شبكة ذي قار
عـاجـل










(تاسعاً) واليوم يعيش الغرب نظاما جديداً يختلف عن العالم الغربي القديم فقد أستمدوا فلسفة إقامة أنظمتهم السياسية على مبادئ جديدة مأخوذة من مدارس فلسفية مبادئها مستمدة من الدين ولكنها لا تعترف بالدين وقد أصطلحوا عليها بالعلمانية وأقاموا لهم ديمقراطية خاصة بهم,وكل الجرائم التي ترتكب من قبل بعض هذه الانظمة مغفورة عندهم بحسابات الضحية,وكل الجرائم التي يرتكبونها هي من اجل إقامة الديمقراطية,فقصف هيروشيما وناغازاكي وقتل وتشويه الملايين كان من أجل نصرة الديمقراطية وإحتلال وتقسيم الوطن العربي وإستعماره هو جزء من العمل لاقامة النظم الديمقراطية وإحتلال وقتل شعب فيتنام بالنابالم هو لنشر مبادئ الديمقراطية وغزو العراق وإحتلاله وتدمير البلد بالكامل كان من أجل إقامة الديمقراطية, وكل القتل والاغتصاب والعدوان الذي يقوم به الكيان الصهيوني وكل ممارساته العدائية مع شعبنا العربي من مسيحين ومسلمين في فلسطيننا خير نموذج على هذا الارهاب ولكنه بقواميس الامبريالية هي لنشر مبادئ الديمقراطيةومن أجل إقامة النموذج الديمقراطي للانظمة في الشرق الاوسط,وبالطبع كل حكومات الاحتلال التي تناوبت على السلطة في العراق كانت نموذجاً اخر لهذا الارهاب ولكنه عند الغرب الاستعماري هو الطريق للديمقراطية.إنها مجموعة من الاكاذيب والأعلام المشوه للحقيقة, لأن الحقيقة هي إننا نعيش في عالم يُمارس فيه الارهاب الحقيقي ولكنه يتغير في التعبير عنه وفق القوى التي تمارسه.

 

وهنالك إرهاباً تمارسه دولة عظمى ضد الدول الأخرى والنموذج الامريكي في عهد البوشين يعكس حقيقة ناصعة لارهاب الدولة التي مارسته الولاياة المتحدة بإحتلالها وتدميرها للعراق وكذلك مافعلته دول الحلف الاطلسي ضد دولة يوغسلافيا وما تفعله لغاية اليوم في أفغانستان وأيظاً كل ممارسات الكيان الصهيوني تجاه شعبنا العربي الفلسطيني هي إرهاباً حقيقياً,وكل الارهابين يطلقون على كل مقاومة تبديها الشعوب لسلوكهم العدواني يطلقون عليه إرهاباً, في حين سبق لشعوبهم أن مارسوا المقاومةفي تاريخهم ضد كل مظاهر الاحتلال,واليوم ينكروها على الشعوب الاخرى,ولكن الحقيقة تبقى تقرأ أن مقاومة المحتل واجب وطني مارسته كل شعوب العالم ضد محتلين أراضيها وما مقاومة الشعب الامريكي للمحتل الانكليزي اثناء معارك التحرير الامريكية وكذلك مقاومة الشعب الفرنسي للمحتل النازي الالماني إثناء الحرب العالمية الثانية الابعض النماذج التي تذكرنا بأحقية الشعوب في مقاومة المحتلين ولم تكن إرهاباً البتة,و هذا يعطي الحق وكل الحق للشعب العربي في العراق و فلسطين في مقاومتهما للمحتلين.أن أنظمة القوى الكبرى في عالمنا سوف تستمر في ذبح الديمقراطية الى أن تستنفذ الغاية منها و تستمر في خلط المفاهيم بين المقاومة الشريفة البطلة للشعوب المناضلةوبين الارهاب الدموي التي تمارسه مؤسساتها الاستخبارية والامنية وكذلك المنظمات الارهابية التي تدعي بالدين وكلتا الجهتين تعملان كلٌ من وسطه وبقدرته على تشويه دور المقاومة الشريفة.و سوف تستمر هذه الادوار الى أن تخلق لها مبررات جديدة لمحاربة الشعوب التي تطالب بالحرية والاستقلال, والدلائل تشير الى إن استخدام الدين سيكون البديل والمرشح الجديد للامبريالية الصهيونية وستعاونها بذلك بدراية أو بجهلٍ الحركات والاتجاهات الدينية السياسية والاصولية ,ويكون البحث عن الدين مرة أُخرى...

 

فقد كان الدين ضحية الجرائم في العالم القديم ,واليوم تذبح الديمقراطية كضحية للجرائم من قبل بعض أنظمة الغرب,وفي عالمنا العربي الاسلامي هنالك الكثير من الانظمة معشعشة ومضطهدة شعوبها بأسم الدين والبعض الأخر غادر الدين وجدد في إسلوبه بإعتماده الديمقراطية كوسيلة ليبرر أخطائه وجرائمه متشبهاً بإسياده. ولكن التشويه الجديد الذي لحق بالدين الحنيف في هذا العصر لم يقتصرعلى استغلال الانظمة للدين لتحقيق أطماعها بل ذهبت القوى الامبريالية لخلق حركات مولتها مالياً و عسكرياً لكي تعمل على تشويه حقيقة الاديان .بهذه المناسبة أن كل العقلاء يتفقون معنا بأنه لا يمكن أن نغفل دور التجربة الايرانية المستمرة ومنذ عام 1979 في الاساءة لدين الحنيف ,حيث تعتبر هذه التجربة العقيمة في إقامة نظام دولة على أُسس ولاية الفقيه تجربة راح ضحيتها الكثير من الضحايا الايرانيين وصرفت البلايين من الدولارات لاعطاء هذه التجربة الديمومة وإنجاحها ,وقد تحملت الدول العربية المجاورة لايران وخاصة العراق الكثير من فساد هذه التجربة فلسفياً وإجرائياً لأنها قدمت نظاماً طائفياً لا يمكنه أن يمثل الاسلام في كل تصرفته وبرامجه,بل أصبح أحد العوامل الرئيسية لتقسيم وحدة العالم الاسلامي وهوأحد العناصر المهمة في تشويه صورة الدين أمام الآخرين من خلال إبتداعه وتعامله مع اساليب لاإنسانية مع الشعوب الايرانية بقومياتها ومذاهبها المتعددة وكبته للحريات وظلمه للانسان في إيران,بل تحول هذا النظام لمصدر تهديد للدول العربية والاسلامية وحتى العالم,

 

من خلال رفعه لشعار تصديرالثورة وقد ظهر ذلك من خلال تدخله في شؤون هذه الدول الداخلية و قيامهم بإحتلال أرضٍ لدول عربية وإسلامبة كما هو الحال مع دولة الامارات العربية المتحدة في موضوع الجزر العربية الثلاث,وتدخلهم السافر في العراق وأفغانستان ولبنان وكل دول الخليج العربية,إنه مثال لزيف الانظمة التي تدعي تمسكها بشريعة الدين الحنيف,فما علاقة الدين الاسلامي بقتل الحريات في إيران وإغتيال قادة المعارضة الايرانية وما علاقة الدين الحنيف بمحاولات لشق صفوف المسلمين الى مذاهب وطوائف وإثارة النزعات المذهبية لخدمة الأهداف السياسة الايرانية في العالم الاسلامي بالذات في الدول العربية المجاورة لايران,فالرسول (ص) كما جاء الحديث عنه أنه قال:( "لا يحل لرجل أن يروع مسلما")(8). فكيف الحال مع مايقوم به نظام الملالي في طهران في البلدان العربية والاسلامية ؟وإصراره على ممارسة دوراً يخدم أعداء العرب والمسلمين,ولا يخدم الاسلام وحدةًو مفهوماً وحقيقةً وسلوكاً !

 

(8) روى النعمان عن بشير رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير، فخفق رجل على راحلته – أي أخذته سنة من النوم – فأخذ رجل سهماً من كنانته رغبة في أن يداعبه فانتبه الرجل ففزع، فقال الرسول (ص):"لا يحل لرجل أن يروع مسلما".

  






الاربعاء٢٢ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة