شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة الياسمين في تونس الخضراء ، هي ثورة شعبية قلبت الموازين والمعايير لدى الدوائر الأمريكية والفرنسية والاتحاد الأوروبي ، وأذهلت بعض الحكام العرب الشموليين والضاربين في العمق سياساتهم الدكتاتورية وخنق الحريات . ثورة شعب تونس الخضراء وخلال أيام معدودات هــــزت وزلزلت أركان العبودية والتسلط الفردي واطاحت بالنظام الفاسد ، عندما بلغت ذروة الانتفاضة الشعبية باقدام شاب تونسي خريج جامعة لم يجد بابا إلا وطرقه من اجل لقمة العيش والكرامة وبعد أن ضاقت به كل السبل ، أن يضرم النار في جسده احتجاجا وتمردا على السلطة المستبدة ليلتهم هذا النار حكم زين العابدين بن علي وقرينته الجاثم على صدور التونسيين .


ان هروب حاكم تونس ناجيا بنفسه وعائلته من غضب الشعب يذكرنا بنهاية الحكام الطغاة من شاه إيران و طاغية رومانيا وآخرين غيرهم ممن لم يحسبوا يوما ً حسابا لشعوبهم التواقة الى الحرية والكرامة و الحيـاة . وهكذا استطاع الشعب التونسي البطل اليوم أن يحطم كل القيود والأغلال وان ينتصر في كفاحه ونضاله ويكسر قيود الذل ويجلي عنه هذا الليل .


واذا كانت القوى الاجتماعية الثورية قد اسدلت الستار عن هذه الفترة من تاريخ الشعب التونسي كمنطلق نحو التحرر من عبودية الحاكم المتفرد بالسلطة من اجل التغيير والديمقراطية وتداول السلطة سلمياً والإيمان بحكومة الوحدة الوطنية التي تجمع كل الأحزاب والقوى الوطنية للدفاع عن الجماهير في البلاد ، فان ذلك لا يعني تخلي القوى المعادية للجماهير من قوى الردة والعملاء والدول الامبريالية والحكام المأجورين الكف من محاولاتهم التامرية والالتفاف على حركة الجماهير في تونس لأجهاض هذه الثورة ووأدها بمختلف الاشكال والسبل .


لقد أكدت ألأحداث في تونس مرة اخرى ان الشعوب هي صانعة مجدها وهي قادرة على النهوض واحداث التغيير متى ما توحدت . وعلى السلطات الحاكمة في الدول العربية عليها هي الاخرى أن تدرك هذه الحقائق . فعليها الاعتماد على الشعب وتعمل لتحقيق اماله وتتبنى الإصلاحات الدستورية وتنهج التغير في سياساتها لصالح تطلعات وطموح الجماهير لتوفير الحياة الهانئة والعيش بسلام وأمان وإحداث التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية باتجاه رفاه شعوبها وترصين وحدة أوطانها .


كما عليها الابتعاد من مخططات وسياسات الامبريالية العالمية ومطامحها في العالم العربي والإسلامي ومن شعاراتها التي تهدف الى تغيير الخارطة الإقليمية بما ينسجم ونهجهم في تنفيذ مشروعهم مشروع الشرق الأوسط الجديد ورسم خارطة جديدة للمنطقة بعد تجزئة وتقسيم دولها إلى دويلات وكانتونات على أسس دينية وعرقية ومذهبية لخدمة أدواتها والاستحواذ على ثروات ونفط واقتصاد هذه البلدان وتامين الملاذ الأمن لإسرائيل وتحقيق سيطرتها وتفوقها على دول الجوار والعالم العربي والإسلامي .


وحزبنا يرى أن هناك متسعا من الوقت والمجال أمام حكام المنطقة في إحداث التغييرات المطلوبة والتقارب مع شعارات الجماهير والتصالح مع القوى الوطنية والمعارضة والدخول في مصالحة وطنية حقيقية مع كل التيارات والأحزاب لكي يجنبوا أوطانهم الثغرات والهزات العنيفة ، وافشال مخططات الاعداء ، كما يجب الانفتاح على المحاور الوطنية التي تخدم المصالح العليا لبلدانهم لتنعم شعوب المنطقة بالأمان والاستقرار والكرامة وبخلافه فان التاريخ لا يرحم وان الله ناصر المظلومين يمهـل ولا يهـمل .

 


حزب الحرية والعدالة الكوردستاني
١٩ / كانون الثاني / ٢٠١١

 

 





الخميس١٦ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب الحرية والعدالة الكوردستاني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة