شبكة ذي قار
عـاجـل










ميدان الإسماعيلية الاسم السابق نسبة إلى الحاكم المصري الخديوي إسماعيل وأطلق عليه الاسم الحالي بعد ثورة الشعب العربي المصري في 23 تموز 1952 ، وانه يوصل إلى قصر القبة وهمزة الوصل بين الأحياء الأساسية في مدينة القاهرة ومواقع أهم الوزارات المصرية ومنها الداخلية والخارجية بالإضافة إلى مبنى جامعة الدول العربية ، اختاره الشباب المتنور والمتطلع إلى إعادة مصر لموقعها العربي التحرري الذي أخذت بالابتعاد عنه بفعل نظام وسياسة حسني الخفيف العراب المبدع لغايات ونوايا القوى المعادية لمصالح الأمة العربية وسلفه السادات ، ليكون منبر التحرر من سياسات النظام المصري وحزبه الحاكم ومن هنا يكون النخبة بل الصفوة الشبابية التي تجمعت في ميدان التحرير واعتصمت فيه رافعة لشعارات التغيير والانتقال بمصر العربية إلى الموقع الذي تستحق هم أهل مصر الغلابة المرتبطين صميما" بتأريخ مصر ومعاناتها والمتطلعين للمستقبل الحر الذي يكون للشعب قول الفصل فيه من حيث اختيار من يمثله والسياسات التي تنمي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تصب جميعا في المصلحة الوطنية القومية ، والذين وصفهم إعلام النظام وأزلامه بأنهم خارجين على القانون وعابثين بالأمن الوطني ويعبرون عن إرادة قوى أجنبيه


الشـــباب الذين انطلقوا بحركتهم يوم 25 كانون الثاني2011 كانت تجمعهم غاية واحدة هي مصر لا غيرها ولم تكن الأحزاب المصرية التقليدية المجازة وغيرها كالإخوان المسلمين والوفد والتجمع الوطني ..... الخ لها دور في إنضاج الفعل الشبابي بل يمكننا القول بأنها جاءت مفاجئة وغير متوقعه بان تكون بحجمها وحقيقتها التي فرضت ذاتها على الواقع المصري والإعلام المحلي والإقليمي والعالمي وان ما ذهب إليه الناطق الرسمي للبيت الأبيض الأمريكي بمؤتمره الصحفي مساء يوم الأربعاء 2 شباط المنصرم لهو عين الحقيقة التي لم تتمكن أدوات المخابرات الأمريكية ومن تحالف معها من التوقع للحدث وإفرازاته التي أخذت تخيف الإدارة الأمريكية والصهيونية لان النظام المصري المتهاوي بفعل صيحات الغضب ركيزتهم المتقدمة في المنطقة العربية و المحيط الإقليمي ، وهذا ليس بغريب لان إرادة الشعوب إن أحكمت أمرها وعزمت الأمر للتعبير عن إرادتها ونيل حريتها ورفع الكابوس الذي ازداد ظلما وقهرا وحرمان وسلب لحقوقها ، وبهذا الوصف فان عشرات الآلاف أو مئاتها أو المليون يحق لهم أن يمثلون الجمع المغلوب المستضعف وفقا" لمنطوق الثورة وكيف الأمر إن كان المجتمعين هم لبن الثورة الشعبية التي أنضجتها الإرادة القومية الوطنية المترابطة ترابطا جدليا من خلال رؤيتهم للحظة التعبير والغد المنظور بحجمه الكبير ، ووفقا للحدث والقدر الذي ينتظره الثوار لحجم المسؤولية وطبيعة المحيط الذي هم فيه والذي لابد وان يتفاعل معه الشباب وبما يحمي ثورتهم ويعطيها الزخم المتجاوز لكل المعوقات والمخططات التي يراد منها أن تكون مصر خارج الجســـم العربي الحي


عندما أدرك النظام المصري المنهار جراء هدير الثائرين زج بمخزونه من البلطجيين والقتلة وخريجي السجون وأدوات القهر والملاحقة والتعذيب وبأبشع الأساليب التي تعيدنا إلى فعل التتر وهولاكو والقرن الثاني عشر عندما هجموا على هؤلاء الفتية المؤمنة الصابرة المحتســـبة الذين لا يمتلكون أية وســـــــــــيلة ســــــوى تكبيرة الله اكبر ، وتحيا مصر ، وكلنا فداء مصر ، بجمالهم وخيولهم وحميرهم وبما جهزوا به من سلاح ابيض وعصي وأسلحه ناريه كلف بها من كلف ليرهبوا الشعب كل الشعب المصري عدى القطط السمان التي ترعرعت في ظل النظام وسلبت ونهبت قوت الشعب وحقوقه وأمانيه والذين هم الممولون الحقيقيون لهؤلاء الرعاع كي يحافظوا على كيانهم في السلطة المنهارة والحزب الحاكم المتجرد من الوطنية التي يدعيها ، كما إن تظاهرة الوفاء التي ادعاها هؤلاء أسقطت العبارات التي نطقها حسني مبارك وتلويحه بأنه زاهد في السلطة وغير راغب بالترشيح ، وانه لمشهد مأساوي لما جرى في ميدان التحرير يدلل باليقين القاطع طبيعة النظام وسلوكه وأفعاله يقابله الصبر المعمق بالإيمان بمصر للمصريين وللعرب وحتمية التغيير وفق إرادة الشعب وليس الحاكم ومن يتسيده من صهاينة وامبرياليين ، ألم يكن هؤلاء الذين أوكل إليهم الهجوم على ميدان التحرير وتفريق الجمع المؤمن هم المشــــاغبين الخارجين على القانون العابثين بأمن الوطن والمواطن وليس من يطلب الحرية والأمان من شرور أجهزة قمع النظام ، ويالها من لحظة إنصاف منَ الله الواحد الأحد بها على عباده الطلبين للحرية والسعادة بان كشف الستار عن حقيقة النظام ومفاسده وماهي القوى التي يستخدمها ويعتمدها في تثبيت أركانه المنهارة والدفاع باطلا عن ذاته بعد أن مكن الله الفتيه من قيادة الشعب نحو شاطئ الحرية والمستقبل الحر السعيد ، وان المثل القائل الإناء ينضح بما فيه لينطبق على النظام المصري الزائل في الأيام القادمات



المجد والخلود لشهداء الحرية الذين سقطوا مضرجين بدمائهم دفاعا عن مصر ومجدها وعزتها
العزة كل العزة للفتيه المؤمنة بشعبها ووطنها رافعة راية التحرر بهتاف الله اكبر بوجه الحاكم المستبد
 

 

 





الاحد٠٣ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة