شبكة ذي قار
عـاجـل










العرب يعرفون ... باليقين إنهم يعرفون ويعلمون كل شئ إلا ما هو في علم الغيب, ومن العرب من يعلمون حتى الغيب الأمريكي والبريطاني والفرنسي والايطالي والإيراني والتركي والصهيوني.. حكام العرب يعلمون ويعرفون كيف يلعبون بأوراق السياسة بطريقة تفوق حتى قدرات ماكينات السياسة الامبريالية - الصهيونية بدليل إن بعض العرب يحرك السياسة الأمريكية والغربية ويثير شهواتها الامبريالية التقليدية والمتجددة وينير إمامها مسالك الاحتلال والاستعمار لأرض العرب لكي يحقق مطامحه الذاتية أو الطائفية.


بعض العرب يعلمون إنهم هم من يوفر أرضيات العدوان الأمريكي الأوربي على أقطارنا وهم من يضعون الخطط لتنفيذ العدوان حين يغرون العدوانيين برخص ثمن الدم العربي وانعدام قدسية أوطاننا ويجهزونهم بالمسوغات والأدلة على سذاجتنا وبأننا رعاع ولا نجيد غير رعي الغنم والجمال في بساطة الصحراء البعيدة جدا عن تقنيات وتكنولوجيات وعلوم العصر وبأننا لا نجيد التمييز بين البرغوث وبين الفيل.


العرب يعلمون ويعرفون كل شئ ... غير إن بعضهم يقدس شيئين لا ثالث لهما: فرج المرأة أولا وكرسي سلطة الجاه الفارغ والمال الحرام أو بأقل تقدير المال المشكوك بشرعيته, وهؤلاء لا يعرفون طريقا للحفاظ على امتيازات المتعة بالنسوان والمال الحرام والتي يطالونها مع يقينهم إنها ليست استحقاق لأي موهبة أو قدرات عملية أو ملكة أو علم ينتفع به في كينونتهم، بل بالدهاء والمكر والخديعة التي يشترونها من آخرين, مضطرين لبيع إمكاناتهم الشخصية تحت وطأة الرضوخ لفساد حال أنظمتنا وحكامنا, سوى طريق الاستعانة والاستقواء بشهوات الغرب الاحتكارية والاستعمارية.


العرب يعلمون ويعرفون غير إنهم مشتتون في ولاءاتهم، بل إن بعضهم قد غادر مفهوم الولاء وتركه خلف ظهره لأنه لا يقوى على حمل الامانه لأنه يعرف إن الولاء سيضعه في مواجهة من يستقوي بهم وهم الصهيونية واحتكارات الغرب المصرفية و البضائعية والنفطية والبشرية ويضعهم في المواجهة أيضا مع العرب الذين يحملون الولاء لامتهم وقضاياها العادلة وهم السواد الأعظم من امتنا.


العرب الذين يثورون عل النظام الذي هم جزء من إدارته العليا سفراء ومدراء وخبراء ووزراء لعشرات السنين بعد أن يتفقوا مع بريطانيا وأمريكا وفرنسا وايطاليا وهولندا على تغيير النظام أملا في أن يبدءوا دورة حكم لعشرات السنين القادمة يعلمون كل شئ ويتصرفون وكأنهم يعيشون أبدا في سعيهم لحياة يريدونها أزلية ليحققوا (الغلبة) على الأمريكي والغربي بمنحه ما يسيل له لعابه فيبقي عليهم قردة سيرك يلعبون ويجمعون ما يظنون انه سيرافقهم إلى يوم القيامة الذي يتظاهرون بالإيمان به.


العرب اثبتوا لأمريكا إنهم مختلفون لحد الاقتتال وذبح بعضهم حتى في طريقة تأدية الصلوات الخمس لكي تدخل أميركا وقوى الاحتكار من نافذة هذا الاختلاف في أصل من أصول الدين وما يشابهه ويناظره من خلافات في جسد أي حراك عربي لتحوله إلى وسيلة لتمزيق الوطن العربي إلى مقاطعات وأقاليم صغيرة يستلم كل واحد من بهلواناتنا رئاستها وإدارتها ويتركون لأمريكا وحلفاءها اللعب بمقدراتنا ثروات وارض وبشر.


العرب يعلمون أنواع العقود المرجحة والصفقات الأكثر ملائمة لشراء السلاح وتخزينه وتطويره وتجديده بمليارات المليارات ويعلمون كيف يستخدمون القوى المصدرة لحماية هذا السلاح في ترساناته فوق وتحت سطح الأرض لان جيوشهم التي ينفق عليها هي الأخرى مليارات المليارات من الدولارات لا تجيد حماية ترسانتها من الأسلحة وتعرف فقط كيف تحمي الأنظمة حتى طفح كيل بعض هذه الجيوش صبرا واحتسابا فترك بعض هذه الأنظمة يتهاوى دون أن ينفق لحمايته طلقة واحدة فتنفتح فسحة أخرى لبعض أفاعي النظام المتهاوي لتنفذ من بعض الأنفاق الضيقة لتبدأ دورة الاغتنام والاحتكار والاحتقار من جديد بلباس وثوب مصنوع من ذات النسيج ولكن بلون مختلف.


العرب يعرفون كيف ينهزمون وكيف يهزمون معهم عربا آخرين غير إنهم لا يريدون أن يعرفوا أبدا كيف ينتصرون لان النصر ليس من صالح ثبات الكرسي و مدخلاته ومخرجاته النفيسة. لقد تفنن العرب في فن صناعة الهزيمة وأتقنوا لعبة الجلوس في أبراج محمية ويتركون ملايين آخرين يعيشون تتقاذفهم مصائب القلق والخوف والجوع والجهل والتخلف وتستنزفهم صراعات الدين والطائفة والعرق والعشيرة وغيرها من آفات ومحن وكوارث.


العرب قرروا عن علم ومعرفة ودراية إن مَن ينتصر منهم في معركة بالسلاح أو في معركة بناء أو في حشد ولو جزء من فعل وجهد الأمة لصالحها أو في توفير مستلزمات حكم يخدم الشعب والأمة، يشكل خطرا داهما عليهم فيتعاقدوا مع أميركا والغرب ليذبحوا هذا النموذج وينهوا أية فرصة لولادة قادمة لنموذج مشابه. والعرب يعلمون إن بعض ما ينفذ على ساحتهم الآن هو لإلغاء أي وجود للفكر والتوجه القومي وإنهاء تام لفكرة القائد الرمز الذي اقترنت صورته ووجوده بالاحتمالية الوحيدة الممكنة لتحرير فلسطين وتوحيد الأمة.


العرب يعرفون تماما كيف يختلفون على الحق وكيف يختلفون تماما على الباطل فهل يعقل إنهم لا يعرفون الفرق بين الثورة وبين الغزو والاحتلال والفرق بين الوطنية والخيانة والعمالة؟ إننا نعرف كل شئ تقريبا .. غير إننا لا نعلن عن معرفتنا بالمعرفة لان قانون الجهل بالمعرفة وتجاهلها هو ما يحقق رغبة الهوامير فينا لنبقى عبيدا لادعاء اللا معرفة والانقسام على الحق. نحن نعلم جل شؤوننا وشجوننا ولكننا نعمل على أن نظهر بأننا لا نعلم لكي نسهل على أنفسنا تمرير أخطاءنا و خطايانا.

 

 





الجمعة٢٧ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / نيسان/ ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو الحسنين كرار علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة