شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات 6

صدق الله العظيم

 

 

كما سبق ووعدنا القراء الكرام بنشر بحثا خاصا عن الاحداث الاخيرة التي تجري في اقطار امتنا العربية ، فها نحن اليوم نوفي به .

 

هل ما يجري في مصر ثورة ..؟!

سؤال لربما لا يتردد الكثير بالا جابه عنه .. بنعم .

 

ونحن نقول نعم أنها ثورة .. ولكن فقط  لمن ينظر للأمور بنظرة سطحية..!!

 

كيف ؟!

فرغم ان نظام حسني مبارك قد تورط في مشروع الصهيونية العالمية لغزو العراق ومن قبله في تطبيق الحصارالجائر الذي ليس له مثيل في تاريخ الإنسانية وفي المؤامرة التي حيكت عامي 1990 - 1991 وارساله للجيش المصري ليقاتل جنب الى جنب مع قوات العدو الامريكي والبريطاني والفرنسي وغيرها من قطعان الصهيونية ضد العراق العظيم ، الا اننا لانبني مواقفنا كردات فعل او كمواقف شخصية عاطفية حيث للثأر نصيب فيها .

 

فحال امتنا اليوم في العراق وفلسطين والصومال واليمن والسودان وتونس ومصر ولبنان وأقطار الخليج العربي لايبشر بأي خير بل ينذر بكارثة وشيكة الوقوع قد تصل إلى نسف الأمة برمتها فالأمر اكبر من مجرد عاطفة أو مواقف شخصية .

 

ونحن في البعث قد تربينا على قيم ومبادئ وأخلاق العروبة والتي تممها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم , قيم ومبادئ وأخلاق الإسلام العظيم . وقد علمنا القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله واسكنه فسيح جناته بان البعث هو أبن الأمة البار حيثما ناداه واجب  العروبة في اي قطر من اقطارها وفي اي ظرف من ظروفها مبتعدين عن اي براكماتية . وقد انتهج القائد المجاهد المنصور بالله صدام حسين المجيد هذا النهج وبشكل عملي ثبته التأريخ رغما عن انف الخونة والعملاء وصعاليك الصهيونية العالمية في نداء العروبة عام 1973 ، حيث شارك الجيش العراقي العظيم على الجبهة السورية وانقذ دمشق من السقوط بيد قوات العدو الصيوني فضلا على مشاركة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي في الجبهة المصرية وعلى ارض سيناء وهو الذي قض مضاجع الراسماليين باستخدام النفط سلاح في المعركة التي كانت من نتائجها ازمة الطاقة العالمية حيث ساهمت في ارغام الولايات المتحدة الامريكية على الانسحاب من فيتنام .فضلا عن الكثير من السياسات والمواقف التي اتخذتها القيادة العراقية في دعم الاشقاء العرب وحركات التحرر حيثما كانت .

 

كما ان تاريخ العراق هذا التاريخ المجيد الذي يمتد الى اعماق تاريخ الانسانية الى الالف السنين بأزماتها واكدارها وافراحها بنتصاراتها وهزائمها يدل بما لايقبل الشك او التأويل بان العراق منذ القدم كان خير عون للحق حيثما رفت رايته .

 

ان ما يجري الآن في مصر ليس بثورة .. لماذا ؟!

ان متابعة بسيطة للأحداث الأخيرة التي عصفت في القطر الشقيق مصر العروبة تعطي كل الادلة على انها حركة بعيدة كل البعد عن مفاهيم الثورة الشعبية التحررية وقيمها ومبادئها ، فالمتظاهرين الذي خرجوا الى الشارع والذين اصدعت رؤسنا بهم قناة قاعدة السيلية (قناة الجزيرة القطرية) ومجموعة الفضائيات التي سمحت لنفسها لتكون من مطايا السيلية , لم يرفعوا اي شعار عروبي او اسلامي مثلما لم يهتف هولاء المتظاهرين باي هتاف يمجد بتاريخ مصر او الامة العربية الاسلامية  فقد خلت تلك المظاهرات من اي صور لزعماء الامة ورموزها في التحرر كما خلت من اي لافتة تحمل روحا تحررية  ضد  المشروع الصهيوني او الايراني او الامريكي .

 

بل ان خطاب المتظاهرين وانتقادهم اللاذع للرئيس حسني مبارك ولنظامه قد خلى من اي انتقاد لمواقف الرئيس مبارك السلبية كموقفه ازاء العراق او تجاه فلسطين ومواقفه المؤيدة والداعمة للسلام المزعوم مع اسرائيل وعلاقاته مع الولايات المتحدة الامريكية وقبوله للمعونة الاقتصادية من الدول المعادية للامة وغيرها من السياسات التي لا تلائم حاجات الامة .

 

والذي يؤلمنا ويوكد وجهة نظرنا عن حقيقة هولاء المتظاهرين ، انهم لم يخرجوا للتظاهر والمطالبة باسقاط النظام المصري رغم كل الازمات والكوارث التي حلت بامتنا العربية والاسلامية سواء مايتعلق بالعراق من احتلال وغزو ومقاومة واغتيال شهيد الحج الاكبر وجرائم المليشيات الايرانية التي عاثت فسادا وتقتيلا بارض العراق او ما يتعلق بافغنستان وفلسطين والسودان والصومال وغيرها كثير.

 

نراهم اليوم يخرجون من اجل رغيف خبز ومن اجل حرية التعبير وحقوق الانسان ، فبالله عليكم ايهما اعز على الحر الثوري رغيف خبر وحرية تعبير .. ام كرامة الامة وشرفها ؟!

 

الكارثة بداءت من مصر ..!!

ان الكارثة التي تدور رحاها على ارض مصر اليوم هي نجاح مشروع الصهيونية العالمية في استغباء جزء كبير من ابناء امتنا فلم يعد هناك من يعي ويدرك تمام الوعي والادراك مدى قيمة واهمية امة العرب ودورها الرسالي في الانسانية .

 

لقد نجحت الصهيونية العالمية وكيانها المسخ في فلسطين واداتها الولايات المتحدة المريكية و مشعوذوها في قم وطهران في كسب جزء من الشارع العربي في مصر وفي غير مصر سواء عن وعي (دولاري) او عن حقد او غباء سياسي .

 

فأي كارثة هي اكبر من كارثة احتضان جماهير المحتشدين في قلب اكبر العواصم العربية  في (ميدان التحرير) في القاهرة للصعلوك البرادعي الذي امتطته الصهيونية العالمية من اجل اعطاء الشرعية لغزو العراق والذي كان من ابرز الوجوه الحالكة التي تامرت على العراق طيلة سنوات عدة  بدعوى منع العراق من برنامجه العلمي النووي للاغراض السلمية ، والذي نفسه يقف اليوم مدافعا ومبررا  للمشعوذين في طهران برنامجهم النووي والذي سيوجه ضد العرب كما تتوجه الفضائيات المجوسية اليوم ضد الاسلام ضد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وضد امهات المؤمنين رضي الله عنهن وضد صحابة رسول الله رضي الله عنهم محاولين نسف الاسلام من داخله عبر ادعاءاتهم الكاذبة وافتراءتهم المفبركة على ال بيت الرسول محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم .

 

الحقيقة وراء احداث مصر ..

ان حقيقة مايجري اليوم في مصر هو جزء من المشروع الصهيوني العالمي الجديد والذي يتلخص في استبدال الانظمة العربية الحالية حتى تلك    الموالية  للولايات المتحدة الامريكية بانظمة حكم جديدة تكون موالية لايران والولايات المتحدة الامريكية معا لتلائم مشروع توريث واقتسام الهيمنة الامريكية مع النظام الايراني .

 

فكلنا شاهدنا واستمعنا لتصريحات الادارة الامريكية ، كتصريحات هلاري كلنتون وجوزف بايدن وباراك اوباما ومشروع القرار في الكونغرس بضرورة التغيير الفوري في مصر ، بل ان الخطاب الذي القاءه حسني مبارك بتاريخ 1/2/2011 كان رسالة موجهة الى الادارة الامريكية  ليعلمها برحيله عن السلطة بطريقة كريمة تحفظ ماء وجهه فستكثروا عليه ذلك ، ورد عليه اوباما بعد دقائق معدودات باتصال هاتفي يطالبها بضرورة مغادرة الرئيس حسني مبارك للسلطة فورا ، واكد ذلك ايضا بتصريح صحفي رسمي بعد ساعات قلائل من خطاب مبارك .

 

وتابعنا مباركة وزارة الخارجية الايرانية لما اسمته بالثورة المباركة التي بدءت تعم "دول شمال افريقيا" ، فتصوروا مدى الحقد الايراني على العرب حتى تسنكف تسميتهم بالدول العربية ، والتصريحات التي ادلى بها خامنئي قبل قليل في خطبة الجمعة من طهران بضرورة اسقاط نظام الرئيس حسني مبارك .

 

اما وسائل الاعلام والقنوات الفضائية المحسوبة على الولايات المتحدة الامريكية والقنوات المحسوبة على ما يسمونه بمحور الممانعة ، كقناة الجزيرة والمنار وقناة حركة امل (ا ن بي ان) فقد راينا مدى التوافق والانسجام في اسلوب تغطية التظاهرات في مصر والانحياز للمعارضين للنظام والمبالغة باعداد المتظاهرين واعداد القتلى والجرحى ودرجة الفوضى فضلا عن تلميع صورة البرادعي .

 

ازدواجية وسائل الاعلام الصهيونية في التعاطي مع  مظاهرات مصر ومظاهرات ايران :

في حين ان وسائل الاعلام كافة لم تغطي المظاهرات الصاخبة للشعوب الايرانية والمطالبة باسقاط النظام الايراني الحاكم مما ادى الى احباط   محاولة الشعوب الايرانية لانهاء اسوء واقبح وابشع نظام عرفته ايران. وجرى التكتم من قبل وسائل الاعلام على الجرائم البشعة التي اقترفها نظام الملالي بحق المتظاهرين ومنها اغتصاب نسوة من المتضاهرات في الطرقات العامة وفي السجون على يد مليشيات الباسيج والباسدران بالاضافة الى انتهاك اعراض الرجال واغتصابهم في السجون على الطريقة الامريكية ، ناهيك عن حملات الاعتقالات حيث ملئت سجون النظام الايراني بالمتظاهرين وتم تنفيذ احكام الاعدام بحق العديد منهم .

 

ما الذي يجري في اقطارنا العربية ..؟!

ان كل ماجرى وسيجري في وطننا العربي وكما سبق وان حذرنا وحذر حزبنا المجاهد حزب البعث العربي الاشتراكي منه ما هو الا تقسيم المقسم وتجزئة المجزء الى دويلات ضعيفة متناحرة عرقيا وطائفيا ودينيا  فيما بينها لشرذمة امة العرب وتقزيمها لصالح تعظيم دور ايران وبصورة اقل دور تركيا ((حيث صدرت عدة تصريحات وقحة وباسلوب مستفز من الحكومة التركية على ضرورة ترك الرئيس مبارك للسلطة بشكل فوري وكأن تركيا وصية على شعب مصر الابي وحريصة عليه وعلى الشعوب الاسلامية ناسية ومتناسية هي وقنوات العهر الفضائية التي تروج لها  دور الجيش التركي في قتال الشعب الافغاني المسلم وطليعته المجاهة حركة طالبان )) . وانعاش التيار الليبرالي الفاسد بعد هزيمته وانحساره نتيجة المشروع الجهادي في العراق وانعاش التيار الاسلاموي المتاجر بالقضية على حساب التيار القومي المتنامي من جديد (( والذي انعشه البعث والقائد المجاهد المنصور بالله صدام حسين المجيد بالجهاد والمقاومة في العراق والتي يقودها اليوم قائدنا المجاهد عزة ابراهيم الدوري القائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي تمثل 85% من المقاومة في العراق )) .

 

من هو البرادعي ؟!

ان الصعلوك البرادعي هو من الشخصيات التي تمسك العصى من الوسط، حيث يجمع بين التيار الليبرالي الفاسد والتيار الموالي لايران فهو ليبرالي تم ترشيحه من قبل الصهيونية لتولي مهام مدير منظمة الطاقة النووية الدولية وفي نفس الوقت فقد عرف عنه معارضته للبرنامج النوي العراقي ودفاعه عن مايسمى بحق امتلاك ايران للبرنامج النووي .

 

سلسلة من التمهيدات..

ان قرار الصهيونية العالمية باسقاط نظام حسني مبارك جاء بعد سلسلة من التمهيدات ومنها العدوان على غزة والذي كان احد اهم اهدافه هو استنفاذ رصيد حسني مبارك عند الشعب االمصري والشعب العربي وشعوب المنطقة عموما والترويج للدور التركي والإيراني في المنطقة على حساب دور مصر ومن هذه التمهيدات ايضا تقليص حجم المعونة الى مصر الى النصف والتي كانت سببا في ارتفاع اسعار الغذاء ومن هذه التمهيدات ايضا تقسيم السودان ومنها ما جرى اخيرا في تونس والذي كان بمثابة تمرين تعبوي سياسي حي  لتطبيقه فيما بعد على النظام المصري.

 

لماذا تسعى الصهيونية لاسقاط نظام مبارك ؟!

اما اسباب قرار الصهيونية العالمية بأسقاط نظام الرئيس مبارك هو لاعتماد الرئيس حسني مبارك في الاونة الاخيرة (خاصة بعد العدوان على غزة ) على سياسة تناهض هيمنة ايران وحلفاءها على منطقتنا العربية , حيث تبنى النظام المصري خطابا سياسيا واعلاميا (كاطلاق قناة صفا الفضائية) فاضحا للدور الايراني و اطماعه واساليبه في نشر الافكار الصفوية المدسوسة لهدم الاسلام والمجتمع العربي من الداخل في مصر وفي باقي الدول العربية وكلنا يتذكر ومن نسى عليه ان يتذكر قضية خلية حزب الله في مصر ومحاولة تلك الخلية اغتيال حسني مبارك.

 

ان قرار الصهيونية العالمية باسقاط نظام الرئيس مبارك بعد محاولته رفض النفوذ والهيمنة الايرانية على دول المنطقة ، يعطينا دليل اخر على مدى صحة نظريتنا بان قم تخفي اخطر حقيقة للصهيونية العالمية وتؤكد لنا ايضا بان ايران هي اسرائيل الحقيقة .

 

 تحذير ..

فيا ابناء امتنا خذوا حذركم من قوى وشخصيات مشبوهة اسلاموية وليبرالية فكما سبق وذكرنا في مقالتنا (هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول :  مأزق المشروع الجهادي في العراق) والمنشورة بتاريخ  9 / 12 / 2010 ،وفي مقالتنا (الى الاعلام الجهادي : الحذر من ضياع تونس في ايادي ايران) المنشورة بتاريخ 15 / 1 / 2011 ، فاننا اليوم ومن خلال مقالتنا هذه ، نحذر ابناء شعبنا في الاقطار العربية كافة ومصر خاصة من المشروع الصهيوني الجديد (( مشروع تقاسم الهيمنة بين الولايات المتحدة الامريكية و ايران الصفوية الصهيونية)) ونحذرهم ايضا من مغبة صعود قوى وشخصيات مشبوهة اسلاموية متاجرة وليبرالية فاسدة.

 

هل نجح مشروع تقاسم الهيمنة .. واين ؟!

ان هذا المشروع والذي نسميه بمشروع تقاسم الهيمنة في منطقتنا العربية بين الولايات المتحدة الامريكية وايران الصفوية الصهيونية قد حقق نجاحات هامة عدة في هذا القطر او ذاك ، ففي الكويت تتجلى لنا وبصورة واضحة مدى التغلغل الايراني في المؤسسات الحكومية والمجتمع الكويتي خاصة اذا ما عرفنا ان نسبة سكان الكويت لمجموع السكان فيها لا يبلغ سوى 34 % .اما في البحرين ، فالامر اكثر وضوحا فالسيطرة الايرانية العلنية عليها بات وشيكا جدا.

 

وفي الامارات العربية المتحدة ، فهي اقرب الى المنتجع السياحي العالمي منها الى الدولة فان نسبة سكان الامارات هي نسبة مخيفة جدا فهي لاتتعدى سوى 7 % من مجموع السكان فيها فضلا عن تواجد مايناهز ( 7500 ) شركة ايرانية ناهيك عن الالاف المكاتب والفروع للشركات الايرانية ،فضلا عن احتلال ايران لجزر الامارات العربية المتحدة الثلاث ( طنب الكبرى والصغرى وابو موسى ) .

 

اما قطر ، فهي اليوم تقف بلمئ ارادتها لخدمة المشروع الايراني الصفوي الصهيوني وتسخر كل امكانياتها المادية والاعلامية كقناة الجزيرة الفضائية وقاعدة السيلية الامريكية للترويج لهذا المشروع الصهيوني الصفوي في باقي اقطار امتنا العربية . فلم يكفيها تامرها واتاحة اراضيها ومياهها واجواءها للقوات الامريكية في عدوانها على العراق والمساهمة في احتلال بغداد فها هي اليوم تتامر على مصر وعلى السعودية وعلى اليمن الصامد ، وتعمل على خرق الامن العربي في الصميم وبكل تبجح ووقاحة .

 

اما في السعودية ، فقد بدا التيار الايراني بالتحرك والتغلغل والتنامي اكثر فاكثر حتى بلغ درجة الاجهار بسب صحابة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وتنظيم المظاهرات في المدينة المنورة لنبش قبور الصحابة الاطهار رضي الله عنهم اجمعين وتنظيم المراسيم والطقوس الصفوية الدخيلة على الاسلام علنا في باقي مدن وبلدات المملكة لاسيما في منطقة الاحساء ، والحركة المسلحة للحثويين في جنوب المملكة العربية السعودية .

 

اما اليمن الصامد ، فيواجه واحدة من اشد موجات التأمر على امنه الوطني وسيادته ووحدة اراضيه فنرى الجيب الحوثي العميل في شمال اليمن يصعد عملياتها ضد الدولة اليمنية وضد ابناء اليمن ويشاطره في التأمر والتخريب تنظيم القاعدة والذي بات ذراعا من اذرع المخابرات الايرانية وبشكل مؤكد في وسط اليمن ، اما في جنوب اليمن فقد تكفل مايسمى بالحراك الجنوبي المدعوم امريكيا وايرانيا في اشعار نار الفتنة والتفرقة وضرب وحدة اراضي دولة اليمن في الصميم .

 

اما في لبنان ، فقد استطاع عملاء ايران فيما يسمى بحزب الله والله من اولياء الشيطان براء ، من السيطرة على الحكم في لبنان مجتثا هو وحلفاءه الاغلبية النيابية والذين يمثلون المكون السني في لبنان وسط صمت مطبق من الولايات المتحدة واسرائيل والحكومات العربية وبمباركة من النظام الحاكم في ايران .

 

اما في فلسطين ، فقد استطاع المشروع الصهيوني الايراني من تفرقة ابناء الشعب الواحد فاضحوا بين موالين لامريكا في الضفة الغربية وبين موال الى ايران في قطاع غزة حتى لم نعد نسمع في وسائل الاعلام ولاول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني لفظة فلسطين ، انما تم اختصار فلسطين بغزة فقط ، فضلا عن نشر الفكر الصفوي في غزة من خلال جمعيات ثقافية واجتماعية ايرانية بحجة مساعدة غزة.

 

اما في تونس ، فان تطورات الاحداث تشير الى توالى زمام الامور جزئيا حزب النهضة الاسلامي وزعيمه راشد الغنوشي المنفي في بريطانيا منذ عشرون عاما والذي عرف عنه دفاعه المستميت عن النظام الايراني وتبريره لتدخلات هذا النظام في الاقطار العربية بل وترويجه للفكر الصفوي ولما يسميه بالامام الخميني بحجة التقريب بين المذاهب الاسلامية ، اما التيار الليبرالي الفاسد والموالي للولايات المتحدة فمن المتوقع حسب متابعتنا للتطورات والاحداث في تونس ان يتقاسم السلطة مع حزب راشد الغنوشي . 

 

وفي السودان ، فان الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها نجحت بتقسيم وتقزيم السودان تحت ذرائع تقرير المصير وإقامة دولة مسيحية في جنوبي السوادن ستكون ذات علاقة إستراتيجية متينة مع الكيان الصهيوني ، ودولة إسلامية في شمال السودان تعاني من الاضطرابات على كافة الصعد والتي قد تؤول الأمور فيها الى طلب المساعدة من ايران بعدما يغيب الدور المصري والسعودي ومن قبلهما غياب الدور العراقي من جراء الغزو الأمريكي . ان إقامة دولة مسيحية في السودان ما هي إلا تمهيدا لإقامة دولة قبطية في مصر لتضحى دولة الكيان الصهيوني المسخ في فلسطين حالة طبيعية في المنطقة وليست حالة شاذة منفردة .

 

أما في العراق ، فان هذا المشروع " مشروع تقاسم الهيمنة بين الولايات المتحدة الامريكية وايران الصفوية " يعد الاكثر جلاء ووضوحا وعلنية مما هو في باقي اقطار امتنا وقد تكفل ابطال الجهاد وقيادة العراق الشرعية بقيادة المعتز بالله عزة ابراهيم الدوري بؤد هذا المشروع وتدميره وهم يخوضون واحدة من اكبر الملاحمة التاريخية لتحرير العراق بوابة الامة العربية الشرقية وخط الدفاع الاول عن الامة الاسلامية .

 

هل يخفي البرادعي حقيقة اخرى ؟!

كما نود ان نلفت انتباه ابناء امتنا وقواها الحية وطليعتها المجاهدة من ان ابراز الصهيونية العالمية من خلال قنوات (محور الممانعة الايراني كقناة الجزيرة وماشابه) للصعلوك البرادعي ماهو الا محاولة لمباغتة الجماهير العربية بشخصية ابشع واسوء من البرادعي , وهنا نجد ان من الجدير بالذكر ما جاء في مقالتنا المعنونة (رؤية جديدة قـُم تخفي اخطر حقيقة للصهيونية ) المنشورة بتاريخ 9/12/2010 حيث بينا فيها اساليب الصهيونية في اخفاء الحقيقة بحقيقة اخرى ولربما يراد باظهار حقيقة الصعلوك ابرادعي اخفاء حقيقة شخصية اخرى اسوء منه وبمعنى اوضح فقد يكون تسليط الاضواء على البرادعي يراد منه اخفاء الوجه الحقيقي المهيئ لاستلام السلطة في مصر بعد أسقاط نظام الرئيس حسني مبارك . كعمرو موسى مثلا والذي فاجئ اليوم الجميع بنزوله وسط المتاظاهرين مطالبا باسقط حسني مبارك ! وعمرو موسى شخص تجتمع فيه ايضا الليبرالية الفاسدة والعلاقات الجيدة مع ايران وما موقفه السلبي جدا تجاه اغتيال شهيد الحج الاكبر عنا ببعيد والذي تتطابق مع الموقف الامريكي والاسرائيلي والايراني .

 

وقد قلنا في مقالتنا (رؤية جديدة : قـُم تخفي اخطر حقيقة للصهيونية) وبالحرف الواحد (( ان ما يجري في اليمن الحبيب و السعودية والبحرين والكويت وفلسطين ولبنان وسوريا ومصر والسودان والصومال وحتى اقطار المغرب العربي له كل الاثر والترابط بما يجري في العراق وافغانستان .

 

لقد هزمت الولايات المتحدة الامريكية في العراق سياسيا وعسكريا وامنيا واعتباريا وهي اليوم تتلقى نفس الهزائم في افغانستان الحبيبة المجاهدة ، الا ان مصير المنطقة اضحى اليوم بيد ايران الصهيونية نعم صهيونية وليست صفوية فحسب ، بعد ان جرى توريث الاحتلال والهيمنة الامريكية اليها .

 

ان هذا التوريث وهذه السياسة ان كانت واضحة المعالم في قضية الحوثيين فانها ما تزال غامضة عند الكثير من ابناء امتنا في قضايا اخر، كالحراك في جنوبي اليمن وتنظيم القاعدة في اليمن وفي اقطار المغرب العربي مثلما هو الحال في قضية التغيير في مصر ، وكما هو الحال في السياسة التركية مؤخرا . حيث نجحت في كسب جانب كبير ومهم من الشارع العربي على ان تركيا افضل من مصر ومن بقية الدول العربية ازاء القضية الفلسطينية)) انتهى الاقتباس .

 

ان ما جرى في تونس ومايجري الان في مصر وفي غيرها من اقطار العرب ، ماهو الا مراسيم لتسلم ايران الصهيونية المنطقة من الولايات المتحدة الامريكية تزامنا مع انسحابها التام من العراق المجاهد الصابر الابي وسنرى مع كل يوم ومع كل لحظة نقترب منها من موعد الانسحاب الامريكي مزيدا من الفوضى والاضطرابات في اقطار امتنا .

 

فاستيقظي يأمة العرب ما عرفك التاريخ هكذا ..

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ) النساء 71

صدق الله العظيم

 

ملاحظة :

سنرسل لكم لاحقا مقطع فديو لخطاب الرئيس مبارك يحذر فيه ايران وعملاءها من الاستمرار في التدخل بالشأن العربي والحضور يهتف ضد ايران علما ان الخطاب قبل اربعة اشهر تقريبا .

 

 

الرفيق رأفت علي والمقاتل النســــــــر

بـغــــداد الجهــــاد

٠٤ / شبــاط / ٢٠١١

 

 





السبت٠٢ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق رأفت علي والمقاتل النســــر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة