شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما دخـلَ قاعـة َ الإعــدام ِ و راحَ ينظرُ إلى المكان ِ بقامـة ٍ منتصـبة ٍ غيرَ مكترث ٍ بما نـُصِبَ له , كأنـّه ُعلى موعد ٍ مع الجماهير ِ لإلقاء ِ خطاب.. فكانت هذه القصيدة ُ من وحي المشهد .

 


مِـنْ وحـي الـمـشانــق

 


تـَرنـو الـجـمـاهــيــرُ هـا قـد لاحَ مـُبْـتـَهـِجـَا
كـعــهــدِهِ جـَـبـَـلاً لا يـَـرهــــبُ الـلـُّجـَـجـَـا
و راح َ يـشـمـخ ُ مـثـلَ الـطــود ِ مُـنـْتـَـصِـبـاً
بـقـامــة ٍ بـِــمــداهـَـا الـمـجـــدُ قــد لـَهـِجَــا
وفـارسـاً يـَمـتـَطـِي ظـَهـرَ الـــردى فـَرَساً
و فــاتــِحـاً لــمُــلاقــــاة ِ الـــعــــدا خـَـرَجـَــــا
يا مـَنْ خـَطـَوتَ بـِسَاح ِ الموت ِ مُـبْـتـَسـِمَـاً
كـأنَّ وجــهـَــكَ أعــطــى مــوتــَـكَ الـوَهـَـجَــا
هـا قـد نـَـثـَـرتَ بأركــان ِ المَـكـَـان ِ سَـنـَـــــا
فـكــنــتَ فـجــراً بـقــلـب ِ الـلـيـل ِ قـد وَلـَجـَــا
في حـضرة ِ الـمـوت ِ يـهـتـَزُّ الورى هـلـعــاً
وأنــتَ كالـرمــح ِ لـم نـَـلـمَـحْ بــهِ عـِـوَجـَــا
دنـوتَ مـنـهــم وكـانَ الـغـــدرُ يـَـرســمُـهُ
عـلى الــوجـــوه ِ ســـوادٌ بالـخـَـنـا مُــزِجَـــا
و قـد تـَفـَـرّسـتَ وجـــهَ الحـاضـريـنَ و لـَمْ
تـَجـِـدْ ســوى هَــمَـج ٍ قــد مَـجـَّـدوا هـَـمـَجـَـا
غــطـُّـوا وجــوهـَهـُمُ مـِـنْ سـوء ِ طـلعـتِهَا
و كـانَ وجـهـُــكَ ضوءَ الصــبـح ِ مُـنـبـلِجـَـا
كانـوا ضـباعـاً و كـنـتَ اللـيـثَ بـينـَهـُــمُ
أذهـلـتـَهـُم لـم تـكــنْ بالـمــوت ِ مُـنـزَعـِجـَا
و كـانَ صـوتـُـكَ باسـم ِ الله ِ يـُـرعـِـبـُـهـُـمْ
لـفـرط ِ مـا جـَـبَــنـَـوا قــد أكـثـروا الـهـَرَجـَـا
لـمّـا هـَـتـَـفـْتَ تـَـنـَـاخـَوا باسـم ِ أرذلـهـِـمْ
قـــوم ٌ بـكــلِّ زمــــان ٍ أوقـــدوا الـرهـَــجـَــا
تـلكَ الضـبـاعُ استـَراحـَتْ مـِنْ مُروّعـِهَا
مـِنْ بـعــدِما أيـقـَـنـَـتْ أنَّ الـزئـيـرَ سـَجـَــــا
الـتـافــهـونَ عـلى فـــرط ِ الـغــبـاء ِ بـِهـِـمْ
ظــنـّــوا مـَـمـَـاتـَـكَ قـد أهــدى لـهـمْ فـَـرَجـَـا
فـكـانَ مــوتـُــكَ إيـذانــاً بــمــوتـِـهـِــــــم ُ
فــفــوقَ كـذبــتـِهـِـم قـَدْ زدتـَهـُـمْ حَـرَجـَــا
قـالـوا جـَـزِعـْـتَ بـهـا .. لـكـنـَّهـُمْ خـَسِـئـُوا
بـلْ كــنــتَ بـيـرقـَهَـا نـحـو الـعـُـلـى عـَـرَجـَـا
*************************
إنَّ الـمـَـشـَـانـِـقَ أقـــبـــاسٌ يُـنـارُ بـهــا
دربُ الـمـَـسـير ِ إذا لـَـيْــلُ النـِّـفـَـاق ِ دَجـَـــا
كم عـَظـّـمَ المـوتُ مـَشـنـُوقـاً و خـَـلـَّـــدَهُ
رمـــزًا و شـَـانـِـقـُــه ُ طـيَّ الـبـِلى اندرجـَــا
ما كـلُّ مـن يـَعْــشـَـقُ الأوطـانَ يـمنـحـُهَا
دمـــاً ولا كـــلُّ صــبٍّ يُـرخـِـصُ المـُهَـجَـا
أفـضـتَ روحـَـكَ نــبــعــاً دافــقـَـا فــسـقـى
حــبّــاً بـكـلِّ قــلــوب ِ الــنـاس ِ قـدْ وَشَـجَـــا
ظـَلـَّتْ فـِلـَسـطـِيـنُ صـَيحـــات ٍ تـُردِّدُهــا
عـلى المَـشـَـانـِـق ِ حتى أخْــرَسـُـوا الـوَدَجَــا
ربــــاهُ إنـّكَ خــيــرَ الراحـمـيـنَ أجــِـبْ
مَـنْ لـلـشــهــادة ِ يـهــفــو إذ إلــيــك ِ لـَجـَـا
لـمّـا دنـا الــمــوتُ قــَدْ أعـلى تــشـهـُّـدَه ُ
يرجو رِضَاكَ ومَنْ يـَضـمـَنْ رِضـَاكَ نـَجـَا
إنَّ الـنجـاة َ لـَـطــوقٌ لا يــفـــوز ُ بـــــه ِ
إلا الــذي لــم يَــجـَــدْ إلا رَجـَـــاكَ رَجــَـــا
*************************
صــدام ُ يا مـَـنْ بـذلـْـتَ الـرُّوحَ مُـرخصة ً
فـكـانَ بـذلـُكَ فـي صِـدْق ِ الـهـوى حُـجَـجـَا
ها أنـتَ ذا قـد أقـَمْـتَ الـنـهـجَ مـَلحـَمَـة ً
مَـنْ رامَ دربَ العـُلى ؛ في عُـرسـِها هـَزجـَا
خـاطـتْ لـوقـفــتـِكَ الأقـــدارُ راضــيــة ً
ثـوبَ المـُنى مـِنْ سَـنـَا الأمـجاد ِ قد نـُسـِجـَا
كمْ كـنــتَ تـزرع ُ دربَ السـائريـنَ هـدى
وكـنـتَ تـَـقـطــِفُ للأجــيــال ِ ما نـَـضِـجـَـا
كـم رُحــتَ تـصـنعُ للـتـاريـخ ِ ذاكـــرة ً
فـصـارَ فـي ذكـــركَ الـتـاريــخُ مُـمْـتـَـزجـَا

 

 

 





الاحد٢٧ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شعر محمد نصيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة