شبكة ذي قار
عـاجـل










 

البعض يتحدث عن الخلاص .. في إقليم الوسط !!

  وحديث هذا البعض .. مشفوع بمبررات متهاوية ومفضوحة .

  من يرفع شعاراتها .. يضع نفسه على حافة الهاوية .

لأن هذه الأطروحات .. هي مخطط صهيوني أمريكي مشترك !!

 

من المفيد أن نتحدث بشيء من الصراحة والوضوح بشأن أطروحات ظهرت في بداياتها تأخذ أسلوب الهمس باستحياء وتفصح عن رأي أصحابها في مقدمات، أقل ما يقال عنها، أنها لا تعدو سوى مدخلاً للاحتقار والسقوط الاجتماعي والأخلاقي .

 

وقبل الحديث عن تلك الأطروحات المتهاوية وطبيعتها وأسلوب طرحها والتوقيتات التي تراها والوسط الذي تتحرك في إطاره .. ينبغي العودة قليلاً إلى جذور تلك الأطروحات ومن يقف خلفها، لكي يتم وضعها في خانتها الحقيقية وكشف دوافعها الخبيثة الفاضحة .

 

1- الكل يعلم علم اليقين، بأن البريطانيين، الذين يطلق العراقيون عليهم  ( أبو ناجي )  ومنذ زمن بعيد قد وضعوا إحصاءات حين كانوا يستعمرون العراق، تتضمن توزيع الشعب العراقي على وفق تسميات طائفية، وحددوا أماكن هذه الطائفة أو تلك، ثم انتهوا إلى خلاصة خبيثة مفادها ترَكُزْ  ( الشيعة )  هنا ، وتَمرْكُزِ  ( السنة )  هناك ، وكذا الأمر إزاء الأكراد والتركمان ..إلخ .. ولم يسلم من هذا التقسيم الطائفي، العشائر والقبائل وأفخاذها وتوزيعاتها على أسس طائفية وعرقية متداخلة، الأمر الذي يدفع إلى الاعتقاد بأن هؤلاء المستعمرون يخططون لهذا البلد مدخلاً طائفياً وصدامات عرقية لها تداخلات إقليمية . وقد تجنبت نظم العراق السياسية منذ عام 1958 الخوض في هذه التقسيمات البريطانية الخبيثة حتى عام 2003 ، وهي سنة الاحتلال الغاشم للعراق، والدخول في مشروع صهيوني أمريكي مشترك يسمى " الشرق الأوسط الجديد "  ومخطط تقسيم العراق إلى دويلات ضعيفة ومتناحرة، لكي يتسنى للكيان الصهيوني الاندماج في الجسد العربي اقتصادياً ونفسياً وسياسياً ك ( دولة دينيه- يهودية )  .. وهو تمهيد لمسميات أخرى تتماشى مع تقسيم دول المنطقة وتفتيتها ابتداءً من العراق إلى ثلاث دويلات مدن متناحرة ، إحداهما في الشمال والأخرى في الوسط، والثالثة في الجنوب، حيث المسميات  ( الدويلة )  الكردية ، و  ( الدويلة )  السنية، و  ( الدويلة )  الشيعية .

 

هذا المخطط البريطاني الصهيوني، هو مخطط قديم جديد ظهر في مخطط الاحتلال عام 2003 .. والغريب في الأمر فقد بدئنا هذه الأوقات نسمع همساً خبيثاً ونشازاً يبرر إنشاء كيان " سني " في الأنبار على وفق الآتي :

 

- إن الجيل الجديد لا يفقه شيئاً مما يحدث .. وهو ليس أهلٌ لتحمل المسؤولية الوطنية .

- الجيل القديم يحمل من الكفاءات الكثير في ما يتعلق بالإدارة وتصريف الأمور .

- الخوف من فقدان هذه الكفاءات، الأمر الذي يتطلب أن يؤسَسْ للجيل الجديد " كيان " يستطيع ويتمكن من التلائم والعيش في ضلاله .. والمقصود كيان هجين وضعيف ومتهاوي يسمى " الكيان السني " في الأنبار !!

 

دعونا نفصل هذه الأمور بتأني :

-  المالكي لم يجرأ على طرح مثل هذا الأمر، وهو الطائفي حتى نخاع العظم، خوفاً من أن يوصم بأنه أول من قسم العراق على أسس طائفية !!

- المالكي يدفع أطراف أخرى  ( شخصيات )  للحديث عن هذا الموضوع وتبنيه مع سلسلة من التبريرات التافهة والحقيرة، التي لا تستند على أسس من الشرف والوطنية !!

 

- ولما كانت بعض العناصر في القائمة العراقية مؤهلين نفسياً وتكويناً ذهنياً على قبول هذا المدخل القذر والتفريط بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية والتاريخية والأخلاقية، بإعلانهم في صيغ من شأنها أن تتجنب ردود الأفعال، على بعض الشخصيات العراقية الوطنية، اعتقاداً من هذا البعض بأن تلك الشخصيات ستستجيب لنداء  ( أبو ناجي )  ونداء  ( نتنياهو )  ونداء  (  نجاد  )  ونداء الأخوين الأعداء العميلين  ( جلال ومسعود )  ونداء نائب الرئيس الأمريكي  ( جون بايدن )  صاحب مشروع تقسيم العراق .!!

 

فإذا استمر هؤلاء العملاء يتحدثون بصوت هامس، فأن شعبنا سوف يقطع حناجرهم ويمزقهم شر تمزيق، لأن شعبنا العراقي قد وضع خطاً أحمر حول وحدة التراب الوطني ووحدته مجتمعه ، ولن يسمح لهؤلاء الأقزام المرعوبين من الإفصاح عن تآمرهم على العراق الموحد أرضاً وشعبا.

 

لقد أخرَسَ شعبنا في البصرة العزيزة الصامدة مثل هذه الأصوات من قبل حين رفعت شعار  ( إقليم البصرة )  .. وكان الهدف واضحاً ، هو دمج البصرة بإيران .. وإذا ما نجح هذا الشعار افتراضاً- وهو لن ينجح- فسَيرفَعْ شعار آخر  ( إقليم العمارة )  وآخر  ( إقليم الكوت ) .. إلخ .. وبالتالي نجد العراق قد تشظى !!

 

هذا خط أحمر لا يسمح به شعبنا في العراق أبداً مهما كلف ذلك من تضحيات .. وحين انكفأ الصوت العالي في البصرة بفعل شهامة أهلها  ( انزوى أصحاب هذا الصوت النكرة )  ولاذوا بجحورهم خائبين ومن معهم أسيادهم الفرس ومن يحركهم !!

 

2-    كما ظهرت بعض الترنيمات الخجولة على إيقاع نشاز أيضاً تقول :

 

أولاً- المسألة الكردية لها خصوصية .. وهذا صحيح .

ثانياً- والأكراد هم مصدر تآمر على الأمن والوطني العراقي منذ عقود .. والصحيح تآمر القيادتين الكرديتين العميلتين وليس الأكراد .

ثالثاً- وإن ارتباطاتهم الخارجية مع الإسرائيليين والإيرانيين والأمريكيين قد جعلهم مصدر تدمير للعراق وللمنطقة .. وهذا أيضاً صحيح على مستوى القيادتين العميلتين .

 

رابعاً- وإنهم أسسوا لدولتهم من أجل الانفصال عن الوطن الأم العراق، ودعوا إلى تأسيس" كردستان الكبرى" .. وهذا الهدف يعمل عليه الحزبان الكرديان العميلان صحيح أيضاً .

 

ويخلص هؤلاء من أطروحتهم بهذا التمهيد إذن  (  (  دعوهم ينفصلون ويؤسسون دولتهم لنتخلص من وجع الرأس ومن الضرس الذي أصابه السوس  )  )  !!

هذا الطرح ليس دقيقاً أبداً بالنسبة للإنسان الوطني الحكيم والعاقل .. كيف ؟!

 

أولاً- إن المسألة الكردية برمتها هي شأن عراقي خالص وليس هنالك من جهة أو حكومة أو شخصيات تستطيع أن تفتي في ذلك عدا الشعب العراقي برمته وعلى أسس ديمقراطية حقيقية ونزيهة وعادلة بعد رحيل المحتل الغازي .

 

ثانياً- إن من يدعوا إلى انفصال الشمال لأي مبرر كان يعطي المبرر لانفصال الوسط وانفصال الجنوب .. والحالة من حيث الأهداف والمرامي تشكل سابقة خطيرة يمكن أن تنسحب إلى أي بلد عربي أو غير عربي، بالرغم من خصوصية المسألة الكردية !!

 

ثالثاً- إن انفصال أي جزء من أجزاء العراق، يشكل ضعفاً جيو- -سياسياً للعراق كله، لأن العراق وحدة واحدة لا تتجزأ ولا تقبل التفكيك من أجل " الفدرله " الإستعمارية !!

 

رابعاً- إن شعبنا الكردي عريق في عراقيته ومنذ مئات السنين يعيش مع أشقاءه العرب، ولم تحدث إشكاليات أو مطالبات بالإنفصال، فلماذا تحدث الآن ومن الجهة التي تروج لها وتتبناها؟!

 

خامساً- شعبنا الكردي العزيز قد شخص الذين يروجون للانفصال وهم  ( كوخات )  الطالبانيين و  ( كوخات )  البرزانيين، وهما قبيلتان كرديتان إقطاعيتان، متضادتان ومتعارضتان وتدفعهما المصلحة فقط، ولا تراعيان مصلحة الشعب الكردي ولا مستقبله وتاريخه، وفي مقدمة أهداف الحزبين الكرديين اللذين يتحكمان بمصير شعبنا الكردي، إشباع غرورهما بالزعامة ونهمهما للمال والنفوذ لا غير، ومن أجل ذلك تعاملا مع "إسرائيل" وإيران وأمريكا .. أما شعبنا الكردي فلم يحصد غير الفقر والمرض والتشرد والسجون .. ولا أحد يستطيع أن يؤكد بأن شعب الكردي العراقي، الذي يعتز بعراقيته منذ عصور، والذي تعايش مع أخوته العرب وباقي القوميات في السراء والضراء وقاتل  مع جيشهم  جيش العراق العظيم، أعداء الوطن وأعداء الأمة وربط مصيره بمصير العراق وسلامته الإقليمية وبحريته واستقلاله ودافع عن سيادته ، يتطلع إلى الانفصال كما تريده  ( إسرائيل )  و  ( جون بايدن )  وغيرهما ، لأن مصلحته الحقيقية كواقع  ( اجتماعي وثقافي واقتصادي وجغرافي وتاريخي وحضاري )  مع مصلحة الشعب العراقي العربي في العراق، ومع مصلحة الأمة العربية - وهل ننسى القائد العظيم صلاح الدين - ؟! .. ومن الصعب الحديث عن وضع حدود وجدران تفصل الأكراد عن العرب بأي حال !!

 

سادساً- الإشكاليات التي تبرز حيال المسألة الكردية في العراق والدول الأخرى، تحل عن طريق التشريع الداخلي، وليس على أساس الحلول الوافدة.. وكلٌ له تقديراته الموضوعية، ولا أحد يستطيع أن يفرض شروطه من الخارج أبداً !!

 

الصوتان اللذان ظهرا على الساحة العراقية في هذه الظروف.. أحدهما يبدي همساً وباستحياء حول  ( الكيان السني في الأنبار )   .. سيخرسه ويسقطه شعبنا سقوطاً اجتماعياً وأخلاقياً وبأساليب أخر.. أما الصوت الآخر .. فهو نشاز ينظر إلى الحقيقة بعين واحدة ونَفَسَهُ قصير ورؤيته لم تكن موضوعية وهَوَسهُ التخلص من  ( طنين )  الحزبين الكرديين العميلين، الذي يولد الصداع في رأس الآخر غير القادر على احتماله .. وتلك مسألة لا أحد يتكفل فيها غير الشعب العراقي كله بدون استثناء من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب .. إنها مسألة وطنية محضة ّ.

 

 





الثلاثاء٠٧ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة