شبكة ذي قار
عـاجـل










سيبقى العراق إسلامي .. عروبي .. مُحرر .. موحد .. لأن الله تعالى يُريدُهُ هكذا

 

أسستُ مقالي هذا لعدم الإطالة، على حقيقتين تتسم بالثبات، سيما وأنهُ لا يُمكن نكرانُهما، أو التملص منهما، من قبل الموالين لتدخل المؤسسة الدينية الحوزوية في العراق:

 

الأولى: بالرغم من محاولة القائمين على حكم العراق منذُ عام 2003 وهو عام غزوه واحتلاله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومَنْ شاركها فيه، التكتم عن الدور التخريبي الذي مارسته، وتُمارسُهُ، المؤسسة الدينية الحوزوية الإيرانية، وامتداداتها الحوزوية الطائفية، سيما في العراق ولبنان وغيرهما، فضلاً عن رجال تلك الحوزة، الذين بارك جُلّهم غزو الكفار لبلاد الإسلام/العراق، ورفضوا بتعنُت لا شرعي ولا أخلاقي، إصدار فتاوى تُجيز الجهاد على قوات الكفر تلك،  وبالرغم أيضاً، من محاولات التكتم على الحقائق التي تؤكد أن مسارات القرار السياسي، والاقتصادي، والثقافي، و .. إلخ في العراق، هي قرارات إيرانية حوزوية، تُباركها قوات الاحتلال الأمريكي ، ثم نخلصُ إلى أن الدور الإرهابي/الدموي الإيراني في العراق، قد وازى، إن لم يكن قد فاق دور الاحتلال الأمريكي، بتعمدٍ مع سبق الإصرار، وبصمتٍ فاق صمت إبليس اللعين عن الحق، من قبل القائمين على تلك الحوزات.؟! فكان موعده خالداً في جهنم، حيث سيتقابل مع الذين رفضوا إعلان الجهاد في العراق.؟!

 

الثانية: أن الكثير من المُحللين السياسيين، والكُتاب والباحثين، ثم القنوات الفضائية المختلفة، ثم وسائل الإعلام الأخرى المُتعددة الأشكال، لم تكن مُنصفة في بيان آلية الدور الوطني، لأهلنا أبناء عشائر الوسط والجنوب العراقي، الكرام أبناء الكرام، ثم آلية تحليلهِ، ويأتي عدم الإنصاف هذا، في أنهم نسّبوا، لهم ما ليس فيهم، فمنهُ أنهم مَنْ والى إيران وناصرها، وأنهم مَنْ يتعاطف مع الإرهاب الدموي للحرس الإيراني، وأنهم .. إلخ، وتأتي مثل تلك الرؤى، من أن القائمين على تلك الوسائل البحثية، والإعلامية، لم يتتبعوا المعلومات من مصادرها الرصينة، أو أنهم تسارعوا في الحُكم النهائي دون تبصرٍ وتدبر، أو أنهم موالين لهذا الطرف أو الآخر، أو .. إلخ.

 

والحقيقة التي لا غبار عليها في مثل هذا الأمر، أن علينا الفصل حتماً بين حقيقتين، سادتا الموقف في محافظات الوسط والجنوب العراقي الأعز:

 

الحقيقة الأولى: الدور السلبي الديني/الحوزوي الطائفي، التي تقوده الحوزات الدينية، في النجف وكربلاء، وغيرهما من المدن العراقية، التي وقعت بشكل كامل حتى النفوذ الحوزوي الإيراني، وأصبحت مسارات علمها/تدريسها، ليس كما يُشاع تعليم/تدريس الدين الإسلامي، بل تعليم/تدريس أسس شق وحدة الإسلام والمسلمين، ثم تعليم/تدريس، آلية سيادة الفوضى الدموية، بين مذاهب المسلمين كافة، وهنا لا فرق لدى تلك الحوزات، بين مَنْ كان من مُقلديها، أو مَنْ كان من أتباع المذاهب الأخرى، بمعنى تقريبي آخر، لا فرق لديها بين مَنْ اسمه عبد الخالق، ومَنْ اسمه عبد الحسين، أو عبد المهدي؟! وليس من فرقٍ كذلك، بين مَنْ اسمه محمد، أو آخر اسمه علي أو عمر؟؟! المهم لديها، أنَّ كليهما أن يُقتلا، أو يُعذبا، أو يُهجّرا داخل بلدهما، أو خارجه، أو يعيشون دون مستوى الفقر، أو .. إلخ، لأن هدفها الأساسي، سيادة القومية الفارسية، التي وجد رجال الحوزة الإيرانية، أن تلك السيادة لا يُمكن أن تتحقق، دون أنْ تجد لها غطاءاً، يتضمن قدرة فائقة على التظليل، والخداع، والكذب، ثم من خلال ذلك، يلقى القبول سيما لدى السواد الأعظم من المجتمع العراقي، الذي اتسم بارتفاع نسبة الجهل فيهِ، ثم استجابته السريعة للعبارات العاطفية، المؤثرة التي تجعله مُندفعاً بدرجة يفقد فيها صوابه.؟! التي على الطرف الآخر أجادها، وأتقنها، بشكل رائعٍ جداً عدد كبير من رجاله؟ الذين غالباً ما نشاهدُ تظليلهم، على عدد من القنوات الفضائية الإيرانية، وقد خلت وجوههم من نور الله تعالى ورحمتهِ، وحل محلها، علامات بؤسٍ، بين سوداءٍ، وصفراء، وهي علامات الذل الدنيوي، الذي يتفاخرون، ويتباهون به ؟ فمُبارك لهم ذلك؟!.

 

لذا ساد تلك الحوزات رجال دين إيرانيين على الأعم، مُتعصبين لحد الموت، لقوميتهم الفارسية، والسعي إلى تحقيق سيادتها، على الإسلام والعروبة، ولكن حقيقة مَنْ يُحركهم، ويوجههم، باتجاهات، يُمكن أنْ تُحقق مسعاهم هذا "لا سامح الله تعالى"، هم المخابرات الإيرانية "إطلاعات" على العموم، سيما مخابرات الحرس الثوري، المُصنف عالمياً بأنه إرهابي/دموي، ولذا كانت تلك الحوزات،  فضلاً عن الحُسينيات، مقرات/مراتع لمراكز قوى استخباراتية إيرانية، تُمارس مهامها، تحت غطاء الدين، ويكفي في هذا الخصوص، الحقيقة التي سُجلت في لوح الله تعالى يوم الحساب، وما سجله التاريخ الكوني، من أن تلك الحوزات، أبت بتعمُدٍ إبليسي، إصدار"عبق فتوى"، وليست فتوى، تُجيز علناً الجهاد، ضد الكُفار الأمريكان، الذي غزو دار الإسلام/العراق.؟! لا بل وصل بهم الأمر، أنهم آزروا الفتنة الفوضوية في البحرين، وأصدروا الفتاوى، التي تُجيز قتل المُسلمين البحارنه، من قبل عناصر الحرس الثوري الإيراني، التي

 

 

لقاء المُنافقين .. الرئيس الإيراني "نجاد" مُنبهراً وفرحاً بوفاء وإخلاص أبن إيران البار في العراق  "عمار الطبأطبائي"

 

التي تسربت للبحرين، وقادت الفتنة الفوضوية فيه، في حين أنهم عجزوا عن إصدار فتوى، كما أشرنا، تجيز الجهاد ضد الكفار الأمريكان، وهم مَنْ لا يزالوا يستبيحون العراق الوطن منذُ عام 2003.

 

وجاء رفضهم هذا، من قناعة مُطلقة، أن تخريب وحدة الإسلام والمسلمين، لا يُمكن أنْ تتم، دون تحالف واضح المعالم بين القومية الفارسية، مُمثلةً بالحوزة الدينية الإيرانية وامتداداتها في العراق وغيرهِ، وبين أقطاب الرُهبان الإنجيليين المُتعصبين، الذين كان يُمثلهم الرئيس الأمريكي "بوش الابن" صاحب قرار الحرب على العراق، وبين أقطاب الأحبار التوراتيين، الذين تُمثلهم أفعالهم في فلسطين العربية، تحالفاً لم يخجل منه أؤلئك الذين وضعوا العمامة على رؤوسهم، والعباءة على أكتفاهم، وأطلقوا لُحاهم، بصورةٍ تتناغم مع لُحى، سدنة معابد النار الفارسية القديمة، والمحابس/الخواتم المُتعددة في أصابع اليد الواحدة، ثم تباهيهم المُخجل، برطنهم مخارج كلمات اللغة العربية، وهم يلقون مُحاضراتهم المُختلقة والموضوعة، في تأليه آل البيت رضوان الله تعالى عليهم، الكرام أبناء الكرم كابر عن كابر حتى يرضى الله تعالى، ونيلهم من الصحابةِ، رضي الله تعالى عنهم، الكرام أبناء الكرام كابرٍ عن كابر، حتى يرضى الله تعالى.    

 

إذن أخلصُ من كل ذلك: أن الدور الذي يؤيد الدور التخريبي الدموي/الإرهابي لإيران في العراق، هو تلك المؤسسات، الدينية والحوزوية الإيرانية، التي لا تمت إلى العراق الوطن بصلة، حيث وجدت الدعمَ، الذي لا حدود لهُ من الحكومات العراقية، المُتعاقبة على حكم العراق، فضلاً عن الدعم الكبير من قبل السفارة الإيرانية في بغداد، والأحزاب الدينية المذهبية، مثل حزب الدعوة، الذي يقوده نوري المالكي، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية في العراق، الذي يحكم العراق، تحت اسم الائتلاف الوطني العراقي، منذ عام 2003 الذي يقوده حالياُ "عمار الطبأطبائي"، الذي ورث المنصب، عن والده الذي توفي بالسرطان المدعو "عبد العزيز الطبأطبائي"، وغيرهم من الأحزاب، والشخصيات التي على منوالهم، هذا ناهيك عن دور مُباركة، المُحتل الأمريكي لدموية/طائفية تلك الحوزات.

 

وأؤكد هنا، أنه لا يُمكن نهائياً، وأُكررُ نهائياً، أنْ يُنسب لأهلنا في الوسط والجنوب العراقي، ما يُنسب من أفعالٍ، وأعمال تقوم بها تلك الحوزات والحُسينيات، وهذا ما سأشير إليه في الحقيقة الثانية أدناه، فضلاً عن أن، مثل تلك الحوزات، لا يُمكن لها أن تدّعي، أو تتقمص الوطنية العراقية، أو القومية العربية، لأن ذلك يعني انتفاء وجودها، فأساس وجودها هو تمزيق وحدة الإسلام، ثم وحدة العروبة، فهذا زادها، وديمومة وجودها، ومن أجله كانت، وستبقى قائمة، إلى أن يَمنُّ الله تعالى عليها، بذات ما منَّ على أبرهة الحبشي، وجيشهِ العرمرم، بقولهِ تعالى: p وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ i. ( [1] )

أو كما فعل الله تعالى بقارون، الذي قال فيه دروساً لمن يفهم: p إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ  وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ  فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ i ( [2] ) .

 

الحقيقة الثانية: أن مَنْ يكتب عن موقف شعب العراق، من إيران بشكل خاص، ومن الاحتلال الأمريكي بشكلٍ عام، عليه أنْ يقرأ تاريخ العراق الرصين أولاً، ثم يكون قريباً من الحقائق الميدانية الجارية على الأرض، ثم عليهِ أنْ لا يكون مأجوراً لهذا، أو ذاك، سيما ما يتعلق باتهامات أؤلئك المُحللين، ووسائل الإعلام الأخرى، بعضاً من مكونات مجتمعنا العراقي، التي تُعد الأساس فيه، ومن ثم أنها جزء حيوي من تاريخه، بما ليس فيها، أو ما هو مبالغٌ فيه، سيما وأنهم يروجون من حيث يعلمون، أو لا يعلمون، إشاعات يُطلقها مروجي، الفتنة الدينية الحوزوية الإيرانية في العراق، وما أُريدُ قوله، بالذات أن الاتهامات التي يُرمَى بها، أو تُوجه، أو يُقصدُ بها، أو يُتهم بها، أو .. إلخ، أهلنا في وسط وجنوب العراق، الكرام أبناء الكرم، من أنهم يقبلون بالوجود الإيراني في محافظاتهم، وأنهم ممن استكان لذلك الوجود الفتنوي/الطائفي، وأنهم ممن يروج لهُ، وأن الأحزاب الطائفية/الشعوبية، قادتها، ومُناصريها، ووجودها الخصب، هو من تلك المحافظات الجنوبية، أو .. إلخ، فهو باطلٌ في باطل، وباطلٌ جُملةً وتفصيلاً، فمثل تلك الاتهامات، ما هي إلا هدفاً استراتيجياً، لتلك الحوزات الإيرانية، المُنتشرة في مدن وسط وجنوب العراق العزيز، فضلاً عن حُسينياتهِ، وهي وسيلةٌ دأب عليها، ليس أقطاب الحوزة العلمية فقط، بل مَنْ حالفتهم تلك الحوزات، ممن أشرنا إليهم آنفاً، لأنهم بدون تلك الاتهامات، لا يُمكن أنْ يحققوا هدفهم اللعين، بتفريق كلمة وحدة العراقيين، واستهداف وحدتهم، الذي ما هو إلا الوجه الآخر للاستهداف المُسلمين، ووحدتهم.

 

فكُل تلك الأحزاب، وما وراءهم على الأعم، هم من القادمين من إيران، وأن القلة القليلة التي تتسم بالإجرام، والفساد على مستوى الأخلاق، وسرقة أموال الدولة، و .. إلخ في مُحافظات الوسط والجنوب، هي مَنْ أتبع تلك الأحزاب الشعوبية وناصرها، إلا أن أهلنا فيهما على الأعم، براءٌ منها، إلى يوم العرض على الله تعالى، كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

 

ثم على مَنْ يُريدُ أنْ يكتب عن مثل هذا الأمر، عليه أنْ يستذكر العشائر العربية في وسط وجنوب العراق، فأصالتها، وعروبتها، وقيمها، ووطنيتها، وقوميتها، وسموها، و .. إلخ، لا يُمكن أنْ يُقارن مع أي نظيرٍ دنيوي لهُ، ولا يُمكن النيل منهُ، ولكن يُمكنُ لي، أنْ أُشبهَهُ، بذات قول الله تعالى جلا في عُلاه: p أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ( [3] ) i، ولم تكن تلك الشجرة الطيبة إلا تلك "النخلة" التي أكرمها الله تعالى، بمجرد أنه جلا جلاله قد ذكرها في كتابه الكريم، سيما وأن تلك النخلة، هي المُنتشرة في وسط وجنوب عراقنا الأعز، وأن محصولها هو الزاد اليومي لأهلنا فيه، فمُبارك لهم هذا التشبيه الذي يستحقونه، فعشائر البصرة على سبيل المثال هي مَنْ أقبر التجربة المثيرة، التي قادها النائب عن محافظة البصرة في مجلس النواب العراقي "وائل عبد اللطيف" في أواخر عام 2008، بتقديمهِ طلباً بتحويل البصرة من محافظةٍ، إلى إقليم، ، بعد أن فشل طلبه، بسبب عدم حصوله على النسبة القانونية بعد أن حاز على موافقة 2% من أصوات شراذم أهالي البصرة، بينما تطلب المفوضية المستقلة للانتخابات، توقيع 150 ألف مواطن أي نسبة 10% من أصوات الأهالي لغرض إجراء استفتاء عام على المشروع، فألغي على إثرها، وهذا مجلس عشائر العراق، هو مَنْ عقد أحد مؤتمراته في محافظة البصرة/أم الرصاص، التي لا تبعد عن الجارة الإسلامية إيران، إلا كيلومترات محدودة، ومنها أصدر بيانه باتفاق عشائر العراق على رفض الوجود الإيراني في محافظات الجنوب بشكل خاص، وفي محافظات العراق بشكلٍ عام.

 

وهذه انتفاضة الكهرباء التي جرت خلال شهر حزيران 2010 في محافظة ذي قار/ الناصرية، ثم امتدت لمحافظة البصرة، ثم واسط/الكوت، وذهب ضحيتها ما لا يقل عن 14 شهيد من أهلنا فيها، التي أبت أنْ تقبل بما يحاول حكام العراق فرضه عليهم، وهم من أبناء جلدتهم؟

 

ثم الموقف الشُجاع للـ "المجلس الوطني  لعشائر العراق" الذي عقد اجتماعاً استثنائياً في بغداد، بمشاركة 200 من شيوخ عشائر العراق، وقادة الاتحادات الوطنية القبلية في 15 محافظة عراقية، يوم الأربعاء 13/4/2011، وأصدر بياناً يوم الخميس 14/11/2011  طالب فيه: بغلق السفارة الإيرانية في بغداد، والقنصليات الإيرانية في أنحاء العراق، منددين بما وصفوه بـ"الوجود الإرهابي" لإيران في العراق، فضلاً عن المُطالبة بإنهاء الوجود الإيراني الذي وصفه البيان بأنه "إرهابي" و"عملائه" في العراق.

 

هؤلاء هم أهلنا في وسط وجنوب العراق، وهذه هي مُفردات قليلة في سجل مواقفهم التي تؤكد أنهم على ذات التشبيه القرآني آنف الذكر، وكُل مَنْ يسعى إلى النيل من هذه المواقف، فهو إما جاهلٌ بها، وندعوه أنْ يوسع دائرة اطلاعهِ، أو أنه مُتسرع في حُكمهِ، وندعوه إلى التدبر وعدم التسرع، وإما أنْ يكون مأجوراً، وننصحهُ بأن التاريخ، لم يقُل لنا أن الأوطان تُباع؟ وأما أنه شعوبي، ونقولُ لهُ أن الإسلام قد نهى عن التفرقة بين عباده، فعُدْ إلى الإسلام بروحه وجوهره؟ وأم .. إلخ.

 

وأختم بتحية احترام وتقدير لشعب العراق من شمالهِ لجنوبهِ، وأُذكر نفسي، وأخوتي شعب العراق، بسورة العصر، التي تقول:

وَالْعَصْر ِ? إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ? إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ?

 

 

 الدكتور ثروت الحنكاوي اللهيبي

Almostfa.7070@yahoo.com

             


[1] الفيل/ 3-5.
[2] القصص/ 76-84.
[3] إبراهيم/24، تفسير الآي الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرص كمبيوتري: ((24 - (ألم تر) تنظر (كيف ضرب الله مثلا) ويبدل منه (كلمة طيبة) أي لا إله إلا الله (كشجرة طيبة) هي النخلة (أصلها ثابت) في الأرض (وفرعها) غصنها (في السماء.

 

 





السبت١٢ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ثروت الحنكاوي اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة