شبكة ذي قار
عـاجـل










تناولت في أكثر من موضوع التوافق فيما بين الأعداء المتحالفين الذين يشكلون مثلث الشر والهيمنة على المنطقة لما تشكله من أهمية بالغة للوصول الى أهدافهم ومراميهم الآنية والمستقبلية ، وقد بينت إن المتناقضين المتفاهمين المتوافقين تجمعهم غاية أساسية هي حرمان الأمة العربية من أية فرصة تمتلك إرادتها من خلالها أو التقرب من كل ما يصب في عملية النهوض والاقتدار القومي والوطني


إن منتصف السبعينات من القرن المنصرم شهد تبلور النظرية الاحتوائية التي توفر الغطاء لتحقيق الأهداف والنوايا إن كانت شرعية أو غيرها وكانت دهاليز الاداره الأمريكية المتعاقبة ومخابراتها تشهد التحليلات والتجارب التي توفر المنفذ والفرصة التي توصلها الى الغرض الإستراتيجي وكانت إفرازات تلك البرامج والدراسات تمكن اللوبي الامبريالي الصهيوني من اختراق القوة التي تحقق التوازن في مجمل الصراعات الكونية ومن هنا تمكنت الإدارة الأمريكية من تحقيق القطبية الفردية التي اردفتها بالعولمة كي يمكنها الأمر من النفاذ الى ابعد مسافة في التدخل بالشأن الدولي أو الإقليمي وتحت يافطة الإطلالة العلمية والتواصل الإنساني وتمكين الشعوب من تقرير مصيرها والاطلاع على تجارب الآخرين ، ولغرض الوصول الى الغايات الأساسية أردف الأمر بنظرية الفوضى الخلاقة ا لتي تعد المرحلة المتقدمة من حيث الاحتواء والتحكم المباشر في الشأن الأخر لترويضه وجعله تابع لا يمتلك أي مقوم من مقومات السيادة والاستقلالية ومن هنا يكون التمدد المتحقق ليس محدود بل شمولي ومؤدي للغرض الأساس ألا وهو تجريد ألامه العربية وشعبها من ابسط مقومات الإنسانية والإرادة الحرة والسيادة من خلال إشاعة مفاهيم الديمقراطية والمشاركة الفاعلة في الإدارة والشفافية وغيرها من المصطلحات التي لم يجد الفرد العربي أي منها قد اتخذت بعدها وفعلها في عملية البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي ، فكانت هناك حزمه من الخطوات من أبرزها إبدال العصا الغليظة التي كانت تلوح بها أمريكا في المنطقة وهي شاهنشاه إيران بنظام الملا لي استخداما للدين من اجل تحقيق غرضين أساسيين هما


* إظهار الدين الإسلامي بمظهر العدوان والتسلط وإقصاء الأخر وعدم الإقرار بحقوق الآخرين


* إثارة الفتنة والتناقض ضمن المجتمع الإسلامي وصولا الى الحرب الأهلية التي يتفتت بها النسيج الاجتماعي المبني على روحية التآخي والمحبة والمصير المشترك


ولكي تتمكن تلك القوى من الوصول الى أهدافها ونواياها لابد من التعرض على المركز الأقوى الذي يشكل رحم المشروع القومي النهضوي الذي يبلوره الفكر القومي الثائر المتجسد بحزب البعث العربي الاشتراكي ، فكان العدوان ألصفوي الجديد بعد رفع خميني لشعار تصدير الثورة واستهداف العراق كونه القاعدة العربية المحررة وحاضنة المشروع القومي النهضوي فكرا" وقيادة في 4/9/1980 وما سبقه من تدخل بالشأن الداخلي العراقي عقب التغير المعد مسبقا في إيران ولثمان سنوات كان العراق فيها يزداد تبلورا" وإبداعا كونه الحارس الأمين للبوابة الشرقية والمقاتل المقدام الكفء الواعي لدوره القومي والوطني والمستوعب لحاجات الأمة والمجيب لها بفعل الدور القيادي للقيادة الوطنية والقومية العراقية ، وعلى اثر تجرع خميني كأس السم الزؤام بقبوله قرار مجلس الأمن وخروج العراق منتصرا كونه منع الريح الصفراء من اجتياح المنطقة وتحقيق أغراضها العدوانية التوسعية تم إيكال الدور الى حفنه من خونة ألامه ليؤدوا الدور في جر العراق الى ساحة اقتتال يراد منها وئد النهضة القومية وتبلور أفاق المستقبل العربي بعراق منتصر ومقتدر على أداء دوره الريادي في عملية النهوض فكان الحصار الشامل الممهد للعدوان الثلاثيني وما أعقبه من رجعات تدميرية للبنى التحتية وصولا الى الغزو والاحتلال في 2003 الذي تمر ذكراه والعراق يئن من وطأت الاحتلاليين الامبريا صهيوني والفارسي ألصفوي وما تعرض له ابن العراق من قتل وتهجير واجتثاث وتهميش وحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية والخدمية والتفتيت المتعمد للنسيج الاجتماعي العراقي من خلال السلوك الطائفي المقيت والمحاصصة والرؤية القومية المتعصبة التي تنتهجها قيادة الحزبيين الكرديين العميلة


إن التجربة العراقية وما أفرزته من سلوك متعمد يستهدف الهوية القومية لشعب العراق ومكانة العراق في محيطه العربي ودوره الريادي لابد وان يقف أمامها أبناء الأمة العربية ويحكمون تصرفهم دون الانخداع بالدعوات والشعارات التي يروجها الإعلام الموجه لخدمة تلك الأهداف ، وهنا لابد من الإشارة الى أن إرادة الفرد العربي وخاصة التي تعبر عن جوهر معاناته وتطلعاته المشروعة نحو الحرية والكرامة ولعب الدور القيادي في عملية البناء والتحول هي حق مكفول بموجب الشرائع السماوية والوضعية وقد تميز حزب البعث العربي الاشتراكي عن باقي الأحزاب والتيارات والحركات السياسية التي شهدتها الساحة العربية من خلال رؤيته للفرد العربي بأنه قيمة عليا من قيم نهوض ألامه وبنائها ، ولكن القوى المعادية لاماني وتطلعات لامه في بناء المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد اتخذت من هذه التطلعات وسيله للنفاذ وتحقيق أهدافها الشريرة التي يراد منها قتل الوحدة الاجتماعية في ألامه وتمزيق وحدة التراب العربي وهنا يتم الوصول الى الغرض الأساس بان الوطن العربي لا يمكن أن يكون وطن أمه لما يحتويه من قوميات تعاني من الحرمان والاستلاب والتهميش أو الاحتواء وكما يسمع اليوم من دعوات وشعارات ونعيق يطلقه راكبي الموجه والمنتفعين منها كونهم سلبوا العقل الوطني من خلال تفرسهم وارتمائهم في حضيض الشعوبية أو من باع الوجدان والضمير لقاء حفنه من المال السحت الحرام ، أقول لابد من الانتباه والحذر الشديد من الانجرار وراء المخطط وان ما تشهده الساحة اليمنية والليبية والسورية والبحرينية لخير بيان ودليل قاطع على استهداف الروح القومية التي تميز هذه الأجزاء الفاعلة في ألامه والمتابع للأحداث يجد أن الحجر الأساس في ألامه تم تهيئة كل الإمكانات المباشرة لاحتوائه غزوا" واحتلالا" وعرابي هذه الجريمة تغيرت وجوههم ومن الأمور التي تؤلم كل ذي ضمير أن الأنظمة العربية أصبحت وبدون حياء عرابه العدوان الصليبي على الأمة والممهدة لكل عدوان يطول هذا أو ذك القطر العربي


الحق في التحرر وإسقاط النظم الدكتاتورية وإعطاء الفرد العربي كل الإمكانات المتاحة كي يحقق أماله وتطلعاته هي من صلب عقيدة البعث الخالد وأساسيات التغيير في البنية الاجتماعية تعتمد على الفعل الثوري الذي يؤدي الى التغيير الجذري والشامل في المجتمع ولكن استثمار الإرادة الجماهيرية في تحقيق أهداف الفوضى ألخلاقه التي اعتمدتها الاداره الأمريكية كوسيلة للوصول الى أهدافها وغاياتها لابد وان يتم الانتباه إليه وعدم إعطاء الفرصة لأعداء ألامه لتحقيق أهدافهم ونواياهم العدوانية وشرذمة الجسم العربي وترسيخ المفاهيم التي تتناقض والقيم السامية للأمة ، وهذا من صلب مهام والواجبات الشباب العربي كونه القوة المؤثرة في عملية التغيير وكذلك هم القوة الضامنة لسلامة الأمن القومي ومصلحة ألامه العربية ، كما عدم إعطاء الفرصة للقوى الطفيلية لركوب الموجة وتحقيق أهدافها على حساب مصالح ألامه وجماهيرها وحرف مسار التغيير الواعي الذي يحفظ الأمة من العواقب الوخيمة التي تخدم المصالح الإستراتيجية لثالوث الشر لان هؤلاء الطفيليين ماهم إلا أدواة استثمرت من الحركات والتيارات والأحزاب التي جاء بها الغزاة المحتلين كي يحققوا من خلالها أهدافهم ومشاريعهم



عاشـــــــــت الأمة العربية حرة موحده بجهاد أبنائها البررة
الخزي والعار يلاحق كل الخونة والمرتدين عبدت العدوانيين

 

 





الاربعاء٠٩ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة