شبكة ذي قار
عـاجـل










الساعة : الثالثة صباحا
المكان : أرض الله الواسعة
الحدث : عصي على الوصف



لم يبقى إلا ساعات لبدأ أنتفاضتنا المباركة، الله ما أطولها من ساعات، تأبى عقارب الساعة عن الحراك، إنها ساعات مخاض عسير، قد خبرها أخواننا التونسيون والمصريون الأبطال فأبلوا البلاء الرائع، وقد جاء دورنا اليوم، إنتفاضة الأبطال، إنتفاضة نخيل العراق الباسق، إنتفاضة شبابنا الثوري، حدث لايمكن وصفه بالكلمات، فهو تأريخ سيكتب من جديد.


قد أنهيت للتو نقاشا دار بيني وبين بعض الأصدقاء الذين يجمعهم حب العراق فقط ولاشيء غير ذلك، فأطراف النقاش لم أكن أتخيل إنهم سيجتمعون يوما حول مائدة الكترونية مستديرة، لا بل ويتفقون في كل شيء، كل وجهات النظر المطروحة متقاربة إلى حد بعيد حينما تنزل كلمة العراق إلى الساحة، الجميع ضغط على نفسه وأرخى الحبال كي يصل إلى نتيجة تنقذ العراق وشعبه، لقد آثر الجميع على نفسه وسقطت أكذوبة التفرقة والعرقية والطائفية.


بعد أن خليت بنفسي وأنا أتابع الفيس بوك والحركة الشبابية الثائرة المتصاعدة فيه حول الإنتفاضة العراقية الكبرى أدركت بما لايقبل الشك بأن في العراق مخزونا من الوطنية والأندفاع والتضحية لايمكن تخيله، وأيثارا رائعا بالأنفس حتى ونحن في أسوء حقب التأريخ، مخزونا ينطلق من عنفوان شباب ثائر لايعرف الهزيمة والأستسلام، شباب خارج من تحت حطام القتل والجوع والتهجير ولصوص يسرقونه حيثما ذهب.


لا أخفي سرا حينما أقول بأن أفكارا خبيثة تضرب رأسي حتى تصيبني بالصداع، أفكارا وأسئلة حول الجدوى؟ تلك الأفكار لم تأت من عدم، بل نتيجة لتلاطم أمواج التثبيط والتخذيل والتذليل من مجموعات هنا وهناك، فإنك حينما تسمع أحدهم ليقول متلوعا ومتألما "هل تضمنون عدم سفك الدماء"!!! الله ما أخبثه من سؤال! حينها يصيبك الغثيان، فلاجواب هنا، وإن أجبته يطلق خبثه التالي ويقول "هل تضمنون عدم صعود أطرافا أخرى على حساب تضحيات الشعب العراقي" وكأن به يقول بأن الشعب العراقي اليوم لديه المستوى الأدنى من الخدمات والأمن والأمان والأزدهار، وكأنه يقول بأن من يحكم الشعب اليوم يملك أدنى مقومات الوطنية والشرف والنزاهة، وإن أجبته مكرها على السؤال الثاني فيطلق أخبثها ويقول "هل تظنون بأن هذا هو الوقت المناسب للثورة"؟ بالله عليكم علمونا الصبر على هؤلاء، لقد نفذ صبرنا على من يضع العصا في عجلة الأنتفاض على الظلم والطغيان، يدّعون الخوف على تضحيات الشعب العراقي وهم يعلمون بأنهم كانوا يوما ما الأداة التي فتكت بهذا الشعب عندما جعلوا من الطائفية دينا وأعداءا، هذه ساعة الحقيقية ولنطلقها صريحة، لقد شاركنا جميعا وبطرق متفاوتة بما جرى للعراق، لقد أجرمنا عندما سكتنا على مقتل مليون ونصف المليون عراقي، لقد كفرنا ونحن نرى أموال العراق تنهب وتسرق في وضح النهار، لقد قصرنا بواجبنا ونحن نسمع عن عشرات السجون السرية وتعذيب المعتقلين، نراها بأم أعيننا ونتغاضى خوفا على مجهول، بيوتنا عرضة لكل سافل منحط قبل على نفسه خدمة المحتل، أبوابنا مشرعة لدخول الغرباء الحمر المحتلين، قولوا بالله عليكم هل بعد هذا نخاف من سفك الدماء؟!! الا تسفك الدماء يوميا بواسطة المفخخات والأسلحة الكاتمة المستوردة من جارة السوء؟ ألا تسفك الدماء بسبب جندي أمريكي تخيل إنه يصطاد السيارات المدنية بسلاحه الفتاك، ألم يفتك السرطان والأوبئة بآلاف العراقيين؟ أين هو قلقكم من كل هذا وهل حقا تخافون على دماء العراقيين؟؟


إنظموا اليوم إلى قائمة المتخاذلين الذين ثبطوا عزائم الأحرار التونسيين والمصريين، قفوا صفا واحدا وأنتظروا ثورة الغضب العراقي، يكفي العراقيين أن ينالوا اليوم شرف المحاولة بالرغم من ضعفاء النفوس، يكفيهم شرفا الوقوف بوجه ثالوث الشر الأمريكي الأسرائيلي والإيراني.


سبحان الله على عنادهم وهم يعلمون بأن قطار الثورة قد إنطلق، ولاحت خيوط فجر جديد لم نكن نحلم به، فاتهم بأن موافقتهم من عدمها لن تؤثر على شباب ثائر ذاق الويلات من جراء ذلة ومهانة سياسيي المنطقة الخضراء فاقدي الكرامة أمام كلاب المحتلين، شباب ثائر ظن بأن الإنتخابات ستفعل فعلها فخاب ظنه، وضع ثقته وإن بغير محلها لكنه كان يتوقع الأفضل، وضعوها برقبة سياسيين همهم الأول الرواتب والمناصب والمكاسب، وهاهم اليوم يتملكهم إحساس بالغبن الشديد فكيف نقف في طريقهم، لماذا نرفض الفرصة التي أثبتت نجاحها في تونس ومصر، تلك الدولتان القويتان تسليحا وأمنا وأمان، فلم لاتنجح في العراق فاقد الأمل المحطم المفروغ من الثروات، لم لاتنجح في عراق الثورات ذو التأريخ المجيد والمجد التليد، هل نسيتم كل هذا؟؟


هل سنبقى اسيري أفكار التظلم والتباكي وقبول الحال وإن كان ضحلا خوفا من المستقبل المفقود؟ هل نقبل أن نكون رعايا لمطايا المحتل؟ هل فكر من يسمون أنفسهم بالحكومة العراقية بتوفير أبسط مقومات الدولة؟ هل حقا سنقبل بفتات الخدمات وساعات بسيطة من الكهرباء ينعم علينا بها من لايستحق النعم؟ ألا تهتز كرامتنا والمالكي يتبرع بنصف راتبه صدقة للشعب العراقي!! وعذرا لماري أنطوانيت الجميلة الرائعة على وجه المقارنة المجحف بحقها حينما قالت "إذا لم يكن هناك خبزاً.. لماذا لا تعطوهم بسكويتاً" وهي حقا لاتعلم عن معاناة الشعب شيئا، بينما المالكي البشع يعلم حق اليقين ما أقترفت يداه من جرم بحق الشعب العراقي واليوم يريد أن يوفر الكهرباء لإسكات الجماهير الغاضبة وكأن مشكلة العراق في الكهرباء.


لن يكون للتشائم مكانا طالما نملك ذخرنا من الشباب العراقي الذي يحارب بالسلاح والقلم والفيس بوك، واليوم سيخرج بعون الله ودعاء الشرفاء في العالم ليقول كلمته التي أراد لها الأعداء السكوت.


مرحى لثوراتنا العربية
مرحى لثورتنا الوليدة
ولتهتز عروش الطغاة

 


وليد المسافر
الرابع عشر من شباط ٢٠١١

 

 





الاثنين١١ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب وليد المسافر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة