شبكة ذي قار
عـاجـل










• الإمبريالية .. واضحة .. تعمل في إطار الاستراتيجيات
• النظام .. السعودي ، والقطري ، والأردني .. أدوات لهذه الإستراتيجيات
• وكل نظام .. موكول له مهمة محددة أو أكثر
• قطر، إعلامها .. والسعودية ، تمويلها واتصالاتها .. والأردن، تجهيزها


لم نتوقع أن تبلغ الخسة والانحطاط الأخلاقي إلى درجة يتحول فيها نظام عربي إلى أداة رخيصة وذليلة ومستهلكة بيد أعداء الأمة العربية وأعداء الإنسانية، حين أصبح النظام السعودي أداة منفذه لإستراتيجية أمريكية- صهيونية تستهدف تقويض نظاماً عربياً وطنياً إلى درجة وضع ( سيناريو ) خطير تسفك فيه دماء الأبرياء من شعبنا العربي السوري استغلالاً بشعاً وخبيثاً لمطالب شعبية مطروحة في كل الساحات العربية، تختلف من واقع اجتماعي سياسي إلى آخر، ولكن الإمبريالية والصهيونية وهي تمارس أسلوب اقتناص الفرص تتسلل من الثغرات وترسم مخططاتها في ضوء الاختلافات والتناقضات، تحت أغطية للتدخل في الشأن الداخلي للدول المعنية.. ومثل هذه السياسات تكون في إطارها العام واضحة بحكم أن السلوك السياسي الخارجي للإمبريالية والصهيونية الذي تم فرزه في جانب العداء والتقاطع مع مصالح الشعوب وأهدافها المشروعة .. ولكن أن يتم تنفيذ هذا المخطط الخبيث والغادر من خلال سيناريو أعدته أجهزة ( سعودية أمريكية قطرية أردنية ) مشتركة لتدمير الكيان الوطني للدولة السورية وتمزيق شعبها والدفع به إلى إحترابات داخلية تقوم على الطائفيات والإثنيات وتقسيم المحافظات والمناطق على وفق كثافاتها المذهبية والعرقية وإشعال فتيل الصراع عن طريق القتل العمد لتكريس نوازع الثأر ورد الفعل وتحويل اتجاه الشارع صوب تدمير المنشئات العامة والمراكز الحيوية للدولة، تقوم بها شبكات كل لها مهمتها في التحريض والتدمير والقتل وتهريب الأموال والارتباط بالسفارات الأجنبية والعمل على التصعيد المطالب بإسقاط النظام الوطني عن طريق الفوضى .


فالشبكات الخمس المرسومة في هذا المخطط السعودي الذي تبناه ( بندر بن سلطان ) عميل ال ( CIA ) ، تعمل بصورة تكاملية ومدروسة تحت مسميات، شبكة ( الوقود ) الآدمية كرأس حربة، وشبكة ( البلطجية ) الدموية المتمرسة على القتل، وشبكة ( الطائفيين والعرقيين ) ، وشبكة ( الإعلاميين ) ، وشبكة ( رأس المال ) الخاصة بإرباك الوضع الاقتصادي وتهريب العملة .


هذه الشبكات التي تأسست بأموال سعودية تعمل بصورة منسقة لإفساد الشباب وإفساد شرائح المجتمع والتحريض على الفوضى والتخريب، وذلك باستغلال تظاهراتهم السلمية، التي يعبرون من خلالها عن آرائهم ومطالبهم المشروعة غير التعجيزية القابلة للتحقق في إطار التشريعات والقوانين المرعية، والتي تدرك السلطات المختصة أهميتها، وإن معالجتها لا تتم عن طريق تدمير ممتلكات الدولة واقتحام المراكز الحيوية العامة وتدمير المنشئات التي بناها الشعب وحرص على إدامتها .. ثم أن المطالب لا تتحقق في إطار الفوضى المقصودة والمدبرة .


ما حصل في سوريا يكاد أن يكون نسخة مطابقة لما حصل في العراق عدا فعل الاحتلال العسكري المباشر، الذي لا تقدر الإمبريالية الأمريكية على احتماله .. فقد كان للسعودية دوراً رئيساً وخطيراً في العدوان على العراق، حيث فتحت مطاراتها التي انطلقت منها طائرات العدوان الحربية الأمريكية، وحدود الكويت كانت مفتوحة لتدفق الدبابات الأمريكية والبريطانية وغيرها، ومن قطر كانت تنطلق الأوامر لتوجيه مسارات الصواريخ ( البالستية ) من القواعد الأمريكية المنتشرة في الخليج والبحر العربي صوب بغداد عاصمة السلام، وكأن التاريخ يعيد نفسه على دمشق العروبة بذات الأدوات العميلة، التي ما انفكت تعمل على تقويض استقرارها بإنهاء نظامها الوطني.


لقد بات من الصعب على الامبريالية الأمريكية تنفيذ مشروعها الاستعماري الذي أسمته ( الشرق الأوسط الجديد ) بوسائل الإقحام العسكري المسلح المباشر، وإن تجربة العراق لن تتكرر أبداً، والسبب يكمن في أن الرد العراقي المقاوم كان من القوة خلال السنوات الماضية ما أفقد الاحتلال توازنه السياسي والعسكري، وهو الأمر الذي جعل الإدارة الأمريكية تحجم عن إرسال قوات برية إلى ليبيا لاحتلالها، واكتفت بضربات جبانة عن طريق طيرانها المتفوق وصواريخها التي تضرب أهدافاً تسفر عن سقوط ضحايا كثر من المدنيين، وهي تعلن في الوقت ذاته إنه ( تتدخل إنساني ) لصلح الشعب الليبي .. الأمر الذي جعل الإدارة الأمريكية، وفي إطار مخططاتها، تأخذ بخيارات ركب موجات الحراك الشعبي وتعمل على اختراقه عملياً على وفق سيناريو معد لهذا الغرض، ومنه على وجه التحديد، ما تفتقت عنه العقلية العميلة ل ( بندر بن سلطان ) المعتمد رسمياً في المؤسسات الإستخبارية الأمريكية حين كان سفيراً لبلاده في واشنطن، حتى أن ما حصل في ليبيا من سيناريو كاد أن ينفذ في سوريا لولا يقظة الشعب وقيادته الوطنية.


المفارقة في هذا الأمر .. إن السعودية تدخل عسكرياً إلى البحرين لحماية النظام العربي المهدد داخلياً وخارجياً من قبل إيران، وهو موقف ينسجم مع دواعي الأمن الخليجي، الذي ينبغي أن لا ينفصل عن الأمن القومي العربي بأي حال، ولكن السعودية توافق على رسم سيناريو ( تخريبي وتدميري ) لبلد عربي آخر، طالما تحاك حوله المؤامرات وتمارس عليه الضغوط من كل جانب، فهو عمل مرفوض ومدان ومستهجن بالمرة، إذ لا مبرر له ولا توصيف يطلق عليه سوى العمالة السعودية المكشوفة والفاضحة للأجنبي الأمريكي حتى درجة العبودية وتنفيذ الأوامر.. أما النظام الأردني فهو والنظام السعودي سيان في التدبير والخدمة الأجنبية .. فهل ينسى الأردن كيف كان النظام الوطني في العراق يمده الدعم المادي والسياسي وإلى جانبه في أزماته، ومع ذلك نجده قد انصاع للإدارة الأمريكية وسهل لفعاليات الإستخبارات الأمريكية حركتها من أراضيه نحو المنطقة الغربية للعراق . كما لا ننسى موقف شعبنا العربي في الأردن كيف كان صامداً وداعماً للعراق أثناء محنة ما قبل الاحتلال وأثنائه .


شعبنا العربي في كل مكان لا يفرط بأي شبر من أرض الوطن بغض النظر عن المسميات والتقسيمات الجغرافية .. ولا أبالغ في أن العراقي على أرض الشام أو على أرض ليبيا واليمن وأي أرض عربية سوف لن يقف مكتوف الأيدي إذا ما تعرض البلد إلى عدوان أجنبي غاشم ، فهو يدافع بدمه كما يدافع عن أرض العراق بكل ما يملك .. لأن أرض الشام وأرض العراق عمق عربي واحد أمام أعداء الله والأمة التاريخيين !!

 

 





الاربعاء٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة