شبكة ذي قار
عـاجـل










نؤمن بثبات وديمومة إن قضية الأمة تتحرك بنسغ متبادل من ديالى إلى نواكشوط ومن الموصل حتى عدن وعقيدتنا القومية التحررية مذ ولدت وهي تعبر عن اطر عريضة لهذا الترابط وتعني بتفاصيل الجزئيات معبرا عنها بأهداف ألامه في الوحدة والحرية والاشتراكية وراية الفعل وذروة جدل الترابط ينعقد تحت عنوان امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. ثبات الفلسطينيين على هدف التحرير كان وسيظل يؤجج روح الثورة والتحدي في جموع شعبنا الصابرة المحتسبة ويوم تخترق الإرادة الفلسطينية تهن وتضعف إرادة الأمة برمتها . وعندما كان العراق يتألق بإشعاعات النصر وقوة الفعل الأسطوري كان فعل الأمة سياسيا ودبلوماسيا على الأقل يزدهر في أرجاء الكون وكان هذا سببا كافيا ومقنعا للامبريالية المتحالفة مع الطائفية الفارسية ومع الصهيونية لتغزو العراق وتحتله بعد أن عجزت لسنوات طويلة من النيل منه بالحرب بالإنابة أو عن طريق التآمر الداخلي والخارجي. كانت دولة العراق الوطنية تغذي موقف العرب الرافض والمقاوم للاستسلام مثلما تغذي أفق البناء التحتي للإنسان العربي الواعي المتعلم المؤمن بقضية الأمة والمنتمي طوعا لإرادة التصدي لعوامل الوهن من فقر وتخلف وتجزئة واستلاب لإرادة وذات الإنسان.


وحيث إن لا جدال في استطالات أعناق العمالة والخيانة وتفوق اتجاهات الردة والانحراف واتساع المد الطائفي في أوضاع الأمة شرقا وغربا بعد أن اخرج العراق من اتزانات الفعل القومي بعد الاحتلال المجرم حيث هي الحالة التي أريد للأمة أن تسقط فيها تحت انفعالات وتداعيات الاحتلال برزت إرادة الأمة في أعظم رد تاريخي فاجئ العالم ألا وهو انطلاق المقاومة العراقية تزامنا مع أسابيع الغزو الأولى ومن ثم ارتقاء فعلها الأسطوري ليسقط أميركا وإتباعها في وحل هزيمة عسكرية وخسائر مادية وبشرية لم يكن وقعها وحجمها كما ونوعا محسوبا بأي معيار ولا بأي تقدير واقعي في حسابات أمريكا وحلفاءها وأدواتها.الفعل الذي أريد له أن يزيد من وهن الأمة وركود شعبها ويأسه وإحباطه تحت تأثيرات الهزائم وسياسات الاستسلام والعمالة والخيانة والارتداد يتحول بفضل مقاومة العراق الأسطورية إلى روح متوثبة وأنفاس حرية تمتلئ بها رئة الأمة وأفاق منافذ تنفتح واسعة إمام تطلع مكبوت وكرامة تئن تحت وطأة الاستلاب والحق المغتصب.المقاومة العراقية الباسلة تلهم العرب في كل مكان معاني البطولة والإصرار وتقدم لهم نموذجا فريدا في التمسك بالوطنية وحق الحياة والخيار الإنساني في مواجهة أسطورة التفوق الأمريكية وعبيدها. المقاومة العراقية تثبت للعرب إن الأمة حية وأصيلة وخيارها في الحياة الحرة الكريمة لا يمكن أن يغيب مهما كانت إمكانات القوة التي تريد افتراسه . المقاومة العراقية البطلة تحولت إلى شعر ومقالة وخبر ومقطع فيديو تحترق فيه أدوات القهر الأمريكي الغاشمة ...المقاومة العراقية صارت أنشودة يرددها أبناء العروبة في المغرب العربي بلغة متفوقة وهندسة بناء لغوي راق ونحن خبرنا هذا وتفاعلنا معه وقدمنا له المفردات وتشكيلات البناء عبر كل وسائل الاتصال المتاحة. كان أبناء تونس رجالا ونساء يتخاطبون معنا بلغة الإخوة وتعاطف الإنسانية يتفاخرون بمقاومتنا ويرددون معنا أناشيدها ويتناقلون إخبارها ويضعونها لافتات عز واعتزاز ..كان إخوتنا في تونس يتفقون في تعاطيهم مع روح المقاومة العراقية الباسلة ويتمثلون بطولتها وانجازاتها وكنا نحن نشعر ونتحسس ونتيقن إن مقاومتنا تبعث الآمال العريضة في نفوس أبناء ألامه وان التحدي الذي يحرك خطوها الجبار يقدم الدليل تلو الدليل إن الأمة حية وان الرجاء بحراكها لا يمكن أن يموت . كتب لنا أبناء تونس مداخلات تشع بروح الرجاء وتتعالى في جنبتها روح الثورة وكتبوا لنا مقالات وقصائد وساندونا في حوارات مريرة دخلتاها مع عرب الدولار وعبيد العبودية ودامت سنوات ولما تزل . ارتفعت معنوياتنا بمدد أقلام فائزة والهادي والناصر وعانقت قاماتنا الشامخة بأداء وانجازات سراة التحرير في ارض الأسود مواقف العشرات من إخوتنا وأخواتنا مثقفي وإعلامي ونقابي تونس البطلة حتى إننا كنا نعلن بثقة العربي المؤمن إن ثورة العرب قادمة في ضؤ هذا التفاعل المقاوم. كنا نقول ونصرح وكأننا, بل نحن يقينا, ننبع من مكامن الحقيقة العربية الكامنة في ذواتنا بان الأمة قد يطغي عليها الصبر, وان شعبنا العربي قد يسرح في عوالم الانتظار إلا إن ثورته ممكن إن تنطلق في أية لحظة..كنا نعلن إن من يظن إن شعبنا عديم الفعالية وميئوس منه فهو مخطئ وبائس ولا يجيد القراءة ولا التحليل ولا تركيب الإحداث ولا يعرف مغزى ودلالات الرسالات وحملتها من الأنبياء والرسل التي نبعت وأشرقت من هذه الأرض المباركة.


مقاومة العراق العربية القومية والوطنية والإسلامية تلهم أبناء العروبة روح اليقظة ونمط انتباهه تاريخية هامه وهي ترتقي بهم ومعهم إلى مصاف مقولتنا التي نعتز بها بان تحرير الأمة كلها يتوافق ويتزامن ويعتمد على تحرير العراق. مبارك للمقاومة العراقية بنهضة تاريخية تملي حصولها في طيات مجتمع العروبة من المحيط إلى الخليج .مبارك لتونس وشعبها الفوز في تخطي حواجز الركود والخوف والتردد. ومبارك للمقاومة العراقية بفوز شعب تونس العظيم والحراك الواعد في أقطار عربية أخرى نحن نثق انه سيلد إحداثا تشرق آمالا عريضة ونتائج وثمار طيبه في طريق تغيير واقع طال زمن الركون إلى ظلاميته .


aarabnation@yahoo.com

 

 





السبت١١ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة