثورة أن لم تكن مكتملة فأن الحراك هو جزء من منظومة التعبئة الشعبية من قبل قوى ثورية تهدف للتغيير والتي أن لم يحسن استخدامها ستكون نتائجها عكسية تماماً.


والثورة الشاملة ضريبتها الشخصية تكاد تكون معدومة كون الجماهير ملتحمة بالثورة فأي ضرر يكون عام وفي التعبئة الجماهيرية تكون الضريبة مرتفعة يتحملها النشطاء كأفراد أو تنظيمات.


لهذا فأن الكادر الساعي للتعبئة والتوعية عليه أن يكون ذي جلد وطول نفس وعلى درجة عالية من الفهم الموضوعي للظروف العامة.


أن الدعوة لانتفاضة ثالثة في فلسطين كانت دعوة موفقة إذا ما تم الإشارة إليها على أنها جزء من مشروع التعبئة والتوعية وبقاء درجة الاستعداد العالية لدى النشطاء، وفي حال تم التعامل مع الدعوة على أنها فعلاً انتفاضة ثالثة فأن خيبة الأمل في تحقيقها وتحريكها ستكون ذات عواقب وخيمة على المزاج العام شعبياً.


ما تحتاجه فلسطين اليوم ثورة ذات طابع مختلف فهي ليست اجتماعية ، بل نحتاج اليوم ثورة لاجئين في الداخل والخارج، وان كنا فيما سبق قد أدنا لجان حق العودة في كل الأقطار كونها تعتمد في طرحها على قانونية العودة ضمن ما يسمى بالشرعية الدولية والمتمثلة بقرار أو توصية مجلس الأمن وهو ما نرفضه لخطورة هذا القرار الذي يعترف بوجود دولتين على ارض فلسطين ، وقلنا في أكثر من مكان وموضع أن حق العودة حق أنساني تكفله النظم الثورية فالعودة لا تكون إلا بشرعية المقاومة ، وانتفاضة اللاجئين وطرح قضية العودة ضمن فهمنا للمقاومة وهو فقط سيوصلنا إلى النتائج المراد تحقيقها.


أن ديمومة الاستعداد والتعبئة من أجل انتفاضة شعبية عنوانها حق العودة ستكون لها نتائج مرضية ، بعيداً عن الاندفاع اليائس لتحقيق الأهداف وكما قال الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ( لم تكون الثورة حالة اندفاع يائس لتغير المجتمع ).


فالثورة لها برنامجها وإطارها وخطتها وأهدافها القابلة للتطور وهي بحاجة دائمة إلى حكماء يكتسبون خبرتهم من وجودهم الدائم وسط الحراك والى كادر لا يتراجع إلى الخلف خطوة حتى لو أشتم ألف سحابة من الغاز المسيل للدموع.


تحية لكل الجهود التي تبقي في داخلنا شعلة الأمل مشتعلة حتى التحرير والوحدة.

 



0795528147
Etehad_jo@yahoo.com

 

 





الاثنين١٣ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الصباحين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة