شبكة ذي قار
عـاجـل










من جديد .. تدحرجت الثورة العربية بعد مرور ثماني أعوام على غزو العراق وتدميره بالكمل , وتجتثاث جذوة العروبة المتقدة هناك لصالح عملية التفريس والأمركة الجارية على قدم وساق في هذا البلد العربي, وتأتي هذه الثورات أعمق وأشمل من الثورات العربية التي اندلعت في الستينيات من القرن الماضي والتي جاءت رداً على غزو فلسطين وما تعرضت له من عملية تهويد واسع شملت حتى المقدسات العربية الإسلامية , ففي الثورات السابقة ترجل الضباط الأحرار قيادة تلك الثورات والتي انتهت برحيل رموزها باستثناء ثورة تموز المجيدة في العراق والتي تمكنت من احداث نهضه قومية ثورية واسعة في العراق وفي الوطن العربي مما ادى الى تكالب كل القوى الاستعمارية المتصهينة على هذا البلد والتي تؤسس قيام دوله عربية واحدة من المحيط الى الخليج .. دولة ديمقراطية .. اشتراكية .. علمانية .. نهضوية قوية .. تكون قادرة على ريادة الأمم وليست امة ذليلة .. ضعيفة .. متخلفة .. مشرذمة .. هذا الوضع الذي لا يليق بأمة الرسالات الخالدة.


وبالعودة إلى الثورات العربية المتتالية والتي اندلعت مع بداية العام2011 فإنها تأتي لتؤكد على أن الأمة العربية أمة حية لا تموت وأن قواها الحية تخرج حتى من بين الركام والدمار لتقول للعالم كفى استهتاراً بهذه الأمة .. وعبثاً بثرواتها ومواردها ومقدراته ..


تأتي هذه الثورات الشبابية المسلحة بالعمق الشعبي الواسع النطاق لتدوس على رموز الفساد والتسلط و الديكتاتوري والاستغلال الطبقي والتراجع الحضاري النهضوي وكذلك امتهان الكرامه العربية والتي هي أغلى ما نملك.


تتدحرج هذه الثورة التي يقودها نخبة من الشباب الواعي و الملتزم بقضايا أمته لتكون النقيض المثالي للفوضى الخلاقة التي تسعى الولايات المتحدة الامريكية وبدفع من الصهيونية العالمية وخصوصاً بعد غزو العراق لنشرهاى في الوطن العربي بهدف المزيد من التجزئة والشرذمة ومزيد من التخلف والتراجع الحضاري بل ودفع الأمة الى سرير الموت الكلانيكي.


إن ما يجري في الوطن العربي في الوقت الراهن من ثورات شعبية واسعة النطاق يبعث على التفائل بغد مشرق لا مكان فيه لاتفاقية سايكوس بيكو وحددوه المصطنعة التي قسمت الوطن العربي الى اجزاء متناثرة ضعيفة. ولا مكان فيه للوجود السرطاني الصهيوني القابع على أرض فلسطين قلب الأمة النابض . ولا مكان فيه للاستعمار والاحتلال الأمريكي وبقائه في العراق الشقيق , ولا مكان أيضا للفوضى الخلاقة التي يسعى الأعداء من خلالها لمزيد من الشرذمة والتمزق في الحالة العربية ..


وليذهب مشروع التفريس بالعراق والتهويد في فلسطين الى مزابل التاريخ لتعود امتنا حية ورائدة لكل الأمم .. ولتتدحر الثورة العربية لتصل مبتغاها نحو الدولة العربية الديمقراطية الاشتراكية الوحدة من المحيط الى الخليج وخصوصاً بعد تنظيفها وتطهيرها من الصهيونية القابعه على أرض فلسطين والامبريالية الجاثمة على أرض العراق وكذلك الحكام الطغاة المناوبين على حراسة المصالح الصهيونية و الامريكية في منطقتنا العربية وإلى الأمام ..

 

 





الخميس١٩ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة