شبكة ذي قار
عـاجـل










سأضع قراءتي في نقاط محددة لكي أحقق هدف القراءة في أن تكون مكثّفة ومصوّبة نحو أهدافها مباشرة :


أولا": انحسار نفوذ الحوزة ومراجعها وخاصة المراجع المعروفين بكونهم عجم أو مرتبطين بالمنهج الفارسي. وبرزت أيضا طائفتين من المعممين واحدة طالبت بعدم التظاهر وعملت بوسائل مختلفة لمنع الناس من التظاهر ووفرت الأرضية التي ارتكزت عليها خطب المالكي وكلماته المتلفزة ويقف في مقدمة هؤلاء مهدي اصفي الإيراني الجنسية وهو ليس رجل دين، بل ضابط مخابرات في جهاز السافك الشاهنشاه وأحد أزلام نظام ولاية الفقيه وصفته الحقيقية هي ممثل فيلق القدس في النجف, وفريق آخر منهم فاضل البديري والحسني وقاسم الطائي ممن دعموا التظاهرات. من مصلحة العراق أن تتعمق الفجوة بين المعممين للإجهاز على الاحتلال الإيراني المجرم لبلدنا.


ثانيا": سقط والى الأبد ادعاء النظام الديمقراطي ليس ككذبة داخلية، بل وعلى مستوى العالم. الديمقراطية منهج وأدوات وتطبيقات عملية، ومن العبث القول بأن النظام ديمقراطي في نواياه وغير ديمقراطي في أدواته وتطبيقاته. سقط قناع الديمقراطية في أول مواجهة حقيقة بين مصدر السلطة في المنهج الديمقراطي وهو الشعب وبين الأداة التي ادعت بأنها تطبق المنهج. لقد مارست سلطة الاحتلال أساليب لا عد ولا حصر لها تقع بين الترغيب والترهيب واستخدام المال لشراء الذمم وصولا إلى استخدام الرصاص الحي ضد تظاهرات الشعب المطالبة بطرد الاحتلال و ذهاب الحكومة التي اثبت الشعب أنها فاسدة. أميركا التي تحمي القردة الخاسئين المنفذين لعمليتها المخابراتية أول من يدرك إن قردتها قد سقطوا في أول جولة ممارسة حقيقية يظهر فيها المنهج والتطبيق الديمقراطي وعليها أن تتدبر أمرها قبل مزيد من الخسائر البشرية والمادية والاعتبارية التي تبين الآن إنها لم تجدي نفعا في تطويع العراق والعراقيين.


ثالثا": أثبتت ثورة شعبنا في يومها الأول ما كنّا نسوقه في حواراتنا وكتاباتنا وما يصدر من بيانات عن حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي _ قيادة قطر العراق ومقاومته وشركاءه في المقاومة الباسلة من وطنيين وقوميين وإسلاميين من أن الانتخابات تحت الاحتلال باطلة والانتخابات تحت الاحتلال مزوّرة والانتخابات تحت الاحتلال لا تمثل إرادة الشعب الحقيقية. لو كانت الانتخابات شرعية ونزيهة وغير مزوّرة لما ثار الشعب على الحكومة التي أنجبتها هذه الممارسة الخطلة المريضة, سقوط الانتخابات هو بسمار آخر يدق في نعش الديمقراطية التي يدعيها الاحتلال وقردته الخاسئين.


رابعا": أثبتت الثورة إن المالكي وحكومته قاصرين في فهم حركة شعبنا السياسية وإنهم يخوضون في الوهم والتحليلات القاصرة وإنهم أميون في إدراك مكنون الإرادة الوطنية العراقية والقوى السياسية التي تفعل فعلها في تشكيل هذه الإرادة وفي تحريكها وفي تحشيد الشعب على مضامينها ومراميها. وأثبتت الانتفاضة الباسلة إن المالكي وحكومته وبرلمانه متهالك ورخيص ويمكن أن يندفع اندفاعات هوجاء غير محسوبة العواقب أدبيا وأخلاقيا وسياسيا.


خامسا": أسقطت التظاهرات حكومة الاحتلال في تناقضات صارخة سواءا في السياسات أو المواقف. وهي بذلك كشفت عمق الهوة الفاصلة بين مكونات الطائفية السياسية الفارسية الصفوية بأركانها المعروفة وبين الشق الطائفي النفعي الخائن المقابل للطائفية السياسية السنية فضلا عن التناقضات الخطيرة في داخل كلا الجسدين الطارئين على وطننا وشعبنا. كما أثبتت الثورة إن معانات شعبنا واحدة في شماله ووسطه وجنوبه رغم الادعاء بان تجربة الفيدرالية في الشمال بأنها نجاح شامل !!.


سادسا": أمس عرف كل العراقيين سبب تجنيد ما يربو على مليون شرطي في حكومة الاحتلال بعد أن طرش الخونة والعملاء آذان شعبنا في هجومهم على الأعداد المليونية لجيش العراق الوطني في الأيام الأولى التي تلت الغزو المجرم وكجزء من برنامج التبشيع والشيطنة التي مارستها أجهزة الإعلام وأدواتها الرخيصة من خونة العراق وأرانب اللهاث خلف دبابات الغزاة. الآن أدرك شعبنا إن هذه الشرطة التي لم تتمكن من إيقاف التدهور الأمني ولا إيقاف اللصوصية والنهب والسلب ولم تتمكن من إيقاف موت شعبنا بالتفجيرات الإرهابية إنما شكلت وأنفقت عليها مليارات الدولارات من ثروات شعبنا قد أعدت للحظة المواجهة المرتقية بين الشعب وبين حكام الغفلة الديمقراطيون إلى النخاع. أعدت الشرطة المليونية لتقف حاجزا يستخدم الرصاص الحي والغازات السامة والمسيلة للدموع لحماية المنطقة الخضراء التي يختبئ فيها عتاولة الحكم تحت بسطال المارينز وسفارات دول الغزو والاحتلال الأمريكي والإيراني والبريطاني. أريد أن أقول جازما إن حكام الاحتلال كانوا يدركون ومتيقنين إن شعبنا سيثور عليهم.... ليس لأنهم فاشلون ولصوص، بل واهم من ذلك لأنهم خانوا العراق ودمروه.


سابعا": أثبتت الثورة إن القوى الوطنية العراقية التي هيئت وقادت التظاهرات الشعبية هي قوى ناضجة وحكيمة ولا تستفز ولا تفكر بأفق ضيق بل تضع مصلحة الوطن فوق أسماءها وفوق رموزها. وخيبت ظنون الحكومة ورئيسها المرتجف حين جعلت من التظاهرات سلمية بالمطلق وهتافها الأساس هتاف عراقي وطني لا فئوي ولا حزبي ولا عرقي. لقد أسقطت قوانا الوطنية المناضلة والمجاهدة المالكي وحكومته في سوء التقدير وفضحت جهله وأميته وسطحيته وسذاجته. وبرهنت إن شعبنا واحد بكل طيفه الاجتماعي العريق ووطننا واحد رغم أنف الغزاة والمستعمرين ومنهج دولة ولاية الفقه المجرمة.


ثامنا": من حصاد الثورة العراقية في يوم انطلاقتها المباركة إنها سقت ثرى العراق من السليمانية إلى البصرة بالدم الطهور ليكون عربون الاستمرار ومهماز التصعيد حتى التحرير وخسر المالكي والعملاء خسارات مركبة.


تاسعا": سقط الادعاء بحرية الإعلام لان حكومة المالكي قتلت واعتقلت الصحفيين ومنعتهم من التغطية وأقفلت العراق على التغطية الفضائية بالكامل واستخدمت شركات الهاتف الخلوي للتجسس على الاتصالات ومنها اتصالات الصحفيين واستخدم بعضها لمتابعة وملاحقة هؤلاء الصحفيين والإعلاميين. إن سقوط الادعاء بحرية الإعلام هو الآخر يفند الادعاء بالديمقراطية وان التعتيم والملاحقة التي مارستها حكومة الاحتلال في هذا المجال قد فاقت أعتى أنظمة الطغيان والتعسف والاضطهاد في العالم.


عاشرا": كانت مبادرة الفصائل المقاومة لإيقاف عملها العسكري طعنة جسورة في قلب التلفيق والرياء الاحتلالي والحكومي وإسقاط بيده في بعض تدابيره الخبيثة الإجرامية لتفجير المتظاهرين وقصفهم من مناطق قريبة.


هذا تقييم أولي ومتواضع قد يفيد الثوار وهذا هو هدفه الأول ونأمل أن يتم التأسيس عليه لمزيد من الرؤى والفهم الذي يعزز ثورة شعبنا ويفيد في الأيام القادمة من أيام ثورة التحرير الناجز بأذن الله. الله اكبر والنصر لشعبنا العظيم ولعراقنا الصابر المحتسب.


aarabnation@yahoo.com

 

 

 





السبت٢٣ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة