شبكة ذي قار
عـاجـل










تناولت في الحلقة الثانية المتغيرات التي حصلت ضمن الوطن العربي وانحصار الاحتجاجات في بعض المواقع لقيام السلطات ببعض الإجراءات الإصلاحية في بلدانها ولكون المحتجين اتجهت اهتماماتهم إلى تحقيق بعض المكاسب التي تتعلق بحياتهم المعيشية وتطلعاتهم لبعض الإصلاحات ، وظهور حالة التصادم المسلح مع الأجهزة الحكومية ترافقها أعمال تخريب للبنى التحتية والمال العام والخاص وفقا لأجندة القوى التي استثمرت تلك الحركات لتحقيق أهدافها ، ولعل هناك ملاحظة لا بد من تسجيلها في سياق تناولنا موضوع ثورة الشباب العربي والاحتجاجات الأخرى بخصوص حصانة الدول العربية التي تتعامل بانفتاح ديمقراطي مع شعبها مثل لبنان و ما تظهر عليه السلطات في الكويت من القبول بالدعوات للتظاهر أو التأثر بعدوى الصورة التي ارتسمت في مخيلة الشباب المتعطش للعمل الذي يلبي حاجاته وامانية على أن تكون مشروعة وغير مخلة بالأمن الاجتماعي والوطني ، لينعكس ذلك على أنظمتها قصد تقويضها ، وما من شك أن الثورة العربية المتفجرة بفعل شباب الأمة تهدف إلى تغيير الواقع العربي تغيرا جذريا وشاملا كي تتمكن ألامه من الوقوف بثبات أمام الهجمة الشرسة التي يشنها ثالوث الشر الامبريا صهيونية والفارسية الصفوية الجديدة الهادفة الى انبعاث الإمبراطورية الفارسية التي هد كيانها بفعل الدين الإسلامي الحنيف ، وشباب اليوم قد عرفوا كيف تتغير الصورة النمطية للوطن العربي التي أرادها له الحلفاء بعد انتصارهم على الإمبراطورية العثمانية من الديكتاتوريات أو الأنظمة الاستبدادية التي لا تتعامل مع الواقع والحياة بمقاييس دستورية ، والشعوب المقهورة التي يحكمها حكام فاسدون وعملاء مستعدين لقتل شعبهم لإرضاء جمع الكفر ومن تحالف معهم الذين وفروا لهم الحماية أو أظهروهم بمظهر الراعي لشعبه والعامل على إسعاده والبقاء في الحكم عقودا طويلة ، وتقديم أي ثمن لتحقيق هذه الأهداف حتى ولو كان على حساب الأخلاق والقيم ومصلحة الوطن والأمة والدين جميعا ، ويمكننا عرض نماذج الثورة الشبابية المندلعة في الوطن العربي بخمسة نماذج هي


* النموذج الأول المطالبة بالتغير المباشر بهيكلية النظام القائم والحسم ويعتمد الدخول في صراع مكشوف يصر فيه الشباب والقوى الاجتماعية المحتجون على التخلص من النظام وكما تحقق في تونس ومصر في تجنيد كل الطاقات للتوحد على هذا الهدف وانجازه بالتظاهر في الشوارع يوميا والاعتصام في الميادين التي تعد مراكز في العاصمة والمدن الأخرى ، وفي هذا الطيف تندرج سوريا مع الفارق في شخصية القوى الفاعلة في الساحتين والقوى الخارجية الداعمة


* النموذج الثاني الذي يعلن نفس هدف للتخلص من النظام القائم في بلدهم مع نوع من الافتقار القيادي مما يسبب الانقسام أو تحقيق التوحد على الهدف وذلك لعدم الانسجام فيما بين القائمين بالاحتجاج فكريا وأهداف ، ويجد هذا النموذج تجسيده في اليمن والبحرين اللتين تتميزان ببقاء الأمور فيهما تراوح عند مستوى معين من التصعيد لا تتجاوزه نحو بلوغ درجة الحسم لان الخليط المتواجد في الشارع غير متوافق في أهدافه وغاياته فمنهم المؤمن بالانفصال والأخر بالتبعية ونقيضهم الوحدوي والعروبي ولكن الالتقاء تحقق في ضرورة التغيير والخروج من نفق اليأس والاستسلام


* النموذج الثالث المتراجع والمنحسر لنجاح النظام من خلال الإعلان عن إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في إعادة قوى ومجموعات شعبية الى حالة القبول بالواقع ، والرجوع الى مهادنة السلطة وهو نموذج تجسد ه بامتياز الحالة الأردنية والعمانية وعلى أطرافها المغرب والجزائر .


* النموذج الرابع المرتبط بمدى تأثير الظروف السياسية والاجتماعية السائدة في الأقطار العربية على قابلية التأثر بالمناخ الثوري ، وهي ملاحظة تجعلنا نميز بين دول مثل لبنان و الكويت الذين أظهرا القدرة على امتصاص تأثيرات الثورة العربية ( لتبقى محصنة ) نتيجة تميز الشروط السياسية فيها والتي تتسم بنوع من الليبرالية ، ومما جعلها تخلو من أي دعوة لتقويض النظام القائم أو التخلص منه وبين دول أخرى مثل الإمارات والسعودية وقطر ساهمت الشروط الاجتماعية التي تركز على تلبية وإشباع الحاجيات الأساسية للمواطن في التخفيف من تأثرها هي الأخرى بالثورة العربية* الحالة الخامسة التي يشكلها التحرك في الشارع العراقي والليبي لأنه حراك يختلف اختلافا جذريا عن باقي الحراك العربي لأنه يجابه فيه قوتين متداخلتين وهما القوه الناتجة بفعل جمع الكفر الصليبي ومن تحالف معهم وإمكانات الجمع التي فعلت فعلها في تخلخل الواقع الداخلي ، وهنا الفعل الحاصل هو تحرير التراب الوطني من الغزو والاحتلال وإزالة كل ما حصل في البنية الســــياسية من تســــلط العملاء والمرتدين والخونة ، ولابد من التوقف عند الفارق النوعي في هذه الحالة بين الواقع العراقي الذين تجيش فيه الخونة والعملاء وجمع الكفر لغزو العراق واحتلاله وإقامة ما يسمى بالعراق الجديد والعملية السياسية ، أما ليبيا فالحاصل فيها استثمار أخطاء الأجهزة كي يعلن المرتدون عن ارتدادهم والذين تمكنت قوى العدوان من شراء ذممهم استثمارا للصراعات القبلية الخفية وتطلعهم للجاه والمقامات المرتكزة على الخيانة والابتذال (( منذ أربعة شهور ومنطقتنا العربية تهب عليها رياح التغيير ,وكلنا شاهد كيف خرج أبناء الشعب الواحد في تونس ومصر وعبروا عن رفضهم لسياسة ودكتاتورية حسني مبارك وابن علي ثم جاءت إحداث اليمن والبحرين وليبيا وبعدها سوريا والسعودية والأردن والجزائر ولقد تفاوتت مطالب المتظاهرين بين الإصلاح السياسي وإسقاط بعض الأنظمة فلكل بلد خصوصياته وطبيعة وفلسفة نظامه وأعرافه وتقاليد شعبه وعمق ثقافته الوطنية والقومية وتعدديته العرقية والدينية , وان من حق الشعب أن ينتفض على الاستبداد والطغيان وكبت الحريات والاضطهاد والفقر والفساد ويتطلع إلى حياته الحرة الكريمة ورفاهة الاجتماعي الموعود ))

 

 





الثلاثاء٢٢ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة