شبكة ذي قار
عـاجـل










أصبح استذكار تأسيس الجيش العراقي ونواته الاولى فوج موسى الكاظم في السادس من كانون الثاني 1921 له دلالة وطعم خاص بعد غزو العراق عام 2003 والذي كان حل الجيش العراقي من اولوياته.


فالمؤسسة العسكرية العراقية التي أرست اولى تقاليدها في نواتها بالفوج الوليد في السادس من كانون الثاني 1921 أضحت وعبر تأريخها المجيد وما حققته على صعيد حماية الوطن وتلبية مشاغل العراقيين بوطن مستقل وموحد اضحت مثار فخر لكل المتطلعين لتأسيس عقيدة عسكرية وطنية تستجيب لدواعي المسؤولية اينما اقتضت الضرورة القومية سواء على صعيد الوطن وتحصينه من الاعداء او في نجدة الاشقاء عندما تقتضي موجبات الدفاع العربي المشترك فمنذ ولادة هذا الجيش الباسل قبل 90 عاما كان درع الامة وذراعها القوي يلبي نداء الواجب حيث يكون.


وشهدت فلسطين وسيناء والجولان والاردن والصومال واليمن ولبنان صولات وجولات الجيش العراقي الذي أنتخى دفاعا عن الارض العربية والحق العربي وقدمو اغلى التضحيات في سبيل ذلك.


وجيش بهذه البسالة وهذا الافق القومي متسلح بعقيدة وطنية تستند على روح التحدي ومواجهة الاعداء كان هدفا للطامعين بأرض العراق، واذنابهم الذين وجدوا في هذا الجيش وتأريخه الحافل بالبطولات خطرا على مشروعهم الاستعماري فكانت اولى القرارات الجائرة بعد الاحتلال هي حل الجيش العراقي في محاولة للاساءة الى هذه المؤسسة الوطنية ورموزها التي كانت صمام الامان لوحدة العراق وقوته واستقلاله.


فأصبح العراق بعد هذا القرار من دون سور عال يحمي ترابه الوطني ووحدته الوطنية ودبت الفوضى وأستبيحت الارض من قبل اعداء كانوا يحلمون ان يدنوا من حافات حدود العراق.


وأمعانا بألاساءة للمؤسسة العسكرية العراقية وتأريخها عمدت سلطة الاحتلال الى تشكيل جيش ليس له علاقة بالجيش الوطني السابق ولا امتداداً له كما يروجون عندما احيل عقد تشكيل الجيش الجديد الى متعهد امريكي مدني حصل على عقد تشكيل الجيش العراقي الجديد الذي ولد مريضا ومازال متداعيا تنخر في جسده فايروسات الطائفية حولته الى هيكل من دون فعل يذكر.
فتصورا متعهد مدني امريكي مهمته كانت تشكيل الجيش العراقي الجديد بنواة ثلاث فرق.


فكانت التجربة الاولى لهذا الجيش في معركة الفلوجة الاولى إذ اخفق في اول مهماته في مواجهة المقاومة الباسلة التي كانت تستعر في هذه المدينة الرافضة للأحتلال.


ورغم هذا الفشل اصر القائمون على هذا الجيش على مواصلة جهودهم في عملية بناء جيش لم ينهل من العقيدة العسكرية وتقاليدها التي ارسى دعائمها الرعيل الاول في فوج موسى الكاظم عام 1921.


وبحسب خبراء عسكريين كانوا يرصدون محاولات تشكيل الجيش الجديد فأن نحو (19) فصيلا من الميليشيات التابعة للاحزاب المشاركة بالعملية السياسية كانت عماد هذا الجيش الجديد ولاحظوا ان ولاء هذه الميليشيات التي انخرطت في تشكيلات الجيش هي لاحزابها وليس لجيش مهمته الاولى الولاء للوطن والتضحية من اجله.


وتجربة السنوات السبع التي اعقبت حل الجيش العراقي تؤكد ان هذا القرار الذي لا تزال تداعياته متواصلة كان القصد منه اخراج هذه القوة من معادلة الصراع في المنطقة لصالح الساعين الى اضعاف العراق وتهميش دوره ليبقى متداعيا وغير قادر بالتأثير في مجريات الاحداث.


وهنا لا يفوتنا ان نذكر عمليات الملاحقة والتصفية الجسدية التي طالت المئات من رموز الجيش العراقي خصوصا الطيارين وبعض الحلقات الفنية في تشكيلات هذه المؤسسة العسكرية الذين كان لهم الدور المشهود في الدفاع عن العراق والمشاركة في الدفاع عن الارض العربية خلال الحقب الماضية اضافة الى حرمان مئات الالاف من منتسبي الجيش العراقي من حقوقهم بعد قرار حاكم العراق المدني بعد غزوه 2003 بول بريمر.

 


a_ahmed213@yahoo.com

 

 





الاربعاء٠١ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة