شبكة ذي قار
عـاجـل










مرة أخرى تعزف الامبريالية الأمريكية وحلفائها والتابعين لها وإمعات العرب الراكعين مسلوبي الكرامة والإرادة اللاهثين وراء ابتسامة أسيادهم سيمفونية الديمقراطية والنظم الشمولية والدفاع عن الشعوب وحمايتها من حكامها لتحشد الدول الكفر الاستعمارية قواها وتوجهها ضد بلد عربي يحتل مكانه في البوابة الغربية للوطن العربي ، كما فعلته في فعلها الهستيري الإجرامي الإرهابي الأول الذي استهدف فيه عراق العروبة حارس بوابة الأمة الشرقية في العدوان الثلاثيني عام 1991 وما تبعه من غزو واحتلال كي تخلوا ألامه من القوة التي تمكنها من الوقوف بصلابة أمام العدوان والعدوانيين ، ويأتي هذا الفعل اليوم استمرارا لنهج راسخ في عقلية جمع الكفر الذي يتحرك بروحية الصليبية المتجددة التي لا تريد أن تتحرر من نظرتها القديمة إلى الأمة العربية التي ترى أنها أمة ناقصة الأهلية لقيادة نفسها على وفق ما تراه مناسبا لها ويخدم خطط التنمية فيها بما يؤمن استثمارا أمثلا لثرواتها البشرية والطبيعية ومن اجل ذلك سخرت كل طاقاتها تحت مسميات العولمة والانفتاح والتحديث وعندما لم تجد المكان الذي يوفر لها ما تريد سخرت قوى الرذيلة والضلالة والدجل والخداع والنفاق التي تتخذ من الإسلام ستارا وبرقعا تتســـــــتر به لتحقيق فعلها وجريمتها وتعتبرهم من المظلومين الذين يتوجب نصرتهم وحمايتهم والســـــماع لمطالبهم كالحوثيين والقاعدة ، وبفعل هذه الازدواجية في المعايير فقد عانى الوطن العربي في القرن الماضي وما مضى من القرن الحالي من جعله ساحة لصراعات عنيفة بين دول القوى الاستعمارية المختلفة وصولا إلى تحقيق أهدافها ومصالحها التي توفر لها قدرات البقاء والتحكم بالعالم أو التوسع على حساب أراضي الغير ، لنهب ثرواتها وتكريس قواعد عسكرية برية وبحرية دائمة وتوسيع مناطق نفوذها والسيطرة على الممرات المائية الإستراتيجية والتحكم بمصائر الشعوب في قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، إن فرنسا وبعد أن فقدت الكثير من عوامل قوتها وقدراتها الاقتصادية والعسكرية مقارنة بما تمتلكه الإمبراطورية الأمريكية الناشئة وتأثيرها الســياسي على الساحة الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفردها ، حاولت ولا كثر من مره أن تطرح نفسها بشعارات جديدة وتنأى بنفسها عن الوصاية الأمريكية وقد بان ذلك في خلافاتها حول المسألة العراقية والعدوان المنفرد الذي قادته أمريكا بمؤازرة بريطانيا التابع الذليل لها


استثمر ساركوزي الرئيس الفرنسي الأحداث في ليبيا بعد خروجها عن مسارها الوطني والقومي وأظهرها الإعلام المتصهين كنزاع بين نظام حكم غير ديمقراطي شمولي استبدادي وبين أبناء الشعب الليبي مسلوب الإرادة والحرية والحقوق ، إلى نزاع مسلح بين قوى تلقت الدعم الخارجي وتخوض حربا طاحنة وبمختلف الأسلحة الثقيلة بما فيها الطائرات وتسعى إلى توســـيع نطاقه ليكون شــــاملا وبتدخل اســــتعماري خطير يهدد أمن الأمة العربية في الصميم ، ليقوم بالدور الذي يجعل فرنسا في صدارة القرار الاممي الذي يوفر لها غطاء العودة إلى عهدها الاستعماري الاستبدادي ويمهد الأرضية لها لتشن المزيد من الاعتداءات على دول أخرى تحت ذرائع كاذبة كسابقتها أمريكا راعية الإرهاب الدولي وأسلحة الدمار الشامل الذي بموجبها وبها شنت الحرب الجريمة على العراق غزوا واحتلالا ، ولا ندري لماذا تجاهلت القوى الاستعمارية وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي معاناة الشعب الفلسطيني وبخاصة في قطاع غزة والذي ما زال يدفع ثمنا باهظا جراء سياسة العدوان الصهيونية على الضد من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة فهل كان الدم الفلسطيني الذي سال في أودية القطاع نتيجة العدوان المستمر والحصار الظالم الذي يتعرض له لا يحظى بالقيمة التي يحظى الآخرون أم هو التوظيف السياسي الأعمى لقضايا معينة أهم وأكبر من الشعوب المظلومة حقا" ، إن قرار مجلس الأمن برقم 1973 يشرعن لعدوان جديد بوشر به فعلا على بلد عربي مستقل وذا سيادة كاملة و عضو في الجامعة العربية بموافقة عربية رسمية غبية كان عمرو موسى الرقاص عرابا له كحليفه وأنموذجه حسني الخفيف عندما قاد عملية التجييش على العراق ، وقد خرجت الجامعة العربية على ميثاقها وانساقت وراء إرادات جمع الكفر الصليبيون الجدد لتصبح جسرا لتنفيذ العدوان الجديد ليس على بلد عربي بمفرده بل على الأمة العربية بذرائع كاذبة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وكأن أعضاء الجامعة الذين وافقوا على ذلك القرار السيئ يحترمون حقوق الإنسان في بلدانهم وشعوبهم ترفل بالحرية والعدالة والاحترام البشري الإنساني ولا يتعاملون معهم كعبيد أذلاء بل هم من الدرجات الدنيا بعد الأمراء وأصحاب الصنف الأول ، وكأنهم جاءوا إلى السلطة عبر التداول السلمي للسلطة الذي تفرزه نتائج صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة وليس توريثا أو سلبا"


الروح الاستعمارية كانت وما زالت مستقرة في ضمائر قادة الدول الأوربية وأمريكا التي تفاعلت مع التوجه الفرنسي الساركوزي بمن فيهم أولئك الذين حاولوا استغلال موضوع العدوان على العراق للحصول على مكاسب انتخابية على حساب خصومهم السياسيين منهم باراك اوباما، وأن هؤلاء القادة ليسوا بحاجة إلى أكثر من فرصة عابرة لتأكيد انتمائهم إلى صلب روح الصليبية العدوانية الحاقدة على العروبة والإسلام لما يمثلانه من قيم إنسانية وسماحة وحب للعدالة والمساواة ، التي قادها الزعماء الأوائل لدولهم الذين نشروا قواتهم في معظم أرجاء العالم القديم بحثا عن النفوذ والثروات الطبيعية وأســواق تصريف المنتجات الصناعية ، وليعودوا إلى جوهر سياسة الوصاية الاستعمارية على الأمة العربية والتخطيط لها على الضد من إرادتها وفرض خيارات سياسية عليها بما فيها شكل النظام الدستوري ليس بما يؤمن مصالح الشعب العربي وإنما من أجل ربط الأمة العربية بعجلة الغرب إلى الأبد ، مع تغيير شكلي في الشعارات المعلنة ، فقد أصبح لزاما طرح شعارات جديدة بهدف تسويق الحالة الاستعمارية الجديدة من طرح لشعار الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع واحترام حقوق الإنسان ، ولترتكب وراء هذه الشعارات البراقة أبشع الجرائم ضد الإنسانية والديمقراطية



ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبر على كل من تكبر وتجبر
لـتنتـصر إرادة الأمة العـربية بـصبر وصمود أبـنائها الغيارى
ولتندحر إرادة الشر والعدوان والهيمنة بجهاد الأحرار الأباة

 

 





الاحد١٥ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة