شبكة ذي قار
عـاجـل










3- بروزقيادات مرحلية طارئة على الفكر


كل الدراسات والوثائق المعنية باستمراروتطور الاحزاب و خاصة الثورية منها تؤكد أن تقوية وتحسين العمل القيادي فيها من الاهمية بمكان بحيث تمكنها من التحكم في إستقرار العمل الحزبي و في بنائه والاكثر من هذه الاهمية هي إيجاد كل الوسائل و الطرق بإلارتقاء بقدرات القيادات الفكرية والتنظيمية وبنفس الوقت وبذات الاهتمام يكون الجهد بتنمية قيادات جديدة,وذلك لان التهيئة الجيدة لهذه القيادات أو الكوادرعموماًوالجدية في نوعيتها منها خصوصاً يرتبط إرتباطاً وثيقاً بواقع الحزب ومستقبله وقدرته في التأثير على الجماهير وفي رسم سياسات الحزب وفي تمثيله تمثيلاً صحيحاً سواء على مستوى الفكري أو السياسي.وفي عالمنا المعاصر تحتاج الاحزاب الى كوادر ترتقي في عملها القيادي الى مستويات عالية من المعرفة بالفكر أولاً وبالعمل الجماهيري ثانياً وبالعمل السياسي ثالثاً,وأيضا يتطلب منها أن تكون بمستويات توجب عليها الانتاج الفكري والتنظيمي لكي تكون مساهمتها في الحزب مثمرة,إن عملية الاثراء هذه مطلوبة ولكنها غير محكومة بحجمها ولا بإتجاهاتها ولكنها قد تكون محكومة بمتطلبات المستوى القيادي أي مستحقات الموقع القيادي من هذه المعرفة ومن الخبرة النضالية أيضا واللتين يمكنان القائد والكادر من العطاء والانتاج الفكري والنضالي,والمهم في الدور القيادي هو القدرة على الانتاج من القدرات النضالية للمنتمين من المكون الحزبي.وهذا الانتاج النضالي الغير المشروط إلا من شرط خلوه من عنصر الوصايةوالتي تسلب أعضاء الحزب إرادتهم وتحولهم من عناصر منتجة نضالية الى عناصر متفرجة على العملية النضالية,لان هذا بدوره أيضا يساهم في مصادرة كل مظهر للديمقراطية في التنظيم الحزبي.بل يحول الحالة النضالية الى خلق سلبي وليس أيجابي ويحصر الطاقات ويجعلها تستنفذ قوتها في جهد ثانوي أو في تنمية سلوكيات لا تخدم الحزب و مناضليه,وفي نفس لا يجب على الحزب أن يرتضي في مشئلة الاعداد بالتخصص في الانتاج(فكرياً أو نضالياً) ولكن من الممكن أن يكون مقبولاً أن يكون التصنيف على حجم ونوع الانتاج الحزبي و ماعداه يكون مرفوضاً .وبتعبير أدق لايكون في مصلحة العمل الثوري أن يبداء الحزب بتصنيف كوادره على أُسس غير الانتاج النضالي (الفكري والتنظيمي و الجماهيري والسياسي) ولان ماعداه فهو يضعف الحزب ويؤدي به الى التوقف أو الى التباطء في مسيرته ويجعله متخلفاً عن حركة الواقع والتأريخ ويخلق مشكلة مستقبلية في ترتيب القيادات الحزبية لان فلسفة العمل النضالي لا يمكنها أن تخرج عن دائرة تحددها النوع النضالي الذي يتمتع فيه الكادر والقائد والذي قادر ان يخدم حركة الحزب الانية وليس في الكم النضالي الذي يدخره المناضل والذي يمكن أن يساهم في خلق تاريخ نضالي مشرف للحزب ويكون مصدراً من المصادر الأساسية التي تعول أجيال الحزب عليها في حدود الخبرات المكتسبة والتجارب الغنية بالممارسات النضالية.وفي نفس الوقت يمكن أن يُحسب التاريخ النضالي للكادر أو القيادي في تكوين مرجعيات فكرية ونضاليةٍ ولكن لا يجب ان يحسب في ترتيب القيادات وتصنيفها.

 

هنالك حقيقة قد ترتقي لان تصبح قانوناً أو ناموساً للأحزاب الثورية وهي العمل وبكل جدية لانماء ثقافة تقبل التميز بين الاهمية وبين السلطة في الحزب, وقوام وجوهر هذه الثقافة تقوم على إعتبار كل أعضاء الحزب هم في مستوى واحد من الاهمية ولكن في نفس الوقت لايجب أن تقتصر الترويج لهذه الحقيقة في الخطابات الانتخابية الحزبية فقط ولاتحسب هذه المعادلة عند ترتيب القيادات(الترويج لها في الانتخابات الحزبية المعتمدة عند اكثر الاحزاب الثورية),وإذا ما نجح الحزب في تعميق هذه الثقافة فإنه يُحكم على معظم الامراض التي تصيب الاحزاب و الحركات بالانتهاء,لأنه سوف يسود إدراك بان المناصب الحزبية لا توازي شرف الاهمية التي يتمتع بها المناضلون,وبذلك يقبل المنتمين بالخضوع لراي القيادات بقناعة تامة و في نفس الوقت يشعرون بأنها تعني مصلحتهم ولا تعني مصلحة القائد الحزبي بذاته المنفردة ,بمعنى أدق أن تسود قناعة بأن كل قرارات القيادة ستكون القواعد مساهمة بصناعتها ومساهمتها بشكل مباشر أو غير مباشر, وإن هذه المساهمة قد تبلورت عبر صيغ ووسائل حزبية,وإن تأثيرات هذه الثقافة ستنعكس على حركة الحزب بأنها ستكون جماعية أكثر ومؤثرة في الوسط الجماهيري بدرجة أقوى,وسوف تلغي توظيف القائد أو الكادر الحزبي لموقعه القيادي لمصلحته ويتحول الموقع القيادي الى عامل ضغط على الذي يشغله وذلك بأن يسخر الكادر كل إمكانيته لتحقيق إستحقاقه للموقع القيادي وليس العكس, وتتحقق بالفعل مقولة إن الموقع القيادي تكليف من القواعد وليس تشريفاً من القيادة..

 

إن القيادات الحقيقية لا تخلقها فقط المواقف وإنما تؤكدها قدرتها في تطوير إمكانياتها في جميع شؤون الحياة الفكرية والسياسية والتنظيمية والاقتصادية والاجتماعية و حتى في مجال الاعلام والفنون,وإن هذه القدرة التطويرية هي التي تؤهلها للادوار القيادية وليس الاتكاء على الماضي النضالي فقط والا سيبقى الحزب الثوري أسير ظاهرة غير صحية جوهرها تمتع قياداته بتشريف المواقع القيادية وليس بتكليفها من مجموعة المناضلين,ومن الجوانب الايجابية لهذا النهج (التكليف النضالي) إنه لا يهئ الحضانة لنمو قيادات طارئة لا تتمتع بقدرة قيادية تثقل من المسيرة النضالية للحزب بل ستكون عاملاً مضافاً للتسريع من تعجيله في اللحاق بحركة الواقع.ولكن في حالة نشوء حواضن للطفيليات من القيادات الحزبية المركبة في العملية النضالية بل المحشورة حشراً بفعل عوامل غير عوامل الخلق النضالي للقائد كالفعل العشائري أو الاسري أو حتى التي تنبثق من علاقات لا علاقة لها بالمواصفات النضالية, فإن مسيرة الحزب سوف تتثاقل وتصعب عليها ملاحقة التغييرات التي تحدث في الواقع الذي يعيشه الحزب بمعنى أدق سوف يكون الحزب منقاداً لحركة المجتمع وليس قائداً لحركة المجتمع.

 

 





الاثنين١٤ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة