شبكة ذي قار
عـاجـل










. تمر علينا هذه الأيام الذكرى المؤلمة لغزو واحتلال بلدنا العراق وتدميره وقتل ابنائه وتهجيرهم بالملايين قسرا من قبل الغرب الأطلسي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.كما شهد العراق بهذه المناسبة زيارة روبير غيتس وزير الدفاع الأمريكي الذي جاء يبلغ الحكومة المنصبة لتسهيل شؤون المحتل مع الشعب العراقي قرار بلاده أستمرار تواجد قواتها المحتلة في قواعدها المختلفة على ارض العراق لفترة غير محددة.


وغيتس هو الوزير الذي جدد له اوباما في ولايته لأنقاذ هزيمة محتمة للجيش الأمريكي امام المقاومة العراقية التي عاشت حقبتين مختلفتين في عهدي بوش وخلفه .
.لقد تناوب على حكم الولايات المتحدة منذ غزو العراق الجمهوري المجرم بوش واعقبه الديمقراطي اوباما. .وكان الكذاب كولن باول وزير حرب بوش هو صاحب عقيدة الصدمة والترويع التي حملت أسم غزو العراق وأحتلاله.وتهدف هذه العقيدة الى أستعمال القوة الهائلة لأحراز النصر المطلوب.وكانت خيبة العقيد باول ورئيسه وبقية عصابة تشني ورايس والمحافظين الجدد كبيرة عندما وجدوا امامهم مقاومة وطنية انبثقت من سنوات الحصار المريرة عرفتها الفلوجة والأنبار وسامراء وديالى وبغداد اجبرت احد جنرالاتهم على القول : اللعنة عليهم،لقد تدربوا تدريبا كبيرا ليقتلوا ابنائنا هكذا. مما دفع الجنرال بيتراوس لطلب النجدة هو وغيره من العسكريين الأمريكيين لمنع خسارة فادحة وأيام سوداء في العراق بحسب الصحفي الأمريكي بوب ودد ورد. وبعد معارك كلاميه بين رامسفيلد وقادة الأحتلال العسكريين أستمرت أشهرا ،جاء الحل بأرسال جيمس بيكر وجون هاملتون اللذين أجتمعا مع العسكريين وأطلعا على الموقف السيء لقواتهم العسكرية في العراق..أن تقرير بيكر -هاملتون هو أقرار صريح باندحار القوات الأمريكية أمام المقاومة العراقية الباسلة وكذلك أجبار رامسفيلد على التنحي من البنتاغون ويعني ضمنا انتهاء حقبة الصدمة والترويع تمهيدا الى عقيدة اخرى.ان تعيين روبير غيتس الذي يعتبر واحدا من أهم محللي السي اي اي للشؤون الأستراتيجية والمختص بتاريخ الأتحاد السوفيتي والذي خدم كافة الروؤساء الأمريكيين في مناصب مختلفة هو بداية لمرحلة جديدة في التعامل مع المقاومة العراقية ومع ملف العراق الأكثر اهمية بالنسبة لحرب الولايات المتحدة وحلف الأطلسي.يعرف روبير غيتس 65 عاما على أنه موظف كبير التجربه في الأستخبارات العسكرية للبنتاغون والمخابرات والأستشارات والتجسس.وبتعيينه ينتقل ملف حرب العراق والمقاومة العراقية اكثر واكثر الى يد مدنية هي يد السي اي اي وخلاياها السرية وسرايا اغتيالاتها بعد ان كانت بأيد عسكرية.


لقد شرح غيتس لمساعديه وكبار موظفي السي اي اي والبنتاغون والرئيس اوباما فيما بعد طرق عمله في العمل الفعال المرتكز على تجربته السابقة ومن أهمها عدم الكلام والأمتناع عن اي تصريحات لا في مؤتمرات ولا حتى في جلسات الأستماع في الكونغرس تخص نشاطات السي اي اي وخلاياها في حروب الولايات المتحدة الأمريكية الكاذبة ضد الأرهاب الأسلامي في العراق وغيره.وقد أعجب أوباما عندما تولى الحكم بعرض غيتس لعقيدته التي أثمرت في العراق وكانت تسمى في العراق بأسم المصالحة الوطنية وبالأنكليزي عملية تصفية المقاومة العراقية.


لقد تبنى أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام نهج غيتس وزير دفاعه الذي أنتقلت الحرب معه من الصدمة والترويع لتصبح حرب الخدعة والتدمير.غيتس هو من قال نصرنا يبدأ في قلب الموازين في السماء وعلى الأرض. هو الذي شرع قمع المقاومات بالأغتيالات وتصفية المقاومين وتدمير بنى المجتمع بخلايا السي اي اي، وهو من طلب تجهيز الجيش الأمريكي بدبابات مرابس ذات التقنيات الخاصة بجمع المعلومات ومن أوصى بعمليات بريداتور اي أستعمال طائرات الدرون بدون طيار ومن مركز العمليات في الولايات المتحدة لقصف التجمعات المدنية وتجمعات الرجال غير عابئ بالقتلى المدنيين الذين يتساقطون بالمئات ولم يتردد في استعمال كل الوسائل التي يعتبرها القانون الأمريكي والغربي جرائم حرب وجرائم ضد الأنسانية لا في العراق ولا في غيره وهي ما تزال تمارس خفية وبمختلف الخدع في بغداد والموصل وكركوك والبصرة مستهدفة رجال العراق وكوادره . ولذلك قال عنه أوباما أنه يحمل نظرة واقعية وثاقبة حول المصالح الوطنية للولايات المتحدة


نفذت أحزاب العملية السياسية الطائفية دورها في عملية غيتس حيث زوقت للعراقيين المصالحة الوطنية والمساهمة بالعملية السياسية كأنجاز كبير بينما كانت القوات الأمريكية الخاصة تقتل وتغتال وترشي العراقيين وتمشط مدن العراق وقراه بحثا عن الرجال لوضعهم في السجون وتعذيبهم واعتقالهم أداريا دون توجيه اي تهمة لهم فتم اعتقال ما يزيد على 300 الف عراقي بينهم من عذب وقتل ورميت جثثهم في الطرقات وفي الأنهار وفي القمامة ومنهم من يتنظر في سجون تكتظ قاعاتها بالمئات. أما من تم رشوته من الصحوات فقد اعتقل فيما بعد او اغتيل وبقي البعض الأخر موظفا لدى حكومة الأحتلال يحاول ان يخدع المتظاهرين المطالبين بأسقاط الحكومة ويلعب عليهم خدع المحتل التي انطلت عليه وعلى غيره ..لقد تعاونت أحزاب العملية السياسية في العراق بشكل تام مع الأحتلال لتنفيذ كل الخدمات ولم تقل أفا لا لطلبات بوش الذي على ما يبدو لم يكن حتى يستعمل الضغط عليهم لتنفيذ ما يريد فهم اصلا مستعدون لكل شيء ولا يعرفون نطق كلمة لا.لم يجب المالكي ولا الطالباني ولا غيره بوش الذي كان يحادثهم مرة كل اسبوعين بالفديو ليعطيهم الأرشادات وليستفسر منهم عن تقدمهم في تنفيذ المطلوب بكلمة لا.ولذا فأن سلطة الأحتلال من رئيسها الى عسكرييها لا يمكنهم الا أن يشكرواهؤولاء على حسن الضيافة وتنفيذ الأوامر صغيرها وكبيرها من قتل وسجن وتهجير برحابة صدر وبدون اي تردد وبدون نقاش. في حين ما يزال الرئيس حميد كرزاي المنصب أيضا من المحتل يملك بعضا من الرجولة والكبرياء لأنه يرفض أحيانا تهديد ووعيد بايدن نائب أوباما ليتعاون أكثر مع القوات الأمريكية في قتل شعبه متعلللا بأن شعبه يحتقره ويعتبره العوبة بيد امريكا.


أن المقاومة العراقية وعلى أبواب تمديد جديد لقوات الأحتلال على ارض العراق قادرة على أسترجاع مبادئتها في معركة يسميها المحتل معركة القرن الأمريكي رغم تراجعها منذ 2008 خاصة وأن خطة غيتس اصبحت اليوم مكشوفة . وأنكشفت ايضا الأعيب المحتل وحكومته الطائفية الكاذبة التي لا هدف من وراء تشكيلها الا خدمة الوجود الأمريكي وتسهيل قتله للشعب العراقي وأستمراره بأحتلال العراق .أن انتفاضة شعبنا الكردي بعد نجاح الثورة التونسية والمصرية لأكبر دليل على سقوط كل المراهنات الطائفية والعرقية لتمزيق وحدة الشعب العراقي،وعلى الوعي الذي وصل اليه لكي ينتفض من السليمانية الى البصرة على جرائم الأحتلا ل ووكلائه وعربدته في سماء وارض العراق وقتله وسجنه للعراقيين دون تمييز وفي كل المدن والقرى حتى لم يعد هناك مدينة، بل قرية الا وطالتها ايادي الأغتيالات الأجرامية وايادي مرتزقة الشركات الخاصة او مليشيات الحكومة المنصبة على الشعب العراقي تزويرا. وفهم من ضعفت نفسه امام مهمة تحرير العراق نوايا المحتل وحكومة المنطقة الخضراء من ان المصالحة لم تكن الا خدعة لعزل الحاضنة الشعبية للمقاومة العراقية عن بيئتها الطبيعية كما أثبتت فصائل المقاومة قدرتها الكبيرة على مواجهة تكنولوجيا المحتل بكل أصنافها المدنية والعسكرية وأبتداع طرقها التي تنقل المعركة الى جحر العدو في قواعده وضد من يسهل احتلاله لبلدنا من احزاب العملية السياسية والصورية التي لا تشبع من جوع ولا تروي من عطش ومن يساندها من الجوار ويستعمل نفس خداع وتظليل المحتل الأمريكي لقتل الشعب العراقي وتدمير دولته.

 

 





الخميس١٧ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ولاء سعيد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة