شبكة ذي قار
عـاجـل










لاشك أن الثورات والاحتجاجات الشعبية في جميع أقطار الوطن العربي سببها المباشر (محمد بوعزيزي) مع أنها عقود متراكمة من الظلم والقمع والفساد والقهر ، والأصل في جميع الصور أنها باحثة عن الكرامة الوطنية قبل أي شيء وليس الفقر وحده، وفي الموروث العربي الفقر ليس عيباً بل هو قدر يرضخ له المواطن إيمانياً والتمرد على الفقر يكون بوجوب الأسباب وهي الفساد والقهر الناتج عن سرقة ثروات الأمة، فلو كانت العدالة الاجتماعية هي مبدأ التعامل وأساس الإصلاح والبرامج التنموية كافة ما تحدث أحد عن الفقر ألا أن السلطة الرسمية العربية تشجع الفساد وجعلت من الرشوة والمحسوبية مبدأ التعامل وذلك لوجود تحالف في منظومة الحكم نشأت بين الفاسدين والمستبدين وهذا الحلف ربط مصير بقائه في الحكم بالاستعمار ليستفيد من نهب الثروات لزيادة حجم حساباتهم المنهوبة ويغذي عقده النفسية المختلفة التي تشكل حالت الاستبداد الموجودة في كل الأقطار العربية.


الفساد والاستبداد هما وجه الحكم وخيانة الأمة والعمالة للمستعمر هي الشرعية التي يستقوي بها نظام الحكم مبرراً وجوده.
وأمام الحراك الشعبي سرعان ما تظهر حقيقية الأنظمة أنها عروش من ورق .
وكل ما يحدث في الوطن العربي هو صورة واحدة تنتقل من قطر إلى قطر الهتاف موحد و المطالب واحده و لم يغيب الهم القومي عنها فهي مطلبيه اجتماعية وقومية تحررية.


السلطة الرسمية لم تستطع التعامل مع مطالب الجماهير والسبب أنها تتناقض مع أساليب الحكم فلا إصلاح بوجود الفاسد و المفسد ولا كرامة وطنية بوجود الخائن، ولهذا تتطور مطالب الجماهير ويرتفع سقفها من إصلاح إلى إسقاط منظومة حكم.


بتكرار النضال اليومي تصنع الثورة الهادفة للتغير والإصلاح والتكرار عمل يخص النخبة السياسية في المجتمع، والتكرار يكون بالنضال اليومي ليس على الصعيد السياسي فحسب بل حتى لقضايا الخدمات اليومية التي تمس المواطن بصورة مباشرة.


وفي حال بدأ الحراك للثورة الشاملة يجب أن يتم التركيز على الهدف الأسمى في الشعار المطروح ثورة تغير وإصلاح وعدم الانجرار خلف مطالب تخص فئة أو منطقة دون الأخرى .


وبعد نجاح الثورة لابد أن يبقى التركيز منصب على تطبيق برنامج الثورة المتمثل بالعدالة الاجتماعية.
أن العمل على القضايا اليومية التي تخص فئة دون الأخرى يسهم بتقويض الحراك الثوري في حال اندلاع الثورة أو تمكنها.


وفي الأردن كما هو الحراك في باقي أقطار الوطن العربي يشهد عملية صعود وهبوط في شكل الحراك والسبب يرجع بالأساس لعدم التنسيق وضياع الجهد في المحافظات التي تشكل رافعة العمل بالنسبة للعاصمة كونها أداة التغير الأول.


فالثورة حتى وان اندلعت في جميع المحافظات والمناطق تبقى الأنظار دائماً موجه نحو المركز فهو صاحب الخطوة الأولى بالتغير مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحراك في المدن والأرياف والبوادي لابد أن يستمر وبزخم ليكون الامتداد الحقيقي للفعل النضالي الهادف للتغير والإصلاح .


أن تنسيق الجهد في الأردن تحت مسمى المطالبة الوطنية وتحديد يوم غضب في جميع مدن الأردن ليكون بداية الحراك الحقيقي وخاصة أن السلطة لا تنوي أن تغير شيء وكل ما فعلته للان هو إطلاقها للشعارات وتنوي من خلال طرحها الحوار الوطني أن تقوم أولا بتجزئة الحراك إلى دوائر فتضيع المطالبة الوطنية الموحدة بالتغير والإصلاح والعدالة الاجتماعية لينكفئ الجميع وحسب مدنهم لمطالبات تخص فئة دون الأخرى .


وبعد توحيد الجهد في جميع المدن الأردنية وتشكيل هيئة عليا لقيادة الحراك ضمن مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية موحدة لن يكون حلم إذا تم بناء جبهة على مستوى الوطن العربي وبخاصة في الأقطار التي تشهد حراك ثوري لتكون هناك مطالبات قومية موحدة مع المطالبات الخاصة بكل مجتمع عربي .
نستطيع أن نجعل من الحلم حقيقية، وطريق الثورة القومية الشاملة أسهل مما قد يصورها لنا البعض، هي الخطوة الأولى وقطرة الدم الأولى.



00962795528147
Etehad_jo@yahoo.com

 

 





الاثنين٢٥ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الصباحين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة