شبكة ذي قار
عـاجـل










(عاشراً) أني أرى إنها العودة لاستخدام الدين كواجهة للعدوان وإستغلاله لتنفيذ أجندات خاصة لمنفعة القلة الحاكمة أو المستغِلة للأمم و الشعوب في نموذج الدولة القوية والتي تحمل سمة الارهاب الحقيقي اليوم,فماهي الديانة التي أباحت للمجرم بوش على إرتكابه لجرائمه في العراق وأفغانستان والعالم كله,وأيضا أية ديانة أعطت الموافقة لابن لادن وأيمن الظاهري لخداع الناس من البسطاء لنسف وقتل النفس وقتل الآخرين ايظاً التي حرم الله قتلها, وأي دين يسمح بقتل مصلين وتفجير دور عبادة كما حدث مع كنائس العراق ومصر, واين دين يسمح لمتخلفين مثل ملالي طهران بشن حرب على دولة جارة لهم و إسلامية ويستمرون بالعدوان لمدة ثمان سنوات يخسر فيها البلدين المسلمين الملايين من الارواح والبلايين من الدولارات وكله بسبب حقد وأطماع لحكام مريضين بفايروس أسمه الحقد على أُمة العرب!واي دين أعطى الاذن لكولدامائير واسحق شامير وشارون ونتياهو لتشريد الالاف من العرب وإحتلال أرضهم والعدوان عليهم وقتل أطفالهم وتدنيس أماكن العبادة للمسلمين والمسيحين .إن كل ممارسات الكيان الصهيوني مع شعبنا العربي من مسيحين ومسلمين في فلسطيننا خير نموذج على هذا الارهاب.


وبات من الظرورات الملحة مقاومة هذا الثقافة الجديدة وهي في نفس الوقت واجب ديني ووطني وإنساني, المقاومون الحقيقيون هم الذين لا يسمحوا بسرقة فكر المقاومة منهم ولا أن يعطوا لاصحاب الإغراض الأخرى من متطرفين وإنتهازيين أن يشوهو فعل المقاومة وتحت أية ذريعة كاذبة سواء بربط المقاومة بأهداف دينية أو مذهبية ضيقة تُحرف الفعل المقاوم الجباروتشوه صورة أدياننا السماوية التي تؤمن بالسلام والمحبة وبالحوار بين الشعوب.وتبقى الديانات الثلاثة بريئة من جرائم هولاء القتلة,وستنتصر الارادة المسيحية والاسلامية واليهودية.


إذن تتأكد النتيجة أو الحقيقة الواحدة بأن رب السموات والأرض خلقنا وجبلنا من تربة واحدة وجعلنا نتكاثر الى شعوباً وأمماً في هذه الارض وأرسل لنا الأنبياء ومع كل واحدمنهم رسالة من الخالق وكانت تحاكي الانسان وفق درجة تطور الجنس البشري ونمو عقليته ونضجه الفكري والإنساني, وأيضا راعى فيها الخالق تطور الحياة ولم يفرق بين أنبيائه أو رسله, وكما تقول الاية القرانية الكريمة: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )(9).وفي راي إن حقيقة التحديات التي تواجهها الأديان السماوية وخاصة محاولات البعض للصق التهم بعلاقاتها باي نوع من أنواع الارهاب, وأيضا إنجرار البعض وبكل ضعف في الايمان بالله وببساطة واضحة في الدخول في ساحات من المهاترات لا تعدى كونها أشبه بالردة عن الله وتعاليمه, وهي بالتاكيد ليست هذه المحاولات جديدة في التاريخ الإنساني,فقد شهدالتاريخ الحديث العديد من هذه المحاولات وخاصة في القرن التاسع عشر والقرن العشرين,فقد كانت هنالك محاولات للبعض من الملحدين بتحوير نظريات التطور بل تحريفها كما حصل مع نظرية داروين عندما أقدم الملحدون على مئات من العمليات التزوير لنصرة نظرية التطور مذهبهم وخاصة في ما قام به العالم الالماني هيجل من عمليات رتوش وحذف في صور بعض الاجنة لكي تتطابق مع نظريتهم,ولكن بعض العلماء أكتشفوا عملية التزوير هذه وأعترف بها هيجل,والذي أُريد أن أصل اليه من خلال هذا المنحى أن الالحاد سوف يظل يتابع ويحاول إختلاق كل الطرق لتفتيت الايمان بالله رب السموات والأرض,وأن المحاولات التي ترمي لخرق وحدة الايمان بالله في عصرنا الحالي تتمثل في كيفية تفتيت هذه الوحدة الايمانية ووسيلتهم هو خلق التناقضات بين الأديان السماوية ومن ثم الاستفراد بكل دين على حدة وبهذا يقضى على الايمان لا سمح الله,وعليه لايجب و في كل الاحول أن يسمح لأي راي يتجه لفك وحدة المسيحين والمسلمين بشكل خاص ومن أي طرف كان وأن لايسمح باي تسويق لأي افكار تتجه نحو تعميق وتثبيت هذه المحاولات التي ترمي لتمزيق وحدة الأديان الثلاثة عند عرش الخالق,وحتى أستطيع أن اقول باتجاه أن لا نسمح بترويج ما يريده هولاءمن تسمية الحرب الحالية والقادمة هي بين الغرب والاسلام,فالشعوب عامة والشعوب في الغرب خاصة لا تملك موقفاً سلبياً تجاه أي دين سماوي ولكنها تتاثر بقوة الاعلام الامبريالي الصهيونيي في تجريمه للاسلام الحنيف ومستغلين كل فعل أحمق وغبي تقوم به الجماعات المتطرف الاسلامية مثل تنظيم القاعدة والحركات الاصولية ضدالناس الابرياء وخاصة الاعمال الارهابية في الغرب وبالتالي يحاول هولاء المشبوهين من ربط هذه الاعمال الاجرامية بالاسلام ظلماً,والمصيبة الأكبر قيام البعض أما لسذاجتهم أو تنفيذأ لاجندة بإعداد ردود تتسم بالعنف وبإستخدام أيات قرانية عظيمة تدعوا للجهاد ضد المشركين وليس ضد الناس عموماً ليرفعوا من درجة العنف الى مستويات أعلى ويشهوا صورة الدين الحنيف ويسيئون اليه وهكذا ينقادون لهذه المواجهة بل يصَعٍدون من سخونتها الى الدرجة التي يُظهرونها بإطار الحروب الدينية, مطلوب أن نحاول (أولا) أن نكسب ثقة الغرب والعالم بأن أدياننا لا تدعوا للقتل ولا الى الانتقام وذلك بإبراز أياتنا التي تدعوا للمحبة والسلام (ثانيا)لا نجعل كل من لا يؤمن بها مشركا فيحق جوازية محاربته,بل نتعامل مع كل الناس بالتساوي ألم يقول الرسول محمد (ص)بحق خلق الله : (الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى كلكم لادم وأدام من تراب)(10),و(ثالثا) ولا نحكم على الشعوب والاديان الأخرى بإنفعالية وتشنج وبالتالي نسئ لانفسنا ولادياننا بل أن نتعلم كما علمنا الله سبحانه وتعالى أن نقبل الآخرين وبكل ما يحملونه من تعددية بالمذهبٍ أو دينٍ أو قومية ٍ أو فكرٍومهما كنا نختلف معهم ونلغي من قواميس محاوراتنا وكتاباتنا وتصريحاتنا عبارات تكفير الآخرين!ولنفكر وبكل تعقل في الرد على اللذين يسيئون الينا ويستغلون إنفعالاتنا ليؤكدوا صورتنا اللاحقيقة وأن نحترم تفكير وإيمان كل الشعوب والامم وحتى الوثنية منها لإن خالقها الله أيظاً وليس لاحد بفضل على الآخرين, ولايوجد عند الله من هو الاقرب إلا الإنسان أو الشعب أوالامة التي مؤمنة بالرب وبتدابيره الخلاصية التي خص بها البشر, وهذا يستدعي منها أن نفهم إن هذه التعددية هي حكمة من الله ولايحق لنا حتى ان نتسأل عنها حتى في دواخلنا فهو حٌر في خليقته!وكما قال رسول المسيحية للامم القديس بولس:(بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله,العل الجبلة تقول لجابله لماذا صنعتني هكذا,أم ليس للخزاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وأخر للهوان)(11).لنجعل كل الأمم والشعوب تعرف أن أدياننا السماوية تحتفظ بالامان عندها وليس بالارهاب الغريب عنها ,وكما تقول الاية القرانية الكريمة: (أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم)(12).فنعكف ونتكاتف مسيحين ومسلمين ويهودا على توحيد جبهة الايمان الحقيقي بالله رب السماء والأرض ولا نسمح لأي من كان أن يلصق من قريب أو ببعيد أي شكل من أشكال الارهاب بأي دين من أدياننا ونستهجن وبقوة أي مساس يسئ بمقدساتنا وبإنبيائنا لان الهجمة على أدياننا وأنبيائنا ومقدساتنا ما إنفكت ولا توقفت وسوف تستمر,وأن كل الأديان السماوية تتعرض للهرطقتات وللتشويه وللاساءة لان هدفهم هو تسفيه أيماننا بالله لانجاح حملتهم باليقين بنظرية تكفر الإنسان وتبعده عن خالقه الحقيقي كالنظرية التي حرفت نظرية التطور عن حقيقتها والتي كانوا يريدون بها إنكار الخالق ونسف أديانه وينحرفون عن دين الله وأن كل من يعمل على تقسيم الجنس البشري ويضع فواصل بينهم فهو منافق ولا علاقة لأي دين به..




(9) القران الكريم / سورة البقرة الاية:213
(10) حديث نبوي شريف
(11) الانجيل الشريف / رسالة بولس الى أهل رومية/ الاصحاح التاسع ألاية: من الاية20-23
(12) القران الكريم / سورة العنكبوت الاية:67 

 

 

 





الخميس٢٣ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة