شبكة ذي قار
عـاجـل










المتتبع للمشهد التاريخي والسياسي لاقليم كوردستان العراق واطلاعه على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتحولات في البنى التحتية العمودية والافقية نجد ان الحزبين الرئيسيين ( حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني ) هما المسيطران على المجتمع الكوردي ويختزلان نضال شعبنا الكوردي منذ اندلاع الحركة التحررية الكوردية في عام 1961 ولغاية يومنا هذا، في حين ان طلائع شعبنا الكوردي من مختلف الاحزاب والكتل ناضلو على مختلف الاصعدة وقارعوا الحكومات السابقة دون هوادة وكانت الجهود بمختلف الوانها واشكالها تصب في الدفاع عن حرية وعدالة القضية الكوردية.


ومع احتلال العراق من قبل القوات الامريكية وحلفائها في الخارج والداخل، دخل العراق مرحلة الفوضى السياسية والادارية وبرزت الاحزاب الطائفية والقومية والعرقية ودخل العراق في نفق مظلم والفساد كشر عن انيابه وخرب في عمق الدولة العراقية واصبح مرتعا خصبا للتدخلات الخارجية والاقليمية، واستغل الحزبان الكورديان الظروف الصعبة التي يمر بها العراق وتمادوا في بسط سيطرتهما ونفوذهما وسلطاتهما على الاقليم في كوردستان وعلى المحافظات المجاورة جغرافيا وخلقوا ازمة المناطق المتنازع عليها.


ونتيجة الممارسات الخاطئة والظواهر المدانة من قبل قادة التحالف الكوردستاني ظهرت احزاب اسلامية وليبرالية وعلمانية في الساحة الكوردستانية تقف بالضد من توجهات وايدلوجية الحزبين واستطاعت هذه الاحزاب من خلق وعي جماهيري والتفاف الشارع الكوردستاني وتاييده لهذه الاحزاب التي ترعرعت في احضان المثقفين والعمال والفلاحين والطلاب وقادت في الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات الجماهير واستطاعت ان تحقق موقعا متقدما في عقل وسلوك المواطنين الاكراد وانحسر نفوذ الحزبين في الوسط الجماهيري وكل الدلائل والمؤشرات تدل على انقلاب نبض الشارع على التحالف الكوردستاني مما دفع قيادة الحزبين لمحاربة الحريات العامة للجماهير وخنق الانفاس على المناضلين واصدار العديد من القوانين الجائرة والتي تقف بالضد من امال وطموحات المواطن الكوردي، وقد شهدت محافظات الاقليم ونواحيه في هذه الايام تظاهرات وتجمعات وهتافات جماهيرية تندد بقانون منع قيام التظاهرات.


ورأينا يتناغم مع مطاليب جماهيرنا الكوردية في اقليم كوردستان لرفع الحيف واطلاق الحريات العامة واعادة النظر في القوانين التي تكبل وتقيد من الحريات العامة والحقوق المصانة في الدستور للمواطن الكوردي الذي اصبح محاصرا في افكاره وفي التعبير عن منطلقاته نحو فضاء يسوده الامن ويحمي كرامته.


مما تقدم يلمس المرء ويستنتج عدم انسجام افكار قادة الحزبين مع حركة الجماهير الزاحفة للامام نحو حياة ديمقراطية وعيش رغيد وسلام دائم مع كافة مكونات شعبنا والتمسك بهوية العراق الواحد الفيدرالي واحتفاظ اقليم كوردستان بخصوصيته الاقليمية ضمن الدستور.

 


حزب الحرية والعدالة الكوردستاني
٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١١

 

 





الاحد٠٥ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة