شبكة ذي قار
عـاجـل










ونحن نتحدث عن غضبي الشعبين التونسي والمصري وثورتيهما ونشيد بهما وبافرزاتهما، ينبغي علينا أن نقف باعتزاز ونسجل للتاريخ ونذكّر العالم بأنّ العراقيين كانوا ومازالوا أول الغاضبين .. وغضبهم كان أكثر نبلاّ وأرفع مكانة وأكثر قدسيةً.


بعد أيام معدودة على دخول القوات الأمريكية الأراضي العراقية واحتلالها بغداد في التاسع من نيسان المشؤوم، وقتها، غضب شباب العراق غضبتهم النبيلة التي أفرزت تشكيل المقاومة العراقية البطلة التي أذاقت القوات الأمريكية وعملائها شر الهزيمة وأوقعت في صفوفها الآلاف القتلى والجرحى، حتى قدر المختصون أن ما خسرته القوات الأمريكية على يد العراقيين يفوق ما خسرته إسرائيل في جميع حروبها مع العرب.


شباب العراق الذين غضبوا غضبة صدق ويقين وإيمان وأدركوا أن الغضب الحقيقي والصادق والنبيل يكمن في الدفاع عن الوطن السليب والمحتل بالمقاومة المسلحة أولا وأثبتوا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فقاتلوا قتالاً عزّ نظيره وأبلوا بلاءً حسناً فمنهم من أعتقل ومنهم من أستشهد ومنهم من مازال يقاوم ويقاتل.


في 2003، ومع دخول القوات الأمريكية الأراضي العراقية مصطحبةً معها عشرات الخونة والمجرمين وقطاع الطرق ممن سموا أنفسهم بالمعارضة العراقية لتنصبهم على رقاب العراقيين ويكونوا خنجراً مسموماً ينحر جسد العراقيين كل يوم – منذ ذلك الوقت، كان يفترض أن يغضب كل عراقي شريف ويثور، وكان يجب أن يعي بأنّ من استعان بقوة عسكرية أجنبية وبدباباتها وأساطيلها، ومن لفق التبريرات لغزو وطنه – لا يمكن أن يكون أميناً وحريصاً على حياة الشعب وعلى مصيره، على الرغم من أن العراقيين لم يقصروا أبداً في احتضان مقاومتهم الباسلة ودعمها.


منذ ذلك الحين، أي في 2003، أو 2004 أو بعد سنتين أو ثلاث كان يفترض أن يغضب من لم يغضب في حينه وكان عليه أن يثور في وجه النصابين والسراق والعملاء  .. لكن لماذا لم يغضب أو يثور ولماذا سكتنا هذه السنوات كلها على ظلم هؤلاء الذين نصبتهم أمريكا وبطشهم بنا وجرائمهم التي ارتكبوها ضدنا فجزوا رقابنا ونحروا شبابنا بالسيارات المفخخة تارة، وتارة بالأحزمة الناسفة وأخرى بالاغتيالات وتارة بالاعتقالات والاختطاف.


ثمانٍ سنوات وبعض من شباب العراق الأبي غاضب – الغضب المقدس، يقاوم ويقارع الاستعمار الأمريكي بشتى الوسائل، يزرع عبوة ناسفة، يطلق صاروخاً جوياً، يقنص من يجده أمامه من جنود الاحتلال، يدخل في اشتباك مسلح، أو يبتكر سلاحاً يدوخ به العدو ..


غضب العراقيين أنبل، وغضب العراقيين يجب أن يكون حالة خاصة وفريدة ونموذجاً يحتذى به لأن العراق بلد احتلت أرضه، وسلبت ثرواته، ودمرّ بنيانه، وانتهك عرضه .. ولأن العراق تحكمه شلة مجرمين تسببوا في غزوه ونهبه وتدميره وقتل الآلاف وتشريد الملايين.


لذلك يجب أن يكون غضب العراقيين مختلفاً تماماً، مختلفاً عن غضب المصريين كون مصر لم تكن بلداً محتلاً، ورئيسها، وأن كان عميلاً لأمريكا، لكنه لم يكن منصباً من قبلها، ومختلفاً عن غضب التونسيين، واللبيين ..


إذا كان المصري غضب فخرج إلى الشارع وتظاهر واعتصم، فالعراقي يجب أيضا أن يتظاهر ويعتصم ويتوعد ويهدد وينضم إلى خلايا المقاومة العراقية وجيوشها التي تقاتل منذ ثمان سنوات.


وإذا كان المصريون أو التونسيون غضبوا وثاروا من أجل لقمة الخبز، وسوء الخدمات، والبطالة والفساد فإن العراقيين يجب أن يثوروا لذلك كله، مضافاً إليه في المقام الأول كرامتهم وكرامة وطنهم الذي اغتصب واحتل من دون مبرر، الكرامة التي هدرت، والأرض التي سلبت، والدماء الزكية التي سالت، والحرائر التي ترملت والأطفال الذين تيتموا والعوائل والعقول التي هجرت، والعلماء الذين يتوقف عليهم تقدم البلد الذين ذبحوا وأغتيلوا، والثروة التي نهبت، و .. و .. و .. وعدد ولا حرج.
وإذا كان غضب العراقي تلقائياً في 2003، فإنّ غضبه بعد ثمان سنوات من التدمير والفساد والنهب والقتل والاغتصاب – يعد فرضاً وواجبا أخلاقيا ووطنياً وإنسانياً فكل ساعة بعد الآن تمر من دون غضب – ستسبب قتل العشرات من أبنائنا، وتجويع الآلاف وتشريدهم .. ألم تلاحظوا أن موجات الاغتيالات اختفت منذ بدأ العراقيون إعلان غضبتهم؟


اغضب وتظاهر، اغضب واعتصم، اغضب واهتف: يا لثارات العراق ..
ثم اغضب وانضم وانصر المقاومة العراقية فهي طريق الخلاص والنجاة والتحرير بإذن الله.
المجد والعزة لأول الغاضبين – فرسان المقاومة العراقية وشجعانها وشهدائها وعلى رأسهم شيخ المقاومين الشهيد صدام حسين.
وسلاماً لشيخ الغاضبين الرفيق عزة الدوري ..



Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





السبت١٦ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة