مدخل :
في 3 أيلول من العام 2005 كتبت هذه المقالة في بغداد واليوم كيف تجدون حال صناعتنا الوطنية؟ بل زراعتنا بعد أن أخذنا نستورد الطماطة والخضر من النعناع إلى الكرفس.. كانت عندنا صناعات كبرى وكنا ننتج ما تتنافس دول الجوار على استيراده منا لجودته.. والآن وفي ظل الاحتلال فككت المصانع ونهبت وصارت وزارة الصناعة والمعادن ديكورا لا أكثر، وأصبح النجيفي الآن رئيساً لما يسمى البرلمان، والصناعة العراقية ما دخلت الأسواق المحلية، وليس العالمية، فماذا سيصنع الوزير الجديد، وبأي أكاذيب سيطلع علينا؟!.

المقال
تصريحان متناقضان أدلى بهما السيد أسامة عبد العزيز النجيفي وزير الصناعة والمعادن أعطى في أولهما وعداً بدخول الصناعة العراقية إلى الأسواق العالمية وفي الثاني قال إن الصناعة العراقية تتعرض إلى حرب اقتصادية.

والعراقيون يعرفون أن صناعتهم الوطنية شهدت انهياراً مريعاً بعد التاسع من نيسان عام 2003 بعد أن أحرقت ونهبت المعامل والشركات الصناعية الكبرى وعمد المحتلون إلى إيقاع اكبر الأذى بالصناعة العراقية ليمكن التعاقد مع شركات أجنبية لإعادة اعمارها من جهة وإغراق السوق العراقية بمنتجات أجنبية كان لها بديل في الصناعة العراقية.

كيف سندخل الأسواق العالمية ونحن بأجنحة صناعية مقصوصة مهيضة؟..

إن المثل القريب الذي يمكن الاستنجاد به هو صناعة السمنت العراقية، وكانت من الصناعات المرعبة لدول الجوار، فقد كانت من الصناعات المتقدمة وإنتاجها أفضل من إنتاج أي دولة إلى درجة أن تهريب السمنت العراقي كان قائماً على قدم وساق حتى إلى الدول المجاورة التي فيها صناعة سمنت، وللعراق ثلاث شركات كبرى لإنتاج السمنت هي العراقية والشمالية والجنوبية.. ولكننا لم نعد نجد السمنت العراقي في الأسواق ونجد أنواعاً من السمنت المستورد الذي كان يحلم بالدخول إلى أسواقنا، ويحلم بمنافسة السمنت العراقي.. وقس على ذلك بقية الصناعات.

إن المطلوب الآن، أن نعيد الصناعة العراقية إلى سابق عهدها لتتربع على عرشها، ثم ننشئ جمعيات شعبية لتشجيع الإنتاج الوطني، وقد كانت مثل هذه الجمعيات ناشطة في المجتمع العراقي في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، ثم نخطط بعد ذلك لدخول الأسواق العالمية.