هكذا تبدو لنا عاصمة الرشيد ومدينة الف ليله وليله صبيحة اليوم الجديد من عام 2011 حيث القتل والاغتيال بكواتم الصوت يطال كل عراقي دون استثناء ...
المرأة والطفل يقتل بدم بارد .
الرجل والشيخ المسن والعجوز يقتل ... المفخخات والتفجيرات والقنابل المستورده لنا من دول الجوار تفعل فعلها بحصاد الارواح البريئه ...القنابل المصنّعه محليا تأكل بأجساد العراقيين الغضه وتسفك دماءا بريئه ...
عن اي عيد تتحدثون اخوتي المظلومين وكلومكم تزداد جرحا وتتعمق اصاباتها لتسكت اصواتا تنشد للعراق ...عن اي ميلاد تتحدثون وبيوت الله اغلقت بالشمع الاحمر بعد تنكيس صلبانها وهدم اسوار كنائسها ...
عن اي عيد واي ميلاد تتحدثون وعيون يسوع مغرورقه بدماء ابنائه ...أرامل ...ثكالى ... يتامى ...معوقون ...راقدي مستشفيات ومعوقين بترت سيقانهم وايديهم ...اطفال شوهت اجسادهم بفعل التفجيرات التي لاترحم حتى الحجر فتحرق كل شيء امامها فغدت ارضنا محروقه بفعل الاشرار والجناة وسارقي البهجة في هذا العيد الذي خلا من البسمه او الشعور بالطمأنينه ...يوم جديد ومأتم جديد لاندري ماذا يضم لنا القدر وما يصيب اهلنا واحبابنا في العراق المغتصب .
عن اي ميلاد واي عام جديد تتحدثون والمرارة تغطي كل الوجوه من ابناء شعبي وهم يغادرون ارض آبائهم واجدادهم حفاة وعراة ودماءهم تتدفق يغادرون الى المجهول والاسى والقنوط وقطع الرجا يغلف حياتهم .
عن اي عيد تتحدثون بعد ان فقدت اعيادنا بريقها منذ ان دنس الاحتلال ارضنا ونشر اسراب الغربان والطيور الجارحه والكواسر وملأ جنائن العراق ومتنزهاتها بوحوش لتفترس الابرياء وتفتك بابناء شعبنا من الطيبين الذين نذروا انفسهم ضحايا وقرابين يفتدون ارواحهم لوحدة هذا البلد الذي مزقته جيوش الغزاة والقادمين من خلف الحدود ليجعلونه ساحة لتصفية حساباتهم من اجل سيادة شريعة الغاب وتسلط قوى الشر على مقدراته ...انها اسراب الجراد زحفت لتأكل حقول بلدي الخضراء فغزت كل ربوعه ليتحول الى ارض جرداء يابسه حيث التهمتها افوله الثعالب والارانب وبنات آوى ومن كل فجّ عميق .
عن اي عيد تتحدثون وابواب الكنائس مغلقه والويل لمن يقترب منها فالطريق فيه مخاطر ومحفوف بالموت لكل من يقترب والطريق الى روما بالامس احرقه نيرون واليومالطريق الى بغداد احرقه ابن العلقمي ورستم واسماعيل الصفوي واحفادهم ... احذروا نيران الاشرار فانها تفتك بكل ابناء شعبي ولاتستثني احدا ...فلله دركم اخواني العراقيين انه عيد موشح بالسواد ملطخ بالدماء وبالدموع والاحزان ومرارة العيش اعانكم الله حتى تزول عنكم الغمامة وحتى يأمر الله بوعده وتحين ساعة الفرج ...لنتضرع الى الرب يسوع ونرتل اناشيد السلام والمحبه زنستجدي عطف امنا العذراء لتنقذ ابنائها من هذه المحنه التي ألمت بشعبها الصابر .
اخوتي كيف تحتفلون وشوارع مدننا اقفرت و احياء بغداد خلت من ابنائها الاصلاء بعد ان طردهم ديكة الاعاجم ونهيوا بيوتهم واستولوا على املاكهم ومقدراتهم بأسم الديمقراطيه والتحرر والتغيير ...فهل ابشع من هذه المؤامره التي حبكت خيوطها لتصفية مكون اصيل وجزء من فسيفساء شعب العراق ذو التاريخ العريق ؟
اين وصلت المروءه باصحاب القرار ...اين وجدان العالم ؟
اين منظمات حقوق الانسان ؟
اين سادة العصر وزعماء المافيا ومن اشعل فتيل الفتنه ؟
لماذا سكتوا واختفوا بعد ان فعلوا فعلتهم ونفذوا جريمتهم بحق هذا البلد ؟
اين منظمة الامم المتحده وتشكيلاتها التي اسكرتنا في قوانينها الجوفاء والفارغه والتي تدعي بحماية الفقراء والمظلومين ومسلوبي الحقوق ؟
اين الضمائر الحيه وهي تشاهد المآسي في بلداننا وتتفرج كيف تذبح الارواح وتسلخ الاجساد وتنحر وتسيل دمائها كالانهار من معظم بلدات وطني .
الى متى الصمت والسكوت والخنوع امام الجبروت ...متى تهتز الضمائر ومتى تحين ساعة الفرج بعد ان عم الخراب والظلم والقتل كل مفاصل بلداتنا ...الكل متوجس وخائف الحياة اضحت كابوسا وجحيما لايطاق اذا متى تتحرك الضمائر لتوقف هذا اللهيب الذي احرق كل شيء ؟
متى تضع الحرب اوزارها ويتوقف نزيف الدم ومتى تتوقف قوافل المهاجرين والمغادرين لبلدهم والارهاب يصطادهم في كل مكان ...ماجريرتهم وما الذنب الذي ارتكبوه حتى تغتالهم ايادي الاشرار بهذه القسوه والشراسه ؟
اين بوش وبلير وتشيني ورامسفيلد وبريمر وعصابات القتل بعد ان صمتوا على دماء ملايين العراقيين والاف القتلى من شعبهم فدماء هذه الارواح من يتحملها ومن يدفع ثمنها بعد ان اغتالوها في غفلة من الزمن وعبثوا بمقدرات هذا البلد وسرقوه عن بكرة ابيه ثم اختفوا وكان شيئا لم يكن ؟
من يحاسب هذه العصابه ومن يعاقبها لجريمتها ...هكذا انتهت المهمه بهذه المهزله والسيناريوا وفصوله لازالت تتواصل والقتل والتهجير والنهب والسلب والتخريب وتعطيل خدمات البلد لازالت ماثله امام الناس ...مليارات الدولارات نهبت واودعت في حسابات هذه العصابات والشعب يتضور جوعا وبؤسا وشقاءا .
ايها الوطنيون الاحرار في بلدي الجريح!!!
ايها العراقيون النشامى !!
ايها المسيحيون المضطهدون والمغادرون بلدكم الى المجهول !!
احذروا المؤامره الكبرى في تصفيتكم ...فلا تلتفتوا الى تصريحات الحكام المستبدين ووعودهم المعسوله وكما صرّح اخيرا نيافة الكاردينال البطريرك عمانوئيل دللي بعدم ثقته في اقوال وونصائح رئيس الجمهوريه بحماية المسيحيين لاننا سئمنا وعودهم ولم نجني ثمرة واحده سوى القتل والدم والتهجير فالى متى ؟
احذروا مؤامرة التقسيم ؟
احذروا مطاليب الطائفيين والعنصريين وساسة العماله ...لامحافظه مسيحيه تحميكم ولا سهل نينوى يأويكم ؟
ولا حكم ذاتي ينفعكم كلها عمليات تخدير وامتصاص نقمه والضحك على الذقون حضنكم الرافدين وشمسكم تشرق من زاخو الى الفاو تدفئكم وانتم فى احضان ارضنا الشاسعه مهد الحضارات العراق الواحد فقط هو الاب والام والحاضنه لكم ... مهلا هذه النماذج الى زوال ... وشاهدوا ماذا يجري اليوم في تونس وكيف هبّ الشعب التونسي وهو ينشد الحريه والديمقراطيه ...شاهدوا كيف اسرع زين العابدين بن على وعائلته هاربا من غضب الشعب لان الشعب اقوى من الحكام هكذا انتفض ضد الحكم الدكتاتوري وانظروا ماذا يحصل في دول عربيه اخرى نتيجة لشعوبهم التظاهرات عمت اكثر من بلد عربي نتيجة القهر والطغيان فالظلم الى متى ؟
اصبروا وصابروا تنالون احد الحسنيين و تفلحون ودمائكم تبقى ذخرا للوطن وكلنا ننشد قصيدة الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي لنصرة شعبنا المظلوم والمغلوب على امره ونقول سويّة :
أذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر
ومن لايحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
