شبكة ذي قار
عـاجـل










يستخدم ساسة الخيانة والعمالة المركبة في عراق ما بعد الاحتلال المركب مصطلح (مقبور) في كل مرة يذكرون ويشيرون بها إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وما أكثر هذه المرات. ورغم إن الكلمة أو المصطلح تمر مرور الكرام على مسامع اغلب الناس متجاهلين أو ساخرين، إلا إنها في حقيقة الأمر ذات معاني ودلالات عكسية أو متناقضة سياسيا يتوجب الوقوف إزاءها.

 

من حيث التعريف .. المقبور : هو الذي يقوم الناس بتشيعه إلى مثواه الأخير ويحفروا له قبرا ويدفنوه ويهيلون عليه كما" من التراب يكفي ليقف عازلا بين جثته وبين المحيط الجوي ليقي هذا المحيط من آثار التلوث التي سيحدثها التحلل الحتمي لجثة المرحوم. وقد يكون هناك دلالات أخرى دينية لهذا الكم من التراب الذي يحجب الجثة عن أنوار الدنيا ويحجزها في ظلمات القبر الذي يبدو إن سياسيّ الاحتلال وفي مقدمتهم كوادر حزب الدعوة العميل لا يفكرون بها ولا يعتقدون إنهم سيُقبرون يوما وتتفسخ أجسادهم وتحجب عنهم أنوار الكون ليواجهوا ربا" جبارا متجبرا يحاسبهم عن كل الجرائم التي ارتكبوها بحق العراق أرضا وشعبا وعن انغماسهم في مجريات تاريخ خائن عميل لإيران ومن ثم لأمريكا وإيران ضد بلدهم لمن يدّعي منهم انه عراقي. المقبور, كلمة يتداولها مَن قام بقبر مخلوق كان حيا" وتوفاه الله بحيث يصير ما يذكر به هو أفعال سبقت تاريخ القبر ..

 

  أما أن يكون المقبور مقبورا ويفجّر الجوامع والمساجد والحسينيات والأسواق فهذه بدعة لساسة العراق خدم الاحتلال تتنافى مع المعنى المتداول لعملية القبر .. وتعبر عن بلادة وصفاقة ورياء مرتبك على الموجودات الكونية الروحية منها والمادية.

 

أما أن يقوم المقبور يوميا بأعمال إرهابية تضعه تحت طائلة قانون الإرهاب والفقرة أربعة منه فهذه بدعة وفرية للدعاة الذين لا يؤمنون بالله واليوم الذي يقبرون به ولو كانوا يتذكرون لحظات الانتقال إلى القبر لعادوا إلى رشدهم وخشوا الرحمن في عباده الذين يقتلونهم بدون حق ويتعسفون تجاههم بطرق حيوانية متوحشة !!

 

  أما أن يقوم المقبور كل يوم بتهديد أمن واستقرار المنطقة الخضراء فهذه معجزة في زمن اللا معجزات ..

 

أما أن يقوم المقبور بتنظيم مظاهرات مليونية في كل أنحاء العراق فهذه مفارقة تحرج من قام بقبره لأنه أما أن يكون غير متيقن من حصول عملية القبر أو انه يكذب في الادعاء بعملية القبر كونه لم يقبر ولا حتى أرنبا ولم يدخل يوما في مقبرة من مقابر المؤمنين وإلا لكان اتعظ وخشي الرحمن.

 

إذن .. الدعاة العملاء وأذنابهم من ساسة الانتفاع بزمن الاحتلال يستخدمون مصطلحا كاذبا يخدعون به أنفسهم ويحاولون أن يخدعوا سيدهم الحاكم الأمريكي بطمأنته من أن خطر البعث الوطني والقومي قد غاب عن العراق نهائيا. غير إن عدم التوفيق الملازم لكوادر حزب الدعوة العميل يدفعهم إلى استخدام مصطلح المقبور يوميا منذ عام الغزو في كل محنة أمنية يقعون بها وفي كل فشل سياسي يسقطون به وفي كل خرق يمزق خواصرهم وخاصرة عمليتهم السياسية الخائنة العميلة وهم بذلك يبرهنون إن البعث حيُّ ينمو وهم بأنفسهم يوجهون له أصابع الاتهام ويقومون يوميا بقتل أعضاء وناشطين فيه ويعتقلون يوميا العشرات أو المئات من أعضاءه وناشطيه ويحيلون بعض عناصر دولة الاحتلال وبعض قيادييها  ممن تساقطوا من مسيرة البعث العظيم وخط جهاده المقدس تحت تأثيرات مختلفة إلى لجنة اجتثاث البعث بعد أن ينتهي الدور الموكول لهم في تامين جانب من جوانب الدولة الفاشلة التي يحاولون تأسيس أركانها تحت إدارة الغزاة الأمريكان والإيرانيين ودولة بني صهيون.

 

المقبور مصطلح يُطلق على الشخص الذي يتوفاه الله ويحفر له قبر ويُدفن فيه. غير إننا لم نسمع عن قبر حركة سياسية تضم في خلاياها التنظيمية ما لا يقل عن 3 مليون عضو قبل الاحتلال وتضم بعد الاحتلال وما نتج عنه من تصفية جسدية لعشرات الآلاف من البعثيين وتهجير قسري لمئات الآلاف منهم وإرغام لمئات الآلاف من قواعده على التبرؤ من الحزب لتجنب الموت قتلا أو جوعا أو الاعتقال والتعذيب الوحشي, تضم من الأعضاء ما يزيد على عدد كل المنتمين إلى أحزاب الطوائف ومليشياتها في كل إنحاء العراق بعد كل هذا القتل والظلم والتعسف والجور والاضطهاد الذي لم تواجهه حركة سياسية أو حزب في كل تاريخ السياسة. البعثيون حركة سياسية قومية تنشط منذ أكثر من سبعين عام على كل ساحة الوطن العربي الكبير ولديها قيادات قطرية وفروع وتنظيمات في كل أقطار الأمة وفي المهجر .. فكيف يقبر يا أيها الحالمون .. الواهمون؟؟

 

البعث حركة قومية ثورية انقلابية رسالية تأبى بطولة وشجاعة وجسارة أعضاءه أن يتحول يوما واحدا إلى خلايا نائمة فهم يقاتلون الاحتلال وقردته بالسلاح ويتحركون كما خلية النحل في كل الجسد العراقي العظيم، يعبئون ويحشّدون وينظمون وينورون. وسواء جاءت نكتة المقبور السمجة هذه من أعداء يتشرف البعث بعداءهم له لأنهم خونة تاريخيا أو من أبواق مأجورة منتفعة رخيصة من هذا الإعلامي أو ذاك من السابحين في عوالم الدولار الحرام فهي لا تعدو كونها نكتة صار كل العراقيين يتندرون بها وهذا يكفي. الملايين من العراقيين النجباء يتندرون على استخدام كلمة المقبور ويحولونها إلى كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي .. المنصور .. بإذن الله.

 

aarabnation@yahoo.com

 

 





الاثنين١٦ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة