شبكة ذي قار
عـاجـل










لدينا مشروع بدون برنامج ولا عمل سياسي حقيقي في العالم العربي هي أجندات استعمارية ينفذها الحكام بإخلاص حتى وان كانت في محصلتها النهائية ضد مصالحهم الذاتية.


في الأقطار العربية كافة استبدلت الجيوش بالقوى الأمنية فصارت هذه القوى تزيد بعدد منتسبيها عدد جنود الجيش ، وهذا ما يشير بوضوح أن الهدف حماية العروش بدل الأوطان والذي يشير أيضا بما لا يدع مجالا للشك أن عدد كادر القوى الأمنية المتزايد يثبت أن يقظة الشعب هي اخطر عدو يواجه السلطة فتسعى دائما لمحاصرتها وقمعها.


القوى الأمنية تحكم الأوطان والسلطة تنفذ المشروع الاستعماري وهي تنام قريرة العين في حضن رجال الأعمال أو العكس.
والأمر سيان في كلا الحالتين لأن واقع من ينام بحضن من ليس مهم بقدر ما أن هناك فعل هو النوم بحضن الأخر وهذا عنوان تحالف الاستبداد والفساد بوجه الشعب ومصالحه الوطنية ببعدها القومي.


دأبت الأنظمة منذ عقود بتلمس طريقها نحو الخلود في السلطة بعد أن فشلت حركة التحرر القومي من تجديد برنامجها أداة المشروع الناهض فاعتنقت السلطة العمالة فصار التعاون الأمني مع المستعمر وجهة نظر وخط سياسي معترف به وله منظريه ومريديه.


و وصل الأمر بالمشروع الاستعماري وبأدواته من أنظمة وغيرها إلى تشريع الانفصال في مكاناً ما من الوطن الكبير ومن فرض الوحدة أو إعادتها في مكاناً ما للضرورات الأمنية لحماية مكتسبات المستعمر التي حصل عليها في ظل التخاذل والتراكض نحو إرضاء السيد بحني الظهور أمامه.


واقع امتنا العربية عموما لا يبشر بالمستقبل الأفضل ولولا صمود غزة البطولي وتعاظم دور المقاومة العراقية في تنبيه العقل العربي لحقيقية الصراع وتوجيه الشارع نحو التصدي لثالوث العداء ، ولولا أيضاً تصاعد وتيرة العمل النضالي الشعبي في الاحواز المحتل ، لما كان لدينا بصيص أمل ، مع أن الواقع يفرض نفسه بسحابة ضباب هي في الأصل ظلام ابيض .


الأحزاب جميعها ولأي مدرسة فكرية انتمت لا زالت تحفظ وترفع الشعارات البراقة بدون برنامج حقيقي، والمشروع القومي الناهض هجره الساسة والمفكرين واكتفوا بالشعارات.


فالعمل السياسي بالنسبة لهم ردة فعل وليس خط برنامجي بهدف استراتيجي يحقق الوصل لتنفيذ المشروع الذي هو الغاية في الخط النضالي العام.
ليس تشاؤم أو رضوخ لواقع مرير ، بل نقد مرحلة رموزها الفساد والاستبداد والعمالة والجهل العام والخاص ، ومع كل هذا لا زالت لدينا أخر القلاع و أخر الخنادق ، فالبندقية العراقية المقاومة والصمود الغزاوي الأسطوري والخطاب النضالي الاحوازي هم أدواة الوعي الحقيقي.


والحراك الشعبي الشبابي من شباب ستة ابريل في مصر الذين أعادوا الهيبة لمصر جمال عبدالناصر وشباب جك في الأردن الذين برهنوا أن الصبر والاستمرار سيحقق نصراً فتسعون يوم من الاعتصام أمام مسجد الكالوتي لإسقاط اتفاقية وادي عربه المشئومة وكنس سفارة الكيان الصهيوني عن الأرض الأردنية تستحق وقفة احترام.


كل هذا والكثير من الحراك الشعبي يعطينا حقنة أمل لنبقى .
ما ينقصنا شيء واحد أن هذه المجاميع النضالية وفي معظم الأقطار عليها أن تتبنى النهج الأدبي للمقاومة بصورة أوضح وان تكون الامتداد الإعلامي لها.
المقاومة المسلحة بدون جماهير تلتف حولها وتتبنى نهجها وتنشر أدبياتها وتكون صوتها الإعلامي هي عمل عسكري مجرد من المعاني الحقيقية للثورة ، والعمل النضالي الشعبي بدون مقاومة مسلحة هو حراك فوضوي لا يستطيع حماية انجازه.


والبرنامج بحاجة دائمة لتحالف النضال الشعبي مع المقاومة المسلحة و وجب الصدام بين كل جولة وجولة مع السلطة لتعرف أن مخططها لن يمر بهدوء.
دون أن يلتقي الجميع على طاولة حوار يكفي أن نكون جزء من حركة التحرر القومي لتبني البرنامج وان تكون الإشارات والحراك النضالي المقاوم عنوان اللقاء لانجاز العمل وتحقيق المشروع الناهض من خلال برنامج يتفق عليه من خلال أيضا الجولات النضالية اليومية للمجاميع كافة.


وعلى الأحزاب القومية أن تزج بكوادرها الشبابية في خضم العمل الشعبي ليعطوا للعمل الرافعة التي يحتاج تنظيمياً وليكونوا جزء من حركة التاريخ لا أن يكونوا لاعبي احتياط في معركة وجود الأمة.


أن برنامج النهوض بالمشروع له أدبياته التي فرضت نفسها اعتماداً على حركة التاريخ ولكل حقبة على حدا وأساسها تحالف قوى الشعب.
نحن بحاجة ماسة لدراسة كل ظواهر العمل النضالي وبخاصة الشبابي لنؤسس لحراك جامع متفقين على أسس البرنامج من أجل المشروع القومي المحقق للوحدة والعدالة الاجتماعية.


في مرحلة ما من عمر المقاومة العراقية وبرسالة جوابية للسيد رئيس تحرير صحيفة المجد طلب سيادة رئيس جمهورية العراق تحالف القومين من المدرسة الناصرية والبعثية في إطار جبهوي واحد ، إلا أن مطلبه والذي جاء اعتمادا على فهم حركة التاريخ و وجوب قيام جبهة قومية تتصدى لثالوث العداء وتحقيق الوحدة العربية وبناء الدولة لم يجد آذن صاغية والسبب غياب القيادات القومية عن واقع الشارع ونبضه.


فالشارع العربي عموماً عندما يتوجه لانتخاب الحركة الإسلامية في أي انتخابات لا يسعى لاستبدالها بالحراك القومي بقدر ما أن الشعارات الإسلامية السياسية لازالت جاذبه وان كانت بلا برنامج يحققها ،وهذا دليل الفراغ والفجوة الذي أوجدته القيادات القومية عندما شخصنة النضال القومي ولم تطور البرنامج بما يواكب تقدم المجتمع.


والفجوة هي التي دفعت هيئات شبابية وشعبية للظهور بعيداً عن مظلة القيادة الحزبية التقليدية.
أن السعي للالتحاق بركب الاحتجاج المطلبي لجموع الشباب وتطوير المطالب وربطها بأدبيات العمل المقاوم هو فقط ما يؤسس للبرنامج بعيداً عن الغايات الحزبية الضيقة والتي فقدت بريقها بعد أن تحولت من أحزاب قومية إلى تجمعات تناضل لتبقى ضمن أجندات الإعلام الرسمي.



Etehad_jo@yahoo.com
00962795528147

 

 

 





الثلاثاء١٥ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الصباحين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة