3

1 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: في عالم الفيس أناس إذا تحدثت معهم عن السماء علقوا عليك يتحدثون عن قيعان الأرض، وإذا تحدثت عن الثورة ردوا عليك يتحدثون عن العملية السياسية الاحتلالية المخابراتية، وإذا تحدثت عن المقاومة كتبوا لك تعليقاً عن الإرهاب، وإذا قلت إن في البلد فساد، قالوا إنك بعثي صدامي قاعدي إرهابي وهابي ناصبي تكفيري، وإذا تحدثت عن العراق، ردوا عليك متحدثين عن مظلومية المذهب وعن السنة والشيعة، أو عن العرب والأكراد ..

هؤلاء لن أعلق على ما يعلقون ولن اجيبهم بعد الآن، فقد ثبت عندي أن هؤلاء موظفين يتقاضون رواتب لقاء إشغال الوطنيين عن أداء مهماتهم وتشتيت أذهان الناس عن قضيتهم، وأقترح على الجميع أن يدعهم ينبحون وأن يدع القافلة تسير، فليس معقولاً أن ترد بلغة آدمية على نباح كلاب تخاف من سماع كلمة (عراق) كما الشياطين والمردة تخشى من لفظ الجلالة (الله).

******

2 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: استدعت إلى ذهني صورة عسكر مولاكو، في جمعة الحق، وهم يضربون بالعصي على واقياتهم ويضربون المتظاهرين والمتظاهرات بالهروات، صورة عسكر يزيد، قاتل الإمام الحسين عليه السلام، وقد كان يزيد مثل مولاكو كذاباً أشراً، إذ حينما سألوه عن سبايا أهل البيت أشاع أنهم من الخوارج، وأشاع مولاكو أن المتظاهرين العراقيين "وهابيين، بعثيين، تكفيريين، صداميين، قاعديين"، وهي الخلطة نفسها التي يستخدمونها لوصف من يعارضهم .. وكما ضرب عسكر يزيد سبايا أهل البيت من النساء والأطفال والمرضى بالهراوات، ضرب عسكر مولاكو أبناء العراق، ومنهم الزميلة نبراس المعموري، بالهراوات ..

إذن: عسكر يزيد = عسكر مولاكو، الذي أجمع العراقيون على أن أكثرهم إيرانيون .. فتباً ليزيد وتباً لمولاكو ..

******

3 – سجلوا في دفاتركم رجاءً: الأحمق وحده من يعتقد أنه يستطيع التغلب على شعب، ومولاكو من هذا النوع من الحمقى، فهو يحاصر الموصل وساحة الأحرار فيها وملعب الدواسة ثم يضرب أبناء الموصل بالرصاص الحي ويقتل منهم من يقتل، ويعتقل من شيوخها ومثقفيها من يعتقل، ويسلط عليهم أراذل الناس وسقط المتاع، متوهماً أنه يستطيع قمع شعب عظيم علم الدنيا معنى الحرية.

ألستم جئتم بزعم جلب الديمقراطية لشعب لم يذقها؟ .. ألستم جئتم بدعوى بناء عراق جديد؟ .. ألستم جئتم بحجة رفع "المظلومية" عن شعب العراق؟ .. ألستم جئتم بزعم إشباع شعب جائع؟ ..

فهل ديمقراطيتكم إلا القتل، وعراقكم الجديد إلا الخراب والتدمير، ورفع المظلومية إلا الظلم الجديد الذي لم نعرفه من قبل، وإشباع الشعب إلا إجاعته ونهب أمواله وثرواته؟ ..

الشعب يريد رحيل الاحتلال وسيرحل وانتم وراءه راحلون حذو النعل للنعل، كما أتيتم معه حذو النعل للنعل، وهذا اليوم قريب، فاعتقلوا من تشاءون واقتلوا من تريدون واسرقوا ما تسرقون فوالله إن يومكم لقريب جداً، وكل ما أخذتموه من هذا الشعب سترجعونه، وفي مزبلة التاريخ خالدين ستمكثون تلاحقكم لعنة اللاعنين، قبل أن تحققوا مآربكم بتقسيم هذا الشعب العظيم ..

******

4 – سجلوا في دفاتركم رجاءً: الموقف الذي أبداه أثيل النجيفي محافظ نينوى في كسر حظر التجوال في الموصل وإعانته للمتظاهرين بالوصول إلى ساحة الأحرار وسيره معهم إلى الساحة يشكر، فمن يقترب من العراقيين خطوة يقترب منه العراقيون خطوات ..

والمأمول أن يواصل المحافظ الطريق الذي بدأه ليسجل في صفحات التاريخ العراقي مواقف أروع تحسب له لا عليه ..

شكراً للنجيفي ولحميته العراقية ..

******

5 – سجِّلوا في دفاتركم رجاءً: لو تأملت الوضع جيداً لرأيته مضحكاً مبكياً، فالديمقراطية في العراق مجرد قشرة خفيفة تكسو ديكتاتورية حقيقية مقيتة، وهذه القشرة هي التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية تعميمها على دول المنطقة ..

الفرق بين القشرة الديمقراطية وبين الديمقراطيات في كل مكان أن هذه الأخيرة تُسقط الحكومات فيها تظاهرة صغيرة من الشعب لتأتي حكومة تقدر على تلبية ولو جزء من مطاليب المتظاهرين، بينما في حالتنا يخرج العراق كله متظاهراً ومعتصماً فيسقط الشعب بالرصاص الحي للحكومة وتبقى الحكومة تلاحق كل صوت معارض لها، بل لم يصدر عن هذه الحكومة أدنى احتجاج لحرق نسخ من القرآن الكريم في الغرب، ولكنها اعتقلت الكثير من الشباب العراقيين الثائرين لأنهم أحرقوا العلم الأمريكي ..

هذه هي الديمقراطية وإلا فل ..

6 – سجلوا في دفاتركم رجاءً: ليس مستغرباً أبداً الموقف الرجولي العظيم الذي وقفه أبناء الموصل الشجعان بتظاهراتهم واعتصامهم حاملين العلم العراقي الحقيقي الذي استبدله الاحتلال ومن والاه بعلم لا صلة لنا به.

بعد الاحتلال بعشرة أيام ذهبت إلى الموصل فوجدت على كل عمود من اعمدتها الكهربائية وغير الكهربائية وعلى جميع جدرانها العلم العراقي مرفرفاً، وعلى تلة أثرية مقابل حي المثنى كان يرفرف علم عراقي كبير جداً، لان تحته دبابات تحمل العلم الأمريكي ..

رجال الموصل سيوف مجربة ومن أراد أن يسجل لنفسه وأهله وأولاده وأحفاده وعشيرته مجداً فما عليه إلا الالتحاق بهم حيث يعتصمون، فهذه أيام لن تتكرر في تاريخ العراق.

يا أبناء الشرقاط .. يا أبناء حمام العليل .. يا أبناء البعاج وتلعفر وتلكيف والقيارة وبرطلة وسنجار وبخديدا وزمار وشيخان والحضر وربيعة، هبوا للاعتصام مع اخوانكم يا من اتعبتم التعب ورفعتم اسم العراق عالياً وصنتموه دائم .. ازحفوا باتجاه الموصل فالتاريخ يكتب هناك .. وليحمل كل منكم علم العراق ..