شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تكن التصريحات التي وصفت كركوك بأنها قدس كردستان جديدة وانما اللافت فيها انها جاءت على لسان الرئيس العراقي الذي كان حتى الى وقت قريب يتحاشى الحديث عن عائدية كركوك الى كردستان.


ورغم ان هذا الوصف الجديد لكركوك الذي يؤكد تمسك الاكراد بهذه المدينة المتنازع على هويتها سيزيد الخلاف بين مكوناتها العرب والتركمان من جهة والاكراد من جهة اخرى فأنه وطبقا للتوازنات السياسية وحساسية هذه المدينة وعلاقتها بمستقبل العراق لا يغير من حقيقة ان كركوك مدينة عراقية خالصة ورمز لوحدة العراق ومصير ابناءه.


وان الحديث الذي يتصاعد بين فترة واخرى حول كركوك هو انعكاس للاوضاع المأزومة الذي يعيشها اقليم كردستان بفعل التظاهرات في السليمانية معقل الرئيس العراقي جلال الطالباني ودور حركة كوران المعارضة التي تطالب بأصلاحات جذرية في بنية الاقليم خصوصا محاربة الفساد والبطالة واستخدام المال السياسي في توجيه الاحداث في هذه المنطقة التي تشهد متغيرات كبيرة.


اذا تصريحات طالباني بخصوص كركوك هي بكل الاحوال للاستهلاك المحلي ولامتصاص تداعيات الاحتجاجات في كردستان ومحاولة لتصدير الازمات وابعاد الانظار عما يجري في الاقليم بعد تنامي الاحتجاجات الشعبية في اكثر من مكان في كردستان.


وكركوك التي وصفها نائب الرئيس الامريكي جون بايدن قبل سنوات بأنها قنبلة موقوتة في اشارة الى حساسية وضعها بالنسبة الى العرب والتركمان والاكراد ستبقى قنبلة قابلة للانفجار.


فهذه المدينة يقطنها العرب والتركمان والاكراد عاشت ظروف قاسية وصعبة وتبدلت الاحوال فيها على مدى العقود الماضية غير انها بقيت مدينة عراقية تعكس التعايش الابدي بين المكونات الثلاث تجسد مصيرهم المشترك وخيار التمسك بوحدة الوطن من دون اللجوء الى استغلال الظروف الطارئة التي يعيشها العراق بفعل تداعيات الاحتلال.


فالاحتلال البغيض ساهم في اثارة النعرات الطائفية والعرقية والانفصالية لانه استهدف العراق ارضاً وشعباً وحضاره.

 

من هنا تأتي التصريحات غير المسؤوله التي تعكس نوايا وأهداف هي بكل الاحول لاتنسجم من ارادة العراقيين وتطلعاتهم بوطن موحد ومستقل وغير قابل للقسمة.


وتصريحات طالباني اثارت ردود افعال غاضبه ورافضه لهذا الانحياز والقفز على الحقائق لان رئيس الدولة اياً كانت قومية فأن يعبر عن جميع مكونات شعبه وليس لمكون واحد وبالتالي فأن اي مساس بهوية وعائدية كركوك ينبغي ان يقرره العراقيون وليس جزء منهم والسبب ان كركوك هي مدينة لكل العراقيين وان العرب والتركمان لهم نفس حقوق الاكراد في المدينه ذاتها.


وأذا عدنا الى العقود الماضية فأن الاحصاء السكاني الذي اجراه العهد الملكي في العراق عام 1957 اظهر إن التركمان يمثلون نحو 34 بالمئة من سكان المدينة في حين ان العرب احتلوا المرتبة الثانية بنسبة 31 بالمئه اما الاكراد فقد جاء ترتيبهم الثالث بنسبة 17 بالمئة من سكان كركوك.


واذا اخذنا بنظر الاعتبار المتغيرات السكانية التي طرأت على المدينه منذ ذلك التأريخ ولحد الان نستطيع القول ان الاكراد لايتمتعون بالأغلبية في كركوك.

 

اذا ماهي مصلحة العراق ومستقبله في الحاق محافظة غنية بالنفط بأقليم كردستان من دون ان يأخذ الداعين لذلك بنظر الاعتبار الحقائق الموجودة على الارض.


فالأدعاء والمطالبه شيئ والواقع على الارض يشير الى ان تقرير مصير كركوك وهويتها وعائديتها يقرره العراقيون جميعا وليس طرف واحد وأي خروج عن هذه القاعدة هي خروج عن الثوابت الوطنية التي تؤكد على وحدة التراب الوطني وأشتراطات العيش والمصير المشترك فالعرب والاكراد والتركمان والاقليات الاخرى هم ابناء العراق منهم يتكون هذا البلد وأي مساس بهذه الوحده هو لعب بالنار.



a_ahmed213@yahoo.com

 

 





الخميس١٢ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة