شبكة ذي قار
عـاجـل










عاد دجّال الحوزة الى ربوع الوطن المحتل بعد أن أجريت له في دولة الملالي إيران, وعلى يد خبراء في شتى فنون الشر والشعوذة والمكائد, عمليات مختلفة لغسل الدماغ والمشاعر والعواطف, رغم قلّتها وضحالة محتواها أصلا. وقد يكون لعودته"الميمونة"التي تمّت برمجتها بشكل مدروس, أهداف وغايات تصبّ جميعها في خدمة أسياده المجوس. فمن واجبه بطبيعة الحال ردّ الجميل لهم على كرم الضيافة وحسن الاقامة ووفرة الخدمات الشخصية التي تلقاها إبتداءا من زواج المتعة وإنتهاءا بالغزل بالمذكّر.


وقد سبق عودة الأبن الضال مقتدى, الذي ما إقتدى به أحد غير الساذج والبليد والضايع صول جعابه, تصريحات للسفير الايراني في بغداد المحتلّة قال فيها "إن ظروف تشكيل حكومة المالكي الحالية أفضل بكثير من الظروف السابقة". وليس غريبا أن يكون رجوع الدجال مقتدى الصدر الى قواعده في النجف سالما غانما وبضوء أخضر من السفير الأمريكي طبعا, الاّ جزءا من تلك "الظروف"الجيدة" التي وفّرت للعميل نوري المالكي جميع الفرص لتشكيل حكومة احتلال جديدة.


وبالرغم من أن تيار الصدر فقد معظم موجاته الترددية والقدرة على كهربة الأحداث لأن غالبية عناصره سلكوا طريق سيدهم المعّمم الذي رفع شعارا خاصا به, رغم كونه لئيم ومتقلّب الأهواء والأمزجة, هو :"في الأرض منأى للكريم عن الأذى - وفيها لمن رامَ العُلى متحوّلُ" الاّ أن "سماحته" وبسبب إنتمائه العائلي وليس لسبب آخر, سيبقى ورقة مهمّة مطروحة على طاولة اللعب في كازينو السياسة في عراق اليوم.


وبكل تأكيد سيساهم وجوده مع تياره الذي تمّ تدجينه وترويضه بالكامل في منح حكومة العميل المالكي عكّازا "شيعيا" لتستمر في السير على الطريق المرسومة لها من قبل الاحتلالين الأمريكي - الايراني, ولو بخطى متثاقلة ومرتبكة. ففي أول تصريح للمدعو على الدباغ الناطق باسم حكومة الشراكة اللاوطنية قال فيه, "إن عودة مقتدى الصدر تصبّ في صالح الاستقرار السياسي في العراق".


والمقصود بالكلام هو ان الصدر مقتدى سوف يكون عونا وسندا للعميل نوري المالكي خوفا, هكذا يفكّر أرباب نعمة الصدر والمالكي والحكيم وشيعة إيران من عراقيي المنطقة الخضراء, من تعاظم نفوذ وتأثير وهيمنة الأطراف "السنيّة" والعلمانية الأخرى التي دخلت حلبة السباق وبدأت تستسيغ طعم "الديمقراطية"الأمريكية التي دمّرت العراق وطنا وشعبا وأرضا وتاريخا ومستقبلا, وجعلت المواطنين فيه يحنّون الى أي عصر غابر بما فيه العصور الجاهلية الأولى, حيث كانت تسود بعض القيم والعادات والأخلاق التي يتحتم ويشترط على كل فرد أو قبيلة إحترامها والالتزام بها. أمّا عراق اليوم, فمن الصعب على أي خبير أو مؤرّخ أن يطلق عليه تسمية أو صفة تليق به كدولة في القرن الواحد والعشرين. لأن الأمور إنقلبت فيه رأسا على عقب ولعدّة مرات.


إن حكّام المنطقة الخضراء رحبّوا, كل حسب موقفه وأهدافه وقدرته على التملّق والتزلّف, بعودة دجّال الحوزة الناطقة بالفارسي مقتدى الصدر الى بيت الطاعة الأمريكي وليس الشيعي. خصوصا وإن له في الحكومة الجديدة حصّة لا يُستهان بها ممثلة بوزارات حقيقية وأخرى وزارات دولة وهميّة كهدايا ومكافآة له. فضلا عن أن وجوده في إيران للدراسة, والله أعلم إذا كان الأمر كذلك, لما يقارب الأربعة أعوام لا يخدم مصالحه الشخصية والعائلية والحزبية ولا يبدو,, في نظر الأمريكان باعتبارهم حُماة ورُعأة العملية السياسية ومعها جميع العملاء, أمراً محبّبا أو مقبولا. فالأمريكان يريدون من العميل أو المشارك في مشاريعهم وخططهم أن يكون واضحا ومخلصا ولا يلعب على الحبَلين. ولا يهم بالنسبة لهم أن يكون معمّما أو أفنديا أو حتى عارٍ تماما.


ثم أن وجود مقتدى الصدر المتقلّب والمشاكس وغريب الأطوار بصحبة قطيع المنطقة الخضراء الذي إستطاب له المقام فيها وأدمن على العلف الأمريكي المعطّر برائحة الدولارات, أفضل بكثيرمن وجوده خارجا عن سيطرة الفرقاء والشركاء. ناهيك عن أن مقتدى الصدر, الذي لا يملك خبرة لا في السياسة ولا في الدين ولا في اللغة, وخيرُ كلامه أسوء من صمته, بدأ يعي ويدرك تماما الفائدة والقيمة المادية, والتي تعد بملايين الدولارات, من وجوده وما تبقى من تياره كشريك في مجلس إدارة "الموسسة العراقية لأدارة المصالح الأمريكية - الايرانية في بغداد" والتي اُطلق عليها مؤخرا لذرّ الرماد في العيون إسم حكومة شراكة وطنية.

 


mkhalaf@alice.it

 

 





الجمعة٠٣ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد العماري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة