شبكة ذي قار
عـاجـل










رغم إن بعض (أيام) العراق والعراقيين قد تغلفت بطابع عاطفي وفاحت منها عطور المسك من المشاعر الإنسانية الجياشة, إلا إنها في جوهرها أيام لأعياد وطنية عامة لأنها تحمل عبق الوطن وروحه المعطاءة وبطولته الفذة ووعد بمستقبل زاهر له في زمن الانتماء إلى ترف الفعل والعطاء والبناء والإنتاج وعجلة الارتقاء التي كنا نراها تصعد كل يوم إلى حيث عزة العراق والعرب جميعا. وما يوم صقور الجو البواسل إلاّ واحد من تلك الأيام التي يخطئ مَن يظن أنها قد غبرت، بل هي راسخة في ذاكرة كل غيور شجاع لم ولن تلتبس عليه الألوان حتى لو كان اختلاطها بذات الصورة التي خطط لها مغول العصر من الغزاة المجرمين ومن مدَّ لهم يد العون من طلاب ما لا يستحقون. وعلى هذا فان عيد صقور الجو البواسل ويومهم الوطني سيظل صورة رائعة الألق حتى تعود لقوة جو العراق هيبتها ودورها العظيم في حماية امن وسيادة العراق والأمة العربية المجيدة. ويكفي رجال السماء فخرا وعزا أنهم كانوا هدفا لعدوان أميركا ومعها ما لا يقل عن خمسين دولة تقودهم أميركا المجرمة منذ عام 1991 وحتى يوم الغزو والاحتلال المجرم عام 2003 حيث كانت قوتنا الجوية البطلة أهم أهداف التدمير والاجتثاث.


وبعد أن دمرت سجيلنا الطائر على أعداء الله والوطن ماديا باستخدام كل مبتكرات تكنولوجيا التدمير فقد مارس الغزاة وزبانيتهم أبشع عملية تصفية جسدية ضد صقورنا البواسل قادة السجيل العراقي الطائر. فالعالم القاصي والداني يعرف من أوكل له دور تصفية أبطال الجو العراقيون الشجعان بالغدر الخسيس ويعرف أعداد وأسماء من قتلتهم إيران غيلة وظلما لتنتقم من بطولاتهم التي انهوا بها حلم إيران في احتلال العراق واستعباده في حرب كان لصقور الجو فيها دورا مفصليا حاسما. ومن بعد إيران يأتي دور الكيان الصهيوني المجرم في إكمال صورة التدمير الهمجي لذراع العراق الضاربة التي شاركت بجسارة نادرة وبفعالية مشهودة في كل مواجهات العرب مع كيان العدوان الذي زرعته إرادات الشر واستباحت به قدسية الأرض العربية ومزقت به كرامة الإنسان العربي. نعم.. لقد تحالفت أميركا ومعها خمسين دولة لتخرج الصقور وسجيلهم الطائر من سماء العراق لتستبيحها، ومن ثم أوكلت مهمات تصفية الصقور إلى إيران والكيان الصهيوني. إنها إنسانية الأدعياء وديمقراطية الكذابين وقوانين الغاب في زمن التمدن فيا لبؤس ما خططوا ويا لبؤس ما جنوا.


لم تغادرنا, نحن شهود زمن البطولة, انجازات صقورنا البواسل لكي نستحضرها، بل نحن هنا لنمجدها ونرفع الهامات اعتزازا وتقديرا لطيارينا الذين ضربوا أروع صور البطولة في القادسية المجيدة وقبلها كل معارك العرب الخالدة. وليس من باب التباهل أن نقول إن ثمة الكثير من دول العالم القريبة من العراق والبعيدة تمتلك قوات جوية بأعداد وأنواع أكثر رقيا وتطورا من طائرات العراق وسمتياته، إلا إن الفارق النوعي كان في نوع الرجال الذين يقودون وينفذون المهمات الجسورة في كل الواجبات التي انيطت بهم. فلقد كانوا والله نجوما في سماء الرجولة الخارقة وأقمارا في سماء العرب كانت تبرق فيها إشعاعات ولادة عصر الأمة التي تحركت لتطفئها كل دبابير الشر والعدوان والجشع والغيلة والبغضاء والكراهية الدفينة ضد العراق والأمة.


لقد بنى صقور الجو مجدا لن يزول أبدا وان الزمن القادم بعد تحرير العراق سيبني يقينا على هذا المجد المؤثل. تحية حب وتقدير لكل صقورنا بدءا بمن غادر شهيدا نحسبه عند رب رحيم لا يضيع عنده جزاء الرجال الأمناء الشجعان الكرماء، ومن منهم يقبض جمر الصبر مقاتلا في صفوف جيوش سراة التحرير ومن منهم هاجر ليستعد من أية مثابة يتواجد فيها ليوم عودة ميمونة يشارك وهو بعيد في صياغته والإعداد له ... تحية الإجلال وموقف الثناء لرجال صدقوا ما عاهدوا الله والعراق وأمتهم عليه فمنهم من غادر خالدا ثابت الجزاء عند الله وعند أهله ومنهم من ما زال يقاتل بهذه الطريقة أو تلك حتى ياذن الله سبحانه بنصر منه مبين. تحية لرجل العراق والأمة الذي كان وراء تطوير قوة جوية رادعة هو الشهيد الخالد الرئيس صدام حسين رحمه الله والى قائد جحافل سراة النصر والتحرير الرفيق المجاهد البطل عزة إبراهيم وتحية لكل صنوف جيشنا البطل في ذكرى يوم الصقور الأحرار.

 


العراق المنكوب – النجف المحتلة ٢١ / نيسان / ٢٠١١

 

 





السبت١٩ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة