شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة جماهير العراق والموقف الدولي مما يحدث في الوطن العربي

 

إبتداءً أقدم لكل شعب العراق التهاني الحارة بنجاح ثورة جماهيره السلمية التي كنا ننتظرها منذ أن بدأت المقاومة المسلحة ، في اللحضات الأولى من إحتلال بغداد ، لأن في تفاعل الثورتين، الجماهيرية السلمية والمسلحة ، سيتم الإنهاءً الكامل للإحتلالين الأمريكي والإيراني وعملاءهما المزدوجي الولاء الذين نصبهم هذا الإحتلال حكاماً على شعب العراق العظيم .

 

وبعد كل ماحققته ثورة الجماهير من إنتصار شعب العراق على حكومة الإحتلال التي يترأسها بيّاع الخرز والمحابس جواد المالكي الذي جاء إلى رئاسة الحكومة العراقية للمرة الثانية بعد أن قبّل بسطال الجندي الأمريكي وقدم كل الولاء لعمامة الولي الفقيه القابع في طهران ، والذي أوعد وليه هذا ؛ بأنه سيقدم له العراق بكل ما فيه على طبق من ذهب ، ليكون جزءً من امبراطورية  مجوس الفرس ( لا سامح الله). وبعد كل إجراءات القمع وجرائم القتل التي قامت بها قوات هذا المجرم بحق إنتفاضة هذه الجماهير والتي سقط فيها مئات الشهداء والجرحى ، نجد أن أجهزة الإعلام العربية والدولية قد تجاهلتها وراحت تردد الأكاذيب لتهويل الأخبار المُعادية للأنظمة التي تريد امريكيا والصهيونية العالمية إزاحتها لتُعيد ما فشلت من تحقيقه في العراق وأنهزمت أمام وعي أبناء الرافدين وضربات أبطال مقاومته الباسلة التي هزمته ليترك العراق للجواسيس الفاشلين من هواة جمع الجناسي الأجنبية بهدف خدمة اعداء العراق ولبيعه لمن يدفع لهم الأكثر . وهم بكل الأحوال سيسلمونها بالنهاية لمجوس الفرس ودولة ولي الشيطان القابع في طهران .

 

إن من يتذكر كيف حضّرت امريكيا لإحتلال العراق وتأتي بهذه البلوى عليه ، والتي كانت من نتائجها الأخيرة هذا الذي نراه اليوم من جرائم يرتكبها المالكي من مجازر بشرية بحق الشعب الذي خرج في جمعة الغضب ليطالب بحقه في الحياة الحرّة الكريمة ، يجد نفس صورتها في الشمال الأفريقي ( ليبيا ) وجنوب غرب الجزيرة العربية ( اليمن ) .. ونتناول اليوم الحملة  الشعواء التي تشنها أمريكيا والدول الأوربية على النظام الليبي بعد أن حركت أعوانها الذين كانوا يتسكعون في الدول الأوربية وبعض دول الأنظمة العربية المتواطئة مع العدو الصهيو امريكي الفارسي ، ينتظرون الفرصة السانخة لخيانة وطنهم ليبيا تماماً كما فعل خونة العراق الذين جاءوا للعراق على ظهر الدبابات الامريكية ليساعدوا الأمريكان والصهاينة وإيران في تفتيت العراق الى دويلات صغيرة وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد القاضي بتفتيت الأقطار العربية الأخرى الى دويلات صغيرة ليتمكن الكيان الصهيوني من احتلالها وضمها الى كيانه ، وكيف لا وقد تحركت إحدى القطع البحرية البريطانية نحو بنغازي بطلب هؤلاء القادمين الذين يريدون إسقاط النظام الليبي الراهن ، وقد بلغ الحد بعمالة أحدهم في معرض دفاعه عما أسماه قيادة الثورة ضد نظام معمر القذافي إنهم لم يطلبوا المعاونة العسكرية من الغرب بل طلبوها بشكل محدود لايتعدا تقييد حركة القوة الجوية الليبية بقوة جوية غربية تماماً كما حصل للعراق قبل إحتلاله حينما فرضت أمريكا حضر الطيران على حتى الطيران المدني تحت خط العرض 32 وفوق خط العرض 36 عن طريق طلعات طائراتها المقاتلة من قواعدها في الكويت والخليج العربي وقواعدها في تركيا ، وبتحديدها هذين الخطين تكون أمريكيا قد مهدت كما صور لها عملاءها الطريق لتقسيم العراق الثلاث دويلات حقيرة ( شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية في الشمال ) . ولابد لنا أن نذكر هنا ، ومهما كان الموقف السياسي للحركة الثورية العربية من النظام الليبي وبغض النظر عما تنقله وسائل الإعلام ( وأكثرها تتكلم وفق خلفيات امريكية صهيونية ، وبما يسمح لامريكا التدخل في الشؤون الداخلية للقطر الليبي ) ، فإن أمريكيا قد هيئت الأجواء العالمية لأحتلال القطرالعربي الليبي ، كما فعلت ذلك مع العراق ، للأسباب التالية :-

 

1 ) وهو الأهم ، ويتمثل في أن أمريكيا ، بعد أن خسرت نظامي القطرين التونسي والمصري العميلين لها وللكيان الصهيوني ، قررت أن تحتل القطر الليبي ، فهيأت كل الظروف المواتية لذلك  معتمدة كالعادة على عملاءها الذين ضخموا بعض الأخطاء التي وقعت في عهد الرئيس معمر القذافي ، دافعين ابناء القطر لمتاهات الصراعات القبلية التي قد تؤدي الى تقسيم القطر الليبي إلى دويلات قزمة وفق مايريده الصهاينة من خارطة هزيلة لشرق أوسط جديد . ونحن هنا ندعوا المخلصين من أبناء ليبيا ، وكذا الأمر بالنسبة للحكومة الليبية ، تفويت الفرصة على أمريكية وعملاءها ، وذلك بالجلوس للتفاوض وبالإتجاه الذي يخدم حرية بلدهم ونموه وتطوره وقطع الطريق أمام الخبث الأمريكي الصهيوني وعملاءهم .. أن وجود امريكيا في ليبيا سيكون ضاغطا ًعلى النظامين العربيين الجديدين في كل من مصر وتونس إن هما وقفا ضد ماسيتخذه هذين النظامين من مواقف ضد الكيان الصهيوني والأطماع الإستعمارية في المنطقة العربية . وفي حالة الإحتلال أمريكي للقطر الليبي ( لا سمح الله ) فإن قاعدة هويلس الأمريكية التي كانت السبب في تحجيم القوة الجوية المصرية وخسارة مصر حربها مع الكيان الصهيوني في عام 1967 ،  ستعود لإداء دورها المعادي لمصر وكل المنطقة إن هي اتخذت موقفاً معاد للكيان الصهيوني وفيه إتجاه لتحرير فلسطين ..

 

2 ) السيطرة الكاملة للمخزون النفطي في باطن الأرض الليبية .. وقد بدأت أمريكية بتشجيع توجهات الصراع السياسي الراهن داخل القطر الليبي إلى التشرذم في إطار الإقليمية التي تعتمد توزيع الحقول النفطية فيما بينها ، ما بين بنغازي شرقاً وباقي المدن الليبية غرباً ( وحسب ما تناقلته وكالات الأنباء بهذا الصدد ) ، ليُسهّل لها ذلك ، وعن طريق من ستنصبه من عملاءها كحكام لهذه الأقاليم ، نهب هذا النفط بلاعدادات كما هو الحال الآن قي العراق ، علماً أن هذه الأقاليم ستكون مشروعاً لتقسيم القطر الليبي الى دويلات حقيرة ، كما جرى ويجري اليوم في العراق بعد إحتلاله ، ولكنهم فشلوا وسيفشلون بإذن الله تعالى امام وعي ووحدة ابناء الرافدين وعزيمة وإصرار مقاومتهم المسلحة الباسلة التي جعلت من أمريكا ( العظمى ) مضحكة أمام العالم .

 

3 ) إن مجاورة ليبيا للقطر السوداني من ناحية إقليم دارفور الذي يسعى الكيان الصهيوني وأمريكيا لفصله عن السودان ، في إطار تنفيذهما المشروع القاضي بتفتيت الأقطار العربية إلى كيانات صغيرة ، وبضمن ذلك القطر الليبي ذاته وبإطار الخطة لتنفيذ مشروعهما الخبيث الشرق أوسط الجديد ..

 

الإعلام المعادي للأمة

 

من غير المعتاد أن نتكلم عن عداء الإعلام الأوربي والأمريكي في هذا الباب لأنه يتبع الدولة التي ينتمي لها إلا ما ندر منها ، ولكننا نتكلم عن الإعلام العربي المتصهين الذي دُربت كوادره على أن تركب موجة الحقيقة لتصنع لها مكانٌ تستطيع من خلاله التضليل في مكان آخر مرسوم لها لتؤديه على صعيد المستقبل ، كما هو الحال بالنسبة لقناة الجزيرة في إندفاعها غير الإعتيادي لثورة جماهير مصر . فهي في الوقت الذي إندفعت فيه بالإتجاه الذي يدعو الى إسقاط نظام حسني مبارك كانت تروج الدعاية لبعض من الأشخاص الذين كانت لهم مواقف خيانية للقضايا العربية وخصوصاً من قضية الأحتلال للعراق ومن النظام الذي صنعه الإحتلال فيه والذي نصب فيه الجواسيس الذين أداروا الحكم فيه تحت ظل ديمقراطية الدم والإنفجارات والإغتيالات التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى خلال سنوات الإحتلال . ومن هؤلاء الأشخاص محمد البرادعي وعمر موسى .. إننا حينما نتكلم عن بعض القنوات الأخبارية لابد أن نسمي البعض منها لالإتهامها بالخيانة بل ندعوها إلى أن تتحرى الحقيقة عما تذيعه لأن الخبر المذاع منها يحمل دائماً فعلاً مستقبلياً له علاقة أكيدة بمستقبل الأمة التي هي الآن بحاجة لكتابة وتنفيذ مستقبلها التحرري ، الذي يكون فيه تحرير فلسطين هو المحور الأساسي في ذلك . ومن الشروط الأساسية لتبرءة ذمة أي وسيلة إعلام أو قناة فضائية ، وبالأخص منها العراقية ، من العمالة للصهيونية والإحتلال الأمريكي الفارسي للعراق ؛ هي في عدم غمط حق النظام الوطني الذي سبق الإحتلال . فإن لم يكن هذا النظام على حق فلماذا جاءت أساطيل امريكيا وكل الدول الإستعمارية من أقاصي الدنيا لتقضي عليه .. !!!!؟؟؟؟ .. أهو حباً لشعب العراق الذي أذاقه الإحتلال علقم المئاسي عن طريق عملاءه الذين جاءوا على ظهر دباباته ، بعد أن قتل منه أكثر من مليوني شهيد , ورمّل ويتّم وهجّر الملايين من النساء والأطفال .. !!!؟؟؟ .

 

وبعد كل ماتقدم لا بد من أن يكون المستمع والقاريء والمشاهد العربي منتبهاً كي لا ينجر وراء ماتذهب إليه بعض الفضائيات من التي يمتلكها ويديرها أفراد ماسونيون أغواهم الشيطان ليكونوا اساتذة كبار في ( علم ) التضليل .   

 

الخاتمة

في الختام أدعو الله عز وجل ان يديم ثورة شباب العراق لتلتقي مع ثورتهم المسلحة التي عجّزت قوات الأحتلال الأمريكي وهشمت فيه كبرياء العظمة . وما هو إلا القليل صبر حتى يخرج من العراق الى غير رجعة إن شاء الله تعالى ولينهزم وراءه كل العملاء تلاحقهم لعنة الله والتأريخ .. ورحم الله الأكرم منا جميعاً شهداءنا وشهداء أمتينا العربية والإسلامية .. والله من وراء القصد ..

 

 





الجمعة٠٦ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة