شبكة ذي قار
عـاجـل










في آخر تصريحات نوري المالكي رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإيراني _ الأمريكي في المنطقة الخضراء، أكد على حق الشعوب (المضطهدة) بالتظاهر السلمي لتغيير الأنظمة. وأكد المالكي إن هذه الأنظمة قد أوقفت التنمية واضطهدت شعوبها. ولن أستعير المزيد من التعبيرات التي استخدمها، بل سأركز فقط على الاضطهاد والتنمية. فالاضطهاد مصطلح سمعناه كثيرا من المالكي وأقطاب حزب الدعوة الإيراني، غير إننا لم نسمع من قبل كثيرا عن استخدام مصطلح التنمية حتى إننا راودتنا شكوك وهواجس وظنون أن سلطة الاحتلال الأمريكي في بغداد لم تسمع بهذا المصطلح العالمي من قبل.

 

ديمقراطية المالكي ومَن نصّبه من العجم والأمريكان لها شواهد تبدأ ولا تنتهي، واليكم نماذج منها تؤكد كلها إن الرجل ضد اضطهاد الشعوب ومن حقه أن يفرز حكومته الإيرانية – الأمريكية في خانة مختلفة عن حكومات المنطقة كلها، بما فيها حكومة إيران التي ترعاه هو ومعيته من سكان المنطقة الخضراء:

 

1-   استهداف الإيرانيين الهاربين من جحيم نظام خميني والذين آواهم العراق كضيوف في مخيمات عُرفت بمعسكر أشرف. معسكر أشرف للاجئين الإيرانيين الذين استضافهم العراق صاروا هدفا لقوات المالكي وأجهزته حيث يحاصرون بالموت وانتهاك متطلبات الحياة بالحصار ووصولا إلى هجمات عسكرية متكررة تخترق حرمة المعسكر وتقتل اللاجئين فيه تنفيذا لأوامر صادرة من طهران وبمشاركة علنية من عساكر ومخابرات إيران. مجموعة من البشر معزولة في مخيم بائس كل جريمتهم أنهم يعارضون نظام طهران. فهل المعارضة السياسية تتعارض مع مبادئ ديمقراطية واشنطن وعبيدها وخدمها حكام الخضراء في بغداد؟ وإذا قال لنا قائل بان سكان أشرف يمارسون فعلا عسكريا ضد نظام طهران فهل إن أميركا التي تحتل العراق عاجزة أن توقف هذا الفعل العسكري المفترض بطريقة بسيطة وتسقط ذرائع شرطة المالكي ونجاد من الاعتداء بالقتل والاغتصاب والتجويع على بشر عزل؟ والسؤال الأخطر .. أليس سكان أشرف بشر لهم حقوق تقع ضمن وصف حقوق الإنسان التي تتغنى بها حكومة واشنطن واحتلت العراق ونصبت كل موتوري الأرض ليحكموه لتطبق هذه الحقوق طبقا لادعاءاتها؟. إذن نحن إزاء تناقض مع الديمقراطية المالكية الأمريكية وليس بوسعنا إلا أن نكرر إن المالكي: كذاب بل كذاب أشر وكذاب فاشل لان كذبه مكشوف.

 

2-  المداهمات لبيوت العراقيين في كل محافظات العراق والاعتقالات لمئات العراقيين يوميا بحجة معارضة النظام والإرهاب والانتماء إلى البعث والقاعدة والتحسب من عناصر الجيش والأمن والمخابرات وكوادر الدولة السابقة، وأضيف لها الآن جريمة المشاركة في الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات ضد الاحتلال وحكومته في معسكر الخضراء.

 

3-  ماذا يسمي المالكي ما يحصل لعشرات الألوف من المعتقلين في العراق طولا وعرضا في سجون سرية وأخرى علنية من انتهاكات لحقوق الإنسان من تعذيب واغتصاب وإجبار المعتقلين على دفع رشاوى بآلاف الدولارات للمتنفذين من ضباط ميليشيات السلطة الاحتلالية كشرط لإطلاق سراحهم والذي يحصل في العادة هو أخذ المبالغ ولا يتم إطلاق سراح المعتقلين، بل قد يتم تغييبهم بوسائل مختلفة. هل هذا نهج يمارس في باريس ولندن وواشنطن وبرلين وفيينا وستوكهولم مثلا كجزء من حيثيات الحياة الديمقراطية، و به يتغنى المالكي المتباهي بنظام ديمقراطي يصفه بأنه فتي؟

 

4-  تشريد ملايين العراقيين أفرادا وعوائل تحت طائلة قانون الاجتثاث. هل الاجتثاث قانون ديمقراطي؟ هل تعتد المنظومة الديمقراطية الأمريكية والأوربية باجتثاث الأحزاب والحركات السياسية التي تضم ملايين الأعضاء من بني البشر؟ وإذا افترضنا إن الاجتثاث يعني حل حزب بافتراض عدم الرضا عن منتجاته الفكرية والتطبيقية من قبل أميركا والصهيونية وحليفتهما الدولة الفارسية،  فهل يجوز أن يقتل أعضاءه في عمليات غدر وحشية دون جرم يثبت عدليا وقانونيا وكل جريمتهم هي الانتماء إلى واحد من بين أعرق الأحزاب العقائدية الرسالية في الأمة العربية، ويُطرد مئات آلاف من وظائفهم وتمنع عنهم حقوقهم التقاعدية وحق المواطنة والتوظيف والاشتغال؟ أين طبقت هكذا ديمقراطية؟ إذن المالكي كذاب أشر لا يعرف أيا من أسس المنهج الديمقراطي قطعا.

 

5-  وماذا بشأن حق التظاهر.. هل منح المالكي الذي يتحدث بصفاقة نادرة عن حق الشعوب المضطهدة  بالتظاهرات السلمية؟ أظن إن العالم بأسره يرى ويشهد على ما تقوم به ميليشيات المالكي بالزي المدني وبالزي العسكري من تضييق خناق واستخدام كل وسائل المنع بالاضطهاد العلني واستخدام الهراوات والطائرات المروحية ووصولا إلى الرصاص الحي الذي قتل العشرات وجرح المئات من المتظاهرين. اعتقد إن المالكي سعيد بأمر واحد هو إن الأمريكان وقناة الجزيرة قد أخرجوه هو ونظامه الخائن من دائرة ثورة شعوب (الجزيرة) ولهذا يظن انه خارج تعريف الاضطهاد.

 

سنكتفي بهذا القدر من تطبيقات المالكي الديمقراطية وننتقل إلى التنمية.

 التنمية التي يتحدث عنها المالكي هي ضرب من ضروب الساينس فكشن (عذرا أقصد الخيال العلمي) ونماذجنا التي نعرفها عنها خلال ثمان سنوات تحت سلطته الأمريكية الإيرانية هي انجاز اعلى مرجوحة في العالم نصبت في متنزه الزوراء ببغداد وإعادة ترميم فندق الرشيد ليصبح ملائما لسكن القادة الأمريكان القاطنين والزائرين للعراق الأمريكي الإيراني وجسر في مدخل مدينة كربلاء وحمامات عامة بين الحرمين في كربلاء و جزرة وسطيه في طويريج في جزء الشارع المؤدي إلى كربلاء غرب الجسر على ما أوردت وكالات الأنباء العالمية المتخصصة ببرامج التنمية البشرية. ويحكى عن متنزه في النجف وربما نفق لتخفيف الزحام أمام الإخوة الأشقاء العجم القادمين لأداء طقوس التجارة والسياحة الدينية ومدرسة من القصب والبردي في ذي قار ويحكى عن جهد عملاق لإعادة المياه إلى احد الاهوار التي جفت في زمن الجفاف تعاطفا مع الأسماك والضفادع وغابات القصب والبردي وانتقاما من النظام السابق الذي حولها إلى أراض زراعية تنتج منتجات غذائية وصناعية. ويقال أن كورنيش البصرة قد صار ملاذا للهاربين من جحيم الحر في الصيف والبرد القارص في الشتاء. وكل مفردة من هذه المفردات التنموية الفريدة وسواها الكثير الكثير قد استخدمت كوسيلة لسرقة مليارات الدولارات من أموال العراق.

 

هذه بعض ملامح التنمية المالكية الدعوجيه الاحتلالية في ثمان سنوات. وأرجو أن لا تضربوا أخماسا بأسداس عن غياب مفجع في التنمية الصناعية والزراعية والخدمات والصحة والتعليم لأن البلد واقع تحت رهاب قانون أربعة إرهاب الذي يمنع أي استثمار أو تطوير في هذه المناحي المعروفة في التنمية البشرية.

 

بعد هذا العرض المتواضع .. ألا يحق لرئيس حكومة الاحتلال, القائد العام للقوات المنبطحة المليشياوية المندمجة وزعيم الشق المتوسط من حزب الدعوة الخماسي أن ينوه عن الدول التي تضطهد شعوبها وهو يترنح خيلاء بديمقراطية لا وجود لها  وتنمية لا يعرف أبوابها وقنواتها وروافدها .. ألا سحقا لكل مختال فخور كطاووس ظن إن فوق جناحيه مطارات العالم ... وهو لا يعدو عن كونه طيرا بلا قدرة على الطيران .. ولله في خلقه شؤون وأعان الله شعبنا في ثورته المباركة ليتخلص من الأدعياء والعملاء ..

 

 





الاربعاء٢٣ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو الحسنين علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة