شبكة ذي قار
عـاجـل










في هذا اليوم حشدت كل ما أملك من جحافل من جيوش الاستفزاز والابتزاز الثوري للقانطين في دياجر اليأس والموت الفكري والتهدل النضالي,نعم ساستفز كل ما في دواخلكم من جمرات الثورة وأُقلبها بماشة نظيفة ذهبية في لونها وصلبة في معدنها, لم يقدر زمن الوساخات والفظلات الفكرية أن يلوثها ويضيع اصطجاجها بلونها الاصيل ولم ولن يقدر أن يلوي مِكروناً واحداً من طول صلبه .. نعم دعونا نستزفز دواخلنا الباردة بلهيب ذكرى الميلاد ونستخرج مكنوناتنا من بحور دواخلنا العميقة كما يفعلها صيادو اللألئ.إنتفضوا على ذواتكم المجمدة بلهيب الذكرى وميلاد البعث,ولنكمل صورة تجمع فينا كل الزمان و منذ7نيسان 1947 ولليوم تجمع أبائنا في العقيدة منهم من تكرم وجعل أبديته نقية نظيفة ومنهم من يدفع بالنفس والجسد لتسير المسيرة,ونحن نرفع الراية اليوم وأمامنا أبنائنا في العقيدة يكافحون ويناضلون ليتقدموا المسيرة العظيمة .. هنا تكتمل الصورة عاينوها كما تريد ظمائركم أن تروها وإقرأوها كما يريد العقل أن يفهمها وتمتعوا بنقاوتها لان الذي جمعها وأطْرَها فكر وعقيدة ونضال رُسم في قلوب اللذين في الصورة ونقشت على إطار إحتضن صدوراً مؤمنة برب السماء وبالعقيدة و بالامة وبالانسانية جمعاء .. إقرأوها كما تشاؤون وإكتبوا وعبروا عنها بإقلامكم المملؤة بحبر وطني وتغنوا بها بقصائد وأشعار ونثر وبدون قيود أو حدود,وتأملوا فيها شهداء أبرار و أحياء مناضلون وعلى جباهم رُسم شعارعظيم


(أُمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) .. وبعدها إتركوا أحاسيسكم تقودكم في بحر الصدق والوفاء والعزة والكبرياء,وفي كل يوم ذكرى من 7نيسان ستكون أمامكم هذه الصورة التي رُسمت منذ أربعة وستون عاماً تتكرر بروح الثوار الاوفياء للعقيدة ويبقى شعار الامة حاضراً ولكن لكل زمن ذكرى لونُ صورة وخطوط رسمٍ ونغمة ريشة ونمط في الشكل والترتيب .. إنها صورة البعث الخالد. إنها لي لاتتعدى هموم قلمي ودفاتري وحبر كلها أحتفظ بها في درج مكتبي ,فأخط بهم كلماتي التي تقع على أوتار تشد مشاعري فتهزها فتعطيني نغمات لترانيم القدر لتحكي في بعضها ألم إنسان عراقي عربي إنساني يروم أن يرسم البسمة لمن أضاعها في طعنة خنجرغادرة,أرادت منا أن نبكي بدل أن نضحك وأن نموت بدل أونعيش وأن نيأس بدل أن ننتظر الامل.ولكن الذي فينا من رب السموات والارض من محبته كثيرُ وعظيم وأيظاً لنا في البعث من فكر ونضال جعلنالانتعب في رسم البسمة ولو فينا حزنٌ وهموم ونكتم مافينا بين أهلينا ونضحك,ونفتخربالضيقات عالمين إن الضيق ينشئ والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء قد إنسكب في قلوبنا بالروح القدس المعطى لن .. 


إن الذي حدث في 7نيسان ثورة على الذات العربية المنحرفة وإنقلاب على مجتمع مزيف وبعيد عن حقيقته فكان ميلاد المشروع العربي الذي تمثل في عملية إستنهاض الامة العربية إستنهاضاً حضارياً وبإطار ثوري أُطلق عليه الانقلاب. هذا المشروع الذي حاول ويحاول إعادة هذه الامة الى وضعها الصحيح ومن خلال تنظيماً يضمن إطار لكيان سياسي عربي موحد ومن خلال بعث الوعي أولاً فيها والذي تأكد من كتابات القائد المؤسس للبعث في الثلاثينات القرن الماضي وهذا الوعي أُريد منه تحرير إرادة الامة بتفجير كل طاقاتها الكامنة وإمكاناتها المادية والمعنوية والتأريخية وتوضيف ذلك في خدمة قضاياها وقضايا الانسان بصورة عامة, وثانياً من هيكلية في تنظيماً ثورياً يمثل كيان الامة ولدَ في نهاية العقد الرابع من القرن الماضي .


إن الذي يجعلنا نصرخ في النائمين ونشد على أيدي المناضلين ونؤنب ونعاتب المنحرفين,ما نراه في هذه الذكرى اليوم من أحداث لثورات شعبية وتغيرات جذرية في إنظمة لا وطنية ولا قومية,وهذه الثورات تعني البعث ليس بالمسميات بل بالافعال,فثورة ميلاد البعث كانت ثورية في الفكر بالقدر الذي تمثلت بكونها عملية تأريخية إجتماعيةوثقافية ومترابطة جدلياً فيما بينها وأيظا ديالكتيكياً مع حركة التأريخ للمجتمع العربي والمجتمع الدولي.وقد وقف البعث كثيراً جداً سواء على مستوى الفكر أو التجربة في تحليل العوامل المحركة للثورة العربية وبالتأكيد كان ذلك في إكتشافه لقوة الاسلام في تحريك الثورة في المجتمع العربي,وهذا الامر جعله يصبح قوة فكرية ونضاليةعظيمة تربط بين العروبة واسلام, بل ينفرد البعث عن باقي كل الحركات القومية الاشتراكية في الوطن العربي في هذا الربط الجدلي مع الاسلام وأصبحت هذه الخصوصية عميقة جداً(بالاسلام) الذي منحها بعدها الاممي والانساني,فجعل مشروع البعث لتنضيج الامة مشروعاً قوي ببعديها الاممي والانساني,فأنشء لها مشروع أُمة لها رسالة خالدة تميزت بها عن كل أُمم وشعوب العالم.


إن العلاقة المتميزة والواضحة والسليمة التي ربط بها البعث بالاسلام ظهرت منذ الكتابات الاولى للاستاذ الكبير مؤسس البعث ميشيل عفلق,وقد تجلت هذه العلاقة وبشكل واضح في كلمته التي القاها على مدارج الجامعة السورية في دمشق في 5/4/1943 في ذكرى الرسول العربي.و التي وضع فيها وبشكل واضح علاقة العروبة بالاسلام,واعتبر أن الاسلام هو جوهر العروبة وروحها وهوالذي حفظ العروبة و منحها صورتها الايمانية أولاً وحقيتها الانسانية ثانيا,وكذلك منحها من ثورته في قدرتها على التغير والثورة, والذي تعيشه الامة اليوم في بعض أقطارها من ثقافة الثورة النابعة من علاقة العروبة بالاسلام.وليس كما يروج له البعض,إن رياح التغير قد وصلت منطقتنا! إن ثمرات الثورات اليوم في الوطن العربي هي نتيجة للربط الصحيح بين العروبة والاسلام والذي أمن به الفكر البعثي وكان ركناً اساسياً فيه ومنذ مرحلة تأسيسه,وليس كما يريد المنهزمون والضائعون ومحرفوا الحقائق و الوقائع ومشوهو حقيقة الاسلام,واليوم يريدون تشويهاً جدياً لهذه الثورات من بعض اللذين يجاهرون بالاسلام وبالتالي ظلموه بالقدر الذي أخفوا ما يحمله من روح الرفض والمقاومة للبغي والظلم ومطالبته بالحقوق في كل تعاليمه ونصوصه وجوهره النقي وذلك أما بالمجاهرة بسلوكيتهم الانتقامية والتي تعطي للاخرين رسالة غير حقيقية عن هذا الدين الحنيف.فالاسلام في منظورالبعث يشكل أولى بل الاساس لمقومات الشخصية العربية كنا مسلمين أو مسيحين لان هذين الدينين هما المكونين الثقافين الاساسين الى جانب الاديان الاخرى في تكوين الشخصية العربية .. 


إذن حقيقة البعث ليس كونه مجرد حزب سياسي فهو يمثل الحركة العربية الشاملة الناهضة وهو يمثل الامة العربية الطموح,وهذه النهضة تتمثل في الرفض العربي لكل أشكال الاستغلال والمتمثلة بالثورات الشعبية وهو يمثل أيظاً الحركة الحضارية لهذه الامة,لذلك إن كان يعيش اليوم حالة نقدية ذاتية فهي تصب بالتأكيد بإتجاه تطوير مسيرته وترتيب عناصر الثورة عنده بحيث ترتقي في ثمارها الى متطلبات المرحلة الحالية ومن خلال التوظيف الصحيح لهذه العناصر,وهذا كله يصب في مصلحة هذه الامة لانه يمثلها في حركتها الحضارية.و ما يوجه له من نقد من قبل الصديق فهو قد لايخرج أيظاً عن منظور الحرص عليه كي يلعب دوره ويتحمل مسؤوليته التأريخية في الوقت الذي تحتاج له الامة الان أكثر من أي وقت مضى.وأما النقد الذي يوجه من خصومه من منظورهم العدائي والمتشفي فهذا أيظاً مفيداً له بالقدر الذي يستفاد من حقيقة النوايا تجاه الامة والاسلام (لان البعث كفكر مؤمن بجدلية العروبة والاسلام) وأيظا تتوضح عنده وسائل الخصوم المخفية لكي يقوم بعملية تحليل لهذه الوسائل .. 


إن كل المدارس الفلسفية والعقائدية في العالم يسارية أو يمينية, راديكالية أو ليبرالية تتفق أن الفكر لا يُحاكم بحسب تصرفات وسلوكيات معتنقيه أو الذين يحملون رايته ومخطئ كثيراً من لايستطيع أن يتعامل مع هذه الحقيقة,وبنفس الاعتبارات لا تُنتقد الاديان وبما فيها الاديان السماوية على ضوء الذين يعلنون الايمان بها,فالدين كمبأدئ وقيم لا يتحمل إجتهادات وتفسيرات من ينضوون تحته وبما فيهم رجال الدين وهذا الامر اليوم أصبح حقيقة لا يرتقي اليها أدنى شك,وعليه لاتتحمل الافكار والعقائد إنحرافات أو الاجتهادات السلوكية للافراد في تطبيق هذه المبادئ,ولكي ننصف العقائد والافكار لابد أن نوازن بين كل السلوكيات الفردية والمختلفة عندما ندخل في تفاصيل الحالة النقدية,وبالطبع هذا لايشمل من لايفهم من الالية النقدية إلا بقدر ما تمثله بالنسبة له أو لهم من حالات التهكم والأنتقاص والتشفي والتجريح وهذه لا تقع في مساحات النقد وإنما تقع في حالات الجهل والعمى السياسي وفقدان رجاحة في العقل ويقع أيظاً في أوطء مستوى من العمل السياسي .. 


ومن كل الذي قلناه يبقى البعث يمثل طموح الامة ونموذجها المستقبلي,لذا على كل بعثي حقيقي أن ينطلق في هذه الذكرى وبكل ثقة بالله أولاً وبالفكر ثانياً وبرفاقه ثالثاً للتحفزوالثورة للعمل العربي والانساني وبكل موضوعية وجدية لان البعث هو الطموح لبناء النهضة العربية الشاملة في وطننا العربي ومع شركائنا في الانسانية جمعاء, يجمعنا حب الخير لكل الامم والشعوب .. وأما الذي يصر وبكل عمى حياتي على تجريم حركة بسبب خطأ أو أخطاء في التجربة,بل يذهب لاكثر من هذا الى الاجتثاث فهذا النوع من العقليات تُعتبر من جهلة التأريخ والسياسة وعدم فهم لأي فلسفة أو تجربة حياتية,وأيظاً جهلة أكثر بقراءة وإستشراف الحقائق والعبر من التجارب والاحداث ومجرياتها وسننها.فالبعث ومعه الكثير من العقائد يتفتحون إشعاعاً مع كل فجر يوم للتفاعل مع كل اليوم بكليته,وعند الغروب يودعونه وهم محملين بواجبات مقدسة في دراسة كل تجربة في اليوم المغادر,فيزداد العقائديون والمناضلون يقيناً بإختياراتهم وينسجون بشائر الخير والنصر أمامهم,فأقول لجهلة التجربة والذين يتاجرون بالاجتثاث وهم الان يزايدون على المواقف منه,أقول لهم إن أحلى وأروع وأكثر جمالاً هي أنامل وشعاعات النور الخارجة من عتمة الظلام ورحم الدجى و هي تتسربل على سفوح كردستاننا وتغتسل بنهري دجلة والفرات الخالدين وتطير على سهول جنوبنا, وتستقر في عيون الشرفاء وكل العراقيين الذي متعهم البعث بسموفي ثقافة وفنون وأدب وإرتقى بالذوق العراقي الانساني من غناء ومسرح ومنصات شعر ملاءة الوجدان العراقي,وبمعرفة غسلت كل أُمية إمراءة عراقية أو طفل حبيب أو شيخ كريم كانت تعميه عن بصيرة المعرفة,وحررفيهم سلطة الاجنبي وسرقته لقوتهم عندما أطاح بابراج شركات النفط التي كانوا يتعاملون مع العراق من خلالهافأمم ما تحت أرض العراق وفوقها,وزرع في العراقيين حبهم لهويتهم العراقية فجعلها مهابة أمام الشقيق والصديق والغريب.وعظم الدين والشرف بتقديس الجوامع والكنائس و المساجد وجعل من سقف العراق سماءاً لكل من تحتها من عربي و كردي وصابئي أو يزيدي أو شيكي,قد ينشغل بعض العراقيين بهموم وبإقلام مباعة وفضائيات أجورها بالدولار وليس بالدينار أوالليرة أو الجنيه أو الريا ل عن الفعل البعثي لهم في عراقنا,ولكنهم سوف لا ينسوا ما تعلموه من البعث وما حقق لهم .. 


هنياً لكل رفيق بعثي جدد ولائه لعقيدته,وهنيئاً لكل عربي عرف طريق الثورة الحقيقي وهنيئاً لكل إنسان يحب الخير للاخرين .. 
 

 





الاربعاء٠٢ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة