شبكة ذي قار
عـاجـل










استعراضنا المركز للأوضاع العربية يقودنا إلى تأكيد أن الأحداث التي شهدتها ألامه العربية منذ عام1258 م وهو سقوط الدولة العربية الإسلامية واحتلال عاصمتها بغداد العروبة والمجد تنصب في تكبيل الأمة العربية وحرمانها من حق الحياة والنمو والتطور واسترجاع الحق المسلوب والمصادر، وان التطورات التي شهدتها الساحة العربية منذ منتصف الثلاثينات من القرن المنصرم والى اليوم ما هي إلا استجابة واعية لتطلعات الجماهير العربية والرد الميداني والموضوعي على كل أنواع العدوان والتدخل السافر بالشأن العربي من الثالوث الشرير الامبريا صهيونية والفارسية الصفوية ، فتجسد ذلك بحركة الإحياء العربي  وان ما ذهب إليه المرحوم الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق في كلمته التي ألقاها بذكرى مولد سيد الكائنات وخاتم الأنبياء والرسل النبي العربي الهاشمي ألمضري العدناني محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وأله وسلم عام 1943 التي نعيش ذكراها هذه الأيام حيث قال (( نحن الجيل العربي الجديد نحمل رسالة لا سياسية، إيمانا وعقيدة لا نظريات وأقوالا. ولا تخيفنا تلك الفئة الشــــــــعوبية المدعومة بســــــــلاح الأجنبي، المدفوعة  بالحقد العنصري على العروبة، لأن الله والطبيعة والتاريخ معنا. أنها لا تفهمنا  فهي غريبة عنا.  غريبة عن الصدق والعمق والبطولة، زائفة مصطنعة ذليلة. لا يفهمنا إلا المجربون والذين يفهمون حياة محمد من الداخل، كتجربة أخلاقية وقدر تاريخي. لا يفهمنا الا الصادقون الذين يصطدمون في كل خطوة بالكذب والنفاق والوشـــاية والنميمة ، ولكنهم مع ذلك يتابعون السير ويضاعفون الهمة. لا يفهمنا الا المتألمون، الذين صاغوا من علقم أتعابهم ودماء جروحهم  صورة الحياة العربية المقبلة التي نريدها سعيدة هانئة، قوية صاعدة، ناصعة تتألق بالصفاء. لا يفهمنا الا المؤمنون، المؤمنون بالله. قد لا نُرى نصلي مع المصلين، او نصوم مع الصائمين، ولكننا نؤمن بالله لأننا في حاجة ملحة وفقر اليه عصيب، فعبئنا ثقيل وطريقنا وعر، وغايتنا بعيدة. ونحن وصلنا الى هذا الإيمان  ولم نبدأ به، وكسـبناه بالمشقة والألم، ولم نرثه أرثا ولا استلمناه تقليداً، فهو لذلك ثمين عندنا لأنه ملكنا وثمرة أتعابنا. ولا أحسب ان شابا عربيا يعي المفاسد المتغلغلة في قلب أمته، ويقدر الأخطار المحيطة بمستقبل العروبة تهددها من الخارج وخاصة في الداخل، ويؤمن في الوقت نفسه ان الأمة العربية يجب ان تســــــــــتمر في الحياة، وان لها رســــــــــالة لم تكمل أداءها بعد، وفيها ممكنات لم تتحقق كلها ، وان العرب لم يقولوا بعد كل ما عليهم ان يقولوه ، ولم يعملوا كل الذي في قدرتهم ان يعملوه، لا احســــــب ان شــــابا كهذا يســـــتطيع الاســـــتغناء عن الإيمان بالله، اي الإيمان بالحق، وبضرورة ظفر الحق ، وبضرورة السعي كيما يظفر الحق )) لهو الجواب الشافي الوافي وحجم المهمة التي ينهض بها الشعب العربي من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية التي سلبت من أبناء ألامه العربية ، كما ان الرفيق القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه وأرضاه في عليين وضع النقاط على الحروف في حوارين أساسيين مع الواقع العربي والأخطار المحيطة بآلامه الأول نضالنا والسياسة الدولية والثاني الدين والتراث حيث ان الأمر كان  يدعوا الشعب العربي الى اســــتخدام حقه الإنساني في استرداد ما سلب منه من خلال الثورة الشـــــــــــعبية التي ترتكز على الفكر الثوري والإيمان الواعي بقدر الأمة وحقوقها ،  وحينما اختمرت عوامل الاحتقانات الطويلة والكبت المستمر والمتزايد منذ سقوط الدولة العربية الإسلامية واحتلال بغداد العروبة عام1258 وما لحق ذلك من عدوان مستمر على هويتها ومكانتها العربية الإسلامية وتنفيذ المؤامرة الكبرى بتقسيم الوطن العربي وتسليط حكام فاسدين ومفسدين على رقاب الشعب العربي وتكبيل كل حالة انتصار ان كانت قطريه او قومية بالمباشر او الغير مباشـــــــر من خلال الحرب بالنيابة كما حصل بالعدوان الإيراني عام 1980 او العدوان الثلاثيني والغزو والاحتلال ، بادرت فئات جماهيرية في أكثر من قطر عربي بالانتفاضات الحالية حيث تضمن بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الصادر بتاريخ ١٢ / شبــاط / ٢٠١١ رؤية البعث لحركة الجماهير العربية والتوقعات التي يخشاها البعث كردة فعل من الدوائر المعادية وعملائها (( منذ بدأت العواصف الثورية تنطلق من تونس الخضراء وتبعتها مصر العروبة تتابع القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تطور الأحداث بدقة وتدرس وتحلل الأوضاع في ضوء خبرات عقود من النضال القومي والوطني وتوصلت إلى ان ما يجري الآن هو عواصف ثورية شعبية كبيرة وليس ( عاصفة هوجاء ) كما وصفتها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ، والقيادة القومية تدرك جيدا أن أمريكا والصهاينة والفرس هم من يريد تحويل العواصف الثورية الى عواصف هوجاء تدمر الأقطار العربية ووحدتها الوطنية وتعيد تثبيت النفوذ الأمريكي والصهيوني بعد ان وصل الى حالة الترنح بانتظار السقوط على يد عواصف الجماهير العربية الثائرة . ان ما يجري هو عواصف الثورية  وهو تعبير دقيق عن حالة واقعية تراكمت وتفاعلت لعدة عقود من الزمن، في ظل الفقر و البطالة و الفساد والاستبداد والتبعية لأمريكا وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، بتخطيط وبدعم أمريكي- صهيوني كامل لكل تلك الظواهر .

 

 وحينما اختمرت عوامل الاحتقانات الطويلة والكبت المستمر والمتزايد، بادرت فئات جماهيرية غاضبة في تونس بتفجير انتفاضة وطنية صادقة أعطت المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى والمعتقلين ، وأسقطت أحد رموز أمريكا الفاسدين والمستبدين وهو زين العابدين بن علي، ثم أعقب ذلك تفجير انتفاضة شعبية أضخم وأوسع في الخامس والعشرين من يناير بمصر، قدمت بسخاء من أجل انتصارها المئات من الشهداء الأبرار والآلاف من الجرحى والكثير الكثير من المعتقلين وسجناء الرأي الأفذاذ، و تمكنت من إسقاط حسني مبارك بعد أن عبث بمصر وقيم الأمة العربية والعالم الإسلامي بشكل عام وحاول بكل ما امتلك من القدرة إخراج شعب مصر من خارطة الأمة وفرض سياسة العزل والهيمنة الأمريكية الصهيونية على مصر ومن خلالها على الأمة العربية والعالم الإسلامي .

 

 إن هذه الانتفاضات ما تزال اتجاهاتها وعواصفها مفتوحة بهدف تحقيق أهدافها الكبيرة التي أعلنت انتفاضتها من أجل تحقيقها، وبين هذا الذي وقع ويقع في تونس ومصر جرت وتجري محاولات لتفجير الأوضاع في الجزائر وأقطار أخرى، كما أصاب القلق الاحتلال وقوى تابعة له في العراق فأراد احتواء انتفاضة شعبية عراقية وطنية حقيقية وجذرية بدأت تتكون عن طريق الاندساس في المظاهرات الشعبية التي تجري منذ فترة في مدن عراقية والتي ترفض الوضع المأساوي في العراق الناجم عن الاحتلال والحكومة التابعة له ومحاولة تحويلها الى أداة لخدمة الأحزاب المشاركة في العملية السياسية والاحتلال  ))

 

 

يتبع في الحلقة القادمة

 

 





الخميس١٤ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة