شبكة ذي قار
عـاجـل










هذا الهتاف كثيرا ما تغنى به المواطن العربي خلال منتصف العقد الثالث من القرن الماضي وكانت ترنيمته أكثرا إيقاعا" في الشـــارع العربي في العقد الخامس ولمنتصف العقد الســـــــابع من ذات القرن ، وكانت هناك استجابات ميدانية في الوطن العربي وتمكنت ألامه من الحصول على أكثر من نصر ، لا سيما مع صعود نجم الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ومعه حلم الوطن العربي الموحد وانبثاق الوحدة بين مصر وسوريا ، وتأميم القنال ، أو تحرير العراق من الأحلاف والتبعية بثورة 14 تموز 1958 وصولا إلى الانتفاضة الشــــعبية وقيادة التجربة من قبل الفكر الثوري العربي بثورة 17-30 تموز 1968 وتحقيق التأميم الخالد بالرغم من ما حل بالانجاز حاليا بفعل الغزو والاحتلال في آذار 2003 ، وتحرر الجزائر ، والثورة اليمنية وصولا إلى الوحدة لأرض اليمن السعيد واضمحلال التواجد البريطاني في الخليج ومتغيرات أخرى ذا أهمية كان من أبرزها النصر العراقي في حرب ثمان سنوات لإسقاط الشعار التوسعي العدواني الذي رفعه النظام الإيراني القديم الجديد بتصدير الثورة الإسلامية من اجل احتواء ألامه العربية والتدخل بشأنها الداخلي ، ويرى خبراء إن الأحداث الجارية اليوم غير مسبوقة من نواح عدة ويقول المؤرخ جورج قرم صاحب كتاب حول تاريخ الشرق الأوسط، إن ما يميز الانتفاضات الحالية إنها تضم كل الطبقات الاجتماعية وكل الأعمار ، من دون أي شعار عقائدي أو حزبي تعتمد لغة واضحة جدا ، العقد الأخير من القرن الماضي شهد حراك شعبي في أكثر من قطر عربي استجابة لحاجة ألامه العربية لإسقاط ما علق بها من مسميات ومصطلحات أثرت على البنية التحررية للإنسان العربي ومنها ما يوسمها بالتخلف والتطرف والخضوع ، يقابله تحريك مخطط له من ذات القوى المعادية للامه لغرض سلب الإرادة وجعل ألامه في حاله من الضياع والانكفاء والانزواء ضمن حركة العالم ومن ثم استسلام أبنائها لهجمة العولمة لينتموا وبدون هوية إلى الواقع الذي يجب أن يكون سائرا ودائرا في فلك قوى الامبريالية والصهيونية العالمية التي تجســــــــدها إدارة إمبراطورية الشـــــــــر أمريكا من خلال فرض الأمر الواقع لنظرية الفوضى ألخلاقه وانعكاســـــاتها على حزمة البناء الاجتماعي الوطني الأمني للأمة ، ولو تأملنا بقول المرحوم المفكر سـمير قصير ، المناضل من اجل نشــــر الديمقراطية في الوطن العربي ، العام 2004 قبل حوالي سنة من اغتياله في بيروت ( لا خير في أن تكون عربيا هذه الأيام ) لوجدنا عمق المرارة التي أوجدتها جملة الهزائم ومنها حرب التحريك عام 1973 وزيارة السادات للقدس المحتلة واتفاقية كامب ديفيد والاتفاق الأردني الصهيوني وانهيار المنظومة العربية أمام جمع الكفر العازم على قتل العراق وشعبه عام 1991 بالعدوان الثلاثيني الذي يعد الحرب الكونية الثالثة التي كان طرفها جمع الكفر والمتخاذلين يقابلهم الإيمان الذي جسده العراق وقيادته الوطنية القومية ، والدور المأساوي الذي لعبه حسني الخفيف ومن ناصره من الحكام الساجدين لأسيادهم دون عز ، وها هو اليوم يعاد الموقف المأساوي عرابه عمرو موسى البديل لحسني الخفيف والحكام الذين يريدون مكافئتهم بالبقاء على كرسي الذل والهوان ومن هم امتلكتهم الصهيونية العالمية ليعطوا الموافقة لتجيش الجيوش ومن على الأرض العربية وبمشاركة العرب كي يؤد الأمل العربي كما وئدوه بقرار الجامعة العربية والحقيقة التي أسئل الله أن لا أكون متماديا مجحفا إن قلت الجامعة العبرية لأنها تقتل العرب بخنجر يوصف كونه عربي وحقيقته كقناة الجزيرة والعربية عفوا العبرية ، والعنفوان الذي لابد منه كي تحصل ألامه على حقوقها ويهزم كل الخونة والمرتدين والمتصيدين بالماء العكر ، أوالكبوات التي تعرضت لها ألامه العربية والتي حذر منها القائد الشهيد صدام حسين إن تمكن العدوان من العراق الذي يشكل القوة العربية التي تجعل ألامه في مأمن من التشرذم والتفكك الوطن العربي سوف يشهد متغيرات إفرازاتها ستكون مؤذية للامه إن لم يتم احتواء ما يراد للامه


ما توجس أحد في العالم مما جرى بالانتفاضة الشعبية في تونس الخضراء ومصر الكنانة ما ظهر منه وبطن غليا" في الأوساط الشعبية وخاصة المحرومين من ابسط الحقوق ، كما توجس الكيان الصهيوني إن كان على مســــتوى حاكمين وخارج السلطة الصهيونية في فلســــــطين المحتلة معتدلين ومتطرفين ، ويمينيين ويســاريين ووسطا و بإيجاز كما يوصفون بالحمائم والصقور وحجتهم جميعا في هذا القلق أن الذي يجري الآن ما جرى مثله منذ أزمنة ســـحيقة في الوطن العربي ، وقد كان الانطباع الأول لدى الدوائر المعنية بتحليل الأحداث أن الثورة المصرية هي مثل ((الثورة الإيرانية عام 1979 )) فهي تتميز بالشعبية الجارفة ، وهي تريد اقتلاع نظام الحكم من الأساس ، والذين سيصلون للسلطة هم من الإسلاميين المتشددين (( جماعة الإخوان المسلمين )) أما الشعبية الجارفة فقد كانت هناك شواهد عليها من الانتشار الواسع والواسع جدا والإصرار على البقاء بروحية الاقتحام والتجدد والرفض لكل شكل من أشكال الأنظمة التي باتت جاثمة على صدور العرب والتي هي صمام الأمان لبقاء الكيان الصهيوني وآليته في الحياة والتمدد وخير دليل على ذلك مبادرة السلام السعودية التي مررها حكام العرب بمؤتمرهم في بيروت وأكدوه بما تلاه وتحرك حاكم قطر المعلن منها والمخفي


نجحت الانتفاضات المتتالية في كسر الانطباع السائد عن الشعب العربي الذي يكاد يكون لسان العرب واحدا اليوم أنا عربي وافتخر ويمكنني أن أسير مرفوع الرأس ومنذ سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ومن بعده الرئيس المصري حسني مبارك ، وانتشار الانتفاضات وحركات الاحتجاج على القمع والفساد يجاهر ألاف الأشــــــخاص على صفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من تونــــس إلى العراق البوابة الشــــــــــرقية للوطن العربي الكبير بعروبتهم وبحماســــــــهم للتغيير الذي يشـــــــــق طريقه في الوطن على أن يكون سلميا يؤمن بوحدة التراب والمجتمع رافضا للتدخل الخارجي والأجندة التي يراد منها احتواء صحوة ألامه العرب ، أوقفتني عبارة كتبت بصفحة المواطن كريم سـيف على موقع فيسبوك بعنوان أنا عربي (( ولدت في تونس و ترعرعت في مصر و ضحيت بدمي لليبيا ، سأكبر في الوطن العربي حتى أصل إلى فلسطين ، واسمي حرية )) لأنها تعبر بصدق عن معنى وحدة الروح والتفكير والفعل العربي لدى الجيل الذي أفرزته إرهاصات الأمل الأتي والمســـــتقبل المنشود ، وانتشـــــــــــر التواصل لهدف واحد هو دعم الثورات العربية التي توصلنا إلى الثورة العربية الكبرى ، أما ما حصل ويتوقع حصوله تونــس ، مصر ، ليبيا ، البحرين ، اليمن لبنان، المغرب والسودان ، ولبنان لإسقاط الهيكلية الطائفية التي تشكل مؤسسة النظام و كل الدول العربية وبلغ عدد المنتسبين إلى هذه الصفحة أكثر من ثلاثة ألاف ، وتوجد عشــــرات الصفحات التي تحمل الاسم نفسه انضم إليها ألاف الشـــــــبان والشـــــابات بالإضافة إلى صفحات بعنوان أنا عربي وافتخر ، إحداها بلغ عدد أصدقائها أكثر من 12 ألفا ، وصفحة بعنوان عالم عربي واحد ، وأخرى جميعا من اجل عالم عربي متحد ، ومن أجل ليبيا ، وثوار العراق ، وحركة ثوار بغداد ، وحركة نصرت العراق وغيرها ، تحولنا من وطن عربي صامت يوصف شـــــــــعبه بالاســــــتكانة والذل إلى وطن متحرك يتحدث العالم كله عن ثوراته اليوم ، جيلنا اثبت للعالم انه ليس جيلا تافها وســــــخيفا بل جيلا صانعا ومغيرا"، لتحقيق الثورة الشـــــاملة ســياســــــيا"واجتماعيا" واقتصاديا" وفكريا"



له تابع رجاءا"

 

 





الاربعاء١١ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة