شبكة ذي قار
عـاجـل










1 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: لا تقبلوا بأقل من طرد الاحتلال وإنهاء عمليته السياسية المخابراتية، فغداً سيلعننا أبناؤنا وأحفادنا لأننا تركنا لهم وطناً محتلاً ينعب القمع والفساد والرشى والموبقات والدمار والقتل والتخريب والقمع في جوانبه ..


وإذا نجحت حكومة الاحتلال في المنطقة الجرداء من العراقيين بقمع هذا أو ذاك، باعتقال هذا أوذاك منا، أو بمتع هذا الاعتصام أو ذاك بالنار والحديد، فإن العراق كله سيعتصم غداً وربما سيتحدث معهم باللغة التي يتحدثون بها الآن مع العراقيين .. لغة الرصاص الحي، فشعبنا يجيد جميع اللغات الكفيلة بتحريره وانتزاع حقوقه ..


والأيام بيننا وسيرون ونرى ويرى العالم كله ..


2 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: ((كتبت قبل اعتصام شعبنا في الأنبار)) يسأل العراقيون عن الانباريين لماذا لا يشاركونهم في اعتصام الموصل الباسلة .. وأهل الرمادي مشهود لهم بالوطنية العالية والبسالة النادرة، فلماذا لم يوجه شيوخها وجوههم شطر الموصل المعتصمة؟ .. ولماذا سبقتهم الفلوجة في الاعتصام بساحة الأحرار في الموصل؟ ..


والجواب ـ كما أظن ـ أن الانبار مثل البصرة، لا تقلد أحداً ولها في الردّ على الاحتلال وزعانفه أسلوبها، وربما تجدون وفداً كبيراً من أهل الرمادي، بل من أهل الرمادي وعنة وراوة وحديثة وآلوس والرطبة وكبيسة والبغدادي والخالدية يدخل إلى الموصل فجأة نصرة للعراقيين الذين رسموا عناوين وحدتهم ونبذهم للعنصرية والطائفية على أرض الموصل البطلة، وقد يحضّر أهل الرمادي لاعتصام يكون هو الأول في تاريخ العراق والاعتصامات كله .. وقد وقد وقد .. أنا لا أدري، فلاحتمالات كلها واردة .. ولكنني أدري أن أهل الرمادي سيفعلون شيئاً عجباً يشار إليه بالبنان، فهم ما تخلفوا يوماً عن أيام العراق المشهودة ودائماً يسجلون فيها الفريد النادر .. فانتظروا أهل الانبار انتظروهم ..


3 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: على خلاف من كتب في الفيس بوك لائماً العراقيين بأنهم لم يخرجوا إلى التظاهرات، رأيت أن التظاهرات اليوم تتصاعد وتيرتها وكانت مبهجة للقلب ومنظمة أكثر مما سبقها واتسمت بانضباط عالٍ جداً وكان حضورها أفضل، وكانت مؤثرة أكثر ..


لكنني أقول: إن الاحتلال وأقزامه الصغار تركوا في كل بيت عراقي صوائح ونوائح، فإذا لم يكن في بيت من بيوت العراق شهيد فإن فيه بالقطع معتقل أو شريد أو مقطوع الرزق أو مسلوب الحقوق، وأرى أن من توانى عن الخروج مع الثائرين العراقيين اليوم في مظاهراتهم، من دون عذر مقبول أو معقول، استهان بدم شهيده أو حرية معتقله أو أمن شريده أو لم ينتخ لرزق أخيه المقطوع ولا لحقوقه المسلوبة.


صحيح إن الثائرين العراقيين مثلوا الشعب كله، ولكن فعلهم المؤثر سيكون أكثر تأثيراً لو خرج معهم الجميع ..


صعّد الثائرون العراقيون سقف مطالبهم مرتقين بها إلى طرد الاحتلال وإسقاط النظام، وهذا ما أفرح الجميع، لأن هذا – بالدقة - مطلب العراقيين، ولكن آلمني غياب العلم العراقي عن المظاهرات، وإذا قال لي أحدهم إن الجميع كانوا يحملون العلم العراقي، فسأقول له إن الشباب الثائر كان يحمل علم النظام الذي نادى الشعب بإسقاطه وفرضه المحتل الذي نادى الشعب بإخراجه .. هذا ليس علم العراق .. فأرجو التنبه ..


كنتم رفعة رأس الأمة كلها اليوم، أيها الثائرون، سواء من خرج منكم إلى ساحة التحرير أو من خرج في الأعظمية أو الفلوجة أو الموصل أو تكريت أو أي مكان في العراق، وعبرتم بنحو رائع عن عراقيتكم النبيلة، وسنرى مظاهراتكم أقوى غداً وبعد غد، وإلى أن تحققوا أهدافكم، ووالله كان نعل اي واحد منكم أشرف من الاحتلال الذي تريدون طرده من بلدكم وأسمى من كل الدمى في المنطقة الخضراء .. فداكم أمي وأبي أيها الثائرون .. واستجاب الله لدعوات الأمهات اللواتي شاركنكم ودموعهن .. والله أكبر ..


4 ـ


عيون العراقيين كلهم معلقة بكم يا شباب التحرير: الشيخ الذي جرحت كرامته عندما احتل وطنه .. الأرملة التي استشهد زوجها بانفجار او اغتيال .. الطفل اليتيم الذي لم ير أباه .. النساء العراقيات اللواتي يشعرن بالخوف على مستقبل أبنائهن .. الفقراء والجوعى الذين نهبت ثروة بلدهم .. المهجرون الذين فقدوا دورهم وأمنهم .. المهاجرون الذين أصبح العراق في نظرهم خوفاً للآمنين بعد أن كان أمناً للخائفين .. الشباب الذين لا عمل لهم إلا الجلوس في البيت .. نهرا دجلة والفرات .. المنائر الشامخات .. النخيل .. المدن والقرى .. الدنيا بأجمعها ترنو إلى مستقبل مشرق تجلبه أذرعكم، بعد أن أحال الاحتلال وعملاؤه الأقزام مستقبلنا إلى ليل دامس ..


النصر بيدكم ولا تقولوا نحن قلة لأن شعبكم كله معكم بعشائره وعقوله، بأطفاله ونسائه، بشيبه وشبابه .. ترابكم معكم .. والأكثر والأعظم هو أن الله ناصركم وخاذلهم، بيض وجوهكم بالايمان والحب وسوّد أوجههم بالخزي والخيانة والعار الأبدي، فصيحوا بهم صيحة رجل واحد تهز الجبال: كلكم راحلون .. كلكم راحلون .. إلى مزابل التاريخ حيث تخلد ذكراكم يا من ذبحتم العراق ..


5 ـ قد لا أكون متفقاً بالرأي والتوجه مع الكاتب والصحفي العراقي مرتضى الشحتور إلا إني أدين عملية اعتقاله التي جرت بأمر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي يترأسه مولاكو، على خلفية نشر مقال عنوانه "من يتحمل المسؤولية؟"، انتقد فيه الشحتور مسعى مولاكو باختيار وزراء أمنيين من حزبه، وقال: "ظهر جليا أن رئيس الوزراء لا يريد وزراء للأمن من بين القادة الأمنيين الحاليين، ومن الواضح إنه يسعى بشق الأنفس لإناطة الداخلية لأحد قياديي حزبه القادمين من الخارج تحديداً. ومن الواضح أن هيئة مستشاري المالكي مصرة على الإتيان بأحد مقربيها لشغل الداخلية والدفاع والأمن الوطني".


كما استنكر استمرار اعتقال الكاتب والصحفي سعد الآوسي على الرغم من انتهاء مدة محكوميته بسبب مقال نشره عن مستشاري مولاكو في صحيفته "الشاهد المستقل".


لكن اعتقال الصحفيين آية أخرى من آيات كذب مولاكو الذي يدعي أنه يبني تجربة ديمقراطية في العراق، وهو دليل واضح على هشاشة نظامه الذي تهزه كلمة ..


ترى ماذا تفعل، إذن، بهذا النظام تظاهراتكم الباسلة يا شباب العراق الثائر؟ ..

 

 





الخميس٠٩ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة